أطفال غزة الرضع أبرز ضحايا التجويع الإسرائيلي: مجاعة ممنهجة وإبادة جماعية على مرأى العالم

ما تقرأهُ في هذا الخبر 🔻

Toggle

في مشهد يُجسّد أبشع جرائم العصر، تتحوّل أمعاء الأطفال الرُضّع في غزة إلى ساحات معركة جديدة للاحتلال الإسرائيلي، الذي حوّل الحصار إلى سلاح إبادة جماعية. المجاعة لم تعد ادعاءً، بل واقعًا ملموسًا يوثّقه عشرات الجثامين الصغيرة التي تتهاوى يوميًا تحت وطأة الجوع، بينما العالم يتفرّج.

مجازر الاحتلال المستمرة

“محمد”، أبٌ فلسطيني شاب، يحمل طفله الهزيل بين ذراعيه، محاولًا إسكات صراخه الجائع بحليبٍ لم يجده إلا بثمنٍ يُضاهي راتبه الشهري. “اشتريت علبة حليب منتهية الصلاحية بمئة دولار.. انتهت خلال أيام، والآن طفلي يموت أمامي”، يقول محمد بصوتٍ مكسور. طفله، مثل آلاف الأطفال في غزة، يعاني من الهزال وسوء التغذية الحاد، بعد أن حُرِمَ من أبسط حقوقه: الغذاء.

التقارير الطبية تُحذّر: 69 طفلًا ماتوا جوعًا حتى الآن، بينما يُدخل 112 طفلًا يوميًا إلى المستشفيات بسبب سوء التغذية. الأمهات المُنهكات، اللواتي يعانين من فقر الدم ونقص الغذاء، غير قادرات على إرضاع أطفالهن، بينما اختفى حليب الأطفال من الأسواق، أو أصبح سلعةً تُباع في السوق السوداء بأسعار خيالية.

اطفال خدج مستشفى الشفاء غزة

منظمة الصحة العالمية تكشف أن 100 ألف طفل وحامل في غزة يعيشون في مراحل “حرجة” من سوء التغذية، بينما تحذّر “أونروا” من أن 80% من ضحايا المجاعة أطفال.

جرائم الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة

في مستشفى ناصر بخان يونس، يُغمى على الطبيب “خالد السر” أثناء إجرائه عملية جراحية، ليس بسبب الإرهاق، بل لأنّه لم يتناول الطعام منذ يومين. “بطني تؤلمني.. لا أستطيع الوقوف”، يقول الطبيب الذي تحوّل من مُنقذ إلى ضحية.

المستشفيات، التي دُمّرت معظمها بقصف الاحتلال، لم تعد قادرة حتى على تأمين وجبة أرزٍ للأطباء. في مجمع ناصر الطبي، يتوقف جرّاح عن إنقاذ طفلة مصابة برصاصة بعد أن انهار من الجوع، ليكتشف أنها أيضًا تعاني من سوء التغذية.

لم يعد هناك مجال للشك: إسرائيل تستخدم التجويع كجزء من استراتيجية إبادة جماعية ممنهجة. وزير جيش الاحتلال يوآف غالانت صرّح في 9 أكتوبر 2023: “نفرض حصارًا كاملاً.. لا طعام، لا ماء، لا كهرباء.. نحن نقاتل حيوانات بشرية”.

القانون الدولي يُصنّف هذه الجرائم على أنها:

  1. جريمة حرب بموجب المادة 8 من نظام روما الأساسي.
  2. إبادة جماعية وفق المادة الثانية من اتفاقية 1948.
  3. انتهاك صارخ لاتفاقية جنيف الرابعة (المادتان 55 و56).

تحوّلت نقاط توزيع الغذاء إلى ساحات مجازر:

إسرائيل تمنع حتى الأعلاف الحيوانية من الدخول، بينما تُجبر الأطفال على أكل أوراق الأشجار.

وفق تصنيف IPC الأممي:


في حربها الأخيرة على غزة، لم تكتفِ “إسرائيل” بقصف المنازل والمستشفيات، بل حوّلت الحصار والتجويع إلى سلاح ممنهج لتحقيق أهداف سياسية وعقابية، مستهدفةً الأطفال والنساء والشيوخ بعيدًا عن ضجيج الرصاص. هذا التقرير يكشف آليات هندسة المجاعة، وتداعياتها الإنسانية والأخلاقية، وكيف دقّ جيش الاحتلال “آخر مسمار في نعش الإنسانية”.

بعد 9 أشهر من الحرب، لم يعد التجويع في غزة “أثرًا جانبيًا”، بل جريمة مكتملة الأركان تُضاف إلى سجل الكيان المحتل. لكن التاريخ يُسجّل أيضًا أن هذه السياسة لم تُضعف إلا شرعية من نفّذها، بينما أثبت الشعب الفلسطيني أن القهر لا يقتل الإرادة، حتى لو بقي الجسد هزيلًا. السؤال الآن: كم طفلاً آخر يجب أن يموت جوعًا قبل أن يتحرك الضمير العالمي؟

العالم يرى أطفال غزة يموتون جوعًا، ويسمع اعترافات قادة الاحتلال، لكنه يكتفي بـ”القلق” و”الإدانة”. في غزة، لم يعد الموت خيارًا، بل حتمية تنتظر الجميع: الرضيع الذي يبكي حتى يغمى عليه من الجوع، والطبيب الذي ينهار أثناء إنقاذ مريض، والأب الذي يدفن طفله في قبرٍ بلا كفن.

السؤال الذي يُلاحق الضمير العالمي: كم طفلًا آخر يجب أن يموت حتى تتحرّك البشرية؟

Exit mobile version