شهرٌ من بدء معركة “الطوفان الكبرى”، تتغير المعادلة، وتتجه إلى قلب “إيلات الصهيونية” حال خروج المتحدث الرسمي للقوات المسلحة اليمنية، وإعلان بيان عسكري أذهل الصديق وصدم العدوّ، وأبهر أهل النفاق
بيان عسكري بشر بعملية عسكرية يمنية نوعية تمثلت بإطلاق دفعة كبيرة من الصواريخ البالستية والطيران المسيَّر إلى الأراضي الفلسطينية المحتلّة، وقصف جبهة العدوّ الصهيوني ضمن عمليات سابقة أعلن عنها المتحدث الرسمي للقوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع، استهدفت العدوّ الصهيوني وقوفاً إلى جانب المقاومة الفلسطينية في معركتهم المقدسة في وجه الكيان الصهيوني.
شهرٌ على عدوان الكيان الإسرائيلي على قطاع غزة، قُتل خلالهُ آلافُ الأبرياء، أغلبُهم الأطفال والنساء، وَتدمير شامل لكل شيء، وقطع للماء والغذاء، وكلّ ما يمُتُّ للحياة بصلة، طال المستشفيات والأبراج والأحياء والمخيمات والمساكن والمدارس، كُـلّ شيء وقع عليه القصف الصهيوني المجرم، في حرب إبادة متكاملة الأركان فاقت كُـلّ التوقعات العسكرية والسياسية، بشاعة الكيان المتهالك أحالت قطاع غزة إلى ركام والتي ليس آخرها جريمة “مخيم جباليا” في مخيمات القطاع، والتي وصفها مراقبون أنها جرائم لا يمكن وصفها، راح ضحيتها ما يفوق “400” بين شهيد وجريح، والمئات تحت الأنقاض.
في وضعٍ كهذا وتصاعد القصف الإجرامي الصهيوني؛ أخذ أبطال اليمن أنصار الله ثقل المسؤولية الدينية والإنسانية في عمليات عسكرية صاروخية ومسيَّرة، مصداقاً لوعد السيد القائد: عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله-، جعلت إسرائيل تصرخ في مجلس الأمن وتستنجد بالغرب الكافر على رأسه الأمريكي.
مثَّل إعلان الجمهورية اليمنية ذهول المعركة كأول دولة عربية رسمية تخوض الحرب مباشرةً، قلبت مخطّط الأمريكي والإسرائيلي، تليت باستدعاء وزير الدفاع السعوديّ إلى واشنطن في دعوةٍ عاجلة، ليتلقى الأوامر الأمريكية بإعادة إشعال العدوان على اليمن وقلب طاولة السلام بكل ما تضمنته من خطوط ومسارات للحل الشامل، في حين القيادة اليمنية والتي وضح في وقتٍ سابق تلقي اليمن تهديدات أمريكية صريحة بعودة العدوان وتصعيده، إذَا ما تحَرّك الشعب اليمني في مناصرة القضية الفلسطينية ونصرة المجاهدين في غزة سواء أكان تفاعلاً شعبيًّا أَو عسكريًّا، مبينًا أولوية القضية، وأن اليمن لن يظل مكتوف الأيدِ أمام إجرام الكيان الإسرائيلي وما يرتكبه في أهلنا في غزة.
ضربة يمنية أدخلت اليمن خط التماس، ووضعت النقاط على الحروف، في رسالةٍ للأمريكي أن المنطقة بكاملها ستكون بوجهه للدفاع عن المقاومة الفلسطينية وغزة، على إثر الوقعة صدم الإسرائيلي حين وجد اليمن يدخل المواجهة ضمن محور المقاومة من لبنان والعراق وسوريا، دفع ذلك الأمريكي ليسارع إلى السعوديّة والحليف الودود للتصدي لليمن والوقوف بوجه هذا الشعب، ليمثل السعوديّ الآن عاملاً مهماً في حماية الكيان الإسرائيلي من الخلف والوقوف بجانبه، يدافع عن إسرائيل والتصدي للمقاومة بكل أشكالها ومن أي محور، حين فقد المؤهل السياسي في المعركة وفقد دوره في تشكيل بؤرة سياسية تقمع المقاومة الفلسطينية، وجد نفسه يقف في صف العدوّ الصهيوني أمام مرأى العالم وبإيعاز أمريكي مباشر، لتسقط تكهنات المهلكة.
إنها راعية السلام في الشرق الأوسط، هي اليوم تقتل الغزاويين إلى جانب العدوّ الإسرائيلي، فكانت معركة “طُوفان الأقصى”، الكاشفة والفاضحة، للمواقف على جميع الأُطُر والمستويات، شعوباً وأنظمة.
مرحلة حرجة على إسرائيل، حدّد عنوانها اليمن ورسم خارطتها قادة المحور، بالمشاركة اليمنية ساحة المعركة، وإيذاناً بتوسع رقعة المعركة، التي ستتحقّق نتائجها نصراً كبيراً للمقاومة الفلسطينية والمحور المقاوم، ووضع مشهدية سياسية وعسكرية من قبل المقاومة لن تعود نتائجها المُبَشِّرةَ على إسرائيل، بل تحضر لزوالها من المنطقة، والأراضي المحتلّة على الوجه الأخص.
بقلم ✍ منتصر الجلي