في تحليل عميق لطبيعة المواجهة الحالية، كشف رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء سيد عبدالرحيم موسوي، عن تحول جوهري في ساحات الصراع، مشيراً إلى أن العالم يشهد “حرب معاني وروايات” بعد فشل العدو في تحقيق أهدافه عبر العمليات العسكرية المباشرة.
أكد اللواء موسوي أن الأعداء، بعد هزيمتهم العسكرية المنكرة، يحاولون اليوم تعويض هزيمتهم في ساحة الإعلام والعقول، قائلاً: “نحن في خضم حرب معرفية شاملة؛ حرب لتغيير الأجهزة الذهنية، والأنظمة الإدراكية، ومعتقدات وآمال الناس.”
جاءت هذه التصريحات خلال حفل تخرج طلاب الجامعات العسكرية بالجيش، الذي عُقد في جامعة الإمام علي (عليه السلام) للضباط بحضور القائد العام للجيش اللواء أمير حاتمي، وعدد من القادة والمسؤولين.
في خطاب حاسم.. رئيس الأركان الإيراني: مستبعد أن يكرر الأعداء خطأهم بعد الضربة التي تلقوها.. وإيران في أعلى درجات الجهوزية
طهران – آماج الإخبارية
أكد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء سيد عبدالرحيم موسوي، أن أعداء إيران “بطبيعتهم وحوش متجاوزون”، لكنه استبعد أن يكرروا خطأ الاعتداء مرة أخرى بعد الضربة التي تلقوها “إن كانوا عقلاء”، مشدداً في الوقت ذاته على أن إيران في “أعلى درجات الجهوزية” واستعدادها التام لأي تطور.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها في حفل تخرج طلاب الجامعات العسكرية بالجيش، الذي عُقد في جامعة الإمام علي (عليه السلام) للضباط بحضور القائد العام للجيش اللواء أمير حاتمي، وبمشاركة عبر الويب لباقي الجامعات العسكرية.
تهنئة الخريجين ووصفهم بضباط المقاومة
في بداية خطابه، هنأ اللواء موسوي الخريجين، واصفاً إياهم بـ “ضباط جبهة المقاومة وقادة الجيش المستقبليين”. وأشار إلى أن فترة دراستهم شهدت “مرحلة فريدة من نوعها”، حيث شاهدوا “صمود وانتصار المقاومة المعتمدة على الإيمان في مواجهة طغاة العالم بكل قوتهم الظاهرية”.
تحول النظرة العالمية: فلسطين أصبحت الاسم المحبوب
أوضح رئيس الأركان أن العالم اليوم ينظر إلى إيران “باحترام” بفضل إيمانها وإرادتها وشجاعتها وتلاحمها، معتبراً أن العالم قد “اقتنع بقوة المقاومة”. وأضاف: “اليوم فلسطين هي الاسم المحبوب في العالم، وغزة أصبحت أسطورة الصمود ورمز انتصار الدم على السيف.”
عملية طوفان الأقصى: كشف حقيقة الأمريكان والصهاينة
تطرق اللواء موسوي إلى تبعات عملية طوفان الأقصى، واصفاً إياها بأنها كانت “نقطة بداية أحداث كبيرة في المنطقة والعالم”. وأكد أن العملية كشفت “وزالت قناع الأمريكان والصهاينة، الذين ظلوا لسنوات يظهرون أنفسهم على أنهم أصحاب الحق عبر إمبراطوريتهم الإعلامية، بشكل كامل”، لافتاً إلى أن “صورتهم الإجرامية الحقيقية، سفاكة الدماء وقَتَلَة الأطفال، اتضحت لكل العالم”.
وأشار إلى التحول الكبير في القضية الفلسطينية، قائلاً: “تحولت فلسطين، التي كانت في طريقها إلى النسيان تماماً، إلى القضية الأولى في العالم. ووصل صوت الحق والظلم إلى العالم، وانكشف أهل الباطل والمتغطرسون.”
موقف إيران: الحق والحكمة والاستقلال
وأكد أنه “حتى أكثر الناس تشاؤماً اليوم قد اقتنعوا بأن موقف الثورة الإسلامية الإيرانية هو الموقف الحق والأصيل”، مشيراً إلى أن “رفع صوت الدفاع عن المظلومين والمستضعفين في العالم” و”الوقوف في وجه التنمر” هو دليل على “حكمتها وعزتها واستقلالها”.
الهزيمة المنكرة للكيان الصهيوني ومحاولات التعويض
كشف رئيس الأركان عن أن “الكيان الصهيوني بمساعدة أمريكا، حاول من خلال مهاجمة إيران، إنقاذ نفسه من هذا المأزق المليء بالخزي والكراهية العامة والتفكك الداخلي، لكنه هُزم بشدة واضطر إلى طلب وقف إطلاق النار”.
ولفت إلى أن الأعداء يحاولون اليوم “تعويض هزيمتهم في ساحة الإعلام والعقول”، مؤكداً: “نحن في خضم حرب معرفية شاملة؛ حرب لتغيير الأجهزة الذهنية، والأنظمة الإدراكية، ومعتقدات وآمال الناس. وما لم يحصلوا عليه بالقوة والتنمر والعملية العسكرية، يسعون لتحقيقه الآن عبر التحريف والإشاعة والحرب النفسية وخلق روايات مزيفة.”
الهدف: ضرب الوحدة الوطنية وحصن المقاومة
حدد اللواء موسوي هدف الأعداء بأنه “ضرب التماسك والوحدة الوطنية وإضعاف حصن المقاومة النادر للشعب الإيراني العظيم”. وشدد على “ضرورة أن تحافظ القوات المسلحة على مستوى استعداداتها في أعلى مستوى وتعزيزها يوماً بعد يوم.”
دور الإعلام والنخب والجامعات في مواجهة الحرب المعرفية
أكد أن “وسائل الإعلام والنخب يجب أن تتقدم على تحريف وحرب العدو النفسية من خلال شرح الحقائق والتوعية بشكل صحيح”. كما أوضح أن “الجامعات والمراكز العلمية مطالبة أيضاً بإنتاج التحليل والفكر؛ لأن حرب اليوم ليست فقط حرب الأدوات والهياكل، بل هي حرب المعاني والروايات.”
وحث الشعب الإيراني على “أن يحافظ بهدوء وثقة وإيمان على حصن المقاومة الاجتماعية متيناً كما كان.”
تحذير حاسم: المراقبة والجهوزية الكاملة
وجّه رئيس الأركان تحذيراً حاسماً، قائلاً: “على الرغم من أن أعداءنا هم بطبيعتهم وحوش متجاوزون، لكن من غير المرجح أن يقوموا بخطأ مرة أخرى بعد الضربة التي تلقوها… إذا كانوا عقلاء.”
وتابع: “نحن نراقب تحركاتهم بدقة، نحن لسنا طالبين للحرب لكننا مستعدون، ونعرف قواعد إنهاء الاشتباك، وليس لدينا حالياً نية للقيام بأي عمل، لكن إجراءاتنا هذه المرة ستكون مختلفة تماماً.”
كشف تفاصيل الهزيمة: خطة العدو التي دُمّرت
كشف اللواء موسوي تفاصيل جديدة حول الهجوم الإرهابي الأخير، قائلاً: “هم باعترافهم هم، خططوا لمدة 15 عاماً، وجهزوا واستعدوا أنفسهم، ومارسوا الخطط مراراً، ونظموا عناصرهم التخريبية، وجهزوهم واستعدوا، واختاروا من وجهة نظرهم أفضل توقيت، ونفذوا الخطة بدقة، لكن بقيادة مقام الولي الأعلى، وبعون الله سبحانه، الشعب الواعي والقوات المسلحة الشجاعة في هذا البلد صفعتهم صفعة لا تنسى.”
رسالة إلى الأجيال القادمة والتوصيات للخريجين
توجه رئيس الأركان برسالة إلى المستقبل، قائلاً: “الأجيال القادمة ستتحدث عن عظمة وإنجازات هذا الجيل وهذا الشعب وأبنائهم في القوات المسلحة بكل فخر وإعزاز”. وأكد أن “الشعب الإيراني، كما تجاوز حتى اليوم كل العقبات، سيتغلب أيضاً على الصعوبات الحالية.”
ووجّه وصيته للخريجين بـ “الارتقاء بالروحانية، وتهذيب النفس، وتعزيز القاعدة العلمية، وزيادة المهارات العسكرية، وتلقي التدريبات، واللياقة البدنية، والقدرة على التحمل النفسي، والإبداع والابتكار، والتسلح بالعلم الحديث من أجل الفوز في ساحات المعركة المستقبلية، ومعرفة دقائق الحرب المعرفية وكيفية الوقوف في وجهها.”
ختاماً: الشكر للقيادة والدعاء
وختم اللواء موسوي كلمته، قائلا: “أشكر الله تعالى آلاف المرات على وجود سماحة قائد الثورة الاسلامية اية الله العظمى الامام الخامنئي، وأدعو الله الواحد الاحد أن يبقي ظلّ هذا الرجل العظيم وارفا ومستداما فوق رؤوس جميع المطالبين بالحق في العالم.”