فتوى سطرت ملاحم بطولية

عقد من الزمن مر على فتوى الجهاد الكفائي، عشر سنوات لم ينس فيها العراقيون تلك اللحظات العصيبة التي مرت بها البلاد، بعد أن احتلت عصابات الموت السوداء جزءاً من أرض الحضارات

استباحت قدسية هذا الوطن بعد أن عاثت فسادا وقتلا، سنوات لم تمح من ذاكرة الوطن بسبب بشاعتها، ولولا تلك الفتوى العظيمة التي أطلقها المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد علي السيستاني لما تغيرت معايير المعركة وما كان لمعطيات الحرب أن تتحول بدرجة أذهلت العالم، بعد أن رسم أبناء الوطن ملحمة بطولية قل نظيرها.


في العاشر من حزيران/يونيو من العام 2014م، سيطر تنظيم داعش على مدينة الموصل، ثم توسع إلى مناطق أخرى تصل مساحاتها الى نحو 40% من الأراضي العراقية، مخلفاً فيها الرعب والقتل والدمار واستباحة الحرمات.
ومع اجتياح عصابات داعش لمحافظات العراق الشمالية و الغربية وتهديدها كل مدن العراق مع انكسار واضح للقوات الأمنية في تلك المناطق، ظهر هناك استقطاب طائفي مقيت وحرب ضد الوحدة الاسلامية لأن الشعارات التي أتت بها عصابات داعش طائفية بحتة وتُهدد كل المقدسات و الأديان والأقليات الموجودة في المجتمع العراقي، وأتت الأحداث في ما بعد لتُثبت هذه النظرية و ما قامت به عصابات داعش في المناطق التي سيطرت عليها بأنها تحمل فكراً هداماً ولا تقف عند حدود دينية أو أخلاقية وأبعد ما تكون عن أخلاق الدين المحمدي الأصيل .
بعد ساعات على الهجوم الإرهابي، أطلقت المرجعية الدينية العليا في العراق المتمثلة بالسيد علي الحسيني السيستاني، فتوى الجهاد الكفائي، وقد أتت هذه الفتوى في مرحلة مبكرة جداً في وقت عمت الفوضى كل شيء تقريباً و كان العراق ذاهب إلى نفقٍ مظلم و الدولة لا تملك حلول في ذلك الوقت والمجتمع منقسم طائفياً في خضم اضطراب الأوضاع . واستطاعت الفتوى المباركة للسيد السيستاني، أن تقلب المعادلة التي قام بها الإرهابيون، وجاءت وفق مبادئ الإسلام المحمدي الأصيل، أراد الإرهابيون بأعمالهم الإجرامية تشويه الإسلام المحمدي فجاؤوا بشعاراتٍ رنانة وخليفة للمسلمين والجهاد وما شابه ذلك، وأرادوا أن يصوروا للعالم أن الإسلام الذي جاء به النبي الأعظم (ص) هو إسلام القتل والحرب والسلب والترهيب والإرهاب.


امتثلت الجماهير العراقية للفتوى الدينية، وقدمت من كل المحافظات العراقية لقتال تنظيم داعش، وأوقفت الزحف الإرهابي، بعد أن نظمت صفوفها وساندت القوات المسلحة لتبدأ بعدها العمليات العسكرية الكبرى.
ضمن هذا السياق وبمناسبة الذكرى السنوية الثامنة على إصدار المرجع اية الله السيستاني ، فتوى الجهاد الكفائي للدفاع عن سيادة العراق ضد مشروع داعش التكفيري الإرهابي المدعوم أمريكياً وصهيونياً بهدف تقسيم العراق إلى دويلات طائفيةٍ وعرقية، أجرت صحيفة الوفاق مقابلة مع الدكتور صفاءالدين تبرائيان وكان الحوار التالي :
المرجعية الدينية صمام أمان المجتمع العراقي
بدأ الدكتور تبرائيان حديثه بالقول: “في متل هذه الأيام العصيّة على المجتمع والدولة العراقية بكاملها، مرّ العراق بمحنةٍ شديدة هددت وحدة شعبه وأراضيه وأيضاً مستقبله السياسي، إنّ فتنة منظمة داعش الإرهابية امتزجت فيها أبعاد طائفية وسياسية بدعمٍ خارجي واضح يستهدف البنية المجتمعية والنسيج الاجتماعي ووحدة أراضي العراق “، ويكمل حديثه قائلاً:” كل المعادلات التي خططت لصناعة وتسويق تنفيذ المشروع الإرهابي خابت وطبعاً خسرت لأنها لم تحسب حساباً لأهم عنصر قوة استطاع أن يعيد الأمل للعراقيين والهيبة والأمل للشعب والدولة سواء معاً هذا العنصر متمثل بصمام الأمان للمجتمع العراقي، بل للمجتمعات الإسلامية وهو المرجعية الدينية المباركة “.

فتوى الجهاد الكفائي للمرجعيه&


ويُضيف شارحاً إلى أن :” فتوى المرجع آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله) تُعد حدثاً تاريخياً عميقاً في تاريخ العراق، وأنا أعتبرها شخصياً بأنها أهم من الانتفاضة الشعبانية التي حدثت في سنة 1991 م وحتى أهم من ثورة العشرين في العام 1920م، وطبعاً ثورة العشرين قامت بزعامة المرجعية بزعامة الشيخ “محمد تقي الحائري الشيرازي” الميرزا الشيرازي الثاني كما نُسميه، وإنها ليست كأي فتوى تصدر من أي مرجع، فهذه الفتوى عبرت عن هوية المجتمع والتفات الأمة حول دينها و مراجعها، هي فتوى تحمل أبعاد عقائدية وتُعبر عن حقيقة الإيمان الراسخ في وجدان الأمة وضميرها”.
وبيّن الدكتور تبرائيان بأنّ :”هذه الفتوى للدفاع الكفائي صحيح جهادية، لكنها دفاعية في محتواها ومؤداها، وهي عبرت عن هوية الشعب العراقي”.
ويضيف مستذكراً ما حصل في مدينة كربلاء المقدسة من قبل المجموعات الإرهابية التي تحمل الفكر التكفيري نفسه إذ أنه:” في الزمن السابق حوالي قبل 220 سنة قبل في 1216ه. عندما هجم التكفيريون الوهابيون على مدينة كربلاء المقدسة في يوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة في عيد الغدير، قاموا بإساءات كبيرة وقتلوا الناس الأبرياء، وهم يصيحون بشعارات وهتافات “اقتلوا المشركين واذبحوا الكافرين”.
يُكمل الدكتور شرحه قائلاً : “لقد هاجموا مدينة النجف الأشرف تسع مرات، لكن تصدى سماحة الإمام الشيخ جعفر الجناجي النجفي المعروف بكاشف الغطاء وأيضاً السيد جواد العاملي وهو من لبنان وجميعهم معروفون”.


ويشير الدكتور تبرائيان إلى أنه :” تأسست أفواج مقاومة للغزو الوهابي في مدينة النجف الأشرف، والفضل في تأسيس هذه الأفواج يرجع للشيخ جعفر كاشف الغطاء، فهو أول مرجع تقليد يؤسس أفواج مقاومة للمدافعة عن العتبات المقدسة والروضة الحيدرية الشريفة وتصدوا لهذا الهجوم عبر هذه الفتوى، ففتوى الجهاد الكفائي ليست جديدة، بل هي تعبر عن حقيقة الإيمان الراسخ في وجدان الأمة وضميرها، ففتوى الدفاع الكفائي في محتواها ومؤداها عبرت عن هوية الشعب العراقي وهي الهوية الاسلامية”.
وتجدر الإشارة وفقاً للدكتور بأنه بعد سنين من تشكيل المرجع الشيخ كاشف الغطاء لأفواج المقاومة للغزو الوهابي، تصدى سماحة الإمام السيد موسى الصدر لحماية أتباع أهل البيت (ع) في لبنان عبر تأسيس حركة المحرومين وأفواج المقاومة اللبنانية وهي الذراع العسكرية المساعدة لحركة أمل، ومن ثم تشكيل حركة المقاومة الإسلامية في لبنان”.

فتوى الجهاد الكفائي للمرجعيه


يشير الدكتور تبرائيان إلى الاستجابة الكبيرة والسريعة من قبل الشعب العراقي للفتوى إذ يقول:” استجابة الجماهير كانت بشكل عجيب، إذ كانت مليونية وسريعة، هاجم تنظيم داعش الإرهابي العراق في ليلة الثلاثاء، بعد يومين وفي يوم الجمعة أعلن الوكيل الشرعي لسماحة السيد السيستاني الشيخ عبد المهدي الكربلائي بعد صلاة الجمعة هذه الفتوى المباركة والاستجابة كانت مذهلة وعبرت عن حجم الارتباط المعنوي بين الأمة والمرجعية الدينية ليس الآن فحسب بل على طول التاريخ الذي عاشه المجتمع والظروف التي مر بها”.
ويضيف قائلاً:” حاول العدو الذي صنع تنظيمات داعش الإرهابية صنع رأي عام في المجتمعات الدولية مفادها أن الإسلام دين القتل والذّبح والسّبي، الجريمة الكبرى التي قامت بها هذه التنظيمات الإرهابية ليست الإساءات والقتل والذبح، بل هي تشويه وجه الإسلام الحقيقي المحمدي الرؤوف”.
ويؤكد بأنّه: “شكلت الفتوى كانت كما الاستجابة لها انتصاراً على ذلك المشروع الإرهابي الكبير والخطير على سمعة الإسلام والمسلمين، فتبين للجميع أنّ الإسلام دين الأخوة والتسامح والتضحية فها هو المسلم يدافع عن شرف وكرامة المكونات الدينية العراقية الأخرى من المسيحيين والإيزديين والصابئة وبخاصة في المناطق التي تعرضت للإرهاب”ـ


ويلفت بأنّ بعض العلماء اعتبروا أنه بالضرورة والأهمية علينا أن ندافع عن المناطق التي يعيش فيها أتباع أهل البيت (ع)، لكن الفتوى لمّا صدرت كلفت العراقيين بأن يدافعوا عن كل مكوناتهم إن كانوا من أهل السنة أو من أتباع أهل البيت (ع) أو أي من مكونات المجتمع الأخرى، كما أنّ العدو حاول أن يمزق وحدة المسلمين عبر إظهار هذا التيار التكفيري الإرهابي الإرعابي المتوحش بأنها حرب طائفية بين المسلمين بين السنة والشيعة، فجاءت الفتوى لتُفشل هذا المشروع الفتنوي، فالشيعي ضحى بحياته من أجل أخيه السني والمواطن السني استقبل أخيه الشيعي بكل أخوةٍ وتصدى الجميع للدفاع عن وطنهم وهويتهم ووحدة بلدهم فاختلط الدم العراقي بعضه ببعض، فتحقق الانتصار الاجتماعي بوحدة المجتمع على العدو قبل الانتصار العسكري”.
وختم الدكتور بالقول :” كان نتاج هذا الدفاع في سبيل الدين والوطن هو ولادة قوة عسكرية عقائدية تحمل روح الاسلام وثبات الوطن ونفحات المرجعية الدينية وهي تأسيس الحشد الشعبي الذي يُعد هذا اليوم صمام أمان لاستقرار الدولة والمجتمع إضافةً للمؤسسات العسكرية والأمنية الأخرى الموجودة في العراق”.

الحشد الشعبي
فتوى سطرت ملاحم بطولية 9

وتقول عضو مجلس النواب عن كتلة الصادقون النيابية زينب جمعة الموسوي إن “فتوى الجهاد الكفائي ساهمت بشكل مباشر في تعزيز الأمن وخلق بيئة اجتماعية داعمة للقوات الأمنية العراقية وتحقيق الاستقرار وتعزيز القوات الوطنية وتوفير الدعم والإسناد والمعدات الضرورية لها”، لافتة، إلى أن “الفتوى وضعت القيادات السياسية في العراق أمام مسؤولية وطنية وشرعية كبيرة ووحدت الموقف وأعطت دعما وقوة للقوات المسلحة العراقي في الصمود والثبات”.
وأضافت، أن “فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقها السيد السيستاني حظيت بتأييد رسمي وشعبي وإقليمي ودولي”.
بدوره، أكد عضو مجلس النواب النائب مصطفى الكرعاوي لوكالة الأنباء العراقية (واع)، أن “فتوى الجهاد الكفائي كان دورها كبيرا في الحفاظ على سيادة واستقرار البلد وتحريره من الاحتلال الداعشي، وأعطت دروساً وعبراً وصورة واضحة عن حقيقة المجاهد والمواطن العراقي الذي يدافع عن بلده”، مشيرا، إلى أن “فتوى السيد السيستاني ساهمت في تشجيع المواطنين على تقديم كل ما هو غال وثمين وكانت الحافز للشباب المجاهد للانخراط في الحشد الشعبي وبمساندة القوات الأمنية في محاربة الإرهاب”.

يقول قائد فرقة العباس القتالية الشيخ ميثم الزيدي: إن “المنجزات العسكرية والأمنية المتحققة إثر الفتوى من المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني عام 2014 جاءت نتيجة ملاحم بطولية محت بعدها صورة الانتكاسة التي حصلت عندما احتلت الجماعات الإرهابية أجزاء من البلد وكان من الضروري استنهاض الشعب العراقي؛ لأن التحدي كان كبيراً، ولذلك كان هناك صوت يثق به العراقيون وهو صوت المرجعية والتي حولت التحدي إلى فرصة استثمرتها القوات المسلحة في دحر الجماعات الإرهابية والوصول إلى مساحات واسعة وكبيرة لم تصلها من قبل”.
وأضاف، أن “هذه الفتوى المباركة والملحمة الكبيرة بين العراقيين والمنجز ما كان ليتحقق لولا تضافر الجهود لكل الأجهزة الأمنية ولكل أطياف الشعب العراقي التي استنهضها نداء المرجعية سواء من الشباب أو كبار السن وحتى النساء كان لهن الدور الكبير في تقديم الدعم اللوجستي وحتى الواجبات الإنسانية والنفسية الكثير من النساء دفعت أولادها للدفاع من البلد العزيز”.
وشدد، على أن “أبناء العراق مستمرون بالدفاع عن البلد وتطوير القابليات الأمنية في سبيل أن تكون بمستوى التحديات التي تشهدها المنطقة برمتها”.


بدوره، قال رئيس قسم مؤسسة الوافي للتوثيق والدراسات في العتبة العباسية المقدسة، أحمد صادق حسن : إن “ما حصل في العراق بالعام 2014 وسقوط عدد من المحافظات العراقية بيد العصابات الإرهابية أحدث وضعاً صعباً للغاية وجاءت فتوى الجهاد الكفائي لتحيي وتستنهض الهمم بعد أن وصل العراق على شفير الهاوية، حيث رصت صفوف الشعب ولمّت شمله وأعادت هيكلة المجتمع بشكل عام ونجحت نجاحا باهرا في هذا الأمر”.
وأضاف، “اليوم عند النظر إلى التوصيات التي أطلقتها المرجعية لا سيما بعد عمليات التحرير نرى أنها نصت على احتضان الأسرى وأبناء المناطق المحررة وكيفية التعامل معهم ومع الأطفال الذين ولدوا بعد دخول داعش إلى تلك المناطق”، منبها، أن “الفتوى، حققت بهذا الجانب نجاحا كبيرا، وهذا دليل على وجود انقلاب فكري داخل المجتمع”.

ونبه، أن “المرجعية قدمت عبر معتمديها البالغ عددهم نحو 400 معتمد بمختلف المحافظات مساعدات إغاثية، وأسبوعياً تتم زيارة جبهات القتال ومحطات اللاجئين والنازحين، إلى جانب استقبال نحو 14 ألف أسرة في محافظة كربلاء المقدسة”.
وبين، أنه “لولا الفتوى لسقطت العملية السياسية برمتها وقد كانت توجيهات السيد السيستاني تصب في عدم التجاوز على دستور الدولة وقوانينها”، مشددا، على أن “العراق اليوم أصبح له مكانة مهمة وصوت مسموع واتضح أن المواطن العراقي لديه ولاء مطلق للوطن وهذه رسالة مهمة حرصت المرجعية على إيصالها للجميع”.

ولفت، إلى أن “السيد السيستاني، أوصى بأُسر الشهداء، إذ إن من بين الأعمال التي حققتها المرجعية بناء ما يقارب الـ1000 منزل لأسر الشهداء من قبل لجنة إسكان أسر الشهداء، فضلا عن الأعمال التي تؤديها العتبات ومنها العباسية ومؤسسة العين لرعاية أبناء الشهداء وتوفير المستلزمات الضرورية لعلاجهم”.

وأشار، إلى أن “العتبة العباسية افتتحت مؤسسة الوافي للتوثيق والدراسات، بالإضافة إلى أنه بعد بداية المعارك وصدور الفتوى بسبعة أشهر كان هناك مهرجان فتوى الدفاع المقدسة في العتبة العباسية بالعام 2015، وصدرت توصيات المرجعية بكتابة التاريخ وعدم السماح بضياعه”، مبينا، أن “موسوعة الدفاع المقدس، وثقت محطات مهمة من تاريخ العراق لكي تطلع عليها الأجيال القادمة”.
من جانبه، أكد أستاذ الحوزة العلمية في النجف الأشرف باسم الموسوي لوكالة الأنباء العراقية (واع)، أن “الأحداث التي نمر بها هي دليل واضح على أهمية وجود المرجعية الدينية العليا في أوساطنا وعموم الحوادث التي تقع بنا، فقد بينت بموقفها الواضح وفتواها الصريحة مدى أهمية هذا القرار، ومدى تأثيره في الواقع العراقي، بعد أن حددت وشخصت العدو الحقيقي”.
وأضاف، أن “الفتوى شاهدة على تغير البوصلة تغيرا كبيرا وملحوظا، وأن “هذه المرحلة قد أظهرت للجميع أن المرجعية الدينية ومؤسسة الحوزة العلمية لها الدور الأول والبارز لإنقاذ ما يجري في العراق”.

بدوره، يقول مدير مدير هيئة الحشد الشعبي في النجف الأشرف قاسم الخاقاني في حديثه لوكالة الأنباء العراقية (واع): “نعيش الذكرى السنوية العاشرة لانطلاق فتوى الجهاء الكفائي التي انبثقت من المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف بعد أن استشعرت الخطر الذي ألمَّ في هذا البلد و لبى المجاهدون الأبطال والغيورون من شباب الوطن بكل أطيافهم النداء الذي أطلقته المرجعية واستجابوا لهذه الفتوى المباركة التي انطلقت على إثرها جحافل المؤمنين إلى ساحات القتال لتحرير الأراضي التي اغتصبتها عصابات داعش الإرهابية”.
وأضاف، أن “هؤلاء الغيارى لبوا النداء انطلاقا من إيمانهم وعقيدتهم ليقفوا صفاً واحدا بمختلف عناوينهم ويحققوا النصر ببطولات متلاحقة توجت جهودهم بتحرير كامل الأرض بعد أكثر من 3 سنوات من القتال، وما كان لهذه البطولات لتتحقق لولا الشهداء الأبطال الذين نعيش حالياً حالياً نعمة الأمان بفضل دمائهم الزكية التي دحرت الإرهاب و كذلك الجرحى الذين وسموا أجسادهم بوسام الشرف والعزة”.
بدوره، ذكر أستاذ الفكر السياسي في جامعة الكوفة، أسعد شبيب، لوكالة الأنباء العراقية (واع)، أن “فتوى الدفاع المقدس جاءت في ظرف شهد صعود هيمنة الظاهرة الإرهابية وتحول مشروعها من إطار التهديد إلى إطار التنفيذ من خلال مشروع ما يسمى بالخلافة”.
وتابع، أن “الفتوى أسقطت مشروع عصابات داعش الإرهابية، وشحذت الهمم من خلال تطوع مئات آلالاف من الناس وفي مختلف المدن والمحافظات وشرائح المجتمع لاسيما الشباب وأبناء العشائر والقوى الاجتماعية والسياسية، كما و أوجدت كياناً عسكرياً قوياً استطاع ان يقهر العصابات الإجرامية وأعطت دافعا لأبناء القوات المسلحة بمختلف صنوفها في مطاردة هذه العصابات وطردها من مختلف المدن”، مبينا، أن “الفتوى منحت الثقة والحماية لأبناء المناطق التي سيطرت عليها العصابات الإرهابية ودعتهم إلى مساندة القوات العراقية، كما ومثلت حالة من الوحدة الوطنية من خلال استجابة واحترام جميع مكونات المجتمع لفتوى المرجعية”.

وأوضح، أن “الفتوى تضمنت أبعاداً سياسية مهمة من خلال التأكيد على أن حالة عدم الاستقرار السياسي قادت في النهاية إلى صعود العصابات الإرهابية، إلى جانب أبعاد اجتماعية، وأهمية الفتوى في الدعوة للتماسك والاندماج الاجتماعي بين مختلف المكونات، ما أعطى قوة و هيبة للعراق في مواجهة التحديات والتهديدات”.
ونبه، أن “هناك أبعادا أمنية للفتوى، حيث استطاعت أن تقوي من عزيمة المؤسسة العسكرية بعد أن شابها الخلل، في حين جاءت الفتوى لتعطي أهمية ودورا لا ينبغي تغافله”، مؤكدا، أن “الفتوى لم تقتصر أهميتها في تحقيق النصر فحسب، بل امتدت إلى توحيد الصف العراقي وحفظ السلم المجتمعي”.

Exit mobile version