صمود المقاومة يُعطّل مشروع أمريكا ونزع السلاح في لبنان

ما تقرأهُ في هذا الخبر 🔻

Toggle


في لحظةٍ مصيرية تهزّ لبنان، يُحوِّل خطاب الشيخ نعيم قاسم الحازم معركة نزع سلاح المقاومة إلى اختبارٍ وجودي. بينما تُكثِّف الولايات المتحدة ضغوطها عبر مبعوثيها وتواطؤ حكومة بيروت، يخرج حزب الله برسالةٍ صارمة: السلاح خطّ أحمر، والتنازل عنه انتحارٌ وطني. هذه المعركة ليست على معدات عسكرية فحسب، بل على سيادة لبنان ومستقبل مشروع المقاومة في وجه المشروع الأمريكي-الصهيوني. فكيف قلب خطاب سماحة الأمين العام لحزب الله موازين اللعبة؟ ولماذا باتت واشنطن وحلفاؤها في مأزق؟

على درب نصر الله.. المقاومة لن تسلم سلاحها وسنخوضها معركةً كربلائية إذا لزم الأمر

أحدث خطاب الشيخ نعيم قاسم، الأمين العام لحزب الله، حول رفض نزع سلاح المقاومة، زلزالًا سياسيًا في الأوساط اللبنانية والدولية. فقد كشف الخطاب، الذي أُلقِيَ بمناسبة أربعينية الإمام الحسين (ع)، عن حزم غير مسبوق في مواجهة الضغوط الأمريكية والإسرائيلية، مما دفع الحكومة اللبنانية إلى تعديل موقفها جزئيًا. هذا التصريح لم يكن مجرد رد فعل عاطفي، بل كان تحذيرًا استراتيجيًا يعكس فهمًا عميقًا لموازين القوى في المنطقة، ويُبرز أن قضية سلاح المقاومة هي “مسألة وجود وبقاء” وليست مجرد خيار سياسي.

تواصل الولايات المتحدة، عبر مبعوثيها مثل “توم باراك” و”مورغان أورتيغاس”، الضغط على لبنان لتنفيذ قرار نزع سلاح المقاومة، مدعومةً بحركة دبلوماسية سعودية متزامنة. لكن الخطاب الحازم للشيخ نعيم قاسم، إلى جانب الموقف الموحّد للقيادات اللبنانية – بما في ذلك الرئيس ميشال عون ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي – كشف أن لبنان يربط أي خطوة بضمانات إسرائيلية مقابلية، مثل:

  1. وقف العدوان الإسرائيلي والانسحاب من الأراضي المحتلة.
  2. تعزيز قدرات الجيش اللبناني لسد الفراغ الأمني المحتمل.
  3. الحصول على دعم اقتصادي لإعادة إعمار المناطق المتضررة.

وقد أظهرت المحادثات مع المبعوث الأمريكي أن لبنان يرفض أن يكون طرفًا منفعلًا، حيث أكد عون أن “لبنان لم يتلقَ ضمانات من إسرائيل”، بينما ذكّر نبيه بري (رئيس البرلمان) واشنطن بفشلها في الالتزام بالاتفاقات السابقة.

لم يكن تشبيه الشيخ نعيم قاسم للمواجهة المحتملة بـ”معركة كربلاء” مجرد استعارة دينية، بل إشارة إلى:

يضع لبنان أمام خيارين مصيريين:

  1. سيناريو الانهيار: إذا أصرّت الحكومة على نزع السلاح قسرًا، فقد يواجه الجيش اللبناني انقسامات (خاصة مع نسبة الشيعة الكبيرة في صفوفه)، ما قد يؤدي إلى مواجهات داخلية.
  2. سيناريو العقلانية: عبر إعادة النظر في القرارات تحت مظلة حوار وطني، مع ضمانات دولية بوقف العدوان الإسرائيلي.

تكشف الأزمة عن تداخل مصالح القوى الدولية:

خطاب الشيخ نعيم قاسم كشف أن المعركة ليست حول السلاح فحسب، بل حول سيادة لبنان وقدرته على الصمود في وجه المشاريع الخارجية. الحل الواقعي يتطلب:

الدرس الأهم هو أن لبنان، بقوته الناعمة والمقاومة، قادر على تحويل الأزمة إلى فرصة لإعادة بناء توازناته – شرط أن تتفوق العقلانية على الانقسام.

حزب الله وجماهير المقاومة يشيّعون ثلّة من الشهداء

في أجواءٍ مشحونة بالتهديدات الأميركية والترهيب الإسرائيلي، انفجر خطاب الشيخ نعيم قاسم الأمين العام لحزب الله كعاصفةٍ هزت أركان المفاوضات اللبنانية–الأمريكية. فبينما كانت بيروت تُعاني وطأة “ورقة براك” التي تُطالب بنزع سلاح المقاومة قبل نهاية 2025 ، جاء الرد الحازم من بعلبك ليُذكر الجميع بأن معادلة الدفاع عن لبنان لا تُفاوَض. تصريحات الشيخ قاسم التي هدّدت بـ”معركة كربلائية” إذا استُهدف سلاح المقاومة ، لم تكن مجرد إنذار عابراً، بل كانت صاعقةً أعادت ترتيب أوراق اللعبة السياسية برمّتها.

أثبت الشيخ قاسم أن الكلمة حين تُلقى من موقع القوة، تُحدث زلزالاً حتى في دهاليز السلطة. فبعد أيامٍ من إقرار مجلس الوزراء اللبناني خطةً لنزع سلاح حزب الله وتسليمه للجيش ، انقلبت المعادلة:

المقاومة الاسلامیة‌ في لبنان

كشفت تصريحات المبعوث الأميركي توماس براك عن تناقضٍ خطير في الرواية الأميركية. فبعد أشهرٍ من الضغط الخانق على لبنان عبر “ورقة براك” التي تربط المساعدات الاقتصادية والعسكرية بنزع سلاح حزب الله ، حاول براك فجأةً تصوير القضية على أنها “شأن لبناني داخلي خالص”! لكن الوقائع تُدين هذا الادعاء:

في تحليلٍ عميق لخطاب الشيخ قاسم، يظهر أنه لم يُهدّد بالحرب الأهلية كما روّج البعض، بل كشف حجم المأزق الذي تُريد أميركا وإسرائيل إقحام لبنان فيه:

اليوم، يُدرك اللبنانيون أن معركة السلاح ليست مجرد صراعٍ على بنادق، بل هي معركةٌ حول هوية لبنان ومصيره: هل يكون دولةً تابعة تُنفّذ أوامر “ورقة براك” وتتقاسمها السفارات ، أم دولةً قادرةً على فرض سيادتها بقرارٍ وطني مستقل؟ خطاب الشيخ نعيم قاسم بيّن أن شعباً يُمسك بسلاح مقاومته كرهانٍ أخير للكرامة، لن يتركه حتى لو كلفه حرباً “كربلائية” جديدة. فهل تُدرك بيروت وواشنطن أن الورقة الأميركية – بضغوطها العمياء – تُفجّر الألغام تحت أقدام الجميع؟

Exit mobile version