إيران هي التي سارعت الى مساعدة سوريا والعراق، ودعمتهما خلال فترة الحرب ضد تنظيم “داعش” الارهابي
قال وزیر الخارجیة الإیراني “حسین أمیر عبد اللهیان، ان “إيران هي التي سارعت الى مساعدة سوريا والعراق، ودعمتهما خلال فترة الحرب ضد تنظيم “داعش” الارهابي، حيث قدمنا دماء أفضل مستشارينا العسكريين”.
وفي تصريح لـ قناة CNBC الأمريكية على هامش حضوره اجتماع دافوس بسويسرا، اشار “امير عبداللهيان” الى الهجمات الايرانية الاخيرة، قائلا : ان العمل المسؤول الذي قامت به القوات المسلحة لجمهورية إيران الإسلامية، يتماشى مع الحرب ضد الإرهاب والدفاع المشروع.
واضاف : نحن نحترم سيادة الدول، ولدينا أفضل العلاقات مع العراق وباكستان، ولكن عندما يتعلق الأمر بحماية الأمن القومي، سوف لن نجامل مع ای احد بهذا الشأن.
وقال عن الأزمة في البحر الأحمر : ان هذه الأزمة تعود إلى جرائم الإبادة الجماعية التی يرتکبها الکیان “الإسرائيلي” بغزة؛ مضيفا انه مع إيقاف هذه المجازر فمن الممكن احتواء توسع الحرب بشكل منطقي.
كما أکد وزير الخارجية على، ان “ایران لن تعترف بإسرائيل اطلاقا، وفي الوقت نفسه تعتقد أن الشعب الفلسطيني يجب أن يقرر مصيره”.
وتابع : لقد اقترحنا في السابق حلاً سياسياً يقوم على استفتاء عام برعاية الأمم المتحدة، وبمشاركة جميع السكان الفلسطينيين الاصليين، بما في ذلك المسيحيون واليهود والمسلمون.
كما طالب أمیر عبد اللهیان في هذا الحوار، أمريكا ان تلتزم باتفاقها مع إيران والتعهدات التي وعدت بها لطهران.
وفي جانب اخر من المقابلة اكد عبداللهيان ان المسؤولين اليمنيين يتخذون قراراتهم بأنفسهم وقد اكدوا مرارا حرية الملاحة البحرية في البحر الاحمر، واعلنوا انهم يستهدفون السفن المتجهة الى الموانئ الاسرائيلية فقط.
وشدد على أن العمل المسؤول للقوات المسلحة بانه يتماشى مع مكافحة الإرهاب والدفاع المشروع وأضاف: نحن نحترم سيادة الدول ووحدة أراضيها، لدينا أفضل العلاقات مع العراق وباكستان، ولكن عندما يتعلق الأمر بضمان الأمن القومي الإيراني فاننا لا نجامل احد في ذلك.
واثنى أمير عبداللهيان على الدفاع عن الفلسطينيين المظلومين، وقال: من الواضح أن أمن البحار والممرات المائية له أهمية كبيرة بالنسبة لنا، لأننا أنفسنا نبدأ تجارة وتصدير النفط عبر الطريق البحري. ولكن ينبغي أن نعرف ونؤمن بأن أي عمل لزعزعة استقرار المنطقة له جذوره في “إسرائيل” والإبادة الجماعية التي ترتكبها في غزة. ويجب إيقاف هذه الجرائم والتعامل معها من جذورها.
واردف قائلا: كحركة تحرير، قررت حماس بشكل مستقل العمل ضد الاحتلال. خلال الأسبوع الأول من عملية 7 أكتوبر/تشرين الأول، التقيت بالزعيم السياسي لحركة حماس في الدوحة، وفي ذلك الوقت كانت القضية الأكثر أهمية التي تم تسليط الضوء عليها هي كيفية تسهيل تبادل النساء والسجناء المدنيين. وأخبرني رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أنه على استعداد تام ووافق على إطلاق سراح النساء والمدنيين والتبادل، لكن تل أبيب في ذلك الوقت كانت تفكر فقط في الحرب والإبادة الجماعية ولم تكن مستعدة.
وقال وزير الخارجية الايراني: أننا ننظر إلى حماس كحركة تحررية ضد المحتلين، ويعملون على تحرير الأرض الفلسطينية من الاحتلال، لكنهم لم يحاولوا أبداً إشراك إيران في الحرب. وفي الوقت نفسه، نعتقد أن الدعم السياسي والمعنوي الذي تقدمه إيران لحركة المقاومة ضد الاحتلال لعب دورا إيجابيا في الحفاظ على الاستقرار والسلام في غرب آسيا.
وفي معرض اجابته على سؤال المراسل: ما هو الخط الأحمر لإيران وهل ترفض إمكانية الصراع المباشر مع “إسرائيل”؟ قال امير عبداللهيان: أولا، نحن لم نعترف بإسرائيل ولن نعترف بها أبدا. ثانياً، ربما يكون من الأفضل أن تطرح سؤالك بصيغة ما هو الحل للقضية الفلسطينية. نحن نعتقد أن “إسرائيل” هي كيان احتلال. مثل حالة الجزائر التي احتلتها دولة غربية لعقود من الزمن، ولكن انتهى ذلك الاحتلال في النهاية. ولذلك، ففي حالة فلسطين، فإن الاحتلال الإسرائيلي لن يستمر إلى الأبد.
وتابع قائلا: 75 عاما من الاحتلال لا تخلق أي شرعية لوجود “إسرائيل”. لدينا بالفعل حل سياسي يقوم على نهج سياسي. لقد سجلنا هذا الحل لدى الأمم المتحدة. ونعتقد أن الشعب الفلسطيني يجب أن يقرر مصيره، وذلك بإجراء استفتاء تحت إشراف الأمم المتحدة. من يجب أن يشارك في هذا الاستفتاء؟ سوف نحترم جميع السكان الفلسطينيين الحقيقيين، بما في ذلك المسيحيين واليهود والمسلمين، اي قرار يتخذونه بأنفسهم.
وسأل المراسل أمير عبد اللهيان: ما هي رسالتك إلى البيت الأبيض والرئيس جو بايدن وحلفائهم، على سبيل المثال في بريطانيا، الذين يقولون إن صبرهم بدأ ينفد مع الحوثيين؟ فأجاب: أولاً، أريد أن أقول للبيت الأبيض أن عليهم أن يلتزموا باتفاقهم مع إيران وأن يلتزموا بالوعود التي قطعوها لنا. النقطة الثانية، لا ينبغي لاميركا وبايدن ربط مصيرهما بمصير نتنياهو.
وأضاف: التعاون الكامل لبايدن والبيت الأبيض مع بلطجية مثل نتنياهو في “إسرائيل” هو أصل انعدام الأمن في المنطقة. يجب على الرئيس بايدن أن ينهي فوراً دعمه الكامل لهذه الإبادة الجماعية الفلسطينية وقتل أكثر من 13500 طفل فلسطيني. لقد وصل نتنياهو إلى نهاية النفق (الخط) ولا تستطيع أي معدات طبية أو اسطوانة أكسجين أن تنعشه وتنقذه. ولكن على مر التاريخ، كانت المقاومة ضد الاحتلال دائما مشروعة.
واوضح وزير الخارجية الايراني: إننا نستفيد من السلام والأمن في المنطقة: إن أمن البحر الأحمر والخليج الفارسي والمياه الدولية يصب في مصلحتنا.
وقال مخاطبا اميركا والكيان الصهيوني: أوقفوا الحرب في غزة ودعوا السلام يعود إلى منطقتنا. إن ردنا على الاحترام الذي أبدته الدول الأخرى، بما في ذلك اميركا، هو الاحترام المتبادل. نحن نحترم الشعب الأمريكي، ولكن في النهاية، نعلم أن اليمن والحوثيين لديهم حضارة وثقافة عالية. منذ آلاف السنين، عندما لم تكن هناك دولة اسمها الولايات المتحدة على خريطة العالم، كانت توجد في اليمن إحدى أعظم الحضارات الإنسانية.
ووصف وزير الخارجية الإيراني التعاون الكامل لبايدن والبيت الأبيض مع نتنياهو بأنه السبب الجذري لانعدام الأمن في المنطقة، معتبرا إن نتنياهو وصل إلى نهاية الخط ولا يمكن لأي معدات طبية أو كبسولة أكسجين انعاشه وانقاذه.