الطائرات المسيرة إحدى المفاجآت التي أظهرها محور المقاومة في ميادين القتال

أكد الدكتور السوري، حسن أحمد حسن، أن “القراءة الموضوعية لتطور الأحداث تشير إلى أن واشنطن ما تزال ترى في التنظيمات المسلحة أداة قابلة للاستثمار، ومع تراجع الفعالية الأمريكية تصبح حاجتها أكبر للإرهاب المسلح كي تبقي الأمور بعيدة عن الحل أو الحسم”

هيئة تحرير الشام الإرهابية
هيئة تحرير الشام الإرهابية

تستمر المظاهرات في إدلب، وترتفع المطالب بإسقاط زعيم مايسمى ب”هيئة تحرير الشام”، أبو محمد الجولاني، وفريقه الأمني، فهل تسعى الدول الداعمة للجولاني لتصفيته…

وفي السياق، أجرى الرئيس السوري، بشار الأسد، مقابلة صحفية مع الإعلامي الروسي “فلاديمير سولفيوف” أوضح خلالها ماهية الصراع، ونسف الكثير مما كان يتم تسويقه على أنه مسلمات.

يدرك المتابع الموضوعي لأحاديث السيد الرئيس بشار الأسد ولقاءاته، أن الميّزة الأهم لما يقوله تتجلى في “التأصيل الفكري والمعرفي” والقدرة الفائقة على نسف الكثير مما كان يتم تسويقه على أنه مسلمات، فتبرهن كلمات السيد الرئيس على أن ذلك جزء من بربوغندا حيكت مدخلاتها بخبث ودهاء لتؤدي إلى مخرجات محددة تخدم مصالح أعداء الشعوب والإنسانية، ومن هنا يمكن القول بكثير من اليقين: نعم ما قاله السيد الرئيس حجة على كل أنصار الحق والحقيقة، وإذا كان هناك من اشتكى في يوم من الأيام من ضبابية في الرؤية، أو ارتجاح في مؤشر البوصلة، فالسيد الرئيس بشار الأسد في مقابلته الأخيرة مع الإعلامي الروسي “فلاديمير سولفيوف” بين معالم الصورة بوضوح، وأعاد ضبط مؤشر بوصلة العمل المأمول ليبقى متجهاً نحو فلسطين التي يجب أن تبقى قضية العرب المركزية، ولم يكتفِ بدحض السردية الصهيونية وكل ما يدور في فلكها ويخدم حكام تل أبيب، بل قدم القراءة الموضوعية التي تخاطب العقل وتقنعه، وتعرض الحقائق كما هي مجردة من كل الزيف الذي أضافته إمبراطورية الإعلام الصهيوني المنتشرة في شتى أنحاء المعمورة، ولم ينفع حكام تل أبيب الجيوش المستنفرة من الإعلاميين والمهنيين المتخصصين بكي الوعي المجتمعي، وإعادة تغطية الثقوب الكبيرة التي سلط السيد الرئيس الضوء عليها، وبرهن على زيف الثوب البراق الذي يحرص أولئك جميعاً على اعتماده مرتكزا ومنطلقاً لكل ما يروجون له، ومن المهم التوقف عند بعض العناوين المهمة والأفكار الرئيسة التي تضمنها حديث السيد الرئيس بهذا الخصوص، ومنها:

قد تكون الطائرات المسيرة إحدى المفاجآت التي أظهرها محور المقاومة في ميادين القتال والاشتباك القائمة منذ الموجة الأولى لملحمة “طوفان الأقصى”، وقد يكون لدى بعض أطراف المحور أو أغلبها ما هو أكثر فاعلية وقدرة على تبريد الرؤوس الحامية في واشنطن وتل أبيب، ولكن جدولة الإعلان عن تلك المفاجآت المتتالية مضبوطة الإيقاع بما يحقق الهدف عن الإعلان عن أي منها ضمن التوقيت الذي تراه قيادة المحور، وليس ضمن الرغبات والأماني وردود الأفعال الآنية التي لا يمكن أن تصنع نصراً قط، ومن الطبيعي أن تحرص أطراف محور المقاومة على إحراز نصر استراتيجي يتناسب وحجم التضحيات الكبيرة والغالية التي قدمت حتى الآن.

ما يتعلق بالدلالات والعبر من استخدام المسيّرات بطريقة احترافية فهي عديدة، ويمكن باختصار شديد الإشارة إلى بعضها، ومنها:

كثيرة هي الجوانب الإبداعية التي تضمنتها قراءة السيد الرئيس عبر أجوبته على الأسئلة الموجهة، ويمكن باختصار الإشارة إلى أهم تلك الجوانب، ومنها:

قد تكون الصورة المتشكلة في إدلب من أكثر الصور غموضاً وتعقيداً وتشابكاً لأسباب متعددة أفرزتها سنوات الحرب المفروضة على الدولة السورية منذ آذار 2011، ومن المهم فكفكة مدخلات الصورة لفهم ما يجري وتداعياته المحتملة، وهنا يمكن الإشارة إلى عدد من النقاط ومنها:

لا شك أن استمرار التظاهرات واشتدادها واتساع رقعتها الجغرافية التي تنتشر عليها تشكل تهديداً جدياً ليس لزعيم التنظيم الجولاني فقط، بل وللتنظيم بكليته، فالحديث يدور عن عشرات القرى والبلدات التي انضمت لتلك التحركات وشاركت فيها بزخم وفاعلية، وهذا يعكس تمرداً شعبية على تعسف المسلحين، كما يشير إلى تناحر حاد على السلطة والثروة بين التنظيمات المسلحة من جهة، وفي داخل التنظيم الذي يقوده الجولاني من جهة ثانية، ولا يمكن فهم عملية “الخلية الأمنية” التي نفذها التنظيم مطلع شباط الماضي وأدت إلى اعتقال /400/ من القياديين في التنظيم بتهمة التعامل مع جهات خارجية إلا أنها تجسيد عملي لتخوف الجولاني من الانقلاب عليه ضمن تنظيمه، كما أن العفو العام الذي أصدرته الهيئة والإفراج عن الكثير من المعتقلين دليل آخر على هذا التخوف، مع العرض أن العفو لم يقلل من زخم التظاهرات، وازدياد شدتها وأعداد المنخرطين فيها، وهذا يظهر البعد الخارجي والدور المباشر للمشغلين، وهنا يمكن تسجيل العديد من النقاط المتعلقة بالموضوع، ومنها:

هيئة تحرير الشام ليس فقط مرتبطة بواشنطن، بل هي كداعش صنيعة الاستخبارات الأمريكية، والحفاظ عليها ضرورة أمريكية لتمديد صلاحية ذريعة الوجود العسكري الأمريكي ومن معه تحت عنوان “مكافحة الإرهاب”، وهذا كلام حق يراد به باطل، فتغيير الاسم من “جبهة النصرة” إلى هيئة تحرير الشام لا يؤثر على هويتها الأساسية المنسجمة مع الاستراتيجية الأمريكية القائمة على مبدأ “الحرب بالإرهاب” وليس “الحرب على الإرهاب”، ولن تجد واشنطن أي حرج في الإلقاء بالهيئة بكليتها إلى الهاوية عندما ينتهي دورها المرسوم لها، ومثل هذا السلوك مكون أساسي من مكونات هوية التعامل السياسي الأمريكي مع الأتباع وأصحاب الأدوار الوظيفية أفراداً كانوا أم منظمات أم دولاً.

إن القراءة الموضوعية لتطور الأحداث تشير إلى أن واشنطن ما تزال ترى في تلك التنظيمات المسلحة أداة قابلة للاستثمار، ومع تراجع الفعالية الأمريكية تصبح حاجتها أكبر للإرهاب المسلح كي تبقي الأمور بعيدة عن الحل أو الحسم، وهذه نقطة مهمة يجب الانتباه إليها والتعامل معها بكثير من الحذر، ومن يتابع الأداء المياني لتحرك داعش في البادية السورية وبخاصة من جهة الشرق والجنوب الشرقي وازدياد عملياته ويقارنها مع إصرار الجولاني على التصعيد في أكثر من جبهة على اتجاه الشمال الغربي لحماة وغرب حلب إضافة إلى معظم خطوط التماس المباشر في إدلب يدرك أن المشغل واحد، وأن من يحرك أولئك القتلة عن بعد إنما ينفذ المشروع الأمريكي الهادف إلى إبقاء المنطقة بعيدة عن الاستقرار طالما لم يستطع فرض أجندته التقسيمية، كما يجب أن يبقى حاضراً على طاولة العمليات أن المشغل الخارجي قد يزيد من وتيرة تحريك كل ما تبقى من الجسد المسلح على الجغرافيا السورية للتغطية على الإخفاق الميداني الصهيو ـــأمريكي في الحرب الوحشية على غزة، والدلالات الجيوبوليتكية التي تمخضت عهنها بقية الجبهات المساندة ولا سيما على الاتجاهين اللبناني واليمني.”.

هجوم على ريف ادلب
سوريا_إدلب

” من الصعوبة التنبؤ بالمآل النهائي لهكذا تحركات مركبة ومعقدة، لأن الأمر في جوهره متعلق بالخارج المشغل وليس بالمنفذين على أرض الواقع، وهذا يجعل النتيجة محكومة بالصراع الأوسع ليس فقط على الجغرافيا السورية، بل وعلى مستوى الإقليم كاملاً، فالمنطقة دخلت في حالة اشتباك مزمن وعصي على الحلول القابلة للتطبيق، ومع أن التركي هو المسيطر الفعلي على المنطقة بمن فيها من تنظيمات إرهابية، إلا أنه مرتبط عضوياً بالعجلة الأمريكية، ومن المهم الإشارة إلى بعض النقاط التي تساعد على توضيح الصورة العامة وفكفكة مكوناتها المتناقضة، ومنها:

الفصائل المقاومة الفلسطينية
الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية

الموضوع الفلسطيني يشغل العالم بكليته هذه الأيام، وحقيقة أن ما قدمه الفلسطينيون حتى الآن أقرب إلى المعجزات، وهذا لا يقلل بحال من الأحوال من فداحة الضريبة التي يدفعها الشعب الفلسطيني على امتداد عقود، وإن كانت غزارة نهر الدم الفلسطيني المهدور منذ السابع من تشرين الأول 2013م. أكبر بكثير مما قد يخطر على الذهن.

بالعودة إلى مضمون السؤال من المهم التمييز بين الجانب النظري والجانب العملي، وواقع الأمر يقول: كل اجتماعات الكون لن توفر قطرة دم من طفل فلسطيني يقصف بأشد أنواع أسلحة التدمير الشامل على مدار الساعة، ولن تخفي وجع دمعة طفلة فلسطينية تعطي كسرة الخبز لشقيقتها الصغرى مع أنها تتضور جوعاً… جميل أن يخرج البيان المشترك للفصائل الفلسطينية التي اجتمعت في موسكو بلغة متماسكة وتعبير عن موقف موحد، لكن واقع الأمر ليس كذلك، بل يقول الكثير، فبعض الفصائل المجتمعة في موسكو ما تزال مقتنعة وتتبنى خيار أوسلو، وهذا يفقد أي مؤتمر أو لقاء من أية أهمية قابلة للتبلور، فالنهج التطبيعي المعتمد رسمياً من السلطة الفلسطينية سبب جوهري في الوضع الضاغط الذي يعيشه الفلسطينيون، ومن العبث التفكير بنتائج جيدة طالما أن التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وسلطات الاحتلال عنوان الحال القائم، وبسبب ذاك التنسيق يرتقي الشهداء ويزج بالمقاومين في السجون ويحاصر الفلسطينيون وتعد أنفاسهم ويضيق الخناق عليهم بمباركة بعض أشقائهم الفلسطينيين، وهذا ما دفعني للقول: إن كل هذه التحركات وما شابهها عبثي ويمنح الوحشية الإسرائيلية المزيد من الوقت للقضاء على أكبر قدر ممكن من الفلسطينيين في الضفة والقطاع بآن معاً.

إذا حاولنا توسيع بيكار الرؤية قليلاً تتضح لنا صورة مركبة ومتداخلة، وتضم العديد من المكونات ومنها:

Exit mobile version