كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله بمناسبة ذكرى التحرير الثاني

سماحة السيد حسن نصرالله

أبارك لكم جميعًا ذكرى التحرير الثاني الانتصار الكبير الذي حققه لبنان على تلك الجماعات الارهابية التي احتلت جزءًا من أرضنا واعتدت على أهلنا

أعزي اللبنانيين جميعًا برحيل أحد الأعمدة الكبيرة في الصحافية اللبنانية والعربية الاستاذ طلال سلمان الذي كان بحق مقاومًا كبيرًا وعزيزًا بالفكر والبيان والقلم وكان مع المقاومة وساندها في كل مراحلها في لبنان وفلسطين حتى آخر نفس.

أتقدم بالعزاء من عائلته وأصدقائه ورفاقه في جريدة السفير سابقًا وكل المؤمنين بالمقاومة وأعبر عن مشاعر المواساة وأسأل الله سبحانه أن يتغمده برحمته.

مع بدء الأحداث في سورية سيطرت جماعات مسلحة على مناطق محاذية للحدود اللبنانية وخصوصًا مع البقاع.

احتلوا لاحقًا بعض المناطق واعتمدوها قاعدة لارسال السيارات المفخخة والتوسع في احتلالهم للبنان وتهديدهم بالوصول إلى بيروت واكمال العدوان على سورية كمعبر للمسلحين والاسلحة.

لبنان كان جزءًا من الخريطة الداعشية وهي التي كانت قد سيطرت من الحدود العراقية إلى البادية السورية ومن هناك إلى القلمون لاكمال انتشارها الواسع.

الأحداث على حدودنا بدأت عام 2012 واستمرت إلى عام 2017، هذه المعركة استمرت سنوات وليس عملية عسكرية بل مجموعة معارك لنعلم أنَّ ما حققناه انتصار كبير.

أهالي المنطقة أنفسهم قرروا وأنا أعلم قرى مسيحية أخذوا قرارًا بالمواجهة خلافًا لقرارات أحزابهم، والمقاومة وقفت إلى جانب الأهالي بقوة.

وطبعًا كان الانقسام اللبناني المعتاد ولا يجب أن ننسى بعض ممثلي القوى السياسية الذين ذهبوا إلى المسلحين وعقدوا مؤتمرات صحافية عندهم وعبروا عن مساندتهم لهم.

بعضهم دعم المسلحين بالاعلام والتمويل وبعضهم بالمسلحين وهؤلاء راهنوا على بقاء الجماعات المسلحة وراهنوا على انتصارها وراهنوا على انكسار أهل البقاع والجيش والمقاومة.

لا يُستغرب هذا الآن فالمشروع ليس جرود لبنان والبقاع بل جزءٌ من معركة كبرى في المنطقة يديرها الأميركي وهؤلاء أتباع السفارة الأميركية، يدعون السيادة بينما أيدوا جماعات ارهابية احتلت أرضًا لبنانية وقتلت جنود وضباط الجيش اللبناني وروعت الأهالي.

نحن أخذنا قرارنا ودخلنا بكل قوة في المعركة والجيش أخذ اجراءاته الدفاعية ولكن الحكومة آنذاك لم تسمح للجيش بإجراء أي عمل هجومي حتى لتحرير ضباطه وجنوده وذلك رضوخًا للتهديد الأميركي.

أُخذ القرار عام 2017 عندما ترأس الجمهورية العماد ميشال عون وحتى حينها هُدد الجيش اللبناني.

ينبغي ألا ننسى الذين يمثلون قوى سياسية وشخصيات وذهبوا إلى المسلحين في جرود عرسال وعقدوا مؤتمرات صحافية عندهم وعبروا فيها عن تأييدهم وقدموا لهم مختلف أشكال الدعم.

Exit mobile version