کتاب هكذا تكلم حراس الامة

تكلم حراس الامة


تعتبر حياة العظماء مفصلا مهماً في التاريخ، فمن صدى كلماتهم يتغير معنى الحياة وطعمها، وبهم يستنير المستضعفون والمظلومون وطلاب الحرية..
ومن أهم هؤلاء العظماء سادة من نسل آل محمد سلكوا دربهم وغيروا مجرى التاريخ قالبين عرش الطاغوت.
إنهم الإمام روح موسى الصدر، والإمام علي الخامنئي، والقائد المجاهد السيد حسن نصر الله وما هذه الشذرات الذهبية إلا أنوار تحكي مشاهد مهمة من حياتهم الملكوتية، وكلماتهم العرفانية اية الله الموسوي الخميني، والإمام السيد هم وارشاداتهم السياسية، وحكمتهم الحية، فهذه الكلمات مدد لحياة الأنبياء والأوصياء والأئمة الأطهار التي تبقى حية على مدى العصور.

الذي أطل فيه روح الله الموسوي الخميني (قدس سره) على هذا العالم في بيت في بيوت العلم والهجرة والجهاد وفي عائلة تشرفت بالانتساب إلى الزهراء مدينة خمين) من توابع المحافظة المركزية الى «أراك».
والده قبل أن يُكمل «روح الله الخمسة أشهر من عمره أطلق الطواغيت الإقطاعيون المدعومون من عملاء السلاطة آنذاك رصاصات حقدهم على والده رداً على جهاده في إحقاق الحق والوقوف في وجه الظلمة فاستشهد على أيديهم الغادرة وهو في طريقه من خمين» إلى «أراك».

أصرت عائلة الشهيد على المطالبة بحقها في القصاص من قاتله وأن تأخذ العدالة مجراها، فاضطرت دار الحكومة آنذاك نزولاً عند إصرارهم أن تنزل القصاص بحق قاتله، وبذلك يكون الإمام الخميني قد واجه قسوة اليتم، وتعرف إلى مفهوم الشهادة منذ نعومة أظفاره .


بعد استشهاد والده أمضى الإمام الخميني طفولته في أحضان والدته السيدة «هاجر» سليلة عائلة العلم والتقوى – فهي من أحفاد المرحوم آية الله الخونساري صاحب (زبدة التصانيف) – تحت رعاية عمته الموقرة السيدة «صاحبة» تلك المرأة الشجاعة التقية، حتى إذا ما بلغ العشرة من عمره، حُرِمَ أيضاً من هذين الحضنين الحنونين .
دراسته
درس الإمام ومنذ نشأته، مستفيداً ممَّا حباه الله من ذكاء حاد، قسماً من المعارف التي كانت شائعة في عصره .
فقد درس المقدمات والسطوح المعروفة في الحوزات الدينية من قبيل علوم اللغة العربية والمنطق والفقه والأصول على أيدي معلمي وعلماء منطقته، كالميرزا محمود افتخار والمرحوم الميرزا رضا النجفي الخميني، والمرحوم الشيخ علي محمد البروجردي والمرحوم الشيخ محمد الكلبايكاني والمرحوم عباس الآراكي، وأخيه الأكبر آية الله السيد مرتضى بسند يده الذي أمضى عنده معظم فترة دراسته .


في النصف الثاني من عام ۱۳۲۰هـ . قد وُلد في إيران مولود غير فيما بعد بثورته العملاقة مصير إيران وملامح العالم الإسلامي، مما جعل جميع القوى العظمى أعداء حريَّة الشعوب واستقلالها يقفون صفاً واحداً في مواجهته ساعين إلى القضاء عليه، غير أنه – وبفضل الباري ج – أصابهم جميعاً بالعجز والخيبة من خلال عمله العظيم وأفكاره وعقيدته التي يدافع عنها وينادي باسمها .
وجميع الخلفية التاريخية بعد وفاة أبناء النبي الأكرم فرح المشركون من القريشيين وراحوا يعيرون النبي بأنه لا نسل له وأنه أبتر ، فنزلت سورة الكوثر المباركة، تقول: بسم الله إنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَأَنحر إِنَّ شَانِشَك هُوَ الْأَبْتَرُ بعدها، جاء العشرون من جمادي الآخرة اليوم الذي جرى فيه كوثر الولاية والإمامة على المعمورة، ففيه ولدت ربيبة العفّة والطهر والإيمان الصديقة الزهراء فاطمة ا لتكون بعد ذلك الحوراء الإنسيَّة وزوجة إمام العدالة والإنسانية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، ولتكون أيضاً أُماً للأئمة الأطهار، وهم منارات للهدى يُضيئون الدرب للبشريَّة، فكل جانب من جوانب حياتهم الشريفة يمثل حكمة إلهية، فصلحهم وحربهم مناجاتهم وسكوتهم حلمهم وعملهم، وحياتهم المفعمة بالمقاومة والبناء المختومة بالشهادة وأخيراً غيبة الإمام المنتظر الموعود منهم، كلها حِكَمٌ إلهيَّة تثبت أن الأرض وما عليها من عباد الله في الظلمة والحصار ليسوا متروكين وشأنهم، وأنَّ دعاة الحق ومنارات الهداية موجودون على الدوام يمارسون دورهم في هداية البشر وأن الأرض لا تخلو أبداً عصور
حجة .

Exit mobile version