كتاب علم النفس الخجل القلق علم نفس الانفعالات

کتاب صادر بیروت

علم النفس الخجل القلق علم نفس الانفعالات


من حتى شرع بيكر في بناء كوخ من حجارة الطوب لأن نتائج التجربة جاءت أكثر من مشجعة. وبعد ست سنوات خرج من عزلته وفي حوزته بضعة عشر ألفاً من الدولارات مختزناً لشيخوخته ذكريات أشهى ما تكون الذكريات حقك أيها القارىء أن تتساءل : كيف استطاع الكبتن ييكر جني ثروته ، وهل جمعها من عمله كدليل ؟ إليك الجواب ، وقد أعطاه الكبتن بنفسه للذين وجهوا إليه السؤال : و اعتدت وأنا في الوظيفة قبض مرتبي في آخر كل شهر ، وساد في ذهني الأيام أن المرء لا يسعه كسب معيشته بطريقة أخرى . فلما انفككت عن مع الوظيفة أعملت مخيلتي في استنباط وسائل الارتزاق ، وتزاحمت المشروعات في رأسي بعد ثلاثة أيام من التفكير ، فاخترت منها الأجدى والأصلح لدى وصولي إلى معتزلي في الجبل لاحظت أن السياح المقبلين من الشرق يتهيبون قيادة سياراتهم على الطرق الجبلية الضيقة ، ولما كنت سائقاً ماهراً فقد عرضت خدماتي عليهم لقاء ريال واحد عن كل ساعة أقضيها في العمل ، عن الطمأنينة ، أن ينزهوا فوافقوا بجذل ، لأن مشروعي أتاح لهم أبصارهم في منطلق الطبيعة الفسيح وولد نجاح مشروعي الأول في مخيلتي مشروعاً آخر . فقلت في نفسي : تم لا أتولى إرشاد هواة الصيد والقنص الذين يجازفون بتسلق المرتفعات ؟ ولقاء خمسين دولاراً في الأسبوع اعتمدني ستة من الصيادين مرشداً لهم ودليلاً . وتتالت المشروعات ، فقد لاحظت أن الأفراد القلائل الذين بنوا أكواخاً في الجبل لم يستدروا خيرات الأرض المعطاء ، فأنشأت حول كوخي حديقة وبعد أشهر أغناني إنتاجها عن شراء الحبوب والبقول والخضار و صنعت من خشب الأشجار المحيطة بكوخي مقاعد وخزائن استثارت إعجاب جيراني فأوحى إلي هذا الإعجاب فكرة جديدة : تم لا أسلخ أشهر الشتاء علي
هذا المشروع في صنع المقاعد الخشبية وأبيع إنتاج الراغبين ؟ وقد در ربحاً لا بأس به. وفي الربيع رحت أجمع النباتات النادرة وأستخرج منها عقاقير نافعة ، فكان سكان المدن والقرى يفدون إلى كوخي لشراء العلاج السحري . ولما تجمع لدي عدد كاف من جلود الحيوانات التي كان الصيادون يظفرون بها بعتها من تجار الا من ١٤٥٤ ء ؛ واكتشفت خلال تجوالي في الحقول والأحراج بحثاً عن النباتات النادرة نباتاً له رائحة التبغ ونكهته ، فصنعت منه لفائف وقدمت منها إلى السياح المقبلين من الشرق فانتشوا برائحتها
أطلق لمخيلتك العنان ما أكثر الذين يشكون ضيق ذات اليد في أيامنا لأن أبواب العمل والارتزاق عملك سدت في وجوههم تصوّر نفسك واحداً من الذين كانوا يعملون في مؤسسة واستغنت الإدارة عن خدماتهم لسبب ما ، فإذا أنت عاطل عن العمل ، ولا أمل لك بالالتحاق بمؤسسة أخرى لبلوغك سناً معينة ؛ أما المال الذي ادخرته من السابق فمبلغ جد متواضع فماذا تصنع للخروج من المأزق ؟ لقد واجه «جورج بيكر ( المعضلة نفسها عقيب انتهاء الحرب العالمية كان ضابطاً في فرقة الهندسة ، فلما وضعت الحرب أوزارها عاد إلى وظيفته في نظارة الأشغال العامة ، ولكن الدولة استغنت عن خدماته بعد ثمانية عشر شهراً ، فكانت الصدمة قوية ، لأن جورج بيكر لم يدخر ثروة وهو في الوظيفة، ومع هذا لم يدع لليأس سبيلاً إلى نفسه، بل استطاع الخروج من المأزق بفضل مخيلته
وإليك ما فعله الكبتن بيكر :
لم يضيع صاحبنا دقيقة من وقته ، فمضى إلى مصلحة الأحراج في نظارة الزراعة واستأجر منها قطعة أرض صغيرة في المنطقة الجبلية ، تفصلها عن
المدينة مسافة أربعين ميلاً ، وبعد يومين أقام خيمته على الأرض المستأجرة وفي نيته أن يعرض خدماته كدليل ومرشد للذين يرتادون تلك الناحية ، دون رفه هذا العمل عن استنباط وسائل أخرى للارتزاق . وما وافي الخريف أن يصر أكثر شرع بيكر في بناء كوخ من حجارة الطوب لأن نتائج التجربة جاءت مشجعة. وبعد ست سنوات خرج من عزلته وفي حوزته بضعة عشر
ألفاً من الدولارات مختزناً لشيخوخته ذكريات أشهى ما تكون الذكريات من
أنت حقك أيها القارىء ان تسال كيف استطاع الكبتن بيكر جني إليك الجواب ، وقد أعطاه الكبتن بنفسه للذين وجهوا إليه السؤال

Exit mobile version