المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر کنعاني
قال ان الولايات المتحدة تحاول فرض رؤيتها بشأن مستقبل أهالي غزة بعد فشل العدوان “الإسرائيلي” على القطاع، لکن مستقبل غزة يحدده الفلسطينيون وحدهم دون أي تدخل أو إملاءات خارجية.
واضاف کنعاني في هذا الشأن: فيما يتعلق بقضية فلسطين، فإن أمريكا كانت جزءا من المشكلة وليست جزءا من الحل في العقود القليلة الماضية، وفي الحرب الأخيرة على غزة، لقد كانت الإدارة الأمريكية في الواقع جزءا من هذه الحرب، بل في الواقع کانت كل هذه الحرب ونعتقد أنه لولا الادارة الأمريكية لما اندلعت هذه الحرب، لأنها كانت تملك القدرة على التأثير على الکیان الصهيوني حتى لا تحدث هذه الحرب وعمليات القتل ضد شعب غزة الأعزل.
وقال إن الأسباب والشواهد تشیر إلى أن الکیان الصهيوني يريد مواصلة المغامرة وعلى المجتمع الدولي منعها ، وتابع : إن الإدارة الأمريكية تريد تحقيق ما لم تحققه في الحرب على غزة عبر مجلس الأمن وعبر الوسائل السياسية، لكن الشعب الفلسطيني لن يسمح لأي طرف بتحقيق أغراض غير مشروعة، ومصير فلسطين سيحدده شعبه.
وأکد قائلا: من حق الشعب الفلسطيني أن يقرر مستقبله، ومن الأفضل للإدارة الأمريكية أن تعتبر من الماضي، وإذا أرادت المساعدة فعليها أن تقدم حلا واقعيا.
رداً على البيان الأوروبي المناهض لإيران
وفيما يتعلق ببيان الترويكا الأوروبية (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) وبعض الاتهامات الموجهة لإيران، أوضح کنعانی: رد مندوب إيران في فيينا على هذه القضية وتم عرض مواقف إيران في هذا البيان. وتستند البنود الواردة في خطة العمل المشترك الشاملة إلى التزامات متبادلة وتتطلب من جميع الأعضاء الوفاء بالتزاماتهم على قدم المساواة.
وتابع: الأنشطة النووية الإيرانية، وخاصة تخصيب اليورانيوم، هي أنشطة سلمية تماما وتأتي في اطار حقوق إيران على أساس معاهدة حظر الانتشار النووي. وكانت الأنشطة النووية السلمية التي تمارسها إيران تخضع دائماً لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأضاف كنعاني: إيران التزمت بجميع تعهداتها في إطار الاتفاق النووي، لكن البعض يتصرف وكأن إيران انسحبت من الاتفاق النووي بخرقها القرار 2231، ومن الواضح أن هناك دوافع سياسية للتعبير عن هذه المواقف.
وقال المتحدث باسم الخارجية الايرانية : إن بعض الأطراف تتعمد خلط الالتزامات الطوعية مع الالتزامات القانونية وتحاول توجيه الاتهامات لإيران من خلال إخفاء بعض الحقائق وأضاف أن خطة العمل المشترك الشاملة تتضمن ملاحق يجب على جميع الأطراف الالتزام بها.
وصرح: أن تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لا يتأثر بتصريحات بعض الأطراف وسيستمر التعاون بين الطرفين بناء على الاتفاقية الموقعة بينهما. وإن طريق ومسار المفاوضات والمحادثات الدبلوماسية بشأن خطة العمل المشترك الشاملة مفتوح وليس لدى إيران أي قيود على إجراء المفاوضات من أجل العودة الملتزمة لجميع أطراف الخطة إلى الاتفاق.
ايران تريد إنهاء الحرب على غزة
وفيما يتعلق باستمرار وقف إطلاق النار في غزة وجهود إيران في هذا الصدد، قال: ناقشنا مسألة وقف إطلاق النار مع السلطات القطرية خلال الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية، وأحد أهدافنا الرئيسية هو جعل وقف إطلاق النار الحالي مستقرا. ويجب ألا يتكرر عدوان الکیان الصهيوني.
وأضاف: “لقد أثبت الکیان الصهيوني أنه لا يدخر جهدًا لانتهاك القوانين والحقوق الدولية ولا يتحمل المسؤولية عن ذلك .
وأکد: نريد نهاية لهذه الحرب ونواصل مشاوراتنا على أعلى المستويات، على مستوى رئیس الجمهوریة ووزير الخارجية، مع مسؤولين آخرين من مختلف الدول والأمين العام للأمم المتحدة.
وقال المتحدث باسم الخارجية: يبدو أن الکیان الصهيوني يريد مواصلة هذه الحرب لأنه لم يحقق أي شيء حتى الآن وليس لدى الولايات المتحدة أي إرادة لوقف الکیان .
وأضاف كنعاني: بناء على المعلومات المتوفرة لدينا فإن حكومة قطر تبذل جهودا جادة فيما يتعلق بوقف إطلاق النار ونأمل أن يكون وقف إطلاق النار الحالي مستقرا.
وقال: إن الإدارة الأمريكية لطالما لعبت دورا في عدم الاستقرار وانعدام الأمن في المنطقة، ووجود الأسطول الأمريكي في المنطقة تأتي في اطار الدعم المستمر للكيان الصهيوني.
وأضاف: إيران ملتزمة بإرساء الأمن والاستقرار في المنطقة ولطالما لعبت دورا إيجابيا في هذا الصدد. ولن ينخدع الرأي العام العالمي بعد الآن ببعض التصريحات الإسقاطية والاتهامات الكاذبة لأمريكا ضد إيران.
وعن استهداف فصائل المقاومة لبعض القواعد الأمريكية في المنطقة، قال كنعاني: لقد صرحنا مرات عديدة أنه ليس لنا أي دور في هذا الأمر. وهذه التصرفات هي رد الفعل الطبيعي للشعب وفصائل المقاومة على الدور غير البناء وغير القانوني لأمريكا في دعم الکیان الصهيوني وتواجده غير القانوني في أراضي بعض دول المنطقة بما فيها سوريا. وعلى أميركا أن تتحمل المسؤولية عن تصرفاتها في المنطقة.
وفيما يتعلق بإرسال المساعدات الإنسانية إلى غزة، قال: إيران اهتمت بإرسال المساعدات الإنسانية منذ بداية الحرب، وقد بذلنا العديد من الجهود على مختلف المستويات. وفي إطار اتفاق وقف إطلاق النار الإنساني، تم الاتفاق على عدد الشاحنات التي سيتم نقلها إلى غزة يوميًا ومن الواضح أن ما تتوقعه إيران وكل الدول التي تدعم فلسطين هي إمكانية إرسال المساعدات الإنسانية غير محدودة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية: إن كمية الشاحنات التي تدخل إلى غزة بالنسبة إلی الاحتياجات الموجودة تعتبر بمثابة قطرة في المحيط ولقد ظلت غزة بمثابة سجن كبير بلا سقف على مدى السنوات الـ 16 الماضية ومن الواضح أن جهودنا في هذا المجال مستمرة مع الجهات المعنية في الصليب الأحمر الدولي ومصر، ومن الضروري أن نشهد مدى الأمل في نتائج هذه الجهود على أرض الواقع.
وأضاف كنعاني: إن الکیان الصهيوني لن يطيع إلا بالقوة، وما زالت الضغوط الدولية غير كافية لإعادة فتح طرق إرسال المساعدات الإنسانية، وهذا الطلب الجاد من المجتمع الدولي سيستمر حتى يحدث ذلك
وقال: إن الکیان الصهيوني فشل في تحقيق أغراضه وتصريحاته الأولية بما في ذلك القضاء على حماس وأخيراً، اضطر إلى الاتفاق مع الطرف الذي ينوي القضاء عليه وهو ان دل على شي ئ انما يدل على فشل ذلك الكيان وعدم تحقيق أي من أهدافه المعلنة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية: بعد وقف إطلاق النار الذي استمر 4 أيام، رأينا أن عددًا كبيرًا من الأشخاص جاءوا من الجنوب إلى شمال غزة ولم ينتبهوا لتهديدات الكيان الصهيوني، وهو ما يثبت استمرار روح المقاومة لدى أهل غزة.
وبشأن استهداف فصائل المقاومة بعض الأهداف الأمريكية في المنطقة قال : إن الإدارة الأمريكية جزء من الحرب الشاملة التي شنها الکیان الصهيوني ضد شعب غزة.
وأضاف: إن الإدارة الأمريكية تستخدم قواعدها العسكرية في المنطقة لدعم الکیان الصهيوني. والحقيقة أن أمريكا بدعمها الكامل للكيان الصهيوني تسببت في رد فعل الشعوب وفصائل المقاومة في المنطقة، وعليها أن تصحح سلوكها في المنطقة واذا استمرت الولايات المتحدة في دعم الکیان، فمن الممكن أن تتكرر مثل هذه التصرفات من قبل فصائل المقاومة.
وتابع قائلا: فصائل المقاومة تمثل دولها وإنها مسؤولة عن أفعالها ولا تعتبر مجموعات وكيلة لإيران .وأکد أن ایران لطالما دعمت وستدعم العملية السياسية في العراق.
وقال: لدينا معلومات تفصيلية تفيد بأن أمريكا تستخدم قواعدها الإقليمية لإرسال معدات عسكرية وأسلحة إلى الکیان الصهيوني، وأرسلنا هذه المعلومات إلى أطراف في المنطقة.
وفيما يتعلق بتهديد الغرب باستخدام آلية الزناد ضد إيران، قال: لا يوجد تهديد ضد إيران ولقد أثبتت إيران أنها ليست دولة يمكن تهديدها وهذا الإقتدار یتجسد في المجالات السياسية والمنطقية والعسكرية، ولن نقبل التهديدات أبداً.
و صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية: إيران لا تعتبر خطط بعض الدول بشأن فلسطين واقعية، لأن الشعب الفلسطيني هو الذي يجب أن يقرر مصيرهو. لقد اخترنا الحل الدبلوماسي في هذا الشأن ولن يكون أمام الأطراف الدولية إلا الاستسلام للشعب الفلسطيني.
إيران تدعم تشكيل حكومة شاملة في أفغانستان
وقال فيما يتعلق بالتطورات في أفغانستان: لدينا مبدأ أساسي، وهو أننا نسعى للمساعدة في تحقيق الاستقرار والأمن في أفغانستان حتی یتمتع الشعب الأفغاني بحياة سلمية.
وأضاف، إننا نعتبر أمن أفغانستان بمثابة أمن إيران، وفي هذا الإطار، نعتقد بجدوى الآليات الإقليمية لترسيخ السلام والاستقرار في أفغانستان وتشكيل حكومة تمثل كافة أبناء الشعب الأفغاني
وأوضح : جميع التحركات الدبلوماسية لإيران محددة في هذا الإطار، وإذا تفاوضنا مع طالبان فإننا نعبر عن وجهات نظرنا واننا نهتم بالشعب لأفغاني ونعتقد بأنه ينبغي للجميع المساهمة في تشكيل حكومة شاملة.
وردا على البيان الختامي لقادة منظمة التعاون الاقتصادي حول طرح حل الدولتين لفلسطين قال: في كل اللقاءات التي تعقد بشأن فلسطين، نحن قد أعلنا وسنعلن تحفظاتنا رسميا بشأن وجهات النظر التي تتعارض مع وجهة نظر إيران المبدئية بشأن فلسطين.
مباحثات بين إيران وتركيا بشأن التطورات في المنطقة
وفيما يتعلق بالتعاون بين إيران وتركيا بشان تبادل أسرى دول أخرى في غزة، أوضح كنعاني: إن إيران تابعت هذا الموضوع بناءً على طلب بعض الدول، بما في ذلك تايلاند، وذلک في المحادثات بين وزيري خارجية إيران وتايلاند في الدوحة، وغيرها من الطلبات التي كانت موجودة.
وأضاف: أطلقت حماس سراح عدد من المواطنين التايلانديين في نفس الإطار، ومن منطلق إنساني، وستستمر هذه الجهود.
وقال إن قضية فلسطين هي أحد المواضيع التي يتم مناقشتها بين إيران وتركيا.
وبخصوص تأكيد قائد الثورة الإسلامیة على تطوير مشروع الاقتصاد البحري قال: هذا مشروع وطني وتحقيق هذه الفكرة والرؤية يتطلب تصميماً شاملاً للمشروع مع التركيز على تقسيم أدوار جميع الجهات الحكومية.
وفيما يتعلق بالمساعدات الإيرانية لغزة قال: لقد أولينا أهمية لقضیة إرسال المساعدات الإنسانية إلى غزة منذ الأيام الأولى لعدوان الکیان الإسرائيلي. . وفي محادثاتنا، خاطبنا جميع الجهات الدولية لإرسال مساعدتنا. وأضاف كنعاني: لقد اتخذنا إجراءات بهذا الشأن وللأسف، بسبب معارضة الکیان الصهيوني، لم ننجح في إرسال مساعداتنا، وهذا لا يتعلق بإيران فقط.
وتابع المتحدث باسم وزارة الخارجية: تم الاتفاق على مرور كمية بسيطة من المساعدات عبر معبر رفح الحدودي وتتوقع إيران أن تبذل مصر المزيد من الجهود وأن تجبر الکیان الصهیوني على قبول الفتح الكامل للحدود.
وأضاف: “الشعب الفلسطيني يتوقع المزيد من المساعدة من المجتمع الدولي، وخاصة الدول الإسلامية، حتى يتمكن من استخدام كامل طاقته.
وقال لقد كان تقارب الدول الإسلامية مقبولا، وقد بذلت بعض الجهود، لكنها ليست كافية. ومن المتوقع أن تبذل هذه الدول المزيد من الجهود.
علاقات إيران مع جمهورية أذربيجان
قال كنعاني: علاقاتنا تسير على مسار جيد. وهناك إرادة لمواصلة التعاون.
وفيما يتعلق باحتجاز اليمن للسفن الإسرائيلية، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية: لقد أعلنت الجهة التي فعلت ذلك وهذه القضية لا علاقة لها بإيران. وأعلن مسؤولو أنصار الله أنهم لا يتجاهلون جرائم الكيان الصهيوني ويتخذون إجراءات ضد الكيان.
وقال إننا أعلنا منذ البداية ومنذ بداية الحرب في أوكرانيا أننا ضد الحرب وتهجير الناس وطالبنا بوقف الحرب. وأضاف: هذه هي مواقفنا الأساسية، ونحن نرغب بالحفاظ على علاقاتنا الودية مع كل من روسيا وأوكرانيا.
وقال: التعاون بين إيران وروسيا لا يعني المواجهة مع أوكرانيا، وتعاوننا يعود إلى تاريخ ما قبل الحرب بين روسيا وأوكرانيا. ولم نرسل أي طائرات بدون طيار إلى روسيا لاستخدامها في الحرب وقد رفضنا هذه المزاعم مرارا وتكرارا.
وخلص الی القول انه وفيما يتعلق بالاعتداء على 3 طلاب فلسطينيين في أمريكا: تلقينا هذا الخبر أيضًا وكان خبر الهجوم المسلح على 3 طلاب فلسطينيين صادمًا. وهذا يدل علی جذور التطرف في المجتمع الأمريكي ويجب أن يكون موضع اهتمام ومتابعة فورية من قبل السلطات الأمريكية.