کتاب ثلاثية فلسطين

نبيل خوري

فلسطين

ثلاثية فلسطين التي تتحدث عن حارة النصارى في القدس

ثلاثية فلسطين التي تتحدث عن حارة النصارى في القدس

وتركز “حارة النصارى” على الشھید “یوسف” الذي قاوم المحتل حتى آخر رصاصة استبقھا لنفسه، لكي لا یؤسر من قبل المحتل

ثلاثية فلسطين لنبيل خوري

تعبر ثلاثية القدس التي تتألف من ثلاث روايات قصيرة “حارة النصارى”،”الرحيل”، و”القناع” للأديب والصحافي الفلسطيني نبيل خوري من أروع الروايات التي كتبت عن القدس. وتركز هذه الثلاثية على جرائم “إسرائيل”.

الراحل نبيل خوري واحد من أبرز رواد الصحافة العربية ممن أسهموا في إثراء المكتبة العربية، وفي المساهمة في ترك بصمات واضحة خاصة في الإعلام اللبناني والعربي المهاجر في الغرب. وقد أسس في باريس مجلة “المستقبل” وضم إليها أبرز الكتاب العرب.

كان من أوائل من عمل على توثيق الاحتلال الإسرائيلي في العام 1967 روائياً، من خلال روايته “حارة النصارى” في القدس، التي جاءت بعد أشهر من احتلال القدس الشرقية لتوثق بأسلوب سردي مميز مآل الحالة الاجتماعية والسياسية والوطنية خلال حرب حزيران / يونيو، فكانت أول حضور إبداعي لتوثيق ما عرف لاحقاً بالنكسة أو حرب 1967، وطبعت في العام 1969 عن دار النهار في لبنان، وبعدها ضمن “ثلاثية فلسطين” عن دار الشروق في مصر العام 1974،

تعتبر “حارة النصارى” (1969) لنبيل خوري (1929- 2002) من الأعمال التي تستحق التوقف عندها، فقد رصدت كفاح أهل القدس في الدفاع عن مدينتهم ووثقت احتلال القدس وخسارتها بشراً وحجراً بعد هزيمة حزيران / يونيو 1967 وتداعيات الهزيمة على الشعب الفلسطيني.

وتوثق رواية نبيل خوري الأولى “حارة النصارى” تاريخ فلسطين الحديث ما بين الإضراب الستيني قبل الثورة الكبرى سنة 1936 وما بعد هزيمة حزيران/ يونيو بقليل، من غير أن يعني ذلك صلتها بالرواية التاريخية، لأنّها تلتقط من التاريخ مفاصله الكبرى التي كانت تضبط إيقاع الصراع الفلسطيني/ الصهيوني،

تتميز الرواية برغبة الكاتب المسبقة في التعبير عن الأفعال التي تميّز بطله “يوسف راشد”، أحد أبناء حارة النصارى المعروفة في الجزء القديم من مدينة القدس، الذي رافق الصراع منذ يفاعته، وخاض غماره إلى أن قضى شهيداً في عدوان 1967.

في هذه الرواية المثقلة بالأفكار والرسائل تركيز على صوت أنثويّ رائد في كتابات حقبة الهزيمة، يتجسد بصوت الأم الصبية الأرملة سلمى راشد، المسكون بالصدمة والطاغي على معظم الرواية.

تسرد “حارة النّصارى” على لسان سلمى مع زوجة الشاعر عبد الرحيم محمود، بعد مقتل زوجها في قرية الشجرة عام 1948. عام 1952 بالضبط حين ذهبنا إلى جنين لزيارة أحد أقاربك، وشاهدت زوجة رفيقك الشاعر الشهيد عبد الرحيم محمود تمشي عارية في الشارع، مجنونة، والناس يشيرون إليها ويتهامسون: مجنونة، أطفالها جياع. عقلها ضاع. ألم تتعظ. ألم تقل لي ونحن في طريق العودة إن هذا هو مصير زوجة كل مناضل في هذا البلد.

وتركز “حارة النصارى” على الشھید “یوسف” الذي قاوم المحتل حتى آخر رصاصة استبقھا لنفسه، لكي لا یؤسر من قبل المحتل.

يتعمد الكاتب إبراز الدور النضالي لهذه الحارة، والشريحة من المقدسيين سكان حارة النصارى، ولإعطاء عمق تاريخي لجذورهم المقدسية، فحارة النصارى التي زينت عتبة الرواية هي دالة على هوية مكان البطل يوسف، الذي عاش وناضل ومات فيها، كما شكلت مسرحاً للأحداث.

تتماهى شخصية يوسف مع شخصية الكاتب من حيث الانتماء الطائفي لبطله الفلسطينيّ ووسمه بالنضال والمقاومة، بعيداً عن الانحسار المذهبي.

الرواية الثانية “الرحيل” كتبها في الكويت، وفي بداية المؤامرات لذبح العمل الفدائي. وتعالج هذه الرواية الأحداث نفسها التي عنيت بها “حارة النصارى”.

الرواية الثالثة، “القناع”، كتبت في باريس، وانشغلت بتصوير حياة الفلسطيني في الغربة، من خلال شخصية بطلها “كامل”، وتتحدث عن الفلسطیني بعد الاحتلال وبعد أن یھجر وطنه إلى الخارج.

نشير إلى أن لنبيل خوري مجموعته القصصية الأولى عن الوطن (كفر- عام 1951). وقد قامت وزارة الثقافة الفلسطنية مجدداً بالتعاون مع دار الشروق المصرية بإعادة طبع “ثلاثية فلسطين” عام 2017.

Exit mobile version