عقد وزراء خارجية سوريا والعراق وإيران مؤتمر صحفي مشترك في العاصمة العراقية بغداد لبحث تطورات الأوضاع في سوريا
وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين
من جهته قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين: تم عقد اجتماعات متتالية حيث كانت هناك اجتماعات ثنائية مع الرئيس عبد اللطيف رشيد ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني ورئيس مجلس النواب محمود المشهداني، وأيضاً كانت لنا نحن الوزراء اجتماعات ثنائية، واليوم بعد الظهر كان الاجتماع ثلاثياً، وكان محور كل هذه الاجتماعات وموضوعها الأساسي يتعلق بالأوضاع الصعبة والخطيرة في سورية، وتمت مناقشة الأوضاع بصورة تفصيلية، الوضع الأمني
الخطير وتبعات هذا الوضع على الدول الأخرى والدول المجاورة وخاصة العراق، وهناك تأكيد واضح بأن أمن سورية متعلق بأمن المنطقة وأمن العراق متعلق بأمن المنطقة وأمن دول المنطقة بأمن سورية.
وأضاف: هناك هجمات مسلحة مستمرة الآن في المدن والمحافظات السورية ونحن في العراق ندين هذه الهجمات وندين الكيانات الإرهابية التي صنفت دولياً ووفقاً لقرارات وبيانات مجلس الأمن، وندين جميع المنظمات الإرهابية أينما كانت، ونحن في العراق كنا ضحايا الإرهاب، وكما قلت إن أمن سورية مرتبط بأمن العراق وأمن الدولتين مرتبط بأمن دول الجوار.
وتابع وزير الخارجية العراقي: نؤكد على دعم الشعب السوري من خلال إرسال المساعدات الإنسانية للنازحين في سورية، وسنبادر لعقد اجتماع لعدد من الدول في بغداد لمناقشة الموضوع السوري والأوضاع الخطرة في سورية، وسوف نقوم باتصالات دبلوماسية في سبيل الوصول إلى تفاهمات مع ممثلي هذه الدول، وقسم من هذه الدول أعضاء في مسار أستانا، لكن الاجتماع الذي نخطط له هو اجتماع بغداد، لأن الوضع في سورية يهمنا وتدارسنا نحن الوزراء الثلاثة الاحتمالات والتهديدات سواء ضمن المجتمع السوري أو أبعادها والتي تهم المجتمع العراقي والمجتمعات الأخرى.
وقال : سندعو كما دعت سورية إلى اجتماع عاجل للجامعة العربية على مستوى الوزراء وسوف نفعل جميع السبل الدبلوماسية من أجل الوصول إلى التهدئة في الوضع السوري، وتواصلنا مع العديد من وزراء الخارجية مثل تركيا والإمارات والسعودية والأردن ومصر ووزراء خارجية من الدول الأوروبية والغربية، وسوف نستمر بهذه الاتصالات ونعمل مع وزيري خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية والجمهورية العربية السورية من أجل التنسيق لكل هذه الفعاليات الدبلوماسية.”
وزير الخارجية والمغتربين السوري بسام صباغ
وقال وزير الخارجية والمغتربين بسام صباغ: أجريت صباح اليوم لقاءات ومحادثات مهمة مع الرئيس العراقي ورئيسي الوزراء ومجلس النواب ووزير الخارجية إضافة إلى وزير خارجية إيران تمحورت حول التطورات الأخيرة في سورية والناجمة عن استمرار الهجوم الإرهابي الذي شنته يوم الـ 27 من تشرين الثاني الماضي “هيئة تحرير الشام” جبهة النصرة الإرهابية المصنفة كياناً إرهابياً من قبل مجلس الامن إلى جانب عدد من المجموعات والتنظيمات الإرهابية على محافظات حلب وإدلب وحماة واليوم على حمص والتي تمت إدانتها بشكل قاطع لا لبس فيه.
وأضاف صباغ: شرحت لكل من التقيتهم التطورات الميدانية والتهديدات الأمنية والظروف الإنسانية وخاصة أن هذا الهجوم الإرهابي تسبب بموجة نزوح كبيرة للسكان والمدنيين الآمنين وعرضت أيضاً الجهود التي تقوم بها المؤسسات الحكومية السورية لتأمين الاحتياجات الإنسانية واستمرار تقديم الخدمات الأساسية في المناطق التي خرجت عن السيطرة.
وتابع وزير الخارجية والمغتربين: أكدت على أن الجيش العربي السوري والقوات المسلحة السورية تقوم بواجبها الوطني في التصدي لهذا الهجوم الإرهابي إلا أنها اضطرت إلى تنفيذ عمليات تتناسب مع تكتيكات المعركة وإعادة التموضع والانتشار وتم التأكيد على استمرار الجيش للقيام بواجبه ضد كل من تسول له نفسه العبث بأمن وأمان السوريين.
وقال صباغ: أكدت أيضاً أن الجهات التي تقف وراء هذا الهجوم الإرهابي تنتهك بشكل واضح قرارات الامم المتحدة ومجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب وأيضاً الاتفاقيات التي تم إقرارها في إطار مسار أستانا وتم التجديد على أن هذا التهديد الإرهابي الخطير لا يشكل تهديداً لأمن واستقرار سورية فحسب بل أيضاً لأمن واستقرار دول المنطقة.
وأضاف صباغ: كما عرضت بوضوح لأوجه التدخل الإقليمي والدولي في كل مجريات ما يحصل الآن في سورية وسبق أن حصل فيها وشددت على أن هذه التدخلات باتت مكشوفة ومفضوحة وتهدف الى تحقيق أطماع تاريخية وتقسيم جديد للمنطقة وإعادة رسم خارطتها السياسية وفقاً للأجندات المعادية لتلك الجهات.
وتابع وزير الخارجية والمغتربين: شددت على أهمية حشد كل الجهود العربية والإقليمية والدولية لدعم جهود الدولة السورية في التصدي للإرهاب ومكافحته ومكافحة جميع أشكاله وصوره وإدانة الهجمات الإرهابية التي قامت بها “هيئة تحرير الشام” الإرهابية وأيضاً دعم جهود سورية في الحفاظ على سيادتها وسلامة وأمن مواطنيها ووحدة أراضيها.
وقال صباغ: كان هناك تضامن ودعم واسع للحكومة السورية ولسيادة ووحدة الأراضي السورية ومكافحة الإرهاب وكان هناك تجديد على ضرورة عدم القبول بازدواجية المعايير في التعامل مع الإرهاب والتصدي له ومكافحته بدون أي تميز.
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي
قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في مؤتمر صحفي مع نظيريه العراقي والسوري، إن رسالة الاجتماع الثلاثي اليوم هي دعم سوريا حكومة وشعباً في مكافحة الجماعات الإرهابية التكفيرية التي تشن هجمات ضمن مؤامرة أمريكية صهيونية.
قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي: في هذا المؤتمر، شكرا لاستضافة هذا الاجتماع الهام من قبل أخي العزيز، السيد فؤاد حسين، وزير الخارجية المحترم للعراق.
اليوم، أجرينا لقاءات مثمرة جدًا في بغداد مع السيد رئيس الجمهورية، والسيد رئيس الوزراء، ومع وزير الخارجية المحترم للعراق.
تناولنا القضايا الثنائية بين البلدين، وخاصة التطورات المتعلقة بسوريا.
العلاقات الثنائية بين العراق وإيران تسير في مسار جيد جدًا. بعد زيارة السيد بزشكيان الناجحة إلى بغداد وأربيل والسليمانية والبصرة، أصبحت العلاقات بين البلدين في وضع أفضل، ويتم تنفيذ الاتفاقيات التي أُبرمت خلال تلك الزيارة. وقد اتفقنا اليوم على اتخاذ خطوات إضافية لتعزيز هذه العلاقات.
الرسائل الرئيسية الثلاث للاجتماع الثلاثي بين إيران والعراق وسوريا
ناقشنا مع المسؤولين العراقيين تهديدات الجماعات الإرهابية ضد الحكومة والشعب السوري وتبعات ذلك على دول الجوار والمنطقة بأكملها. الاجتماع الثلاثي بين العراق وإيران وسوريا عُقد مساء اليوم، وتم تقديم شرح وافي من قبل الإخوة الأعزاء.
الرسالة الأولى من الاجتماع الثلاثي هي دعم الحكومة والشعب السوري في مواجهة الجماعات الإرهابية التكفيرية. هذه الهجمات تأتي ضمن مؤامرة أمريكية-صهيونية واضحة.
الجماعات الإرهابية التكفيرية مثل “تحرير الشام”، التي صنفتها الأمم المتحدة كإرهابية، تقوم بهجمات ضد الشعب السوري، بينما تدافع الحكومة والجيش السوري عن وطنهم.
إيران تؤكد دعمها الدائم لسوريا شعبًا وحكومةً وجيشًا وستواصل تقديم الدعم بكل قوة.
الإرهاب في سوريا لا يشكل تهديدًا لسوريا وحدها، بل هو تهديد لكل المنطقة. إذا أصبحت سوريا ملاذًا للإرهابيين، فإن عودة “داعش” والجماعات الإرهابية الأخرى لن تقتصر على سوريا أو دول الجوار بل ستتوسع لتشمل دولًا أخرى.
الإرهاب لا يعرف الحدود، وللتصدي له يجب مواجهته في مهده. إذا أردنا حماية أمننا، فعلينا حماية أمن دول الجوار.
لا يجوز أن تكون مكافحة الإرهاب انتقائية. الجماعات مثل “تحرير الشام” و”جبهة النصرة” وغيرها من الجماعات الإرهابية في سوريا صنفتها الأمم المتحدة كإرهابية. وبالتالي، فإن مكافحة الإرهاب مسؤولية دولية.
يجب أن يكون التحالف الدولي منصفًا في مكافحة الإرهاب. ليس لدينا إرهابيون جيدون وآخرون سيئون، ويجب مواجهة جميع الإرهابيين.
الدول التي تلتزم الصمت أو تدعم هذه الجماعات الإرهابية في سوريا تتحمل المسؤولية ويجب أن تجيب عن سبب دعمها للإرهاب حين يكون ذلك في مصلحتها.
العراق وإيران وسوريا جميعها ضحايا للإرهاب، ويجب تنسيق الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب.
المجتمع الدولي يجب أن يدعم جهود دول المنطقة، وخاصة ضد الإرهاب التكفيري الذي ما زال يرتكب الجرائم في سوريا.
أشكر أخي فؤاد حسين مرة أخرى على استضافة هذه الاجتماعات. كما نؤيد مبادرات العراق واقتراحاته لعقد اجتماعات إضافية وتعزيز التحركات الدبلوماسية. العراق يمكنه الاعتماد على دعم إيران لأي جهد يهدف إلى تعزيز أمن المنطقة.