الكتب الثقافية

کتاب قادة النصر

الاعلام المركزي قي محافظة البصرة

النصر

من يعيش شهيدا يصير شهيدا. لقد عاش على ذلك النحو، حقا عاش شهيدا. عاش كما عاشوا الشهداء.

الشهيد سليماني كان قائدا مقاتلا بارعا في المجال العسكري وفي الوقت نفسه كان دقيقا جدا في مراعاة الحدود والقيود الشرعية. الأفراد قد ينسون الحدود الإلهية في ساحة الحرب أحيانا ويقولون ليس الآن وقت هذا الكلام، أما هو فلا، كان حذرا مراقبا. في الموضع الذي لا ينبغي فيه استخدام السلاح لم يكن يستخدم السلاح، وكان يدقق ويحذر من أن يحصل اعتداء أو ظلم على أحد

قبس من ( فلسفة مدرسة الشهادة في البصرة وكرمان
عندما يكون الشهيد روحاً وشعوراً خالصاً لله تعالى ، سائراً على خطى الحسين عليه السلام، ومقتدياً بنهج كربلاء نهج الكبرياء والفداء الذي يركز على المعنى والروح ويتجاوز الجسم، ضمن أخلاقيات مدرسة ينتصر فيها الدم على السيف، والفكر الحرّ على السلاح الجامد المتحجر ، والخلق الإلهي على نمطيات السلوك الدنيوي القصيرة التأثير والتي تذهب جفاءا. عندها سنفهم أن شهادة روح سليماني وروح المهندس رضوان الله تعالى عليهما ) لا تعني أكثر من تأكيد حضورهما في وعي الأمة وترسيخ وجودهما في الضمير الكوني العالمي لكافة المستضعفين . فمنهج الشهيدين كان يتركز على تنقية الروح وإخلاص العمل الله وحده لا شريك له ؛ لذا أمسيا روحين محلقتين في الملكوت، وفي مشاعر الملايين، قبل أن تنفصل روحاهما عن الجسد العنصري وتلتحق بالروح الأكبر في جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين .
هما تحركا وفق منطق القرآن وأهل البيت عليهم السلام، وهذا مالم تفهمه أمريكا المغموسة ببهارج الدنيا والفكر المادي الأعمى، وثقافة القتل والختل والغدر، فمنطقها زائل كزوال الزبد ، لكن روحي
وهو
الشهيدين الخالدين ماكثتين ممتدتين في وعي الأمة وضميرها كامتداد الخلود في أفق الأبد . ما نلمسه اليوم من حضور كبير للشهيدين ( رضوان الله تعالى عليهما ) وتأثير أكبر لهما وأشد من حضورهما بالأجساد والأرواح معا .. لم تحقق أمريكا بفعلها الجبان وغدرها المهان أكثر من امنيتي الشهيدين اللتين أعلنا عنها مرارا وهي الشهادة والانعتاق من سجن المادة والطبيعة، وهذا منطق أهل الله لا يفقهه منطق الشيطان الأكبر ولا يدركه أذنابه الخاسرون الخانعون . لقد أكدت حادثة المطار رغم آلامها أن الشهيدين مستاجابا الدعوة وهو ما جعلهما أكثر تأثيراً وحضورا في قلوب الجماهير ووعيهم، بل تحولا إلى مدرسة جهادية إلهية يتجاوز تأثيرها الزمان والمكان، وهذا مالم يدر في خلد أمريكا ووعيها المادي الضيق، التي لم تكن تفقه أن ما أقدمت عليه
من فعل جبان سيحقق دعوات وصلوات الشهيدين .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى