کتاب في بيتنا مريض نفسي

دکتور عادل صادق

بيتنا مريض نفسي

حاولت جهدي أن يكون كتابي هذا واضحاً بسيطاً له معنى وهدف ونابع من خبرتي ونظريتي وفلسفتي وإيماني، معبراً عن قضيتي التي أدافع عنها، وحرصت أن يصل لكل إنسان، البسيط والمثقف، وأن يتفيد به مرضاي وأهل مرضاي وتلاميذي، أما بداية الكتاب فعن الخيانة، الخيانة حين تصبح مرضاً في عقل إنسان، إنها الغيرة المرضية التي تتحول إلى شك ثم يتحول الشك إلى يقين، بأن شريك الحياة خائن وهو ليس بخائن وإنما هو برئ وطاهر وسليم.

ثم ينتقل الكتاب إلى مشكلة أكثر تعقيداً وأشد إيلاماً لصاحبها أو صاحبتها إنها مشكلة أو مرض التحول الجنسي، مرض غريب يبدأ بحيرة شديدة، وأعتقد أنها أقسى وأقصى حيرة يمكن أن تواجه إنساناً في حياته، فهو رجل جسداً وإمرأة نفساً، وفصل آخر قد يثير ضيقاً شديداً ولا أقول كلمة أخرى في بعض النفوس، أنه عن العلاقة المحرمة التي قد تنشأ بين الأب وإبنته أو أي صورة من صور العلاقة بين المحارم، وأخصص فصلاً عن الخوف، وكلنا نخاف، ولكن بعضنا يخاف بشدة، يخاف إلى حد الرعب، الخوف يفسد طعم حياته، خوف يرج قلبه ويذل أحاسيسه ويشتت أفكاره ويعوق حياته، بعضنا يخاف أشياء تافهة لا معنى لها، بعضنا يخاف المرض إلى حد أنه يمرض فعلاً بعقله وجسده، والخجل مشكلة أخرى قد تدمر مستقبل إنسان ذكي وطموح ومحب للحياة وللناس، أهو مرض أم طبع؟ وهل من علاج للخجل؟، ثم نتعرض في فصل آخر لضغوط الحياة التي تسحق البعض منا، فيرتفع ضغط الدم وتضيق شرايين القلب وتهدد بأزمة قلبية، أو يصاب المضغوط المهموم بالسكر أو يحدث ثقب في معدته أو أمعائه، وفصل الشخصية هو أطول الفصول ولكنه لا يروي ظمأ ولا يشفي غليلاً، فكل شخصية تحتاج لكتاب مستقل، وهو فصل مهم لكل الناس ليتعرف الناس على الناس، فمشكلة الناس، هي الناس أو مشكلة الإنسان هي الإنسان، وفصل آخر غريب عن أشياء غريبة، أشياء قد تكون نادرة الحدوث، الله أعلم، سلوك جنسي لا نتصور أن هناك بشراً يمارسونه، قد لا يدركون هم أنفسهم أنهم يعانون مرضاً قابلاً للمساعدة، أردت بهذا الفصل أن أساعد بعض الذين يترددون في العلاج ليأسهم من إحتمالات الشفاء، هم معذبون ويعذبون شركاءهم في الحياة، ويبدون غرباء عنا وغرباء عن أنفسهم

Exit mobile version