أنَّ ادّعاءات الاحتلال الكاذبة باستسلام رجال القسّام، هي ادّعاءات سخيفة ووقحة،
قال القيادي في حماس أسامة حمدان، إنّ الاحتلال النازي وجيشه الفاشي وبدعم أمريكي وبريطاني، يواصلون حربهم الهمجية وعدوانهم السافر على أهلنا في قطاع غزَّة، وعلى كل مقوّمات الحياة الإنسانية فيها، مشددا على أنّ نتنياهو لن يحقق أيّا من أهدافه رغم كل المجازر والعدوان الغاشم وسيفشله الصمود الأسطوري للمقاومة الباسلة.
وأكد حمدان في مؤتمر اصحفي في بيروت، حول آخر مستجدات معركة غزة، أنّ جيش الاحتلال المجرم وداعميه لم يتركوا علامة من علامات الحياة إلاّ ودمّروها وعاثوا فيها إرهاباً وخراباً وفساداً؛ من المستشفيات وآبار المياه ومحطات الوقود والطاقة الشمسية والمخابز والمدارس والجامعات والمساجد والكنائس، والبنية التحية والمؤسسات الخدمية، وكل مقوّمات الحياة الإنسانية، حتى محلات ألعاب الأطفال لم تسلم منه ساديتهم وفاشيتهم .
وشدد على أنّ هؤلاء هم أعداء الحرية والإنسانية، وزوراً وبهتاناً أن ينسبوا لأيّ حضارة إنسانية، فهؤلاء المحتلون المجرمون مجرّدون من كل القيم الأخلاقية والإنسانية، وهذه الحرب النازية قد فضحت حقيقتهم.
وأوضح حمدان خلال المؤتمر الصحفي : “أنه ارتقى في هذه الحرب العدوانية حتى اليوم، أكثر من 18250 شهيد، ونحو 50 ألف جريح ومصاب، وفي اليومين الماضيين فقط ارتكب هذا العدو النازي أكثر من 25 مجزرة مروّعة”.
إشادة بمقاومة الضفة الغربية
وأشاد حمدان “بكل معاني الاعتزاز بالملحمة الأسطورية التي يسطّرها أهلنا في قطاع غزَّة”، قائلا: “نقف وقفة إجلال وفخر وإكبار أمام بطولات كتائبنا المظفرة، كتائب الشهيد عزّ الدين القسّام، التي مرّغت أنف هذا الجيش النازي في تراب غزَّة”.
كما أشاد ببطولة “شبابنا الثائرين ورجال المقاومة في ضفتنا الأبيّة، الذين يشتبكون مع جنود العدو، ويدافعون عن أرضهم ومقدساتهم أمام جرائم العدو، واقتحاماته العدوانية، وعربدة مستوطنيه المتطرّفين، وتدنيسهم للمسجد الأقصى المبارك؛ حيث بلغ عدد شهداء الضفة الغربية منذ بداية معركة طوفان الأقصى 288 شهيداً، وأكثر من 4200 معتقل”.
وشدد حمدان على أنّ “العدو النازي فشل في تحقيق أيّ إنجاز سياسي أو عسكري أو ميداني، بفضل صمود شعبنا وبسالة كتائب الشهيد عزّ الدين القسّام ورجال المقاومة الفلسطينية”.
واستهجن “اعتقال جيش الاحتلال النازي مجموعة من المواطنين المدنيين، وتجريدهم من ملابسهم بصورة مهينة،
ونقلهم في شاحنات بمن فيهم النساء، جريمة تحاكي ما فعل النازيون وهي محاولة للانتقام من أبناء شعبنا”.
وأكد أنّ قيام جيش العدو بانتزاع أو فبركة ما يدّعي أنها “اعترافات” من أسرى من كرام أبناء شعبنا وشخصياته في قطاع غزَّة، تحت التعذيب الوحشي والتهديد الهمجي، هو محاولة يائسة لكسر إرادة شعبنا، وممارسة حرب نفسية قذرة، لن تُجدي ولن يصدقها أحد.
كما جدد التأكيد على “موقف شعبنا الرّاسخ والثابت في رفض كل مشاريع ومخططات التهجير من قطاع غزَّة.”
وقال حمدان: نؤكد مجدداً أنَّه لا تفاوض بخصوص تبادل الأسرى إلاّ بعد وقف العدوان الصهيوني.
خسائر العدوّ الحقيقية كبيرة جدا
ولفت إلى أن ما كشفته تقارير إعلام العدو وإقرار جيشه عن وصول أعداد جرحى جنوده وضبّاطه إلى 5 آلاف حالتهم خطيرة، وأنَّ 60 جريحاً يصل يومياً إلى المستشفيات، وأنَّ 20 جندياً قتلوا بنيران صديقة، هذه الأرقام لا تفصح إلا عن جزء يسير من الحقيقة التي يخاف منها المجرم نتنياهو وأركان حربه.
وأضاف أنَّ “فشل محاولة جيش الاحتلال في الوصول إلى مكان أحد الأسرى الصهاينة في قطاع غزَّة، هو استمرارٌ لفشل هذا الجيش الجبان وحكومته الفاشية في تحرير أيّ جنديّ من أسراه، ونقول له: لا تحاول.. فلن تفلح في تحرير أي من الأسرى.. وأنت بمغامراتك تعرّض حياتهم للخطر.”
ولفت إلى إنَّ اقتحام جيش الاحتلال فجر اليوم مخيم جنين، يستهدف المقاومين والحاضنة الشعبية والبنية التحتية في المخيم، ومحاولته كسر المقاومة في الضفة، وهذا لا ينفصل عن جرائمه في غزة، وسيفشل في الضفة أيضاً كما فشل في غزَّة..
نتنياهو لن يحقق أي هدف
وقال حمدان: إنّ نتنياهو الفاشل لن يحقق أيَّ هدفٍ يصبو إليه على أرض غزَّة العزَّة، وسيكون مصيره واضحاً أمام جمهوره وهو المحاكمة والسجن.
ولفت إلى أنّ “تكرار أركان حرب العدو ادّعاءاتهم بالقضاء على رجال المقاومة، يجعلهم أضحوكة أمام شعبنا والعالم، الذي يشاهد أعدادُ قتلى جنودِهم وضبّاطِهم التي تصل يومياً إلى كل مستشفيات الكيان”.
وشدد على “أنَّ ادّعاءات الاحتلال الكاذبة باستسلام رجال القسّام، هي ادّعاءات سخيفة ووقحة، لتبرير فشله في مواجهتهم في الميدان، فأبطال القسام ورجال المقاومة لا يعرفون الاستسلام أو الانكسار، وشعارهم الدَّائم: إنَّه جهادٌ، نصرٌ أو استشهاد”.
وقال حمدان: سنفشل كل مخططات هذا العدو النازي في تهجير شعبنا، وسندفن أحلامه وأوهامه، وسنخرجه مدحوراً يجرّ أذيال الخيبة والخسارة؛ فجنوده وضباطه قد دخلوا غزَّة أحياء ولن يخرجوا منها إلاّ أشلاء.
وقال: إنَّ استخدام أمريكيا الفيتو ضدّ قرار مجلس الأمن الدولي الخاص بوقف النار الإنساني في غزَّة، هو إمعان من الرئيس الأمريكي بايدن وإدارته في جرائم التطهير العرقي و المجازر التي ترتكب ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة.
وثمّن حمدان جهود المجموعة العربية والاسلامية لعقد اجتماع اليوم للجمعية العامة للأمم المتحدة يطالب بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية”. كما يدعو إلى حماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية.
وأدان “بشدة اعتزام الحكومة الفرنسية استضافة مؤتمر دولي وبمشاركة الكيان الصهيوني النازي لمناقشة ما يسمونه “الحد من تمويل حركة حماس وأنشطتها على الإنترنت”، ونعتبره انحيازا فاضحا لصالح الاحتلال”.
ترحيب بالمواقف الداعمة ومطالبة بالمزيد
ورحب حمدان بموقف رؤساء وزراء إسبانيا وإيرلندا وبلجيكا ومالطا الداعي لوقف الحرب الصهيونية على قطاع غزَّة، وندعو إلى مزيد من الضغوط لتبنّي الاتحاد الأوروبي قراراً بالوقف الفوري لحرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا.
كما وجه الشكر “لكل الشعوب الحرَّة التي لبّت نداء الإضراب الشامل أمس الاثنين تضامنا مع غزَّة، ونحيي كل المبادرات والفعاليات لاستمرار الحراك العالمي لوقف العدوان”.
ورحب حمدان “بكل مواقف الشعوب العربية والإسلامية الشقيقة، في كل من الكويت والأردن واليمن وإندونيسيا وماليزيا وباكستان، وغيرها من الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم التي عبّرت عن تضامنها مع غزّة وصمود شعبها في وجه العدوان”.
وقال حمدان: “نجدّد دعوتنا إلى مواصلة وتصعيد كلّ أشكال الحراك الجماهيري والفعاليات في كل مدن العالم، حتى يتوقف العدوان”.
وختم بالتأكيد على “أنَّ من حقّ شعبنا وأهلنا في غزَّة أن يعيشوا حياة حرَّة وكريمة على أرضهم، بلا حصار ولا جوع ولا قصف ولا تهديد ولا تهجير، كباقي شعوب العالم، ونقول ونؤكد أنه لن ينعم الاحتلال ومستوطنوه بالأمن والهدوء والاستقرار، حتَّى ينعم به شعبنا، وأهلنا في غزَّة العزَّة”.