كشفت شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية تفاصيل جديدة عن المؤامرات الأمريكية في استهداف اليمن في شتى المجالات، وفي مقدمتها قطاع التعليم
وفيما يلي أبرز اعترافات الجواسيس في هذا الجانب:
الاستهداف الأمريكي للتعليم في اليمن خلال فترة الثمانينات
اعترافات الجاسوس الأغبري:
منذ بداية الثمانينات استقطبوا عدداً كبيراً جداً من الوزراء والوكلاء وتم ارسال بعضهم إلى أمريكا لتحضير الماجستير والدكتوراة في تطوير المناهج وفي قياس المناهج وفي جودة المناهج، وفي كل ما يريده الأمريكيون.
تم تأهيل عدد كبير جداً إلى جانب عدد كبير من الطلاب في كلية التربية، حيث عملوا إدارة للوكالة الأمريكية في كلية التربية لاختيار عدد كبير جداً من الطلاب الخريجين، وتم ابتعاثهم إلى أمريكا ومصر والأردن على أساس، لتحضير الماجستير والدكتوراة وكان أكثرهم يذهبون إلى أمريكا، وبعد عودتهم تولوا قيادات في كلية التربية في جامعة صنعاء ووزارة التربية والتعليم.
اعترافات الجاسوس محمد المخلافي:
تم ترشيحي لمنحة إلى أمريكا، وتم الترتيب لي لأخذ لغة في معهد “يالي” حيث كان تخصصي لغة عربية، وكنت أتساءل: كيف أدرس لغة عربية في أمريكا لكنهم أقنعوني بأن علم اللغة متقدم في أمريكا، وأنني سأستفيد عن طريق الجمع بين اللغتين.
تم ترتيب عقد لقاء لي مع ديفيد أوست.
كان معنا في السفر مجموعة من أصحاب المعاهد العليا الذين درسوا الماجستير في أمريكا، لكن برنامجنا كان مختلفاً عنهم، وعند وصولنا استقبلنا هناك مندوب من الأمديست.
حصلت على الماجستير في عامين، وبدأت برنامج الدكتوراة، وتم ترشيح لي موضوع عن تطوير مقياس لتقدير مستوى مقروئية كتب القراءة المدرسية في المرحلة الابتدائية في اليمن، فكان موضوع الرسالة تطوير هذا المقياس.
في إطار الوزارة وفي قطاع التدريب والتأهيل أيضاً تم تسفير عدد من الكوادر من داخل الوزارة لحضور برامج تدريبية كانت لمدة سنة أو سنتين وهؤلاء عادوا إلى صنعاء، وكان لهم دور كبير في إطار الأنشطة والبرامج التي تنفذ داخل الوزارة.
اعترافات الجاسوس شايف الهمداني:
كان يتم استقطاب كبار الشخصيات والتأثير عليهم وبناء العلاقات معهم من خلال المشاركة في برامج تبادل الزيارات والحفلات الخاصة بالعيد القومي لأمريكا وإرسالهم في دورات تدريبية التي كانت تعقدها السفارة وبالتالي كان الغطاء بأن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وشركائها المنفذين يقومون بعملهم بالتنسيق مع الحكومة اليمنية أيضاً مع أعلى مستوى في وزارة التربية والتعليم وتم إقامة وبناء علاقات وثيقة مع شخصيات في قيادة وزارة التربية والتعليم.
الاستهداف الأمريكي للتعليم في اليمن من ( 1990-2000)
اعترافات الجاسوس محمد المخلافي:
في عام 1990، تم ابلاغي بوجود لقاء لمبتعثي الوكالة في السفارة الأمريكية، ووصلت إلى هناك، وكان أحد الأمريكيين جالساً معي في طاولة عشاء، وبعد أن تعرف علي، وعلى تخصصي، ذكر لي بأن الوكالة الأمريكية لديها دعم لتأليف كتب موحدة للصفوف الثلاثة الأولى في ثلاث مواد، ومن ضمنها مادة اللغة العربية التي هي تخصصي، ومن ضمن ما ذكر لي أن تواصل مع أحد الأكاديميين، فقلت له قد تواصل معي وأبلغني بهذا.
عملية تأليف الكتب من (1 – 3) كان المنفذ الـ EDC في الأردن ومنظمة الـ EDC هي منظمة أمريكية ومتعاملة مع المخابرات الأمريكية، وأيضاً خليل عليان الذي كان يمثلها هو أيضاً من ضمن المتعاونين مع المخابرات الأمريكية.
في عام 1991 تعرفت على عبد الحميد العجمي، الذي كان مع خليل عليان يتابعون سير عمليات التأليف ويعطون التوجيهات في كيفية سير العمل في هذه الكتب.
عبد الحميد العجمي هو الذي صارحني بالعمل مع المخابرات الأمريكية، وأنه يعمل للمخابرات الأمريكية وأن المعلومات التي سأقدمها له هو سيقدمها للمخابرات الأمريكية.
لما بدأنا أول مشروع لتأليف الكتب من (1 – 3) كان الهدف هو مساعدة الوزارة على تأليف كتب موحدة لكن الأهداف الخفية كانت أن هذه الكتب التي ستؤلف ستكون بطريقة لا تؤدي إلى أن تمكن المتعلمين من إتقان عملية القراءة.
كانت النتيجة أنه مجرد توليف موضوعات أُلفت ليس فيها بنية ترابطية صحيحة تؤدي إلى تعلم صحيح وتعلم جيد فهذه أبرز الأضرار في هذا الكتاب أنه لم يكن بنية مترابطة، فاضطر الفريق لاعتماد الطريقة التي كانت مستخدمة في الكتابين في الشمال والجنوب والكتاب الذي في الشمال هو ألّفه خبير مصري الوكالة كان لها دور في إرسال هذا الخبير وتأليف هذا الكتاب حتى تسير الأمور وفق ما يريدون، وهو إنه إيجاد جيل لا يتمكن من تعلم القراءة.
من ضمن الأضرار في الكتب التي أُلفت هذه المرة أنه بحكم أن البيئة وبالذات مثلاً في سوريا وفي مصر وفي الأردن البيئة الثقافية مختلفة عن البيئة الثقافية لدينا والعادات والتقاليد، فأحيانا يعني ربما تكييف بعض الدروس من كتب هذه الدول لا يخدم البيئة ولا يتناسب مع البيئة وهذا أيضاً ضرر آخر كان في تأليف هذه الكتب.
مشروع استثمار التعليم؟
كان الهدف العام من هذا المشروع هو تمكين الموارد البشرية المتمثلة في طلبة التعليم العام في مدارس التعليم العام وتمكينهم من أن يكونوا مؤهلين للإسهام في تنمية مجتمعهم، أما الأهداف الخفية للمشروع فتتمثل في الآتي:
إضلال من يستمع إلى عنوان المشروع باستثمار التعليم بينما في الواقع مكونات المشروع لا تختلف عن مكونات مشاريع البنك الدولي الأخرى.
الهدف الثاني أيضاً إغراق البلد بالمزيد من القروض.
الهدف الثالث أيضاً تضمين مكونات أثناء إعداد المشروع تخدم الممولين الرئيسيين طبعا الممولين الرئيسيين هم البنك الدولي والوكالة الأمريكية للتنمية.
الهدف الآخر من الأهداف الخفية هو جمع معلومات استخباراتية من خلال ممثلي التنفيذ.
هذا المكون الذي كان متأخراً، و هو مكون المناهج الذي تضمن إعداد مناهج العلوم والرياضيات واللغة العربية للصفوف من (4 – 6) ، وإعداد المناهج يتمثل بالكتب مع الأدلة ، كذلك أيضاً إعداد أدلة لكتب الصفوف (1 – 3) لأنه في المشروع الأول لم تعد هذه الأدلة، فأعدوا أدلة لتلك الصفوف، وكذلك أيضاً إعداد وثيقة المناهج للصفوف من (1 – 12) وثيقة متكاملة للمواد الثلاث.
الجاسوس محمد المخلافي يقول:
أبرز الأضرار في هذا المشروع أولاً أن الأهداف الخفية في آثار مترتبة عليها، فهذا أول ضرر الآثار المترتبة على الأهداف الخفية، كذلك أيضاً برامج التدريب كانت برامج ضحلة، فالجانب العملي فيها غير واضح، ومتابعة أثر التدريب منعدم، ولا تؤدي الأهداف المتوخاة من عملية التدريب سواءً كان التدريب للموجهين أو تدريب للمعلمين.
أضرار المناهج:
تسريب مواقف وموضوعات وصور متعلقة بما يسمى من قبل الأمريكيين وهو “نشر ثقافة السلام ومحاربة التطرف والإرهاب” طبعا فيما يتعلق بالذات عند الحديث عن نشر ثقافة السلام ومواجهة التطرف والإرهاب.
يتطرقون حتى للحساسية من بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي يمكن أن تضمن في المناهج فيكون في توجيه من خلال الخبراء على استبعاد مثل هذه الآيات التي تحث على الجهاد.
كذلك أيضاً من ضمن المفاهيم التي حرصوا على عدم أو على تسريب مواقف تؤيدها هي مسألة فصل الدين عن الدولة، ونشر مبادئ النوع الاجتماعي.
ويكشف الجواسيس أن الأمريكيين لديهم قاعدة التدرج، فهم يبدؤون خطوة خطوة، وبالذات فيما يتعلق بالنوع الاجتماعي، حيث يتم تسريب المعلومات، حتى الوصول إلى أهدافهم، حيث كان المنفذ لهذا المكون هو
الـ EDC والـ EDC منظمة أمريكية والعاملين فيها كلهم مرتبطين بالمخابرات الأمريكية، فوثيقة المناهج التي شارك في إعدادها أحد الدكاترة، والدكتورة سميرة حرفوش، وهي من العاملين في مكتب الـ EDC في أمريكا فلسطينية أمريكية وطبعا تعمل معهم أيضاً في المخابرات ودكاترة آخرين، وهذه الوثيقة لم تتح فرصة للوزارة لمناقشتها وإبداء الملاحظات عليها وإنما سُلمت لهم كوثيقة نهائية بدون مراجعتها.
سعت المخابرات الأمريكية إلى استهداف التعليم العالي وتدميره في البلد.
وبحسب اعتراف شبكة الجواسيس الأمريكية الإسرائيلية فأن السفارة الأمريكية عمّدت لتدمير التعليم العالي وجعله تعليم نظري بعيداً عن الجانب العملي الملبي لاحتياجات المجتمع التنموية والخدمية.
وقال أحد الجواسيس ” المخابرات الأمريكية اخترقت التعليم العالي من خلال مشروع تطوير التعليم في اليمن وذلك من خلال مكونين أساسيين هما البنك الدولي والمنحة الهولندية”، مضيفاً ” البنك الدولي عمل بشكل أساسي في إعداد استراتيجية للتعليم العالي و عمل دراسة لإنشاء مركز للاعتماد الأكاديمي”.
وكشف الجاسوس عن وجود تنسيق بين السفارة الأمريكية ممثلاً بجون رالي وبين المكون الهولندي ممثلا بالخبير الهولندي هاني بلوم و أحد الجواسيس الذي عمل مساعداً لمنسق المكون الهولندي وأحد عملاء المخابرات الأمريكية”.
وبين الجاسوس أن أحد عملاء المخابرات الأمريكية وجهه لعمل عقود مع خمسة من الخبراء اليمنيين لجمع معلومات تفيد في إعداد استراتيجية التعليم العالي وإرسالها بعد ذلك للخبير الأجنبي لإعداد المسودة الأولى للاستراتيجية.
وأشار إلى أن المخابرات الأمريكية ركزت بشكل كبير على الجامعات من خلال إعداد الكوادر التعليمة وتمويلهم لدراسة الماجستير والدكتوراة في الخارج، مؤكدا أن المخابرات الأمريكية كانت تبعث خمسة عشر طالبا سنوياً للدراسة في الخارج.
وذكر الجاسوس أن مسؤول برنامج الأمديست كان يتابع الطلاب المبتعثين للدراسة في الخارج ومتابعة المواضيع التي يختارها الطلاب مشروعاً للرسالة والعمل على حرف مسار الرسالة بما يتلائم وفق المصالح الأمريكية.
ولفت إلى أن المخابرات الأمريكية كانت تركز على استقطاب المتميزين من خلال الطلب بإعداد قائمة بمن لهم الأولوية في الحصول على المنح من طلاب التعليم العالي وكذا عقد دورات تدريبية لمعلمي المرحلة الثانوية، مؤكدا أنه رئس للجنة المكلفة بأعداد القائمة وتسليمها للأمريكان ، مؤكدا أن المخابرات الأمريكية استفادت من القائمة المعدة لمعرفة أسماء المتميزين و اختيار البعض منهم للدراسات في الخارج.
ويتطرق إلى أن من الأنشطة المنفذة في استهداف الجامعات إعداد قائمة بأولويات البحوث التربوية وذلك بذريعة مساعدة الطلاب الدارسين سواء الخارج أو الداخل في معرفة أولويات البحوث التربوية ، مؤكدا ان اللجنة أعدت قائمة محددة للبحوث ومن خلالها يختار الطلاب أحد المواضيع المنحصرة ضمن القائمة والتي بدورها تخدم الأهداف والمصالح الأمريكية، مؤكدا أن كلية التربية أقرت القائمة المعدة بأشراف أمريكي وأن غيرها من الكليات الجامعة سلكت الأسلوب ذاته.
التدخل الأمريكي في استراتيجية التعليم العالي
لم يقتصر الاستهداف الأمريكي للتعليم العالي على ما سبق ذكره وحسب وانما عمدت المخابرات الأمريكية للتدخل في استراتيجية التعليم العالي وذلك بذريعة الدور الأمريكي في تمويل البنك الدولي، الأمر الذي دفع أمريكا لاختيار الخبير الدولي المكلف لا عداد استراتيجية التعليم العالي بحسب ما ذكره احد شبكة الجواسيس.
وأكد الجاسوس أن المخابرات الأمريكية أعدت ضمن مشروع تطوير التعليم العالي أحد عشر برنامج للجامعات اليمنية، موضحا أن بعض الجامعات نفذت برنامجين والبعض الأخر نفذت برنامج واحد، مبيننا أن البرامج المعدة شملت عدد كبير من الجامعات اليمنية.
وعن الدور الأمريكي في تأسيس مجلس الاعتماد الأكاديمي يقول الجاسوس ” وُجهت من قبل الدكتور أحد الجواسيس للتواصل مع أحد الجواسيس و واحد أخر وهو الذي كتب التصور الأولي لإعداد هذا المجلس وبعد أن عاد من الإمارات رأس هذا المجلس.
الدور الهولندي في مركز المعلومات التابع لوزارة التعليم العالي
وعن دور ومهام المكون الهولندي في إطار مشروع تطوير التعليم العالي يؤكد الجاسوس قيام المكون الهولندي بدعم إنشاء مركز للمعلومات لوزارة التعليم العالي وذلك بذريعة مساعدة وازرة التعليم العالي في جمع معلومات عن التعليم العالي وبالذات فيما يتعلق بمتابعة الطلاب منذ التسجيل حتى يتخرجوا .
ويوضح أن الهدف الحقيقي من انشاء مركز المعلومات معرفة التخصصات التي يدرسها الطلاب و متابعة نتائجهم أولاً بأول من الالتحاق إلى التخرج، مبيننا أن من الأهداف المرسومة في انشاء مركز المعلومات معرفة الخطط والروى المستقبلية للخريجين.
وذكر الجاسوس أن الشركة الهولندية اشترطت حينما أنشت مركز المعلومات التنفيذ للمركز وذلك كي يتسنى لها اخذ نسخة من البرنامج وتجهيز رابط للمعلومات لتصل أليهم المعلومات أولا بأول حتى يقوموا بعد ذلك بتحليلها والاستفادة منها في تحقيق أهدافهم الخفية في تخريب التعليم العالي في اليمن.
اعترافاتٌ صادمةٌ لشبكة الجواسيس.. تغييرُ المناهج على الطريقة الأمريكية
يتكشَّفُ يوماً بعد يوم حجمُ المؤامرة الغربية المتمثلة في الشيطان الأكبر أمريكا ومن خلفها بريطانيا والكيان الصهيوني، على بلادنا طيلة عقود من الزمن، واستهدافها سياسيًّا واقتصاديًّا وثقافيًّا وتعليميًّا وفي شتى المجالات، على يد حفنة من العملاء والخونة باعوا دينهم وقِيَمَهم ووطنهم بثمن بخس، بتواطؤ مفضوح ومكشوف من قبل النظام البائد الذي حوَّلَ اليمن إلى حديقة خلفية للرياض وواشنطن.
وفي جديد حلقات الخيانة والمؤامرة.. طلت علينا الأحد، شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية، في ظهور جديد بالصوت والصورة على قناة “المسيرة” الفضائية لتقديم اعترافات صادمة حول استهداف الواقع التعليمي في اليمن منذ العام 2000 وحتى 2010.. فإلى التفاصيل:
هيكلُ الوزارة يخضعُ للتدخُّل الأمريكي المباشر:
استهل الجاسوس “مجيب المخلافي” اعترافاته، بالكشف عن إعداد مقرّرات ومناهج للمعاهد العليا للمعلمين، التي كانت مخرجاتها والدفع الأولى منها أفضل بكثير من مخرجات كلية التربية، مبينًا أنه تم نسف هذا المنجز الكبير وإيقاف الدعم عنه من قبل الوكالة الأمريكية والانتقال إلى أنشطة وبرامج تدريبية قصيرة لمدة من أسبوع إلى أسبوعين، وهذا أضر بسمعة المعاهد العليا؛ لأَنَّه توقف الدعم عنه، وقد تم تشتيت كادره والانتقال إلى إدارات التدريب في مراكز المحافظات، وذلك ضمن مخطّط تدميري.
وأشَارَ الجاسوس المخلافي، إلى أن الأمريكان اشترطوا إنشاء قطاع التدريب والتأهيل وقطاع تعليم الفتاة في الوزارة، وهذا سهَّل لهم التدخل في البناء المؤسّسي لهيكل الوزارة، وبالتالي حصل اختلال كبير في العملية التعليمية أثّر على مستوى الطالب نفسه؛ لأَنَّه الإدارة العامة للتدريب والإدارة العامة للتوجيه كانتا إدارتين ضمن قطاع المناهج والتوجيه، وبالتالي كانتا تعملان بشكل متوازٍ الإدارة العامة للتدريب والإدارة العامة للتوجيه.
وأوضح أن دور الوكالة الأمريكية والمانحين في استهداف العملية التعليمية، بدأ عند تدفق الأموال إلى وحدة مشروع تطوير التعليم الأَسَاسي، حَيثُ كانت الفجوة الكبيرة والخلل الصادم داخل الوزارة بأنه فُصل التدريب عن التوجيه وفُصل قطاع التعليم الذي كان الركيزة الأَسَاسية في الوزارة وشُتت ضمن مهامه إلى مهام لتعليم الفتاة ومهام للتعليم العام، وبالتالي بدأ الصراع ما بين القطاعين، وأصبح العمل مزاجياً؛ ما أَدَّى إلى ضعف في مهام قطاع التعليم ونفس الشيء في مهام قطاع تعليم الفتاة، وأدى كذلك إلى انشغال وكلاء الوزارة من 2004 إلى الآن في مسألة الصراعات فيما بينهم البين وكذلك ما بين قطاع التدريب والتأهيل وما بين قطاع المناهج.
وَأَضَـافَ عضو خلية الجاسوسية الأمريكية الإسرائيلية: “في 2005 اشتركتُ في برنامج معلمين (1 – 3) كمشرف على تنفيذ البرنامج في محافظة حضرموت، بتمويل من الوكالة الأمريكية عبر مشروع تطوير التعليم الأَسَاسي؛ بهَدفِ تدريب المعلمين، وكان قد سبقته مراحلُ أُخرى شملت إعدادَ الدليل وتدريب المدربين، وقد نُفذ البرنامجُ لمدة أسبوع، ولم تكن مخرجات التدريب في ذلك الوقت كافية للمعلمين؛ لأَنَّ هناك معلماً غير تربوي ومعلماً تربوياً لم يخضعوا لبرامج تدريبية سابقة وهناك معلمون غير مؤهلين من خريجي الثانوية العامة، وهؤلاء المعلمون كُـلّ معلم له احتياج مختلف عن الاحتياجات الأُخرى، وبالتالي عندما تكون الدورة التدريبية لمدة أسبوع ما يستوعبها المشاركون بشكل جيد”، مبينًا أنه نُفذ التدريب وانقطعت المتابعة؛ بسَببِ غياب تمويل الزيارات ومتابعة آثار التدريب، وبالتالي نفذنا التدريب بس لم نعلم هل مخرجاته ساهمت في تحسين المعلمين أم لا”.
وبيّن الجاسوس “المخلافي” أن النشاط الذي اشتغله قطاع التدريب والتأهيل في وزارة التربية مع الوكالة الأمريكية للتنمية عام 2007 كان ضمن معلِّمي التخصصات من (4 – 6)، وكان دوره آنذاك هو الإشراف على تنفيذ التدريب للمعلمين في المحافظات، ومنسقاً لمادة العلوم ومن ثم مشرف على تنفيذ الأنشطة في الميدان، موضحًا أن الأنشطة التي دعمتها الوكالة الأمريكية لم يكن هدفها استفادة المعلم، وكان الغرض منها فقط مادياً، حَيثُ كانت الوكالة ترفض تمويل المتابعة بعد انتهاء التدريب ولم تكن لديها أية خطط حول ذلك.
خبراءُ أمريكيون لتغييرِ المناهج الدراسية في اليمن:
من جانبه قال الجاسوس “عامر الأغبري” ضمن اعترافاته الجديدة، أنه تم في عام 2004 التنسيق له من قبل المخابرات الأمريكية لتوظيفه بمشروع تحسين التعليم الأَسَاسي التابع للوكالة الأمريكية المموّل من الوكالة الأمريكية الذي يشرف عليه ضابط الاستخبارات الأمريكي “جون رالي” وهو ضابط استخبارات في الوكالة الأمريكية، مُشيراً إلى مشاركته في اللقاءات التي ضمت السفير الأمريكي ومدير المشروع الأمريكي “جون رالي” وفريق الوكالة الأمريكية وفريق من وزارة التربية والتعليم ممثلاً بقطاع المناهج وعدد من قيادة الوزارة لمراجعة الاستراتيجية السابقة.
ونوّه الجاسوس “الأغبري” إلى أن الأمريكان استدعوا السفير الألماني والسفير البريطاني والسفير الهولندي، للمشاركة في مشروع تحسين التعليم الأَسَاسي داخل البرج رقم 3 الكائن في مدينة سعوان بالعاصمة صنعاء، حَيثُ طلب السفراء الأجانب مشاركة الخبراء اليمنيين المؤهلين في هذا المجال من قيادة الوزارة ومن مركز التطوير التربوي، إلى جانب السفير السعوديّ الذي كان حاضراً في هذا الاجتماع، وقد طرحت الاستراتيجية مكتوبة باللغة الإنجليزية من قبل الأمريكان، التي كانت تتحدث عن كيفية تطوير التعليم في اليمن، وطرح عدد من المعايير كان أبرزها:
- أولاً تغيير المناهج بشكل عام بما يتراءى بحسب الاستراتيجية المقدمة.
- استراتيجية إضعاف التعليم من قبل الكادر المحلي.
- إضعاف التدريب.
- إضعاف الإشراف التربوي.
- إيجاد بيئة طاردة للطالب.
- إدخَال المصطلحات الجنسية في المناهج التعليمية.
- إدخَال الرموز الأجنبية والأعياد والمناسبات الخارجية على أَسَاس تكون كرموز قادة، إلى جانب خلق مناهج تصعب على الطالب فهمها في المراحل الأولية.
- عمل مراجعة شاملة للمواد الدينية وخَاصَّة في التوحيد والقرآن على أَسَاس أنه من ضمن النقاط أنه إزالة الآيات القرآنية الذي تعمل على حسب ما يقولون تعمل على “إثارة النزاعات الدينية”.
- تطوير المصطلحات الجغرافية، وعدم ربط الطالب اليمني بأحداث تربطه في السيرة من خلال تغييب ذكر الغزوات التي كانت تحصل ضد اليهود، إلى جانب أَيْـضاً تغيير الاستراتيجية في عملية المواد العلمية والقرائية.
وعلى ضوئها هناك بدأت عملية التطوير الكامل للمناهج بشكل عام من (1 – 12) بعد قيام وزارة التربية والتعليم التعاقد مع خبير أمريكي تم تأهيله بالولايات المتحدة الأمريكية في قياس المناهج أَو في تطوير المناهج أَو في القياس والرصد، وذلك؛ بهَدفِ تغيير المناهج، وقد بدأ الأمريكي فعلاً تشكل فريق من عنده، وأخذ بعض العناصر المطعمة من وزارة التربية والتعليم وفريق آخر من خارج التربية وظل يعمل لأكثر من خمسة أشهر في تغيير المادة بالكامل.
دور المخابرات الأمريكية في زرع مفاهيمَ خاطئة بالمنهج خدمة لليهود:
وفي ضوء اعترافات خلية التجسس الأمريكية الإسرائيلية، يكشف الجاسوس “محمد حاتم المخلافي” أنه تم إدخَال مواقفَ وتسريبات متعلقة بالمفاهيم المغلوطة، في كتاب القراءة للصف الثاني من التعليم الأَسَاسي الجزء الثاني طبعة عام 1428.
ومن ضمن المفاهيم التي كان يسعى الأمريكان إلى غرسِها في مناهج بلادنا والدول العربية والإسلامية:
1- نشر ما يسمى ثقافة السلام والمقصود به الاستسلام.
2- محاربة التطرف والإرهاب ويقصد به إبعاد روح الجهاد ومحاربة الجهاد وكلّ ما يتصل بالجهاد ومقاومة الأعداء.
3- المفهوم الثالث المتعلق بمراعاة مبادئ النوع الاجتماعي.
وبيّن الجاسوس “المخلافي” أنه وفي إطار هذه المفاهيم الثلاثة تم إدخَال صور ليست من البيئة اليمنية، هذه الصور تدعو إلى الاختلاط والتبرج، حَيثُ تم عرض صور لبنات ونساء غير ملتزمات باللباس الشرعي؛ يعني كأن يكون اللباس قصيراً كذلك أَيْـضاً شعرهن ظاهراً.
كذلك في الجانب الآخر الذي هو الجانب الإيماني، تم تسريب عبارات تدعو للإلحاد، مثل يسقط المطر وعبارة هدية السماء في حديث كان عن المطر؛ فالإشارة إلى أن المطر يسقط من نفسه هذه عبارة إلحادية تدعو للإلحاد، وعدم الإشارة إلى أن الله هو الذي ينزل المطر، كذلك هدية السماء إلى جانب أنها عبارة إلحادية وكأن المطر نزل من السماء فيه عبارة إلحادية وفيه أَيْـضاً تسريب وتعميم لثقافة النصارى؛ لأَنَّ النصارى هم الذين يعدون المطر هدية السماء.
ولفت الجاسوس المخلافي، إلى أن الفريق الأمريكي المكلف بتغيير المناهج في اليمن، قام بتسريب وإدخَال صورة الصليب في عربة الحصان وفي السفينة ولبيان الجهات الأربع على الرغم أن الجهات الأربع لم ترد في النص الرئيسي، وإنما وردت في التدريبات لتوضح ذلك، والمفترض أن التدريبات تكون مرتبطة بالدرس الرئيسي ولكن تم إقحامها في التدريبات.
وأكّـد أن من ضمن التدرج في التهيئة للتطبيع مع العدوّ الإسرائيلي، ورد في كتاب القراءة للصف الثاني الجزء الثاني طبعة عام 1428 أن المسجد الأقصى تحت سيطرة اليهود، فأولاً ذكر أنه تحت سيطرتهم وليس احتلالهم، هم محتلّون للمسجد الأقصى وليس مُجَـرّد سيطرة، كذلك أَيْـضاً ذكرت كلمة اليهود بدون الإشارة إلى أنهم أعداء وهم أعداؤنا كما ورد في القرآن الكريم، وأكّـد على ذلك، كذلك أَيْـضاً وردت عبارة محاولة إحراق المسجد الأقصى وهذا تخفيف لاعتداء اليهود الذين أحرقوا المسجد الأقصى فعلاً، كما أنه تخفيف لتأثير وقع اعتداء اليهود بإحراق المسجد الأقصى لدى التلاميذ، حَيثُ سيثبت في أذهانهم أنها كانت مُجَـرّد محاولة للإحراق وليس عملية إحراق فعلي؛ فهذه كلها من التدرج في التهيئة للتطبيع، وقد أدخلت هذه المفاهيم وفقاً لتوجيهات المخابرات الأمريكية.
مجالس الآباء.. مخطّط أمريكي لاستهداف أبناء البلد:
في السياق قال الجاسوس “شايف الهمداني” ضمن اعترافاته الجديدة، الأحد: إن “من ضمن الأهداف الأَسَاسية التي عمل عليها قطاع التعليم في اليمن مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تحت غطاء ترميم بعض المدارس الحكومية، هو جمع قاعدة بيانات عن التربويين والطلاب، والجانب التعليمي، والمجتمعي، وكلّ المعلومات الاستخباراتية التي تريدها الوكالات الأمريكية على المستوى الجغرافي، حَيثُ كان يتم جمع تلك المعلومات عن طريق الشركاء المنفذين لمشاريع التعليم، كما أنه كان يتم قياس الرأي العام وجمع التقييمات لمعرفة التوجّـهات السياسية والاجتماعية للكيانات الموجودة في تلك المناطق التي يسعون من خلالها إلى تغذية الصراعات لديهم والتأثير عليهم سياسيًّا واقتصاديًّا وعسكريًّا تحت مبرّر وغطاء هذه المشاريع”.
ولفت الجاسوس الهمداني، إلى أن الشركاء المنفذين لقطاع التعليم بالوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، قاموا بإنشاء ما يسمى مجالس الآباء في المدارس داخل المناطق المستهدفة؛ وذلك مِن أجلِ التأثير على كافة شرائح المجتمع من أبناء وآباء، عبر جمع المعلومات الضرورية عنهم بشكل كامل في تلك المناطق المستهدفة.
المارينز الأمريكي يشارك في تدمير التعليم باليمن تحت يافطة الترميم:
يعود الجاسوس “عامر الأغبري” للحديث عن دوره مع الجانب الأمريكي في استهداف العملية التعليمية باليمن قائلاً: “عملنا زيارة ميدانية إلى محافظة صعدة أنا ومدير المشروع الأمريكي “جون رالي” وهناك قابلنا محافظ صعدة، وقد جاءت الزيارة وفقاً لتوجيهات قيادي في مشروع تحسين التعليم الأَسَاسي التابع للوكالة الأمريكية وهو له دور كبير جِـدًّا في العمل بهذا المشروع، وقد عمل قبلها على نقل عنصرين من المارينز أَو البحرية الأمريكية بصفتهم مهندسين مدنيين لبناء وإنشاء المدارس، وفعلاً قاموا بترميم مدرسة بمديرية حيدان، حَيثُ تبعد المدرسة المستهدفة حوالي 10 أمتار عن الطريق الرئيسي المتجه إلى مران، كما تم خلال الزيارة توزيع حقائب ترفع الشعار الأمريكي، ولكن حصل بعض التنبه من مواطني صعدة فقاموا بعمل مظاهرة ضد الأمريكان وضد المارينز المتواجدين؛ مما اضطرهم إلى الهروب نحو صنعاء”.
ونوّه الجاسوس الأغبري، إلى أن “من ضمن الأنشطة التي شاركوا فيها، هو تنفيذ مطالب الاستخبارات الأمريكية بإحداث اختلاط جنسي بين الشباب والشابات داخل المدارس المستهدفة، وتم بالفعل إدخَال أنشطة احتكاكية بين الجنسين، مثل لعبة الزميطات في الأرجل وتغميض العين بين الشباب والشابات كُـلّ شاب يحاول يدعس النفيخة أَو الزميطة من أرجل زميلته، وبالتالي كان هناك احتكاك، نتج عنه احتضان وملامسة بين الطلاب والطالبات، إلى جانب نشاط شد الحبل من جهة الشباب بحكم أنهم أقوياء، والعمل على شد الطالبات إلى نحوهم؛ ما يؤدي إلى احتضان بعضهم البعض، بالإضافة إلى تنفيذ أنشطة متعلقة بالرسم يتم فيها إبراز الأعضاء الجنسية الموجودة في مادة الأحياء”.
وأردف عضو خلية التجسس قائلاً: “بعد فترة زمنية معينة بدأ البنك الدولي بتصميم مشروع متكامل يسمى مشروع تحسين التعليم الأَسَاسي والثانوي بمبلغ 350 مليون دولار، وكان أهداف هذا المشروع تخدم الاستراتيجية الأمريكية في خلخلة التعليم باليمن، من خلال إضعاف الإشراف التربوي في مختلف المحافظات؛ لأَنَّه كان يشمل جميع المحافظات وكان يدار من قبل كادر محلي يمني يديره [….] الذي يعد ابن الوكالة الأمريكية وذهب لتحضير الماجستير على حساب الوكالة الأمريكية في باكستان، كما أن من ضمن أهداف المشروع التآمري أَيْـضاً هو تطوير المناهج التعليمية بالكامل بما يتسم مع الاستراتيجية الأمريكية”.
استهدافُ مناهج العلوم والرياضيات للإضرار بالعقول اليمنية:
وتطرق الجاسوس “مجيب المخلافي” في اعترافاته الصادمة، إلى مشروع “تيمس” هو مشروع دولي تدعمه بشكل أَسَاسي الوكالة الأمريكية للتنمية، والذي بدأ نشاطه في الجمهورية اليمنية من مراحلَ سابقةٍ تقريبًا من الثمانينيات، حَيثُ تم إجراء اختبارات “تيمس” لعيّنة من الطلاب اشتركوا في المسابقة الدولية للعلوم والرياضيات، وقد ظهر مستوى اليمن في هذه الاختبارات بشكل متدنٍّ جِـدًّا.
ولفت الجاسوس “الأغبري” إلى أن “من نتائج الدراسات التي تتم على اختبارات “تيمس” تم إرسال فرق متنوعة من وزارة التربية بصنعاء إلى الأردن فيما بعد على أَسَاس أنه بدأ في مرحلة تطوير مواد العلوم والرياضيات بدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية عبر مشروع تطوير التعليم الأَسَاسي، الذي تبنى تطوير مناهجَ جديدة تعتمد على الجانب التطبيقي، والجانب التطبيقي يعني أن منهج العلوم بحاجة إلى معمل بحيثُ إنه يستطيع الطالب أن يلاحظ نواتج التفاعلات التي تمت ما بين مادة ومادة والخروج بمادة أُخرى”.
وأضاف: “المدارس اليمنية لا يتوفر فيها المعامل المطلوبة، وبالتالي عندما نزلت المناهج الجديدة حصلت ضجة كبيرة من قبل المعلمين في البداية كونهم لا يستطيعون التعامل مع المنهج الجديد، كما أن أولياء الأمور لا يستطيعون تقديم الدعم لأبنائهم في هذا الجانب|.
وبيّن الجاسوس الأغبري، أن المخابراتِ الأمريكية عملت على تطوير هذه المناهج التي أسمتها المناهج التطبيقية في العلوم والرياضيات، وتعتمد في الأصل على وجود معامل داخل المدارس، موضحًا أن هناك حوالي 17000 أَو 18000 مدرسة في الجمهورية اليمنية لا يوجد فيها معامل، كما أن اليمن لا تتوفر فيها ورش مركزية أَو محلية لإنتاج المواد ومتطلبات تلك المعامل.
وأوضح أن أثر ذلك انعكس سلباً على الطالب وعلى ولي الأمر وعلى المعلم، وكان له تأثير قوي على نفسية الطالب الذي يقرأ مثلاً عن ورقة عبادة الشمس الحمراء، التي عندما تعملها مع القلوي يتغير لونه للشكل كذا، ورقة عبادة الشمس الزرقاء عندما تعمله لحمض يتغير شكلها، بينما الطالب لا يعلم ما هو شكل ورقة عبادة الشمس ولا يعرف ما هو الحمض ولا يعرف ما هو القلوي، وبالتالي تعود المعاناة على المعلم وعلى ولي الأمر.
وأكّـد الجاسوس “الأغبري” أن “الهدف الذي سعت له الوكالة الأمريكية في تطوير المناهج المدرسية بطريقة غير متوازنة باليمن، هو إخراج جيل غير ملم أَو غير قادر على أنه يطور مستقبل البلاد على المدى البعيد؛ كون مادة العلوم ومادة الرياضيات هي الأَسَاس الذي على أَسَاسه تُبنى العلوم وتُبنى التكنولوجيا وتُبنى المؤسّسات التقنية والمصانع في البلاد وهي التي تنمي الابتكار والاختراع لدى الأطفال”.
ونوّه إلى أن “كتلة التعليم المحلية في اليمن يتم تشكيلها من قبل الوكالة الأمريكية ومنظمة الجي أي زد الألمانية والديفيد البريطانية وسيف شيلدرين واليونيسف والغذاء العالمي والصندوق الاجتماعي للتنمية”، حَيثُ إن الهدف من كتلة التعليم المحلي، هو المصادقة على أي تطوير للمناهج أَو الحذف أَو إدخَال معلومات جديدة في المناهج، أَو التدريب في كُـلّ المجالات، وكان يتم شهريًّا الاجتماع طيلة 10 سنوات، وقد عيَّنت الوكالة الأمريكية أحدَ عملائها المحليين داخل وزارة التربية، مقرّراً لكتلة التعليم، ومنفذاً لمخطَّطاتها التآمرية”.
واصلت الأجهزة الأمنية مساء اليوم الاثنين، بث اعترافات شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية بشأن تدمير واستهداف قطاع التعليم في اليمن.
وأوضح الجواسيس في اعترافاتهم جانباً من التحركات الأمريكية في الوسط التربوي، تحت يافطات خفية تولتها منظمات أممية ودولية، وكذلك استحداث وحدات “حكومية” لإعطاء التحركات الأمريكية زخماً أكثر، وسط خضوع حكومة السبت لكل الإملاءات الأمريكية.
وكشفت الاعترافات عن حقيقة الأهداف من وراء الأدلة التربوية والبرامج التدريبية الزائفة التي كانت ذي أهداف تدميرية استخباراتية، وفي مقدمتها “الشراكة العالمية للتعليم” و “استعادة التعليم” وغيرها من البرامج التي سعت لتدمير الأجيال، وأخرى برامج لقتل القضية الفلسطينية في نفوسهم، ما يسهل مهمة العدو الإسرائيلي في السيطرة على الرقاب.
وتطرق الجواسيس إلى جملة من المسارات التآمرية نستعرض جانباً منها ، وعلى النحو التالي:
دليل “التربية على السلام”.. وسيلة نحو إخضاع الأجيال للعدو الإسرائيلي.
وفي سياق الاستهداف الأمريكي للتعليم بما يطوع الأجيال على الخضوع للأعداء، برز عنوان يسمى “التربية على السلام”، وهو مشروع تديره المخابرات الامريكية عبر وسطاء خفيين، وذلك بغرض تطويع الأجيال لمسألة حتمية القبول بالعدو الإسرائيلي، وذلك حسب اعترافات الجواسيس والخونة.
وفي هذا السياق يؤكد الجاسوس مجيب المخلافي بقوله “تم استقدام دليل التربية على السلام واستخدم في افريقيا”، وذلك بإشراف الوكالة الامريكية للتنمية، عبر “مؤسسة دبي فلاي”، وتم تنفيذ هذا المخطط عن تطريق قطاع التدريب والتأهيل في وزارة التربية والتعليم.
ويوضح الجاسوس مجيب المخلافي أن منظمة “البحث عن أرضية مشتركة” ولجنة الطوارئ في قطاع التدريب والتأهيل، ومنظمة اليونسيف، علموا كفريق لنشر وتعليم هذا الدليل “التربية على السلام”، مؤكداً أن “النشاط هدف الى كيف يكون هناك بيئة مسالمة داخل البيئة المدرسية وهذا هدف عام”.
ويتابع الجاسوس المخلافي في اعترافاته “المانح ومن فوقه الأمريكي لهم أهداف خفية، ومنها الآثار التي ستنتج عن استخدام هذه الأدلة وتتمثل في إيجاد ثقافة بديلة تقوم على مبدأين، الأول عدم المواجهة مع أعداء الأمة ونشر ثقافة عدم الاستعداد لمواجهة الأعداء، في مقابل نشاط تعبوي يقوم به الأعداء ضد العرب والمسلمين، والثاني إيجاد ثقافة دخيلة على المجتمع المدرسي من حيث نشر مصطلحات توحي بالعنف بأشكاله داخل المدرسة، منها الحديث عن العنف الجنسي والأسري”.
أما بالنسبة لدليل “الحد من العنف ضد النوع الاجتماعي”، فيوضح الجاسوس المخلافي، أنه عنوان مخادع ويروج للشواذ.
ويقول “في البدلية ظننا أن هذا الدليل الحد من العنف ضد النوع الاجتماعي يقصد الحد من العنف ضد الذكر أو الأنثى، ولكن اتضح فيما بعد أنه يهدف لمنع العنف ضد الشواذ، سواء ذكور أو إناث”.
ويشير إلى أنه تم تعميم هذا الدليل وتمويل أنشطته، ومنها إنشاء ما يسمى “مركز النوع الاجتماعي” في جامعة صنعاء والذي تم بناءه بدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية.
ويؤكد أن “الأمريكي عندما يبني أهدافه لتدمير التعليم، هو يأتي بمصطلحات بسيطة لا نأخذ بالنا منها مثل عنوان النوع الاجتماعي”، لافتاً إلى أن المخابرات الأمريكية دعمت هذا الدليل وهذا العنوان بشكل كبير.
عنوان “الشراكة العالمية للتعليم”.. استراتيجية أمريكية لتدمير التعلم والمتعلمين
وفي ظل الهجمة الأمريكية الشرسة على التعليم، برز عنوان “الشراكة العالمية للتعليم”، وهو عنوان تديره مباشرةً المخابرات الأمريكية عن طريق أذرع خفية، من بينها منظمات وجهات رسمية في وزارة التربية والتعليم، وتم تخصيص وحدة مستقلة في الوكالة لتنفيذ برامج هذا المخطط الهدام.
وفي هذا الصدد يتحدث الجاسوس عامر الأغبري ” بقوله في العام 2013 تم التنسيق مع نائبة السفير الأمريكي واثنين من ضباط المخابرات الامريكية، وكانت رئيس القسم السياسي والاقتصادي في السفارة الامريكية “أولقا رومانوفا” وطلبت مني اعمل في برنامج الشراكة العالمية للتعليم”، مضيفاً “هذا البرنامج هو ممول من قبل الوكالة الامريكية والاستخبارات ودول أخرى أجنبية، وأعطتني نسخة أولية، لأطلع عليها، وقلت لها سوف أبدأ انسق مع ضابط المخابرات آدم سميث في واشنطن، على أساس نعمل على الخروج بأستاذية متكاملة لإضعاف التعليم في اليمن”.
ويتابع الجاسوس الأغبري في اعترافاته “حركنا موضوع تطوير المناهج، ولكن تطويرها بما يخدم السياسة الامريكية ومشاريعها التي تعمل على تدمير التعليم من الداخل، وكذلك ادخال مفاهيم الجنس في مختلف المناهج، وبدء عملية إفراغ التعليم من محتواه بإضعاف التدريب والتعليم في مختلف المجالات، وخلق بيئة طاردة في المدارس”.
وبين أنه تم إنشاء وحدة مستقلة في وزارة التربية والتعليم إسمها “وحدة الشراكة العالمية للتعليم”، لكي تعمل بأريحية ولكن تحت مظلة وزارة التربية والتعليم، وإشراف اليونسيف ومن فوقها المخابرات الامريكية”.
ويوضح “نحن سبعة اشخاص ندير المشروع بمبلغ 72 مليون دولار لمدة أربع سنوات، ولكن تم تمديد المشروع إلى 2021 بسبب الاحداث”.
ويقول “بدأنا بتنفيذ الاجندة الامريكية بضرب التعليم وافراغه من محتواه عبر مشروع معلمة الريف، واخترنا 2300 معلمة وقمنا بتدريبهن عبر اختيار مجموعة من المدربين، وذلك بغرض أخراجهن بنتائج ضعيفة في عملية التعليم في الأرياف”.
ومن ضمن مخطط “الشراكة العالمية للتعليم” يؤكد المخلافي أنه تم تعطيل عملية النزول الميداني للموجهين إلى المدارس عبر إيقاف مخصصات هذه الأنشطة، وذلك بغرض التغطية على مخططات التدمير.
وفي السياق يؤكد الجاسوس عامر الأغبري، أن وحدة “الشراكة العالمية للتعليم” سعت “لخلق بيئة طاردة للطلاب عبر خلق فوضى في الكتب العلمية والتلاعب بالدروس في الرياضيات وغيرها بغرض تعقيد الطلاب، بالإضافة إلى منع استحداث أي فصول دراسية كي تتسبب الازدحامات في تنفير الطلاب، وكذلك انتشار الأمراض بما يجعل الجميع ينفر عن المدارس”.
ويقول الجاسوس الأغبري “في 2015 طلبت الوزارة الغاء بعض المواد ومشينا في العلوم والرياضيات، وقبل البدء في النشاط تم التنسيق مع العنصر المجند في وزارة التربية في قطاع المناهج وفريقه.. وأنا بقيت اتابعهم 4 أشهر، كل واحد على حده، إلى أن تم إقناعهم وتوفير 8000 الف دولار على كل مادة، وكل واحد قال سيعمل تغيير في دروس الرياضيات بحيث يجعل الطالب غير قادر على الاستيعاب”.
ويضيف “وفي الصف الرابع كنا سنعمل الكسور العشرية بطريقة متباينة ومتعاكسة كي لا يستوعب الطالب، ثم مشينا في المسائل البسيطة عبر تغيير الأرقام وإحداث دربكة ولخبطة بحيث يعجز الطالب عن الفهم تماماً، وتغييرات تجبر الطالب على النفور عن التعلم”، متبعاً حديثه “كذلك مادة العلوم كنا نعمل بعض الخطوات العلمية والتجارب ونغيرها ونعيد ترتيب الخطوات بشكل خاطئ وحذف متطلبات التجارب ونتائج التجارب لكي نقوم بإرباك الطالب وإحداث مشاكل بين الطلاب والمدرسين”.
ويؤكد أنه حصل تسهيل لتمرير هذه المؤامرات “لأنه كنا نعمل تنسيق مع المعنيين في تغيير المواد إلى جانب المنسق العام الذي يعمل على التنسيق.. ونسقنا مع مدير المركز على أساس يتم تمرير التغييرات، وقد أغريته بـ4000 دولار كي يقرها”.
ويشير إلى أنه “من ضمن الأنشطة هي استقطاب كبار المدربين وعملنا على إضعافهم”، بالإضافة إلى “إدخال المفاهيم الجنسية لبعض المدارس الخاصة، بإعطائها لكبار المدربين وتم تطبيقها في مختلف المدارس، إلى جانب ادخال الرموز المسيحية مثل البابا نويل”.
وفي ظل المؤامرات التي يتم تمريرها عبر ما يسمى وحدة “الشراكة العالمية للتعليم” يؤكد الجاسوس الأغبري أن هناك مؤامرات أخرى انبثقت من هذا العنوان، وهي مؤامرات خفية تحت عنوان “استعادة التعليم”.
ويوضح الجاسوس الأغبري أن مشروع “استعادة التعليم” حظي بدعم كبير من البنك الدولي والوكالة الأمريكية للتنمية ومن اليونسكو واليونسيف ومنظمة رعاية الأطفال، حيث تم جمع 153 مليون دولار، لتنفيذ المخططات تحت هذا العنوان وذلك للفترة من العام 2021 إلى العام 2030.
وفي ختام حديثه، يؤكد الجاسوس عامر الأغبري، أنه ورغم تحركاتهم المكثفة، إلا أنه تم تصعيب مهماتهم منذ ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، في إشارة إلى أن الثورة السبتمبرية الفتية اتجهت مباشرة لبتر الأذرع الأمريكية وملاحقة خلاياها والقضاء على كل أشكال النفوذ الأمريكي، سواء الظاهر أو الخفي.
محو القضية الفلسطينية من ذاكرة الأجيال.. هدف أمريكي رئيسي
ومع تصاعد التآمر والهجمات الأمريكية الضارية على التعليم، سعت واشنطن لقتل القضية الفلسطينية في ذاكرة وأرواح الأجيال، وذلك عبر محو ذكر فلسطين من المناهج، وهذا ما أكدته اعترافات جواسيس الخلية الأمريكية البريطانية الصهيونية.
وفي هذا السياق يشير الجاسوس محمد حاتم المخلافي إلى أن أمريكا مولت تحركات لهذا المسار، مؤكداً ان أمريكا سعت لمعرفة مستوى الدعم الذي توفره الحكومة في اليمن والدول العربية للقضية الفلسطينية، بغرض القضاء على هذا الدعم.
ويقول الجاسوس محمد حاتم المخلافي “كانت أمريكا تسعى لمعرفة مستوى الدعم في الدول العربية للقضية الفلسطينية وتصنيف هذا الدعم (قوي ضعيف متوسط منعدم)”.
ويضيف “بعد ذلك استخدام المعلومات التي تم تجميعها، في المشاريع التي يخطط لها الأمريكي للتدخل في هذه الدول، والدول التي فيها دعم لفلسطين سيسعى لتخفيف مستوى قوة الدعم، والمتوسط سيكون أضعف من المتوسط، والضعيف سيضعفه أكثر أو ينهي الدعم تماما حتى يصل إلى انعدام أي ذكر للقضية الفلسطينية”.
ويؤكد الجاسوس المخلافي أن “الأمريكي يهدف إلى دعم إسرائيل وتمرير مشروع التطبيع مع العدو الإسرائيلي، وهذه اهداف خفية في استهداف التعليم في كل الدول العربية”.