إيران تعلن قدرتها على فرض الأمن الإقليمي بحريًا.. ومناورات ثلاثية مع روسيا والصين تُرسّخ السيطرة على الممرات الاستراتيجية

ما تقرأهُ في هذا الخبر 🔻

Toggle

في ظل تصاعد التحديات الأمنية الإقليمية والدولية، أكد نائب القائد العام للجيش الإيراني للأمور التنسيقية، الأدميرال حبيب الله سياري، أن طهران قادرة بمفردها على إرساء الأمن في المنطقة، مشيرًا إلى أن المناورات البحرية المشتركة مع روسيا والصين في شمال المحيط الهندي تُعزز مكانة إيران كـ”محور” للقوة البحرية.

جاء ذلك خلال تصريحات أدلى بها سياري اليوم الثلاثاء، والتي سلط فيها الضوء على السيطرة الإيرانية الكاملة على مضيق هرمز وسواحل مكران، معتبرًا أن أمن المنطقة “في أيدي دولها” دون حاجة للتدخلات الخارجية. كما كشف عن مشاركة 15 دولة كمراقبين في المناورات، متوقعًا تحول اهتمامها مستقبلًا إلى إرسال سفن حربية للمشاركة الفعلية، في خطوة تُعتبر رسالة واضحة لدول العالم بقدرات طهران البحرية وتصميمها على حماية مصالحها الإستراتيجية.

أكد نائب القائد العام للجيش الإيراني للشؤون التنسيقية الأدميرال حبيب الله سياري، أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية قادرة لوحدها على إرساء الأمن الإقليمي.

في تصريح أدلى به اليوم الثلاثاء حول المناورات البحرية الثلاثية المشتركة بين إيران والصين وروسيا، قال الأدميرال سياري: «إن قضية البحر مهمة للغاية، وباختصارٍ فهي مصدرٌ للثروة والقوة. تفكر البلدان التي لديها أو ليس لديها إمكانية الوصول إلى البحر في الاستخدام الأمثل للبحر. لدينا موارد عديدة في البحر، خاصةً وأننا لدينا اتصال بالبحر في الشمال والجنوب».

وأضاف: «أكثر من 90 بالمئة من الصادرات والواردات في البلدان التي لديها إمكانية الوصول إلى البحر تتم عن طريق المياه؛ لذا فإن أمن الطرق البحرية مهم للغاية».

وأكد الأدميرال سياري أن كامل ساحل الخليج الفارسي تحت تصرفنا، ولدينا السيطرة الكاملة على مضيق هرمز وساحل مكران، مضيفاً: «الحدود الجنوبية وحمايتها مهمة بالنسبة لنا، ويجب أن نتعامل معها بشكل جيد. ويجب علينا أيضًا الاهتمام بموارد قاع البحر. تعتبر خطوط اتصالاتنا في الجزء الجنوبي والقدرة على الوصول إلى المياه المفتوحة – التي تعرضت أيضًا لهجمات القراصنة – مهمة للغاية. وفي هذا الصدد، يجب الحفاظ على الأمن حتى تتمكن ناقلات النفط والسفن التجارية من المرور بأمان عبر هذه المنطقة، وحتى لا تتعرض دوراتنا الاقتصادية للمشاكل».

وقال: «منذ العام 2007، عندما أمرنا قائد الثورة بالتواجد في الساحة البحرية، خاصةً في خليج عدن وباب المندب، تحقق هذا الأمر، وإلى اليوم لم نسمح بظهور أي مشكلة لأمننا البحري».

واعتبر الأدميرال سياري أن الدبلوماسية البحرية تشكل مطلباً آخر، مضيفاً: «تزعم بعض الدول أنها يجب أن تخلق الأمن في مياهنا؛ لكننا أكدنا مراراً أن الأمن ستحققه دول المنطقة، ولسنا بحاجة لوجود الآخرين. لذلك فإن أمن المنطقة في أيدينا، ولدينا قدرات جيدة لإرساء الأمن».

واعتبر المناورات المشتركة مفيدةً، قائلاً: «المناورات المشتركة الحالية تُقام بمشاركة الصين وروسيا، الدولتين الكبريين في العالم اللتين تتمتعان بقوة بحرية عالية، حيث أُجريت مناورات مشتركة بمحورية إيران في سواحلنا وفي شمال المحيط الهندي. هاتان الدولتان تقبلان إيران كمحور، مما يدل على أن قدرات قوتنا البحرية زادت بشكل كبير، بل إننا نملك القدرة على إرساء الأمن في المنطقة لوحدنا».

وتابع الأدميرال سياري حديثه عن إرسال مراقبين من 15 دولة إلى هذه المناورات، مشيراً إلى أن «هذه الدول ستكون مهتمةً بإرسال سفنها الحربية للمشاركة في المناورات خلال السنوات المقبلة. وهذا يُرسِّخ السلطة البحرية لدول المنطقة. كما أن هذه المناورات تبعث رسالةً واضحةً بأن الآخرين ليسوا قادرين على تحقيق الأمن لنا في هذه المنطقة؛ لأننا لا نحتاج إلى مساعدتهم».

وفيما يتعلق بالتوقعات العالمية لهذه المناورات، قال نائب القائد العام للجيش: «الدول خارج المنطقة التي لديها رؤية إيجابية ستشهد بأمن خطوط الاتصالات في العالم، فيما تريد دول أخرى انعدام الأمن حتى تحتاج إليها دول المنطقة. إنهم يضعون العراقيل ليجعلوا المنطقة تعتمد عليهم».

وأضاف الأدميرال سياري: «هذه المناورات تهدف إلى مواجهة نظرة الدول المتغطرسة، والحمد لله فقد تعززت القوة البحرية لدول المنطقة».

مناورات لمسيرات تعتبر الأولی علی مستوی المنطقة

بدأت أول مناورات بحرية مشتركة لروسيا والصين وإيران تحت عنوان “حزام الأمن البحري” يوم الجمعة في مياه المحيط الهندي وبحر عمان، مما أثار ردود فعل دولية. تُعد هذه المناورات الأولى من نوعها التي تُنظمها إيران بعد انتصار الثورة الإسلامية بمشاركة قوتين بحريتين عظميين على هذا المستوى.

صرح الأدميرال الثاني غلامرضا طحاني، نائب عمليات البحرية الإيرانية والمتحدث باسم المناورات المشتركة، قائلًا: «هذه هي المرة الأولى منذ انتصار الثورة الإسلامية التي تُنظم فيها الجمهورية الإسلامية الإيرانية مناورات مشتركة مع قوتين بحريتين عظميين بهذا الحجم. بالتأكيد، الدول التي تتقارب اقتصاديًا وسياسيًا واجتماعيًا وأمنيًا تتعاون معًا لضمان الأمن الجماعي».

بدوره، أكد محمد جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني، في تغريدة على تويتر بمناسبة انطلاق المناورات، التزام إيران وشركائها بتأمين الممرات المائية الحيوية في المنطقة، وكتب: «أعلنت إيران منذ فترة استعدادها للتعاون مع الجوار لتأمين أمن الخليج الفارسي. مبادرة “سلام هرمز” مطروحة الآن. المناورات البحرية المشتركة مع روسيا والصين في بحر عمان والمحيط الهندي تُظهر التزامنا بتأمين الممرات المائية الحيوية».


ردًا على المناورات، صرح المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، شان روبرتسون: «الولايات المتحدة على علم بهذه المناورات الثلاثية في بحر عمان وستتابعها. سنواصل التعاون مع الحلفاء لضمان حرية الملاحة والتجارة في الممرات الدولية».


أرسلت الصين المدمرة “شينينغ” المُجهزة بالصواريخ، التي كانت ترافق سابقًا الأسطول الصيني في خليج عدن وقبالة سواحل الصومال، للمشاركة في المناورات. وأوضح وو تشيان، المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية، أن الهدف هو تعزيز التنسيق بين البحرية الثلاثية، لكن وسائل الإعلام الصينية وصفته بـ”التحذير لأمريكا”.

نشرت صحيفة “غلوبال تايمز” الحكومية مقالًا وصفت فيه المناورات بأنها رسالة تُظهر قدرة الصين على الحفاظ على الاستقرار في الخليج الفارسي، ودعم الصين وروسيا لإيران بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2018.


شاركت البحرية الروسية بثلاث سفن، بينها الفرقاطة “ياروسلاف مودري”، في المناورات. ذكرت وكالة “سبوتنيك” الروسية أن المناورات تُقام تحت شعار “حزام الأمن البحري”، وتهدف إلى إرسال رسائل سلام وأمن في المنطقة، في وقت تحاول الولايات المتحدة تشكيل تحالف أمني قرب المياه الإيرانية.


أشارت وكالة “رويترز” البريطانية إلى أهمية خليج عمان كممر حيوي لعبور 20% من نفط العالم عبر مضيق هرمز، مع تركيزها على العلاقات القوية بين الصين وإيران في الطاقة والدبلوماسية.


ذكرت وكالة “أسوشيتد برس” أن بعض المحللين يرون في المناورات ردًا على تحركات أمريكا وحلفائها مثل السعودية، خاصة مع سعي طهران لتعزيز التعاون العسكري مع موسكو وبكين وسط العقوبات الأمريكية.


نشرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية أن المناورات الثلاثية تُقام في ظل مخاوف من استهدافها للقوى الغربية، مع تصعيد واشنطن للتوترات بعد انسحابها من الاتفاق النووي.


وصفت وكالة “أناضول” التركية المناورات بأنها تغطي مساحة 17 ألف كيلومتر، وتهدف إلى تعزيز الأمن والتعاون العسكري في المنطقة، كرد على خطط أمريكا وأوروبا لتشكيل تحالفات بحرية تحت ذريعة تأمين الملاحة جنوب إيران.

Exit mobile version