وجه الحاج أبو الآء الولائي، أمين عام المقاومة الإسلامية – كتائب سيد الشهداء، رسالة تعزية مؤثرة إلى عائلة الشهيد القائد السيد حيدر الموسوي، الذي استشهد مؤخراً خلال تنفيذه مهمة في الحدود العراقية – الإيرانية بعدوان الكيان الصهيوني مع درع السيد الشهيد السيد حسن نصرالله أبوعلي الخليل ونجله مهدي
شهدت العاصمة العراقية بغداد، الأحد 22 حزيران/يونيو 2025، مراسم تشييع رسمي وشعبي مهيب للشهيدين السيد حيدر الموسوي مسؤول الوحدة الأمنية في كتائب سيد الشهداء في العراق (ع) والمجاهد حسين خليل (أبو علي)، أحد مرافقي سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله (رضوان الله عليه)، ونجله مهدي خليل، حيث انطلقت المراسم من باحة المديرية العامة لإعلام الحشد الشعبي.
وحضرت حشود واسعة في التشييع من مختلف أطياف الشعب العراقي، إلى جانب قيادات أمنية، وشخصيات دينية وعشائرية وإعلامية، الذين عبّروا عن حزنهم وفخرهم في وداع الشهيدين.
وتصدّرت الهتافات المنددة بالعدوان الصهيوني على الجمهورية الإسلامية في إيران أجواء التشييع، في مشهد يعكس وحدة الشعب العراقي وتضامنه مع المقاومة.
نــص رسالة امين عام المقاومة الاسلامية كتائب سيد الشهداء الحاج ابو الاء الولائي الى عائلة الشهيد القائد السيد حيدر الموسوي
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ
صَدَقَ اللهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ
الْأَحِبَّةُ أَهْلَ الشَّهِيدِ وَالشُّهَدَاءِ، إِنَّ الْعَيْنَ لَتَدْمَعُ وَإِنَّ الْقَلْبَ لَيَحْزَنُ، وَإِنِّي بِكَ يَا سَيِّدَ حَيْدَرَ لَحَزِينٌ، وَلَا أَقُولُ مَا لَا يَرْضَى اللهُ، فإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ.
كَيْفَ يَسْتَطِيعُ مَنْ هُوَ مِثْلِي أَنْ يَرْثِيَ مَنْ هُوَ مِثْلُ سَيِّدِ حَيْدَرَ الْحَبِيبِ؟ كُلُّ الشُّهَدَاءِ تَمَنَّيْتُ لَوْ أَنَّهُمْ رَفَعُوا نَعْشِي أَوَّلًا بِأَيْدِيهِمُ الشَّرِيفَةِ وَرَثَوْنِي وَحَضَرُوا مَجْلِسَ عَزَائِي، لَا أَنْ أَرْثِيَهُمْ أَنَا وَأَتَصَدَّرُ مَجَالِسَ عَزَائِهِمْ. لَكِنْ مَا زَالَ مَكْتُوبًا عَلَى قَلْبِيَ الْوَجَعُ وَالْغُرْبَةُ كُلَّمَا وَقَفْتُ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ مِنْ أَصْحَابِي وَإِخْوَتِي وَفَلَذَاتِ كَبِدِي.
سُبْحَانَ اللهِ! كَمْ تَأَلَّمَ سَيِّدُ حَيْدَرٍ حِينَ أَحَسَّ بِالْيَأْسِ مِنَ الشَّهَادَةِ وَتَأَكَّدَ أَنَّهُ لَنْ يَلْحَقَ بِإِخْوَتِهِ الشُّهَدَاءَ، بَعْدَ أَنْ سَكَتَتِ الْحُرُوبُ وَانْتَهَتِ الْمَعَارِكُ الَّتِي خَاضَ غِمَارَهَا كُلَّهَا مَعْرَكَةً بَعْدَ مَعْرَكَةٍ. وَكَمْ كَانَ قَرِيبًا مِنَ الْمَوْتِ مَرَّاتٍ وَمَرَّاتٍ، خُصُوصًا فِي جِوَارِ عَقِيلَةِ الطَّالِبِينَ (عَلَيْهَا السَّلَامُ)، فَلَمْ تُكْتَبْ لَهُ الشَّهَادَةُ إِلَّا الْآنَ، وَمَعَ الشَّهِيدِ الشَّرِيفِ أَبِي عَلِيٍّ دِرْعِ الشَّهِيدِ نَصْرِ اللهِ، وَعَلَى يَدِ أَخْبَثِ وَأَشَرِّ خَلْقِ اللهِ، لِيَمْضِيَ شَهِيدًا عَلَى طَرِيقِ الْوَعْدِ الصَّادِقِ.
أَيَّتُهَا الْقُلُوبُ الْمُفْجُوعَةُ بِرَحِيلِ قَمَرِ كَتَائِبِ سَيِّدِ الشُّهَدَاءِ سَيِّدِ حَيْدَرَ الشُّهَمِ الشَّرِيفِ… لَقَدْ كُنْتُ أَرَى فِي شَهِيدِنَا الْكَبِيرِ مَشْرُوعًا فِيهِ خِدْمَةٌ لِلْعِرَاقِ وَالْمَذْهَبِ وَالْمُقَاوَمَةِ. كَانَ يَعْمَلُ كَثِيرًا لَكِنْ بِصَمْتٍ، كَانَ شُهَامًا كَتُومًا مُبَادِرًا وَقَائِدًا مِنْ طِرَازٍ فَرِيدٍ. رَافَقَنِي لِعَقْدَيْنِ مِنَ الزَّمَنِ، كَانَ قَلْبُه كَبَيتِهِ مَفْتُوحً عَلَى مِصْرَاعَيْهِ. كَانَتِ الشَّهَادَةُ بِالنِّسْبَةِ لَهُ غَايَةً تَمَنَّاهَا وَهَدَفًا سَعَى إِلَيْهِ. لَمْ يَكِلْ وَلَمْ يَمَلَّ مِنَ الْوُقُوفِ بِثَبَاتٍ فِي مِحْوَرِ الْحَقِّ. فَقَدْ كَانَ حُسَيْنِيًّا جِدًّا بِالدِّفَاعِ عَنِ الْمَقْدَسَاتِ، وَعِرَاقِيًّا جِدًّا بِالِالْتِحَاقِ فِي طَلَائِعِ الْمُتَصَدِّينَ لِلْعِصَابَاتِ الدَّاعِشِيَّةِ، وَلَهُ فِي كُلِّ ذَلِكَ عَمَلِيَّاتٌ أُسْطُورِيَّةٌ سَتَعْرِفُهَا الْأَجْيَالُ الْقَادِمَةُ. سَيِّدُ حَيْدَرٍ كَانَ يَأْنَسُ لِلْجَبْهَاتِ كَمَا يَأْنَسُ الطِّفْلُ لِحَضْنِ أُمِّهِ، كَانَ أَبْهَرَ الْمِحْوَرِ وَشَاهِينَ الصِّعَابِ. فِي سَاعَاتِهِ الْأَخِيرَةِ كَانَ دِرْعًا لِدِرْعِ نَصْرِ اللهِ، فَهُوَ رَجُلُ الْأَمَانَةِ وَالْكَلِمَةِ وَالْمَوْقِفِ.
بِجِوَارِ الْحُسَيْنِ يَا سَيِّدَ حَيْدَرَ الْحَبِيبِ، وَأَبْلِغْ سَلَامِي لِلشُّهَدَاءِ، وَأَبْلِغْهُمْ بِأَنَّكُمْ شَرَفٌ أَتَمَنَّى الِالْتِحَاقَ بِهِ، وَتَأَكَّدُوا أَنَّ خَلْفَكُمْ كَوَادِرُ سَتَحْمِلُ الرَّايَةَ وَتُوَاصِلُ الطَّرِيقَ (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ).
أَخُوكُمْ،
أَبُو الْآءِ الْوَلَائِيِّ
2025/6/22