الكتب الثقافية

کتاب لقاء في فكة

حسن باقري

في فكة

حسن باقري؛ قياديٌ فتيّ جادت به ثورة الإمام الخميني؛ نهض من قلب المجتمع المستضعف ثم صنع من الضعف قوة ومن الحرب انتصارا

«.. ترون شابًّا يدخل ساحة المعركة، ولا خبرة له في المسائل العسكرية.. وبعد سنتين يصبح خبيرًا استراتيجيًا في الحرب. هذا أمر غاية في الأهمية. حسنًا.. لاحظوا الشهيد حسن باقري كمثال .. فأصحاب المعرفة ومن لديهم اطلاع يرون أنّ هذا الشابّ قد أصبح في العشرين ونيّف من عمره مهندسًا عسكريًا، متى؟!. في سنة 1982م. ومتى دخل ساحة الحرب؟! في سنة 1980م…لقد طوى هذا الشابّ حركة عشرين سنة في حركة سنتين!»[1].

لا تنحصر العبقرية بالمسار الجهاديّ وحسب؛ فكل ميادين الحياة فرصٌ للسبق إلى الخيرات؛.. وإن كانت ميادين الحروب في الغالب محلًا لظهور النخب والعباقرة؛ مثلما تكون أيضًا مركزًا لانبعاث الآلام والمرارات؛ ولكن دأب العباقرة في ساحات النزال التخفيف من خسائرها وأثقالها؛ واصطياد فرصها؛ ليتحول طعم الهزيمة نصرا. وهنا سر عبقريتهم الحقيقية.

ليست العبقرية وليدة المعاهد والكليات الحربية فقط؛ إنما هي- بالدرجة الأولى – صنيعة الفرد نفسه؛ بما أوتي من قوة في الفكر وفي الهمّة وفي اليدّ .. لكن مقدماتها تبدأ من مرحلة الطفولة مرورًا بالشباب؛ من قاعدة الأسرة حيث الأساس والمهد الطبيعي؛ مرورًا بالصبا حيث تضافرعوامل التربية والتعليم؛ وصولًا إلى وجود قيادة حكيمة تجذب أصحاب القلوب وتشحنها بإكسير المحبة والقيام ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى