نفت سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى سوريا، وقوع أي سرقة للممتلكات في مبنى السفارة
وردا على المزاعم حول تعرض مبنى السفارة للسرقة، أكدت السفارة الايرانية في دمشق عبر منشور لها اليوم الاربعاء، عدم وجود أي منشآت أو ممتلكات في مبنى السفارة الإيرانية في سوريا أثناء الهجوم.
واضاف هذا المنشور : قبل الإخلاء كل الأمور كانت متوقعة بدقة، وموضوع “سرقة 42 مليون دولار” لا يعدو كونه شائعة يروج لها المنافقون للاستهلاك داخل إيران.
سفارتنا لا تزال مفتوحة ولدينا حوالي 10 آلاف إيراني في سوريا
صرح سفير إيران في سوريا في تصريح لوكالة تسنيم، ردا على الادعاءات التي زعمت وقوع أضرار بالسفارة الإيرانية وسرقة 42 مليون دولار من أموال إيران، قائلاً: لم نترك دولارًا واحدًا في السفارة خلال هذه الفترة.
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن سوريا تشهد حالة من الفوضى بعد أيام قليلة من سقوط الحكومة وتولي جماعات المعارضة المسلحة السلطة. وفي ظل هذه الظروف، بدأ العمل على تشكيل حكومة انتقالية جديدة، حيث أعلن عن محمد البشير كرئيس للحكومة الانتقالية المسماة بـ”مرحلة الإنقاذ”.
من جهة أخرى، استغلت إسرائيل الأوضاع الداخلية المضطربة في سوريا لتكثيف عدوانها المنهجي ضد مختلف المناطق، مستهدفة بشكل خاص البنية التحتية العسكرية السورية وتدمير العديد من معدات الجيش.
وتناقلت بعض التقارير مزاعم حول أوضاع السفارة الإيرانية في دمشق ووجود اتصال مباشر بين إيران وجماعات المعارضة المسلحة. وفي هذا السياق، أوضح السفير الإيراني، حسين أكبري، في تصريح لوكالة تسنيم موقف إيران حيال التطورات السورية.
لم تتشكل هوية سياسية في سوريا بعد للتواصل المباشر
فيما يتعلق بالمزاعم حول تواصل مباشر بين إيران وقادة الجماعات المسلحة المعارضة، قال السفير أكبري: في مثل هذه الحالات، لا تكون هناك حكومة مستقرة يمكن إجراء تواصل مباشر معها. كما أشار السيد عراقجي، فإن هذا الأمر يعتمد على أدلة واضحة. حتى الآن، لم تتضح مكانة الجولاني وما إذا كان هو صانع القرار الرئيسي أم لا. الحكومة الانتقالية بدأت عملها للتو، وستتضح الأمور لاحقًا مع تشكيل الوزارات وتحديد العلاقات بين الدول، ومن ثم مسألة اعتراف الأمم المتحدة بهم.
وأضاف أكبري: بالنسبة للحديث عن وجود مباحثات مباشرة، يجب أن أؤكد أن هذه الجماعات لم تشكل بعد حكومة ذات هوية واضحة يمكن التفاوض معها. عادةً في مثل هذه الحالات، تُجرى الاتصالات عبر وسطاء متعددين. إعلانهم عن عدم إيذاء الأقليات واحترام الأماكن المقدسة يُعد نقطة مهمة للغاية بالنسبة لنا، حيث تمثل هذه القضايا خطوطًا حمراء.
وأشار السفير إلى أن الجماعات المسلحة لم تتسبب حتى الآن في أي إزعاج للمقدسات، بل حاولت تعيين أشخاص لضمان عدم حدوث أي خلافات مع الأقليات، الشيعة، الإيرانيين المقيمين في سوريا، أو الأماكن المقدسة. وأكد أن هذه خطوة إيجابية، ولكن ما زالت هذه الجماعات لم تشكل حكومتها أو هويتها بعد لتحديد مستويات العلاقات معها. هذه القضايا ستُناقش في المستقبل.
حضور 10 آلاف مواطن إيراني في سوريا
وقال السفير الإيراني في دمشق ردًا على سؤال حول إمكانية إقامة علاقات خلال فترة الحكومة الانتقالية قائلاً: سفارتنا لا تزال موجودة هناك، ولدينا حوالي 10 آلاف إيراني في سوريا يحتاجون يوميًا إلى خدمات قنصلية. هؤلاء عقدوا أيضًا اجتماعات مع السفارات وأصروا على استمرار عمل جميع السفارات. لا يريدون حاليًا الدخول في مشاكل مع أحد، ونحن ننتظر تشكيل وزارة خارجيتهم لبدء تقديم خدماتنا القنصلية كالمعتاد. جميع دول العالم تنتظر حتى تتضح الظروف الدستورية والقوانين والقواعد في سوريا، ومن ثم تحدد مستوى علاقاتها وفقًا لذلك.
وأوضح السفير بشأن أنشطة السفارة الإيرانية المستقبلية في سوريا: بشكل طبيعي، يجب على القسم القنصلي تقديم الخدمات. هذا هو الجزء الأهم من عملنا. أما الأنشطة الأخرى، فهي تعتمد بشكل طبيعي على الظروف القائمة. وعادةً، تبدأ جميع الدول بمستوى حد أدنى حتى تتضح صورة الحكومة بالكامل.
وقال السفير أكبري: لدينا حوالي 10 آلاف إيراني في سوريا. القليل منهم طلاب، ومعظمهم يعيشون ويعملون في سوريا، ويحملون فقط الهوية الإيرانية.
وردًا على الادعاءات التي تفيد بتعرض السفارة الإيرانية لأضرار وسرقة 42 مليون دولار، قال أكبري: هذه الأخبار نشرتها زمرة المنافقين، وللأسف بعض وسائل إعلامنا تفتقر إلى القدرة على التمييز، وبدلًا من أن تستند إلى مقابلتي مع قناة الأخبار، ركزت على الأخبار المزيفة الصادرة عن المنافقين.
وأضاف الدبلوماسي الإيراني: الغريب أنه بعد مقابلتي ظهرت هذه الادعاءات. هؤلاء هم نفس الأشخاص الذين قالوا إن السيد أماني، سفيرنا في لبنان، جاسوس وأعطى معلومات عن حزب الله لإسرائيل. في مقابلتي، أوضحت أن الأمور كانت متوقعة وكنا ندرك تمامًا أن الأمور ستتجه نحو دمشق، ونعرف احتمال مهاجمة سفارتنا. لقد تحققت توقعاتنا تمامًا. ومن لديه هذه التوقعات لا يترك 42 مليون دولار في السفارة.
وتابع: لم نترك حتى دولارًا واحدًا في السفارة. قمنا بإخلاء جميع الموظفين المحليين وأفراد عائلاتهم. غادرنا السفارة ليلة السبت في الساعة الحادية عشرة. قمنا بتقييم الوضع على الأرض، واكتشفنا أن بعض المسؤولين في الحكومة السورية يتفاوضون مع هؤلاء ولن يدافعوا. لذلك، غادرنا دمشق في ذلك الوقت.
وقال السفير الإيراني عن حادثة اقتحام السفارة: دخل مجموعة من المسلحين الأشرار السفارة. القوات الشمالية والجنوبية التي تزعم أنها تسعى لتشكيل حكومة لم تكن قد وصلت بعد، ولو وصلت لما حدث هذا الاقتحام. منذ أمس، وضعت حراسة أمام سفارتنا لحمايتها من أي أضرار.
وأضاف أكبري: لم يُصب أي من أفرادنا أو مركباتنا بأي ضرر. كان لدينا فقط بعض الأثاث والمكاتب، والتي لا يهتم أحد بإخراجها. قمنا أيضًا بجمع جميع اللوحات لتجنب أي إساءة. لم نترك شيئًا تقريبًا في السفارة باستثناء الأثاث والمكاتب الإدارية. حتى أجهزة الكمبيوتر والعتاد الفني وأقراص التخزين أُخرجت بالكامل. لم يكن هناك دولار واحد في السفارة، ولماذا يجب أن يكون هناك 42 مليون دولار في أي سفارة؟.
وأكد السفير الإيراني: أي شخص يروج لهذه الادعاءات هو إما صديق غير واعٍ وغير محترف، أو عدو ذكي موجه من قبل المنافقين وإسرائيل. السبب هو أن قنوات المنافقين نشرت سابقًا الكثير من الأكاذيب عن السيد أماني والسيد قاآني، وأي شخص يستخدم هذه الادعاءات مرة أخرى إما غير سليم أو غير محترف.
الكيان الصهيوني كان يخشي من حلفاء بشار الأسد ولم يستهدفه
وقال أكبري، ردًا على الهجمات التي شنها الكيان الصهيوني على مواقع سورية، قائلاً: “تم استهداف 350 موقعًا من صباح يوم الأحد حتى مساء الثلاثاء. شملت الهجمات الأسطول البحري، الأسراب الجوية، الطائرات القاذفة، المراكز العسكرية، الذخائر، وحتى ميناء اللاذقية، الذي يُعدّ أهم ميناء في سوريا. كما تقدموا إلى مسافة 30 كيلومترًا عن دمشق، ويسيطرون حاليًا على المنطقة الجنوبية الغربية. كنت قد حللت هذا الوضع مسبقًا، وكان متوقعًا أن يحدث ذلك.
وتساءل: السؤال المهم الآن هو: لماذا لم يفعل الكيان الصهيوني ذلك خلال 54 عامًا من حكم الأسد الأب، ولماذا في غضون يومين فقط من سقوط من يعتبرونه عدوهم الرئيسي قاموا بذلك؟”. وأجاب قائلاً: الكيان الصهيوني كان يخشى من حلفاء بشار الأسد، ولم يستهدفه. لكن الآن يشعر بأن سوريا فقدت حلفاءها ولا تمتلك دعمًا قويًا، وأن التيارات الداعمة لم تعد تشكل تهديدًا لإسرائيل، ما سمح لها بالتصرف بحرية كاملة.
وفيما يتعلق بوجود مساعٍ إيرانية أو تحركات إقليمية للرد على هذه الهجمات، قال أكبري: لسنا نحن من يجب أن يقوم بمساعٍ دبلوماسية، بل على أولئك الذين يدعمون التيار الحالي أن يتحركوا ويحددوا موقفهم ضد الكيان الإسرائيلي.
العدوان سياسة إسرائيلية، وسوريا قد لا تستعيد أمنها السابق
وعن استمرار الاحتلال الإسرائيلي لمناطق في سوريا، قال أكبري: عندما يهاجم كيان دولة أخرى، فإن ذلك بحد ذاته يُعدّ عدوانًا وانتهاكًا للقوانين الدولية. وهذه الجريمة تكشف الكثير. سواء بقي الاحتلال أم انسحب، فإن النتيجة واحدة: إذا بقي، فإنه يواصل الاحتلال. وإذا انسحب، فإنه يكون قد أهان سوريا وأظهرها ضعيفة. إنه يستغل فرصة وجود المعارضة ليحتل البلاد. هذا هو أسلوب إسرائيل.
أما بشأن مستقبل الإرهاب في سوريا، فقال أكبري: من يزعمون أنهم يريدون الحكم يحاولون عدم ارتكاب أعمال عنف، لأن العنف لا يبني حكمًا مستقرًا. سيكونون مضطرين للتعامل برأفة مع الناس. لكن السؤال هنا: إلى متى؟ وما مدى احتمالية ظهور تيارات متشددة من داخل هذه المجموعات؟ هذا احتمال كبير، وقدرتهم على السيطرة عليها تظل موضع شك.
وأكد أكبري أن سوريا لن تستعيد أمنها السابق على الأقل لعدة سنوات.
وفي ختام حديثه، شدد أكبري على أن ما فعله الكيان الإسرائيلي يكشف وجهه الحقيقي. إذا كان هناك من يعتقد أن إسرائيل دولة ديمقراطية، فعليه أن يرى كيف استغلت الفرصة لتدمير شعب بالكامل، كما فعلت في غزة ولبنان.