کتاب بين غياهب الموج

كتاب بين غياهب الموج عبارة عن تسليط الضوء على شذرات مباركة من حياة الشهيد ميثم علي إبراهيم الذي استشهد في وسط البحر وهو في طريقه مهاجراً إلى الجمهورية الإسلامية.

————————————✿————————————

بين غياهب الموج صفحه کتاب

الحب لا يعرف مكانًا أو زمانًا ليطرق شغاف القلب.
حب الوطن لدى المؤمن الحقيقي اكتسبه من صدر أمه وحليبها الطاهر..
الحب الذي سطره لنا هؤلاء لنحيا لنعيش لنعبد الله ونعطيه حق العبودية التي خُلقنا من أجلها.
هناك الكثير والكثير من القصص في وقتنا الحالي تمر.. وكل يوم هناك من ترك زوجته وأطفاله للدفاع عن الوطن، وهناك من ترك أمه، وهنالك من ترك أصدقاءه وأحباءه، وقد تكون القصص أبهى وأعظم مما نتصورها.. إلا أنها لم تخرج للنور، أو لم يكن لها صائغ يجيد صياغتها.
هؤلاء أشخاص قد اختارهم الله لينالوا سعادة القرب ونشوة الوصال قدموا كل ما يملكون حتى ضحوا بأنفسهم من أجل أن نحيا، فأعطاهم الله خلودا أبديًا…
ونحن أين وصلنا؟ وماذا قدمنا لهم؟ أتذهب دماؤهم سُدًا؟ أوليس علينا أن نرد لهم هذا الجميل؟
من أجل دماء الشهداء.. لنعش أحرارا في دنيانا.
فسلام الله على الشهداء ورحمة الله وبركاته.


عندما كان ميثم في سنواته الدراسية الأولى، كنت أذاكر معه للمدرسة.. ذات مرة واجه سؤالا عما يريد أن يعمل مستقبلاً ساعدته في الاختيار، وقلت له هل تريد أن تصبح طبيبًا أو طيارًا أو مهندسًا ؟ فيجيبني: أريد أن أصبح عالم دين وأدرس في مدينة قم المقدسة في إيران رغم حداثة عمره إلا أنه يُصر على قول
هذه الكلمات.
عندما بلغ فترة المراهقة، كنت أسأله دائمًا ماذا تريد أن تدرس يا ميثم؟ فيجيبني ويقول: أريد أن أصبح مجاهدًا ثم شهيدًا، انزعجت من كلماته هذه
لشدة تعلقنا به، فأرفض أن يقول إنه سيصبح شهيدا؛ لصغر سنه وخوفي عليه.
بالرغم من كل ما مر به، فإن عبادته هي أول ما يخطر ببالي عندما أتذكره، فنرى نور الجنة يملأ المكان الذي يصلي فيه. كان متعلقا بصلاة الليل وقراءة القرآن والأدعية لطالما أحبّ أن يبقى وحيدًا ومنفردًا أثناء عبادته. والآن أين الدعاء وأين ترنيم الدجى؟ لقد مشنا الشوق أيها العزيز.
كان شديد التعلق بصاحب العصر والزمان ولالالالالالالالا ، ويطلب العون والمدد منه، ويأمرنا بالتمسك به والدعاء له. وهو من السابقين لمجالس عزاء أهل البيت لها ومواساة السيدة الصديقة فاطمة الزهراء لا لا . هو لا ينزع الملابس
بين غياهب الموج )
السوداء طوال العام، وعندما أسأله عن السبب؛ يجيبني أن لنا شهداء مظلومين
يستحقون الحداد عليهم.

————————————✿————————————

الناشر: آماج الاخبارية

تصحيح وتدقيق: الدكتور الشيخ حسين اليوسف

عدد الصفحات: 120 صفحة

Exit mobile version