في تصعيد جديد يستهدف جهود الإغاثة الإنسانية، تعرضت سفينة “الضمير العالمي” التابعة لأسطول الحرية لهجوم إسرائيلي في المياه الدولية قرب مالطا، مما أثار موجة إدانات فلسطينية ودولية. الحادثة التي وقعت مساء الخميس، تزامنت مع تحذيرات أممية من تفاقم المجاعة في غزة، وسط اتهامات لإسرائيل بـ”استخدام الجوع سلاحاً حربياً” ضد المدنيين.
الهجوم الإجرامي على سفينة مدنية تحمل مساعدات إنسانية لأطفال غزة الجوعى، يكشف مرة أخرى الوجه الدموي لهذا الكيان المغتصب، ويعيد إلى الأذهان مجزرة “مرمرة” الدموية، مؤكداً أن جرائم الحرب أصبحت سمة ثابتة في سياسته التصعيدية. فما تفاصيل هذه الجريمة؟ وكيف كانت ردود الفعل الرسمية والشعبية؟ وما مصير المساعدات التي كان من المفترض أن تنقذ آلاف الأرواح في غزة؟
كيان الاحتلال يستهدف سفينة إغاثة متجهة إلى غزة.. ومطالبات بمحاسبة “إسرائيل” على جرائمها البحرية
في جريمة جديدة تُضاف إلى سجل انتهاكاته، استهدف كيان الاحتلال الإسرائيلي سفينة “الضمير” التابعة لأسطول الحرية المتجهة إلى قطاع غزة المحاصر، وذلك في هجوم جوي بطائرة مسيرة قبالة سواحل مالطا في المياه الدولية صباح اليوم الجمعة.
وأفاد تحالف “أسطول الحرية” – الذي يضم ناشطين دوليين مناهضين للحصار – بأن الهجوم وقع بعد منتصف الليل بتوقيت مالطا، حيث استهدفت طائرتان مسيرتان السفينة التي كانت تحمل 30 ناشطاً حقوقياً وكميات من المساعدات الإنسانية المخصصة لأهالي غزة.
وقالت المسؤولة الإعلامية للتحالف ياسمين أكار في تصريحات لوسائل إعلامية: “السفينة تعرضت لضربتين موجعتين في مقدمة بدنها، ما تسبب في حريق كبير وثقب خطير يهددها بالغرق”. وأضافت أن “المولدات الكهربائية كانت الهدف الرئيسي للهجوم، مما أفقد السفينة مصدر الطاقة الرئيسي”.
وأوضحت أكار أن طاقم السفينة أطلق نداءات استغاثة عاجلة للسلطات المالطية والدول المجاورة، بينما لم تتدخل أي جهة لإنقاذهم سوى قارب صغير أرسلته قبرص. وأكدت أن السفينة ما زالت تبعد حوالي 17 كيلومتراً عن السواحل المالطية في المياه الدولية.
من جانبه، ناشد تحالف أسطول الحرية المجتمع الدولي للتحرك العاجل، معتبراً أن “هذا الهجوم جريمة حرب جديدة تكشف الإرهاب المنظم الذي يمارسه الكيان الصهيوني ضد أي محاولة لكسر الحصار الجائر عن غزة”.
يذكر أن هذا الهجوم يأتي في سياق تصعيد جديد للعدوان الإسرائيلي على القطاع المحاصر، حيث تواصل سلطات الاحتلال منع دخول المساعدات الإنسانية رغم تحذيرات الأمم المتحدة من مجاعة جماعية تهدد أكثر من مليوني فلسطيني.
تقرير خاص لـ”آماج الإخبارية” يرصد:
- تفاصيل الهجوم الصهيوني الغادر على السفينة الإغاثية
- أبرز ردود الفعل العربية والإسلامية والدولية
- المشهد الإنساني الكارثي في غزة تحت الحصار والعدوان
- التحركات المتوقعة لفضح جرائم الاحتلال ومحاسبة قادته
1. تفاصيل الهجوم: “استهداف ممنهج في المياه الدولية”
- الوقائع:
- تعرضت السفينة لهجومٍ بمسيّرة إسرائيلية (من طراز هيرون) مساء الخميس 01 مايو/أيار 2025م، مما تسبب في حريقٍ كبير وثقبٍ بهيكلها.
- أعلن “أسطول الحرية” أن الهجوم استهدف مولد الكهرباء، مما عرّض السفينة لخطر الغرق، بينما أكدت مالطا لاحقاً “سلامة الركاب والسيطرة على الحريق”.
- تضاربت الأرقام حول عدد الموجودين على متنها: مالطا قالت إنهم 16 فرداً، بينما أكد التحالف وجود 30 شخصاً (بينهم ناشطون من 10 دول).
- السياق الإنساني:
- السفينة تحمل 600 طن من المساعدات الطبية والغذائية، ضمن حملة “من أجل أطفال غزة”، في محاولة لكسر الحصار المفروض منذ 2007.
- الأمم المتحدة: “إسرائيل منعت دخول 90% من شاحنات الإغاثة إلى غزة منذ فبراير/شباط 2025، رغم تصنيف القطاع منطقة مجاعة”.
2. ردود الفعل الفلسطينية واللبنانية: “إرهاب دولة”
- المقاومة الإسلامية حركة حماس:
- في بيانٍ عاجل: “الهجوم جريمة قرصنة وإرهاب دولة منظم، ويعكس الطبيعة الإرهابية للاحتلال”.
- طالبت الأمم المتحدة ومجلس الأمن بـ”محاسبة قادة الاحتلال”، ودعت إلى “وحدة عربية لإغاثة غزة”.
- المقاومة الإسلامية حزب الله:
- وصف الهجوم في بيانٍ بأنه “انتهاك فاضح للقانون الدولي”، مُحمّلاً الولايات المتحدة “مسؤولية دعم الإرهاب الإسرائيلي”.
- حذّر من “عواقب الصمت الدولي”، مُذكّراً بـ”مجزرة سفينة مرمرة 2010 التي راح ضحيتها 10 مدنيين”.
3. تداعيات دولية: بين الإدانة والصمت
- منظمات حقوقية:
- “هيومن رايتس ووتش” و”أمنستي”: الهجوم “انتهاك صارخ للقانون البحري الدولي”، ودعوا إلى “تحقيق مستقل”.
- الأمم المتحدة: “نحقق في الواقعة”، دون إصدار بيان رسمي حتى اللحظة.
- موقف الكيان الصهيوني:
- لم تعلن مسؤوليتها رسمياً، لكن مصادر أمنية غربية أكدت لـ”آماج” استخدام الجيش الإسرائيلي “لطائرات مسيرة في الهجوم”.
- سبق أن وصفت إسرائيل قوافل الإغاثة بـ”استفزاز سياسي”، واتهمتها بـ”دعم حماس”.
4. خلفية تاريخية: “أسطول الحرية” من مرمرة إلى الضمير
- سفينة مرمرة 2010:
- هاجمت إسرائيل السفينة التركية “مرمرة” في المياه الدولية، مما أسفر عن مقتل 10 ناشطين وإصابة العشرات.
- الحادثة أثارت أزمة دبلوماسية مع أنقرة، وأدت إلى تجميد العلاقات مع إسرائيل لسنوات.
- حصار غزة:
- يُعتبر أطول حصار في التاريخ الحديث (مستمر منذ 18 عاماً)، وتصنّفه الأمم المتحدة “عقاباً جماعياً”.
- 2.3 مليون فلسطيني في غزة يعتمدون على المساعدات بنسبة 80%، وفقاً لـ”الأونروا”.
5. ماذا بعد؟
- تحركات متوقعة:
- تحالف “أسطول الحرية” يعلن عن “إرسال سفن إغاثة جديدة قريباً”.
- دعوات شعبية في أوروبا للضغط على حكوماتها لـ”كسر الحصار”.
- احتمال عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن نهاية الأسبوع.
- تحذيرات إنسانية:
- منظمة الصحة العالمية: “غزة على حافة كارثة.. 95% من الأطفال يعانون سوء التغذية”.
- الصليب الأحمر: “نقص الأدوية تسبب في وفاة 30 مريضاً بأمراض مزمنة خلال أسبوع”.