کتاب الضغط النفسي

النفسي

عاش الإنسان منذ بداية الكون باحثاً عن الاستقرار والأمان؛ جارياً وراء الراحة التى تعطيه الإتزان فمن تلك الأزمان وهو ينشد الطمأنينة له ولأبنائه. فهو يسعى لتخفيف عبء الحياة عن كاهله؛ ولما ازدادت الحياة تعقيدا وقوة توسعت وازدادت مطالبها وحاجاتها ازدادت الضغوط الواقعة عليه لتلبية تلك المطالب فلا يستطيع التوقف عن مجاراة ذلك لأنه سيتخلف عن اللحاق بها مما اضطره إلى مواكبة التسارع لتحقيق الرغبات والمطالب.هذا الإسراع زاده مرة أخرى من الضغط على النفس وتحميلها أكثر من طاقتها بغية اللحاق بموكب التحضر بكل ما يحمله من قسوة ورخاء… فالحضارة تحمل معها رياح التغيير ، والتغيير يحمل معه التبديل في السلوك؛ وينتج عنه بعض الانحرافات؛ وهي بالتالي نتاج الحضارة.

إن الضغوط بكل أنواعها هي نتاج التقدم الحضاري المتسارع الذي يؤدي إلى إفراز انحرافات تشكل عبئاً على قدرة ومقاومة الناس في التحمل …. فرياح الحضارة تحمل في طياتها آفات تستهدف النفس الإنسانية: وزيادة التطور تحمل النفس أعباء فوق الطاقة وينتج عنها زيادة في الضغوط على أجسامنا كما ينعكس على الحالة الصحية (الجسدية…البدنية) والنفسية ويؤدي ذلك إلى الانهيار ثم الموت.

Exit mobile version