كلمة للأمين العـام لحركة جهاد الإسلامي زيـاد النخـالة
الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد رشدي النخالة
كلمة للأمين العـام لمقاومة الإسلامية جهاد الإسلامي زيـاد النخـالة، خلال مهرجان الذكرى السنوية 36 لانطلاقة حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين “الشهداء بشائر النصر”.
- السلام على أرواح الشهداء، شهداء شعبنا كلهم، والسلام على الجرحى الذين يحملون أوسمة حضورهم الدائم في حياتنا وجهادنا، والسلام على أسرانا الشجعان الذين ما زالوا يقبضون على مسيرة جهادنا، بأيديهم وقلوبهم وجفون عيونهم.
- السلام على شعبنا العظيم الذي أعطى ويعطي بلا توقف، من أجل يوم تكون فيه فلسطين حرة، وتكون فيه القدس عاصمة لفلسطين.
- لقد أتينا اليوم لنؤكد على خيارنا الذي لن يتغير ولن يتراجع، بالحرية وطرد العدو الصهيوني من بلادنا.
- أتينا لنحيي ذكرى انطلاقة حركتنا المباركة التي تحمل اسم: “الشهداء بشائر النصر”، متزامنة مع مناسبات كبيرة ومهمة، وعلى رأسها ذكرى المولد النبوي الشريف، مدرستنا في الحياة، وفي الإيمان، وفي القوة والصبر والمثابرة، وفي الجهاد والعطاء والانتصار.
- إن سيرة رسول الله محمد، صلى الله عليه وسلم، تمثل صراع الحق في مواجهة الباطل على مدى الزمان، وتمثل لنا الأسوة المطلقة والحسنة، في صراعنا مع المشروع الصهيوني، ونسترشد بها دليلاً في مسيرتنا وجهادنا.
- انتفاضة الأقصى كان حضور حركتنا ومقاتلينا وشهدائنا فيها مميزًا ومؤثرًا. فمن أول عملية استشهادية فيها، مرورًا بعملية زقاق الموت، وعمليات استشهادية كبرى، إلى معركة جنين عام 2002 الحاضرة دومًا.
- كانت حركة الجهاد ومقاتلوها كتفًا إلى كتف مع مقاومي شعبنا الفلسطيني البطل، علامة فارقة ومميزة في شجاعة مقاتليها، وحضورهم البارز. إضافة إلى مناسبات كثيرة أخرى.
- نحتفل بذكرى انطلاقتنا، ونستحضر كل هذه المناسبات، لتكون تكريمًا لشهداء شعبنا، على طول مسيرته نحو القدس، ونحو فلسطين. وتكريمًا لشهداء حركتنا الذين نرفع صورهم الآن رايات عالية، اعتزازًا وافتخارًا بهم.
- من تخلف عن هذا الحضور خسر فرحة إخوانه الشهداء، فمن حق إخواننا الشهداء علينا أن نحفظ أسماءهم، ونحفظ بطولاتهم وأعمالهم، ونحفظ ذكراهم، لتبقى قدوة لنا في مسيرتنا نحو القدس.
- إن حركتنا وشعبنا العظيم الذي يحتفي بالشهداء، في هذا اليوم المبارك، يوم حركة الجهاد الإسلامي، يؤكد، برغم كل ما نراه من حولنا، أن الشهداء أحياء في حياتنا وقلوبنا ومسيرتنا، وأننا سنكمل طريقهم، مهما كانت التضحيات، وسيبقون بشرى انتصارنا.
- ما زال الانحياز إلى جانب العدو الصهيوني قائمًا، منذ إقامة هذا الكيان على أرض فلسطين. وما زال معيار القوة وامتلاكها هو الذي يتحكم في سياسات العالم. وما زالت أمريكا وحلفاؤها يقفون مؤيدين ومساندين للعدو في كل المجالات، انطلاقًا من رؤيتهم لنا على كل المستويات.
- نموذج السلطة الفلسطينية، وأجهزتها
الأمنية التي يشرف عليها الجنرالات الأمريكيون، من تدريب وإعداد، وتوفير ميزانيات وأسلحة، ليس إلا مثالاً صغيرًا لكل ما يجري في منطقتنا العربية.
- إسرائيل تقتلنا بسلاح أمريكي، وما يسمى بأجهزتنا الأمنية تلاحقنا وتعتقلنا بقرار أمريكي إسرائيلي أيضًا. وحديثًا أصبح الحضور الإسرائيلي بارزًا، بعد ما سمي باتفاقيات السلام وموجة التطبيع، في كثير من الأجهزة الأمنية العربية.
- سنبقى ندفع الثمن من أوطاننا ودماء شعوبنا إذا تجاهلنا هذه الحقائق، أو أغمضنا أعيننا عنها. وأنا أقول ذلك، من أجل أن نعرف وندرك طبيعة معركتنا وحجمها، وحجم واجباتنا ومسؤولياتنا.
- أمتنا التي تمتلك من العقيدة، ومن التاريخ والجغرافيا، ما يكفي ليجعلها قادرة على الصمود والمنافسة، تنهار أمام المشروع الصهيوني، في مشهد مأساوي قل نظيره في التاريخ.
- إن المقاتلين والشهداء وحدهم فقط يستطيعون إيقاف هذه المهزلة، وإيقاف ما يجري.
- إن ما تقوم به الأنظمة العربية، من خضوع وتسليم للمشروع الصهيوني، بدعاوى الواقعية، هو اصطفاف إلى جانب العدو، في مواجهة شعبنا ومقاوميه الشجعان. ويجب ألا نتردد في تسمية الأشياء بأسمائها.
- شعبنا المظلوم ما زال يقاتل، ولم يستسلم، حتى لو فعل بعض الضعفاء منا ذلك.
- فليحولوا بلدانهم ملاهي وملاعب، كما يشاؤون، فهذه مشكلة شعوبهم. ولكن من حقنا أن نصرخ في وجوههم، وهم لا يرون دمنا وشهداءنا على مدار الوقت.
- إن هؤلاء الذين يتراكضون للتطبيع مع المشروع الصهيوني، يجب أن يعلموا، وهم يعلمون، أن ذلك هو إقرار منهم بأن فلسطين ليست لنا، وأن القدس بمسجدها ليست لنا.
- نؤكد اليوم، أكثر من أي وقت مضى، أننا لسنا ضد التطبيع فقط، ولكننا ضد كل هذا المسار الذي بدأ باتفاقية كامب ديفيد، وما ترتب عليها، مرورًا بوادي عربة، واتفاقية أوسلو، وقرارات القمة العربية التي قدمت ما سمي بمبادرة السلام العربية.
ثلاثون عامًا مضت، وما زلنا نراوح في نفس المكان، وما زلنا نختلف على توصيف المنظمة ودورها. وما زال من يرأس المنظمة وغيره يعتقد أن الدمية هي الطفل الحقيقي.
- الحقائق يراها الناس يوميًّا، ولكن الأكاذيب والفهلوة والقرارات الوهمية ما زالت قائمة.
- إن معركتنا مستمرة، وشعبنا يريد حريته، وعلى قوى المقاومة أن تكون على مستوى التحدي، وعلى مستوى طموح شعبنا، وليس على مستوى لقاء الأمناء العامين، لملء فراغ الوقت، وإصدار فرمانات تتناقض جوهريًّا مع طموحات شعبنا الفلسطيني.
- إننا نرى أن وحدتنا الواجبة تقوم على مواجهة الاحتلال، وعدم القبول به. وذلك من خلال برنامج وطني متماسك، لا يعرف المساومة أو المجاملة، ولا يعرف التناقض، لا في داخله، ولا مع شعارات حامليه، ولا مع ممارساتهم الخاصة والعامة.
يجب أن نترك اليأس والأوهام خلفنا، ونتمسك بالأمل واليقين بأن النصر حليف الشعوب التي تقاوم، وليس حليف الشعوب المستسلمة، وقياداتها الواهمة.
على الذين خلقوا هنا، على أرض فلسطين، أن يحفظوا عن ظهر قلب، وبلا تردد، أننا أصحاب رسالة خالدة خلود الزمان، ولن نترك أرضنا ومقدساتنا، وسنواجه الغزاة القتلة، ولن نتركهم يقتلوننا دون أن نقاتل، أو يقهروننا ونعيش بذل مطأطئي الرؤوس، تحت أي مبرر أو واقعية جبانة.
إن الصراع لم يتلاشَ، ولن ينتهي على هذه الجغرافيا المقدسة، وإن الأعداء يخططون، ويقتلوننا كلما يشعرون أن ذلك ضروري للسيطرة على أرضنا. فلماذا لا نقاتل، ونموت بطريقتنا، طالما أن الموت واقع؟! فلنقاتل لننتصر، ولن ينتصر من لم يقاتل.
- من لم يقاتل على هذه الأرض فهو مقتول، بالذل والتبعية التي لا تنتهي. هذا الكيان الذي قام على تهجيرنا، وعلى أشلائنا، لن يتوقف عن غروره وغطرسته، وسيحولنا إلى عبيد، نبني بيوته ومستوطناته على الأرض التي سلبها منا.
- في ذكرى انطلاقة حركتنا، نؤكد أن مقاومتنا مستمرة، وأن حركة الجهاد التي انبثقت من روح الإسلام ما زالت مستمرة في مسيرتها، لم تساوم ولن تستسلم للأوهام.
- تحتفل الحركة اليوم مع قادتها وكوادرها ومجاهديها، وحاضنتها الشعبية، وشعبها الفلسطيني في كل الساحات، تظللهم أرواح الشهداء على مدى التاريخ الفلسطيني، ومنذ بدء الغزو الصهيوني على فلسطين.
- إننا نقف بإجلال وتقدير كبيرين، أمام شهداء معركة الشجاعية، أبطال عملية الهروب الكبير، من سجن غزة المركزي، الذين افتتحوا هذه المسيرة المباركة بجهادهم واستشهادهم، لتنطلق مسيرة حركتنا، ويبدأ حضورها البارز، في الانتفاضة الأولى عام 1987م.
- انتفاضة الأقصى عام 2000، وشهدائها، بعملياتهم الكبرى والمميزة التي توجت بمعركة جنين الكبرى عام 2002، والتي كانت فيها حركتنا، بمقاتليها وشهدائها، العنوان الأبرز والأهم في تلك المعركة، بجانب قوى شعبنا ومقاتليه.
- غزة حاضرة بمقاومتها وشهدائها، وقد أجبرت العدو على الانسحاب وتفكيك المستوطنات. لتدخل غزة بمقاومتها في معادلات الردع مع العدو الصهيوني، وخاضت حروبًا كبرى، وقدمت آلاف الشهداء من أبناء شعبنا ومقاوميه الأبطال.
- حركتنا أيضًا حاضرة بقوة، كتفًا إلى كتف، مع كل قوى المقاومة، وتنتقل من معركة إلى أخرى؛ فمن معركة صيحة الفجر وشهدائها، وصولاً إلى معركة سيف القدس التي كانت علامة فارقة في مسيرة المقاومة، وفي مسيرة شعبنا.
- عملية نفق الحرية أبدع فيها فرسان الجهاد الأبطال، فأحدثت أثرًا بالغًا ومريرًا في منظومة الأمن الصهيوني، والتي ترتب عليها تشكيل كتائب سرايا القدس المظفرة، على امتداد الضفة الغربية.
- في معركة وحدة الساحات، عام 2022، صمدت حركتنا، وقاتلت، وودعت ثلة من شهدائها الكبار.
- معركة ثأر الأحرار التي كانت واحدة من أهم المعارك التي خاضتها حركتنا، على مدار خمسة أيام متواصلة، كانت فيها كل مدن العدو ومستوطناته تحت مرمى صواريخ سرايا القدس.
- بالرغم من فقداننا ثلة من أعز إخواننا في قيادة السرايا، لكننا خرجنا من هذه المعركة مرفوعي الرأس، وأكثر قوة، وأكثر بأسًا، وسلاحنا بأيدينا.
- بقيت جنين بأهلها، وكتيبتها التي خاضت معركة كبرى، معركة بأس جنين، دافعت فيها عن المخيم، وانكفأ العدو. وما زالت كتائب حركتنا حاضرة، تقاتل وتدافع عن الشعب الفلسطيني، على امتداد الضفة الغربية؛ من كتيبة طولكرم التي تصدت لعدوان كبير على مخيمها، إلى كتيبة نابلس، وكتيبة طوباس التي لم يتوقف حضورها عن الجهاد، وعن المقاومة، إلى كتيبة جبع، وكتيبة عقبة جبر.
- نؤكد على ضرورة الاهتمام بالحاضنة الشعبية للمقاومة، في الضفة الغربية، وقطاع غزة، وتقدير صمودهم وتضحياتهم.
- أقف عرفاناً وأختم بالشهداء القادة، قمري الجهاد؛ الدكتور فتحي، والدكتور رمضان، والشهيد الشجاع خضر عدنان.
- الضفة الغربية، بكتائبها المقاتلة وشعبها البطل، تمثل رأس حربة في مشروع المقاومة واستمرارها.
- المقاومة بكل قواها، في قطاع غزة، ستبقى سندًا حقيقيًّا لشعبنا، وجزءًا أصيلاً من مقاومته، وامتدادًا للمقاومة في الضفة الغربية الباسلة، وكتائبها المقاتلة.
- قضية الأسرى وحريتهم يجب أن تبقى همًّا يوميًّا لدى قوى المقاومة حتى تحريرهم.
- إن أهمية وحدة قوى المقاومة في المنطقة، في مواجهة المشروع الصهيوني، وعلى رأسهم الجمهورية الإسلامية في إيران، وسوريا، وحزب الله.
- نؤكد أننا والإخوة في حركة حماس، وقوى المقاومة في فلسطين، سنبقى صفًّا واحدًا، حتى تحقيق أهداف شعبنا بالحرية والتحرير.
- خرجنا من معركة ثأر الأحرار مرفوعي الرأس، وأكثر قوة، وأكثر بأسًا وسلاحنا بأيدينا والعرض العسكري الكبير الذي نظمته سرايا القدس أول أمس أكبر دليل على ذلك.