ايران وفن إدارة الازمات تحويل التهديد الى فرصة

كتب المحلل السياسي عباس الزيدي : ان حادثة خطيرة فيها كل علامات الجريمة لوانها حصلت في دولة ما غير الجمهورية الاسلاميةلأنتهت بكارثة لامحال منها

عباس الزیدي
المحلل السياسي عباس الزیدي


بقلم – الخبير عباس الزيدي

اولاً – الجمهورية الاسلامية الإيرانية مع وجودالسيد الولي الامام القائد الخامنئي دام ظله الوارف قطعا تختلف عن غيرها.


ثانياً -ايران دولة المؤسسات والاليات الديمقراطية وضعت الحلول مسبقا لكل الاحتمالات واغلقت الثغرات وفق القانون والدستور

ثالثاً – ايران كلما واجهتها ازمة او تعرضت الى عدوان خرجت اقوى واكثر تماسكا من ذي قبل ويقينا ان دماء شهدائها رافدا ومعينا قويا لها بل هو احد اسباب قوتها وصمودها


رابعاً – ان حادثة خطيرة فيهاكل علامات الجريمة لوانها حصلت في دولة ما غير الجمهورية الاسلاميةلأنتهت بكارثة لامحال منها اما بأنهيار النظام او الدخول في حرب داخلية او خارجيةلكن الحكمة والعقل والنظرة الاستراتيجية وشخصية القائد والانضباط حالتا دون ذلك


خامساً – وهو المهم مثلما يحاول كل من امريكا والاتحاد الاوربي دفع بعضهماالبعض الاخر للصدام المباشر مع روسيا ايضا يحصل هذا بين التحالف (الروسي الايراني الصيني) للصدام المباشر مع امريكا لذلك نرى حرص واشنطن للمحافظة على ان تكون قنوات الاتصال مع ايران مفتوحة لتجنب الصدام المباشر حسب تعبير بايدن وهذا اسلوب لعب الكبار ولو تابعنامعركةالاستخبارات منذ اغتيال الشهيد سليماني التي قوبلت باسقاط طائرة امريكية في افغانستان تحمل كبار ضباط CIA المتورطين في عملية مطار بغداد اعقبتها عملية اسقاط طائرة رئيسي وهذا السجال المخابراتي يعتمد على امتصاص الزخم واستيعاب الصدمة ورد الصفعة وفق قواعد حرب المخابرات


سادساً – نظرة عن كثب

1- ان التحذيرالمسبق عن جود مكثف للاقمار الصناعية في المنطقة قبل الحادث ربما لايعني ايران بدرجة كبيرة بلحاظ الحرب في اوكرانيا والتوتر بين ارمينيا واذربيجان


2-تقدم كل من روسيا وتركيا بتقديم المساعدة للكشف والتحقيق عن مصير الطائرة مع مالدى ايران من معلومات مؤكدة من الطائرات الاخرى جعلها تتيقن ان ماحصل عملية اجرامية وليس حادثا عابرا وربما وجهت سرا أصابع الاتهام على بعض الأطراف المتورطة


3- هناك تحالف وثيق بين ايران وحلفائها للتبادل المعلوماتي وكشف المستور معزز بقدرات وتقنيات عالية


4_علمهابوضعها الداخلي وحجم التخريب العابر لحدودها ومعركتها المفتوحة مع المعسكر الصهيوامريكي وداعميه ومعرفتها بالأهداف التي تقف وراء تلك الجريمة حتم عليها التصرف بمنتهى الحكمةوالعقل بالقدر الذي حولت فيه التهديد الى فرصة
5_من خلال ادارتها للازمة حرصت على عدم فتح جبهات اخرى تمنح الراحة لاعدائها ولم تنقل معركتها المباشرة مع الكيان الصهيوني وتبقى بوصلتها نحو القدس وفلسطين وهذا من اولوياتها


6_ايران جوار اذربيجان وعلى علم بعلاقة الاخيرة مع اسرائيل ومدى تحالف انقرة مع باكو وان تركيا ( الحاضنة للاخوان) هي الاخرى جارة لايران ومشاكل الاثنان (انقرة وباكو )مع ارمينيا وموقف روسيا منهما في ظل الحرب الاوكرانية وكل ذلك في ظل طوفان الاقصى ومعرفتها الكاملة لمشروع العدو لغزة ومابعد غزة من مخطط يستهدف لبنان وسورياوعموم المنطقة وان كل شبكةالمصالح والعلاقات المعقدة تلك بحاجةالى تروي وعدم الاندفاع الى الامام وراء العواطف وان الحساب والعقاب قادمان لا محالة ….!!!


7_ترتيب الاولويات هو ماعملت عليه الجمهورية الاسلاميةوبذلك سحبت البساط من تحت اقدام اعدائها وازدادت تماسكا وحق الرد مكفول في وقت تشاء هي لا غيرها كما فعلت بعداستهداف الكيان الصهيوني لسفارتها في دمشق


8_ذهب بعض صغار العقول من محدودي الرؤيةوضيقي الافق الى توجيه انتقادات فارغة تخلوا من المهنية بان ايران دولةمن ورق عاجزة عن كشف طائرة لرئيسها وعلى اراضيها ولعمري هذه تصريحات جوفاء خرقاء لان كل خطوة كانت مدروسة بعناية فائقة


9_سيناريو امتصاص الصدمة التي تعاملت به الجمهورية الاسلامية حافظت من خلاله على بيئتهاالداخلية وحصدت تعاطفا منقطع النظير شعبيا ورسميا من اغلب شعوب وانظمة العالم بالاضافة الى نزول عموم الشعب الايراني والاسلامي الى الشارع والتضرع بالدعاء في حالة وجدانية وانسانية نادرة قل مثيلها وبالتالي سقوط رهان الاعداء على انهيارها


10_اظهرت بشكل لائق ومشرف عطاء شهدائها وقادتها ومكانتهما الذي تمثلت في إبداء الأسف للخسارةالكبيرة للعالم بفقدان الشهيدين رئيسي وعبد اللهيان وهذا ماعبرت عنه الاوساط السياسية والدبلوماسية وغير الرسمية العربيةوالعالمية


11_في نهاية المطاف بتشييع مليوني مهيب انتهت رحلة الشهداء واقامت العزاء الرسمي بعد ان امرت بفتح لجان تحقيق مختصةوستظهر الحقيقة عما قريب


فانتظروا … اني معكم من المنتظرين

Exit mobile version