في تصعيد للخطاب الدبلوماسي الإيراني تجاه الأزمات الإقليمية، حذَّر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي من “مخطط منهجي” لتفكيك كيانات العالم الإسلامي، مُحمّلاً “النظام الصهيوني” مسؤولية استهداف سوريا كجزء من هذه الاستراتيجية.
جاء ذلك خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي في طهران اليوم الاثنين، حيث أكد أن “تفتيت الدول الإسلامية وإضعافها” يُشكِّل جوهر السياسات المعادية للمنطقة.
وبينما استنكر بقائي بشدة استمرار “تدمير البنى التحتية السورية” و”استغلال الأقليات” لخدمة أجندات خارجية، دعا دول الجوار إلى تبني نهج واقعي يُعزز الأمن الجماعي ويواجه محاولات تغيير الخريطة الجيوسياسية. وأوضح أن طهران “تأمل أن تدفع التطورات الأخيرة دول المنطقة لمراجعة حساباتها”، في إشارة إلى التصعيد الإسرائيلي المتكرر على الأراضي السورية.
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية “إسماعيل بقائي” إن الوضع الراهن في غزة یدل علی حالة من التخدير واللامبالاة التامة للضمير الإنساني.
وأعرب بقايي في مؤتمره الصحفي الأسبوعي عن اشمئزازه وأسفه وحزنه لما يحدث في غزة، قائلاً: شهدنا خلال العامين الماضيين إبادة جماعية غير مسبوقة، وما أُضيف إلى هذه الخطة الاستعمارية لإبادة فلسطين هو إساءة استخدام الطعام والماء للقتل.
وصرح بقائي إنه لا يُسمح بدخول شحنات الغذاء والدواء إلى غزة، وأضاف: في هذه الأيام القليلة، سمعنا صرخات الشعب الفلسطيني، ولا يزال الصحفيون ينقلون هذه الظروف اللاإنسانية.
واوضح: إن الوضع الراهن في غزة یدل علی حالة من التخدير للضمير الإنساني وهذا أسوأ ما فرضه الکیان الصهیوني على الضمير الإنساني، وجعل القتل والجرائم تبدو أمرًا طبيعيًا.
وتابع قائلا: استشهد ما يقرب من 150 شخصًا بريئًا خلال 24 ساعة أثناء تلقيهم الطعام مما يُسمى منظمة غير حكومية أمريكية ويستغل الکیان الصهیوني طوابير الطعام لقتل الشعب الفلسطیني، ولا توجد كلمات تصف بشاعة هذه الجريمة وفظاعتها.
فرض العقوبات على المقررة الأممية المعنية بحقوق الإنسان نقطة تحول في دعم الولايات المتحدة للكيان الصهيوني
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية أن المجتمع الدولي لم يخرج منتصراً من هذا الاختبار، قائلاً: على منظمة التعاون الإسلامي عقد اجتماع طارئ، وقد نقلت إيران هذه القضية إلى هذه المنظمة.
وأضاف أن منظمات ومؤسسات حقوق الإنسان والمحاكم الدولية عاجزة في هذا الصدد، وقد تعرضت للترهيب والتهديد، وفشلت في القيام بدورها.
وتابع قائلا : إن فرض العقوبات على المقررة الأممية المعنية بحقوق الإنسان في فلسطين ” فرانشيسكا ألبانيزي” کان منعطفا في دعم الولايات المتحدة للکیان الصهیوني وإن الاستقالة الجماعية کانت احتجاجاً على انتهاك الكرامة والحدود الأخلاقية والقانونية نتيجة جرائم الكيان الصهيوني.
جريمة آستانه أشرفيه في شمال البلاد سُجِّلت كإحدى النقاط السوداء في سجل جرائم الکیان الصهيوني
وقال: نستضيف اليوم السيد صابر، الناجي الوحيد من عائلة الشهيد صديقي صابر، الذي ضحّى بحياته من أجل تقدم العلم والمعرفة وتنمية إيران مضیفا أن جريمة آستانه أشرفيه في محافظة جيلان، سُجِّلت كإحدى النقاط السوداء في سجل جرائم الکیان الصهيوني.
یذکر أن الكيان الصهيوني شن غارة جوية على مدينة أستانة أشرفية التابعة لمحافظة جيلان(شمالي البلاد) 24 حزيران. ونتيجة لهذا العدوان الغاشم، دُمّرت أربعة منازل سكنية بالكامل، وتضرر عدد من المباني المحيطة، واستشهد 16 مدنيًا كما أصيب عدد من المواطنين.
لا نفوت اي فرصة لتوثيق جرائم الكيان الصهيوني
وتطرق بقايي الى ما يرتكبه الكيان الصهيوني من الجرائم البشعة وقال نقف تحية اجلال واعزاز للشهداء الذين ارتقوا في العدوان الصهيوني على ايران مؤكدا ان الجهاز الدبلوماسي والخارجية الايرانية يتعهدان انهما لا يفوتان اي فرصة لتوثيق الجرائم الصهيونية في الساحة الدولية ومتابعة حقوق الشعب الايراني ومساءلة المجرمين الذين شاركوا في الجرائم الصهيونية الوحشية بشكل مباشر او غير المباشر.
وحول المفاوضات بين ايران واوروبا اوضح بقايي ان مفاوضاتنا مع الترويكا الاوربية و مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي كانت على مستوى مساعدي الوزراء وهناك مبدا عام في الخارجية الايرانية هو اننا نستخدم الدبلوماسية للدفاع عن حق الشعب الايراني ومصالحه ولن ندخر اي جهد لتحقيق ذلك بعيدا عن ما يقوله الاخرون او تحديد فرص لنا.
هدف الکیان الصهيوني ليس العلماء والباحثين فحسب، بل الشعب الإيراني بأكمله
وقال محمد رضا صديقي صابر شقيق العالم الإيراني الشهيد صابر: إن الکیان الصهيوني قصف منزل أخي ومنزل والد زوجته مرتين : في المرة الأولى في طهران، استشهد ابن أخي، وحاول أخي وزوجته إنقاذه و كانت شدة الحريق هائلة لدرجة أنهما دخلا المنزل ثلاث مرات ببطانية مبللة، وأصيب العالم نفسه بحروق بالغة و وقع هذا الحادث في الليلة الأولى، لكن جهودهما باءت بالفشل.
وأضاف: في المرة الثانية، هاجم العدو الصهيوني منزل والدنا في أستانه أشرفيه، واستشهد جميع من حضروا مجلس عزاء حميد رضا.
وقال: اليوم، لم يبقَ من منزل أخينا ومنزل والدنا شيء وخاطب الأخ الشهيد الشعب قائلًا: أيها الشعب! إن هدف الکیان الصهيوني ليس العلماء والباحثين فحسب، بل الشعب الإيراني وكل من يسعى لكرامة وعزة إيران واستقلالها ولم أسمع هذه الحقيقة فحسب، بل عشتها عن قرب، وبذلت فيها دماء عائلتي بأكملها.
وأضاف: مطلبي الجاد، كعائلة الشهيد، هو أن تتخذ وزارة الخارجية إجراءات حازمة للدفاع عن حقوقنا وحقوق الشعب الإيراني في المحافل الدولية، وعدم السماح بانتهاك دماء هؤلاء الشهداء.
مزاعم عن موافقة ایران على تخصيب اليورانيوم إلى ما دون 1% غير صحيحة
وقال ردًا على سؤال مراسل وكالة محلية حول مزاعم وزير الخارجية الأمريكي السابق بشأن موافقة إيران على تخصيب اليورانيوم إلى ما دون 1% والغرض من هذا التصريح: كان ينبغي سؤالهم عن هدفهم من هذه التصريحات، وما هي نواياهم، لكن هذا غير صحيح.
وأضاف: ينبغي النظر إلى هذه الادعاءات وتحليلها في سياق النزاعات والنقاشات الداخلية في الولايات المتحدة؛ النقاشات التي كانت تدور بين الطرفين، وبالتالي ينبغي تقییمها في هذا السياق، وليس كتصريحات واقعية.
الجانب الأوروبي في موقف المتهم في تنفيذ خطة العمل المشترك الشاملة
وقال بشأن موقف وزارة الخارجية من المقترح الأوروبي بتأجيل تفعيل آلية “سناب باك”: لقد كان موقفنا ثابتًا وموحدًا ومبدئيًا وأرسل وزير الخارجية الإیراني أمس الأحد رسالة إلى الدول الأعضاء الثلاث في خطة العمل المشترك الشاملة (ثلاث دول أوروبية)، والصين وروسيا، وممثل السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، وعبّر فيها عن المواقف القانونية للجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وتابع قائلا: إن اللجوء إلى ما يُسمى بآلية “سناب باك” لا معنى له، ولا مبرر له، وغير قانوني، وغير أخلاقي وقد جاء تقليص التزامات إيران بناءً على بند صريح في خطة العمل المشترك الشاملة.
وأوضح أن إيران قررت البدء تدريجيًا في إجراءاتها التعويضية بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، وإعطاء الأطراف الأوروبية مهلة عام للتعويض عن الانسحاب الأمريكي.
وقال: لقد خفّضنا التزاماتنا؛ بينما تقف الأطراف الأوروبية في موقف المتهم بسبب تقصيرها في الوفاء بالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي والأسوأ من ذلك، أنها لم تُدن العدوان العسكري للكيان الصهيوني، بل سعت إلى تبريره من خلال اتخاذ بعض المواقف.
استخدام الدول الأوروبية القرار 2231 يفتقر الى اي مبرر أخلاقي أو سياسي أو منطقي
وأكد أن الوضع قد تغير مع الإجراءات التي اتخذها الکیان الصهيوني والولايات المتحدة ضد المنشآت النووية السلمية الإيرانية، وقال: من هذا المنطلق لا تملك الدول الأوروبية الأعضاء في الاتفاق النووي أي مبرر أخلاقي أو سياسي أو منطقي لاستخدام القرار الذي مهدت هذه الدول، الأرضیة لعدم تنفيذه، وذلك بهدف إعادة فرض اجراءات الحظر.
وقال: نحن ندرك تمامًا أن العالم، للأسف، ليس عالمًا قائمًا على القانون والعدالة ومع ذلك، تستخدم الدول الأوروبية هذه الأداة لتهديد إيران لكن الحقيقة هي أنه إذا تم تنفيذ مثل هذا التهديد، فسیدل علی أن الدول الأوروبية لا تعتبر نفسها ذات دور في عمليات التفاوض المتعلقة بالقضية النووية الإيرانية، وستحرم نفسها عمليًا من أي دور في هذا المجال.
المبعوث الخاص للرئيس الإيراني إلى روسيا حمل رسالة شاملة للتطورات الإقليمية والدولية
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، عن زيارة علي لاريجاني إلى موسكو ولقائه بالرئيس الروسي، قائلاً: حمل السيد لاريجاني، بصفته المبعوث الخاص للرئيس الإيراني، رسالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية ورؤيتها الشاملة للتطورات الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية وقد عقد لاريجاني اجتماعًا مثمرًا للغاية مع الرئيس الروسي، ناقشا خلاله مجموعة متنوعة من القضايا، لا سيما العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية بعد تطورات الأسابيع الثلاثة أو الأربعة الماضية.
وأضاف: من الطبيعي أن ترسل الدول مبعوثين إلى الدول المستهدفة، نظرًا لأهمية القضايا وردا علی التطورات.
وقال: سبق للسيد لاريجاني القيام بمثل هذه الزيارات بما في ذلك إلى روسيا ولذلك، جاءت هذه الزيارة أيضًا في الإطار التقليدي نفسه، وكانت وزارة الخارجية على علم بها.
وأضاف إسماعيل بقائي أن العديد من السفارات، التي قلّصت مؤقتًا عدد أعضائها أو أُغلق بعضها مؤقتًا بسبب المخاوف من تطورات العدوان العسكري للكيان الصهيوني، استأنفت أنشطتها ويتواجد حاليًا سفراء الدول الأوروبية الثلاث في طهران، وتستمر أنشطة سفاراتهم.
اجتماع ایران والترويكا الأوروبية سيُعقد في إسطنبول على مستوى نواب وزراء الخارجية
وأضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية: فيما يتعلق بالتفاوض بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والدول الأوروبية الثلاث، وكما أُعلن سابقًا، سيُعقد هذا الاجتماع في مكان خارج أوروبا، وتحديدًا في إسطنبول وسيُعقد هذا الاجتماع على مستوى نواب وزراء الخارجية، وبحضور نائب مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي.
موضوع الحوار الإيراني الأوروبي هو الغاء اجراءات الحظر والخلافات النووية
وفي معرض شرحه لموضوع هذا الاجتماع قال بقائي: موضوع المحادثات واضح و هو الغاء اجراءات الحظر والقضايا المتعلقة بالبرنامج النووي السلمي للجمهورية الإسلامية الإيرانية وستطرح الجمهورية الإسلامية الإيرانية مطالبها بجدية في هذا الاجتماع ويجب محاسبة الدول الأوروبية على مواقفها الخاطئة خلال العدوان العسكري للكيان الصهيوني والولايات المتحدة.
وأضاف: كانت هذه الدول الثلاث، بصفتها أعضاء في خطة العمل المشترك الشاملة وأطرافًا وافقت بالإجماع على قرار مجلس الأمن رقم 2231، تتحمل مسؤوليات قانونية وأخلاقية لإدانة هذه الاعتداءات؛ وهو أمر لم يتحقق للأسف حتى أن بعض هذه الدول اتخذت مواقف تبريرية دعمًا للكيان الصهيوني والولايات المتحدة ويجب محاسبة الأطراف الأوروبية على هذه السلوكيات.
ادعاء المسؤولين الأمريكيين بإلحاق الضرر بالمنشآت النووية الإيرانية دليل على جريمة
وقال ردًا على سؤال حول تصريحات المسؤولين الأمريكيين بشأن إلحاق الضرر بالمنشآت النووية السلمية الإيرانية: هذه التصريحات بحد ذاتها دليل على إقرار ارتكاب عمل غير قانوني وإجرامي ضد الشعب الإيراني.
وصرح: ستكون هذه التصريحات والأفعال وثائق ستستخدمها الجمهورية الإسلامية الإيرانية بلا شك لإثبات الطبيعة غير القانونية للإجراءات الأمريكية. وقال متسائلا:هل من الشرف أن تُصرّ دولة مثل الولايات المتحدة – العضو الدائم في مجلس الأمن، وإحدى الدول الثلاث الموقعة على معاهدة حظر الانتشار النووي، ومن المقترحین لقرار مجلس الأمن رقم 2231 لعام 2015 – على تخریب البرنامج النووي السلمي للجمهورية الإسلامية الإيرانية؟
وأضاف: أن هذا القرار اعترف رسميًا بالبرنامج النووي السلمي للجمهورية الإسلامية الإيرانية، بما في ذلك حق التخصيب وإن هذه الإجراءات ليست مصدر فخر لأمريكا، فحسب، بل تُثقل كاهلها أيضًا وستسهل هذه الإجراءات على الجمهورية الإسلامية الإيرانية إثبات العمل غير القانوني الذي قامت به ادارة الولايات المتحدة وإثبات مسؤوليتها الدولية عن هذا الانتهاك الصارخ.
إيران لقد كانت أكبر مستضيف للاجئين الأفغان خلال العقود الخمسة الماضية بسخاء
وفيما يتعلق بعملية عودة المواطنين الأفغان، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية: أولاً، أرى ضرورة تصحيح مفهوم. يدور النقاش حول “تسهيل العودة الطوعية للاجئين الأفغان”. وكما تعلمون، إن الجمهورية الإسلامية الإيرانیة کانت أكبر مستضيف للاجئين خلال العقود الخمسة الماضية و قدّم الشعب الإيراني بكل كرم وسخاء ما في وسعه لإخوانه وأخواته الأفغان خلال هذه الفترة.
لا مشكلة لدى إيران في الهجرة الشرعية
وأضاف أن المجتمع الدولي أكد مرارًا وتكرارًا على النهج المسؤول والأخلاقي للجمهورية الإسلامية الإيرانية والشعب الإيراني في استضافة اللاجئين الأفغان، وقال إن ما بُذل خلال العام الماضي هو في الواقع جهد لتنظيم مسألة اللجوء والهجرة ويجب أن تتم هذه المسألة بشكل قانوني؛ فليس لدينا أي مشكلة في الهجرة الشرعية.
الحفاظ على الكرامة الإنسانية للاجئين أمرٌ بالغ الأهمية بالنسبة لإيران
وأكد أن الحفاظ على الكرامة الإنسانية للاجئين أمرٌ بالغ الأهمية بالنسبة لنا في تنفيذ هذه العملية وقال: لهذا الهدف، تابعنا هذه القضية عن كثب من خلال اتصالات ومشاورات مع الجهات المعنية في الحكومة الأفغانية المؤقتة وازدادت هذه الاتصالات خلال الأيام الثلاثة أو الأربعة الماضية وأُقيمت اتصالات مع السلطات المحلية في هرات.
طهران تستضيف الاجتماع الثلاثي مع روسيا و الصين
وحول محادثات ايران مع كل من روسيا و الصين حول المفاوضات احياء الخطة العمل المشترك الشاملة اوضح المتحدث باسم الخارجية: ان روسيا والصين من اعضاء خطة العمل المشترك الشاملة و من الاعضاء الدائمين في مجلس الامن لذلك بامكانهما الاضطلاع بدور في اي مسار في مجلس الامن كما ان الجمهورية الاسلامية الايرانية لها مواقف مشتركة مع الصين و روسيا و هناك علاقات مناسبة معهما.
وبخصوص الية سناب باك، لفت بقايي الى انه ثمة مشاورات جيدة جرت خلال العام الماضي مع الصين وروسيا وغدا الثلاثاء سيعقد اجتماعا ثلاثي بين ايران والصين وروسيا في العاصمة طهران على مستوى المدراء العاميين وسيتركز على القضايا النووية وكذلك اعادة فرض العقوبات.
وتابع: اننا على التواصل المستمر مع كل من الصين وروسيا للحد من اعادة فرض العقوبات التي تم الغاءها على اساس خطة العمل المشترك الشاملة لان فرض هذه العقوبات يفتقر الى اي مبرر قانوني ومنطقي واخلاقي وسياسي.
إيران كدولة مضيفة للاجئين حُرمت من المساعدات الدولية بسبب العقوبات المفروضة عليها
وأضاف: من المقرر أن يزور المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إيران قريبًا.
وتابع قائلا: لطالما طالبنا المجتمع الدولي، وخاصة وكالات الإغاثة، وخاصة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بدعم الجمهورية الإسلامية الإیرانیة في استضافة اللاجئين وللأسف، لم يتحقق هذا الدعم خلال العقود القليلة الماضية ولم يقتصر الأمر على عدم تحقيقه، بل حرمنا أيضًا من تلقي المساعدات التي تُقدم عادةً للدول المضيفة للاجئين بسبب اجراءات الحظر الجائرة،ويسعدنا أن المفوض السامي لشؤون اللاجئين أصبح الآن على دراية بهذه القضايا، ویدرك هذا التحدي الكبير الذي واجهته إيران لعقود ونتوقع أن يُمهد حضوره الطريق لنظرة أكثر واقعية داخل المفوضية، وأن يؤدي إلى دعم أوسع من المجتمع الدولي لقضية اللاجئين الأفغان.
إيران تتابع اعتقال مواطنين إيرانيين في الولايات المتحدة
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عن الإجراءات المتخذة بشأن أوضاع المواطنين الإيرانيين في الولايات المتحدة: لقد اتخذنا موقفًا بشأن الحوادث التي وقعت ضد المواطنين الإيرانيين المقيمين في الولايات المتحدة الدمریکیة على الصعيد الإعلامي.
وأضاف: شهد الشهر الماضي اعتداءات واعتقالات، تتعارض مع مبادئ وأسس حقوق الإنسان، وتعكس النهج العنصري للمسؤولين عن الأمن وإنفاذ القانون في الولايات المتحدة وتعرضت مجموعة من الإيرانيين المقيمين في الولايات المتحدة للاعتقال وإجراءات أخرى لمجرد جنسيتهم الإيرانية.
وصرح: تابعنا هذه القضية رسميًا من خلال مكتب رعایة المصالح الأمريكية في طهران، وكذلك من خلال مكتب رعایة المصالح الإيرانية في الولايات المتحدة (سفارة باكستان في واشنطن)، وأكدنا على ضرورة حصول المواطنين الإيرانيين على الحقوق القنصلية. وتابع قائلا: فيما يتعلق بالمواطن الذي ذكرتموه تحديدًا، فإن التهمة الموجهة إليه هي نفس التهمة المتكررة بـ”الالتفاف على العقوبات”.
وقال إن اجراءات الحظر الأمريكية المفروضة على إيران غيرقانونية من حيث الأساس، ولا نرى لها أي أساس قانوني ومع ذلك، فقد قامت الولايات المتحدة بمقاضاة ومتابعة و توجیة الاتهام إلی عدد كبير من المواطنين الإيرانيين على هذا الأساس خلال العقود القليلة الماضية ويتولى مكتب رعایة مصالح الجمهورية الإسلامية الإيرانیة متابعة هذه القضية تحديدًا.
إيران تؤكد ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها
وردًا على سؤال حول موقف إيران من التطورات في سوريا، قال إسماعيل بقائي: فيما يتعلق بالتطورات في سوريا، فقد عبّرنا بوضوح عن مواقفنا ونؤكد ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها وسيادتها الوطنية.
واوضح: إن تصرفات الکیان الصهيوني تُعدّ انتهاكًا صارخًا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، ولا مبرر أو سبب لهذه الاعتداءات و لا يلتزم الکیان الصهيوني بأي قيود للتعدي على الدول الأخرى و ينتهك هذا الکیان مرارًا وتكرارًا وقف إطلاق النار في لبنان، ويرتكب إبادة جماعية في فلسطين المحتلة، ويواصل أعماله العدوانية في دول أخرى.
وأضاف: لقد اتخذت كافة دول المنطقة تقريبا مواقفها بشأن هذه القضية وردت على السياسات التي يحاول الکیان الصهيوني فرضها على الدول الأخرى.
ورداً على سؤال حول تقديم طلبات منح جائزة نوبل للسلام للرئيس الأمريكي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية: في عالم عادل ومثالي، فإن إحدى أكثر الأشخاص استحقاقاً لجائزة مثل جائزة نوبل للسلام هي بلا شك المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة
السيدة فرانشيسكا ألبانيزي وهي التي لا تزال تعتبر نفسها مدافعة عن حقوق الشعب الفلسطيني، وقد وقفت بثبات على هذا الطريق على الرغم من الضغوط والتهديدات العديدة.
وتابع: لكن الحقيقة هي أننا على مسافة عميقة ومؤسفة من هذا العالم المثالي ويبدو أننا نعيش اليوم في عالم شهد نوعًا من الانقلاب القيمي.
وقال: من ناحية أخرى، لا ينبغي أن ننسى أن هذه الجائزة مُنحت سابقًا لأشخاص مثل شمعون بيريز، وهو شخصٌ له سجلٌ حافلٌ بالتحريض على الحرب والمشاركة في احتلال الأراضي الفلسطينية ولذلك، لا تحظى هذه الجوائز بكثيرٍ من المصداقية والأصالة في عالم اليوم.
اعتداءات الکیان الصهيوني على سوريا ودول المنطقة درسٌ يُحتذى به
وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية، بشأن أغراض الکیان الصهيوني من شن العدوان علی دول المنطقة، وخاصة سوريا، قائلاً: لا يمكن إنكار مخطط الکیان الصهيوني لإضعاف دول المنطقة، وتقسيم الدول الإسلامية، واستغلال كل فرصة لإثارة الانقسامات بين الفئات الاجتماعية التي تُشكل هذه الدول.
وتابع أن الکیان الصهيوني یستخدم نفس النهج في سوريا و يحاول وراء فرض أطماعه ومخططاته على سوريا عبر استغلال وجود الأقليات العرقية والقومیة والمذهبیة والدينية في هذا البلد، تلك الأقليات التي كانت تعيش بسلام وطمأنينة في ظل الظروف الطبيعية ولا شك أن هذه الإجراءات مجرد ذرائع و يستغل الکیان الصهيوني كل فرصة لضرب البنية التحتية السورية ومن الواضح أن هدفه هو تدمير قدرات سوريا وتماسكها.
التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيتم مع اخذ آراء المجلس الأعلى للأمن القومي في الاعتبار
وردًا على سؤال حول علاقة إيران بالوكالة الدولية للطاقة الذرية، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية: ما زلنا عضوًا في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وعضوًا في معاهدة حظر الانتشار النووي، وهناك اتفاقية ضمانات شاملة بين إيران والوكالة، مع ذلك فقد أوضحنا بوضوح أننا لسنا راضين إطلاقًا عن التوجهات والمناهج الأخيرة للوكالة، ومجلس المحافظين، والأمين العام للوکالة ويشعر الشعب الإيراني بالاستياء والغضب من بعض توجهات ومناهج الوكالة، التي مهدت الطريق بشكل ما للتعدي علی البلاد.
وأضاف بقائي: كانت ردود الفعل على هذه التوجهات غير المناسبة، واضحة أيضًا؛ بما في ذلك رد فعل مجلس الشورى الإسلامي، الذي أقرّ قانونًا بشأن نوع التعاون مع الوكالة ردًا على هذه الإجراءات وبموجب هذا القانون، ستختلف آلية وأسلوب التعاون بين الجمهورية الإسلامية الإیرانیة والوكالة الدولية للطاقة الذرية. ومن الآن فصاعدًا، سيتم تنظيم هذا التعاون وتنفيذه على أساس كل حالة على حدة، استنادًا إلى الإطار القانوني الذي أقره مجلس الشورى الإسلامي، مع مراعاة آراء المجلس الأعلى للأمن القومي.
الرئيس بزشکیان سيزور باكستان
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، عن العلاقات الإيرانية الباكستانية: أتقدم بأحر التعازي لشعب وحكومة باكستان في ضحايا الفيضانات المروعة التي وقعت في الأيام الأخيرة ملفتا إن علاقاتنا مع باكستان علاقة عريقة قائمة على الروابط الحضارية والتاريخية والثقافية والدينية، ولذلك تقدّر ایران هذه العلاقات تقديرًا كبيرًا.
وأضاف: أن الاتصالات التي أجريناها مع المسؤولين الباكستانيين خلال الأسابيع القليلة الماضية تُعدّ استمرارًا لنهج الجمهورية الإسلامية الإيرانية في تعزيز العلاقات مع الدول الإقليمية والمجاورة، ولكنه قد ازدادت وتعززت هذه الاتصالات، وخاصةً مع الدول الصديقة والمجاورة بعد عدوان الکیان الصهيوني على الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وقال: أعتقد أن الرئيس بزشکیان سيزور باكستان خلال الأسابيع المقبلة، مما يُشير في حد ذاته إلى الأهمية التي نُوليها للعلاقات الثنائية مع باكستان وتزداد هذه الأهمية لأن باكستان عضو غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وعضو مؤثر في منظمة التعاون الإسلامي.
المطالب الغربية لإيران بالتفاوض تفتقر إلى الجدية وحسن النية
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، بشأن المطالب الغربية بالتفاوض: لا نرى أي مؤشر على الصدق أو الجدية أو حسن النية في هذه المطالب.
وأضاف: من المقرر أن نعقد اجتماعًا تفاوضيًا مع الأطراف الأوروبية نهاية هذا الأسبوع (الجمعة)، ويجب أن أؤكد أن الأطراف الأوروبية والأمريكية مدينة للشعب الإيراني الی حد كبير للغاية.
وأكد بقائي أننا انخرطنا باستمرار في الدبلوماسية والحوار والتفاوض على مدى العقدين الماضيين، وقال: يجب على هذه الأطراف أن تكون ممتنة للغاية للشعب الإيراني لأنه على الرغم من جميع النكثات بالوعود، لا تزال الجمهورية الإسلامية الإيرانية مستعدة لوضع القضايا على مسار الحوار بمسؤولية كاملة.
وقال: لا يمكنهم شن عدوان عسكري على دولة في خضم عملية دبلوماسية والادعاء في الوقت نفسه أنهم یریدون السلام والحوار وأضاف: لقد تجاوزت هذه القضية بالفعل حد التناقض لذلك، من أجل إجراء حوار، على الأطراف المتنازعة إظهار الجدية في هذا الأمر. وحتى الآن لم يثبت لنا ذلك، بل أظهرت أفعالهم أنهم للأسف استخدموا الحوار كأداة للدفع بتوجهاتهم ومناهجهم العدوانية.
ألمانيا جعلت نفسها شريكة في العدوان على إيران
وقال عن دور الحكومة الألمانية وإجراءاتها الأخيرة تجاه إيران: في الواقع، نشعر باستياء عميق من نهج الحكومة الألمانية، وخاصةً في الشهر الماضي.
وقال إن استخدام المسؤولين الألمان عبارات مسيئة، مثل “الکیان الصهيوني يقوم بأعمال قذرة نيابةً عنا”، قد حمّل ویحمل الحكومة الألمانية مسؤولية قانونية دولية، لأنها تبرر صراحةً عملاً عدوانياً وتعترف بأن ألمانيا أيضاً جزء من هذا العدوان ونتوقع من الحكومة الألمانية توضيح ذلك، وتصحيح موقفها، وعدم السماح لهذا النهج بأن يظل بمثابة نقطة سوداء في تاريخ العلاقات بين البلدين.
أوروبا ابتعدت عن القيام بدور بناء في القضية النووية الإيرانية
وأضاف بقايي: فيما يتعلق بالقضية النووية، يجب على الدول الأوروبية، بما فيها ألمانيا، أن تلعب دورًا بناء في هذه العملية.
وقال في مرحلة ما، أتيحت للأوروبيين فرصة لعب دور بناء في قضية دولية متعددة الأطراف ومهمة ولكنهم للأسف لم يدركوا قيمة هذه الفرصة التي أتاحتها لهم الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال عملية صياغة خطة العمل المشترك الشاملة.
وأكد أن الدول الأوروبية لا تزال أعضاء في خطة العمل المشترك الشاملة وملتزمة بقرار مجلس الأمن رقم 2231 ولذلك، كان من المتوقع أن تتخذ موقفًا قويًا ومستقلًا وقانونيًا ضد عدوان الولايات المتحدة والکیان الصهيوني على المنشآت النووية السلمية الإيرانية، والذي يُمثل انتهاكًا صارخًا للقرار 2231 وأحكام خطة العمل المشترك الشاملة ؛ لكن هذا لم يحدث ولذلك، نأمل أن تُعيد الدول الأوروبية النظر في نهجها، وألا تحرم الاتحاد الأوروبي من فرصة لعب دور بناء ومسؤول.