إيران تتوصل إلى تكنولوجيا صاروخ كروز فرط صوتي: تحول استراتيجي في معادلة القوة الإقليمية
تمثل التطورات الأخيرة في البرنامج الصاروخي الإيراني نقلة نوعية في سباق التسلح الإقليمي، حيث أعلنت إيران رسمياً عن توصلها لتكنولوجيا صواريخ كروز فرط صوتية قادرة على إعادة تشكيل موازين القوة العسكرية في الشرق الأوسط. هذا الإنجاز التكنولوجي ليس مجرد تطور عسكري تقني، بل هو رسالة جيوسياسية موجهة للقوى الإقليمية والدولية في ظل تصاعد التوترات البحرية وتبادل التهديدات.
المحتوى التقني للاختراق الصاروخي
- نوعية المحركات: تخلت إيران عن المحركات الصاروخية التقليدية لصالح محركات “نفاث تضاغطي” (Scramjet) تسمح بتحقيق سرعات تتراوح بين 9 و11 ماخ (أي 9-11 أضعاف سرعة الصوت)، مقارنة بمحركات “طلوع” النفاثة الأقل تطوراً المستخدمة سابقاً .
- قدرات المناورة: تتميز هذه الصواريخ بقدرتها على الطيران على ارتفاعات منخفضة مع تغيير مساراتها بشكل غير متوقع، مما يصعب على أنظمة الدفاع الجوي تتبعها أو اعتراضها .
- دقة التوجيه: مزودة بأنظمة توجيه متطورة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مما يمكنها من إصابة أهداف بحرية بزاوية 360 درجة حتى في الظروف القتالية المعقدة .
السياق الزمني للتطور الصاروخي الإيراني
العام | التطور | المدى | السرعة |
---|---|---|---|
2015 | إنتاج صواريخ “سومار” | 2000-3000 كم | غير معلنة |
2019 | تطوير صاروخ “هويزه” | 1300 كم | 3-4 ماخ |
2023 | كشف النقاب عن “فتاح-1” الباليستي | 1400 كم | 13-15 ماخ |
2025 | الإعلان عن “فتاح-2” (كروز بحري) | 1000 كم | 15 ماخ |
الأبعاد الاستراتيجية للإعلان
- الردع البحري: يأتي الإعلان بالتزامن مع وصول السفينتين الحربيتين الأمريكيتين “يو إس إس باتان” و”يو إس إس كارتر” إلى البحر الأحمر حاملتين 3000 جندي، في محاولة لردع إيران عن تعطيل الملاحة في مضيق هرمز .
- تهديد حاملات الطائرات: أكد قائد البحرية في الحرس الثوري أن الصاروخ الجديد “أبو مهدي” قادر على إبطال مفعول حاملة طائرات أمريكية من مسافة 1000 كم .
- اختراق الدرع الصاروخي: تم تصميم الصواريخ لتجاوز أنظمة مثل “القبة الحديدية” الإسرائيلية و”باتريوت” الأمريكية بفضل سرعتها الفائقة وقدرتها على المناورة تحت الغلاف الجوي .
الآثار الإقليمية والدولية
- سباق التسلح: تصبح إيران رابع دولة بعد روسيا والصين وكوريا الشمالية تمتلك هذه التكنولوجيا، مما يعمق مخاوف الغرب من تصديرها لحلفاء إيران الإقليميين .
- المفاوضات النووية: يقوض التطور الصاروخي جهود إحياء الاتفاق النووي، خاصة مع اقتراب انتهاء “بند الغروب” في أكتوبر 2025 الذي يرفع القيود عن البرنامج الصاروخي الإيراني .
- التوازن العسكري: يُضعف هذا التطور التفوق التقليدي للجيش الأمريكي في الخليج، حيث تُختصر زمن الوصول إلى الأهداف من 30-40 دقيقة إلى 3-4 دقائق فقط للوصول لأهداف داخل إسرائيل .
تحديات التكنولوجيا وشكوك الخبراء
رغم الادعاءات الإيرانية، يرى محللون غربيون أن:
- الاختبارات لم تثبت عملياً بعد، حيث اقتصرت على “اختبارات أرضية” لمحركات دون تجارب طيران كاملة .
- هناك تناقض في تصنيف الصواريخ؛ فبينما تصفها إيران كـ”صواريخ كروز”، تصنفها مصادر غربية كـ”صواريخ باليستية” .
- التكنولوجيا قد تكون مستوردة من كوريا الشمالية التي تدعم إيران بصواريخ باليستية منذ أربعة عقود .
المستقبل: سيناريوهات محتملة
- التصعيد البحري: قد تُسرع الولايات المتحدة من نشر أنظمة الدفاع الصاروخي على سفنها في الخليج، خاصة بعد حادثة اختطاف ناقلات النفط .
- تطوير النووي: مع تزايد مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، تخشى الدول الغربية من اقتران الصواريخ الفرط صوتية برؤوس نووية .
- حرب الوكالة: قد تزود إيران الحوثيين في اليمن أو حزب الله بلبنات هذه التكنولوجيا لاستهداف الملاحة أو الأهداف الإسرائيلية .
الخاتمة: تغيير قواعد اللعبة
يمثل الصاروخ الفرط صوتي الإيراني تحدياً ثلاثي الأبعاد: عسكرياً بإعادة تعريف مفهوم الردع، وتقنياً بتجاوز حدود فيزياء الطيران، وجيوسياسياً باختبار قدرة الغرب على احتواء الطموحات الإيرانية. في عالم تتلاشى فيه حدود السرعة، قد تكون المعادلة الجديدة هي: من يملك الزمن، يملك القوة.
توصل متخصصو الصناعة الدفاعية في إيران إلى تكنولوجيا تصميم الصواريخ فرط صوتية، وحاليا يطوي هذا الصاروخ مرحلة الاختبار.
وفي الواقع هذا الصاروخ هو الجيل الجديد من صواريخ كروز الإيرانية. وبهذا الصاروخ الذي يخضع حاليا للاختباره، سيبدأ فصلا جديدا في القوة الدفاعية لبلادنا.
إاهمية الحصول على هذه التقنية تاتي من انه بهذه الطريقة ستزداد سرعة صواريخ كروز الإيرانية بشكل كبير وسيكون من الصعب للغاية التعامل معها .
وكانت صواريخ كروز الإيرانية تستخدم محركا صاروخيا لتوفير تسارع أولي ثم محركات نفاثة محلية الصنع تسمى “طلوع” لمرحلة تقدم حركته.
ويعد استخدام المحركات النفاثة في صواريخ كروز البحرية والتوصل إلى صواريخ كروز فرط صوتية أمرا مهما لأنه في حالة حدوث أي صراع، ستكون قوة رد الفعل الجمهورية الإسلامية الإيرانية أسرع بكثير، ومن ناحية أخرى، تسلب فرصة الرد من القوات المهاجمة.
كان لهذه المحركات النفاثة قوة دفع ثابتة في النماذج المبكرة ولديها القدرة على التحكم في مقدار الدفع في النماذج الأكثر تقدما.
لكن مع استحواذ إيران على تكنولوجيا صواريخ كروز فرط صوتية، تكون في الواقع ، حصلت إيران أيضا على جيل جديد من المحركات النفاثة تسمى المحركات النفاثة التضاغطية. ونظرا لأن امتلاك هذه التكنولوجيا يزيد بشكل كبير من السرعة المميزة لجميع أنواع الأجسام الطائرة والأسلحة الطائرة مثل الصواريخ والطائرات المسيرة وقذائف المدفعية وما إلى ذلك، تم إيلاء اهتمام خاص لهذه المحركات في تطوير الأسلحة العسكرية.
منذ مدة قصيرة، تم تسليم صاروخ كروز “أبو مهدي” البحري، بمدى 1000 كلم وقدرة على مهاجمة أهداف بحرية بزاوية 360 درجة، إلى القوات البحرية للجيش والحرس الثوري، وعلى هذا النحو تكون القوات البحرية الإيران باتت مجهزة بصواريخ يصل مداها من 10 إلى 1000 كلم وهي قادرة على استهداف جميع أنواع الأهداف البحرية حتى من أعماق البلاد.
رغم عدم نشر المزيد من المعلومات حول ميزات هذا الصاروخ الجديد والخاص لصناعة الجوفضاء التابعة لوزارة الدفاع، يبدو أن امتلاك إيران لصواريخ كروز فرط صوتية سيظهر صفحة جديدة من القوة الدفاعية الإيرانية