حوار مع الباحث السوري المتخصص بالجيوبولتيك والدراسات الاستراتيجية الدكتور “حسن أحمد حسن”

موضوع النوايا الإسرائيلية هي أبعد بكثير من التفكير بإنشاء منطقة عازلة على الجانب الفلسطيني، ولو كان باستطاعة كيان الاحتلال البقاء محتلاً لقطاع غزة لما انسحب منه هرباً من التكلفة التي تفوق طاقته وقدرته على التحمل

دخل العدوان الصهيوني الغاشم، على قطاع غزة، يومه الـ 73تواليا، بمواصلة الحرب الدامية وتكثيف الغارات الجوية والقصف المدفعي، واقتراف مجازر لم يسبق لها مثيل، مع ارتكاب فظائع ضد المدنيين في مناطق التوغل بما في ذلك إعدامات ميدانية واعتقالات جماعية، في إطار جريمة الإبادة الجماعية وعمليات التطهير العرقي، وسط وضع إنساني كارثي.

في ظلّ هذه التطورات وفي ضوء عجز دولي رسّخه حقّ النقض الفيتو الذي إستخدمته أمريكا بما يخالف إرادة المجتمع الدولي لوقف الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، انكشفَ على مدار هذين الشهرين للعالم أجمع حجمُ التناقض “إن لم نقل الزيف” الذي يعتري القيم الإنسانية الغربية المخاتلة؛ ذلك أن الناظر لما تمت مراكمته في مدونة حقوق الإنسان وفلسفة الحريات والمساواة والعدالة مع نموذج الديمقراطية الليبرالية في أميركا وأوروبا، انهار تماما على مستوى التجليات في الواقع العملي، حيث تسود المصلحة الخالية من القيمة، والقوة العارية من الأخلاق، ليس في رؤية الشعوب العربية والإسلامية وحسب- والتي لها تجارب مريرة مع أشكال القوة والاستعمار والخراب باسم تلك الشعارات نفسها – وإنما لدى لفيف عريض من الرأي العام الغربي نفسه.

ميدانياً، أظهرت التطورات عجز صهيوني كبير في تحقيق إنتصارات ميدانية مقابل القسام، فيما تستمر الأخيرة في توجيه ضربات قاصمة لجيش العدو الصهيوني داخل متاهات غزة الدموية،

الباحث السوري المتخصص بالجيوبولتيك والدراسات الاستراتيجية الدكتور "حسن أحمد حسن"
الباحث السوري المتخصص بالجيوبولتيك والدراسات الاستراتيجية الدكتور “حسن أحمد حسن”

حوار مع الباحث السوري المتخصص بالجيوبولتيك والدراسات الاستراتيجية الدكتور “حسن أحمد حسن” حول آخر المستجدات الماثلة في فلسطين المحتلة.

فيما يلي نصّ الحوار:

ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أن تل أبيب أبلغت دولا عربية نيتها إنشاء منطقة عازلة على الجانب الفلسطيني من حدود قطاع غزة منعا لوقوع هجمات في المستقبل”، ما هي مآلات وتبعات تنفيذ مثل هذه الخطة؟ وهل هي قابلة للتحقق؟

القراءة المتأنية لمضمون ما ذكرته الصحيفة الإسرائيلية تفرز عدة عناوين تستحق التوقف عندها:

اقترحت إيران وماتزال تقترح اجراء استفتاء في فلسطين المحتلة بمشاركة جميع الاطياف بشأن اقامة دولة فلسطينية وإنهاء ما يسمى اسرائيل وبرعاية الأمم المتحدة، ما رأيكم بمثل هذا المقترح؟

في رأيكم هل حقق او سيحقق العدو الصهيوني اهدافه في غزة؟

ما يتعلق بالأهداف الكبرى التي تم الإعلان عنها رسمياً، والمتمثلة باستعادة الأسرى بالقوة والقضاء على حماس وفاعليتها العملية فهذا لم يتحقق، ولا يبدو في الأفق أية بوادر أو قرائن دالة تشير إلى إمكانية تحقيقه، أما ما يتعلق بالقتل والتدمير والانتقام من الفلسطينيين فقد استطاعت آلة القتل الصهيونية فعل الكثير، وإذا توقفت الأعمال القتالية اليوم، فاستعادة دوران عجلة الحياة كما كانت عليه يتطلب الكثير من الوقت والجهد والإمكانيات، وهذا ما لا يبدو أنه ممكن، فالدول التي تدعي حرصها على الغزاويين واستعدادها لإعادة بناء ما هدمته آلة القتل والإبادة لن تقدم دولاراً واحداً لإعادة البناء إلا بموافقة تل أبيب ورضاها، ووفق الأجندة العدوانية التي يتوصل إليها الخبث الصهيوني الذي لا يؤمن جانبه، ولا أحد يستطيع التنبؤ بما قد تتفتق عنه عقلية القتل والإجرام من مخططات عدوانية مشبوهة وخطيرة.

Exit mobile version