وصل الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الى العاصمة العراقية بغداد في زيارة رسمية يوم الأربعاء تستمر ثلاثة أيام ترمي إلى تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية بين البلدين
في خطوة تعكس عمق وأهمية العلاقات القائمة بين البلدين الجارين إيران والعراق، توجه الرئيس الايراني مسعود بزشكيان على رأس وفد سياسي واقتصادي رفيع إلى بغداد، استجابة لدعوة رسمية من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وذلك في أول زيارة خارجية له منذ توليه منصب الرئاسة.
وحظي الرئيس بزشكيان والوفد المرافق له من كبار مسؤولي البلاد باستقبال رسمي من قبل رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في مطار بغداد الدولي.
وعقد الجانبان مباحثات تناولت الأوضاع في المنطقة، والأحداث في غزة فضلا عن بحث ملفات التعاون والشراكة بين البلدين.
وعقب مراسم الاستقبال الرسمية في المطار، زار بزشكيان والوفد المرافق له موقع استشهاد قادة النصر قائد فيلق القدس الحاج قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي الحاج أبو مهدي المهندس ورفاقهما قرب مطار بغداد.
وبعد ذلك التقى الرئيس الإيراني نظيره العراقي عبد اللطيف رشيد في قصر بغداد وأجرى معه مباحثات تناولت القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وفي تصريحات له قبيل توجهه إلى العراق، أكد الرئيس الايراني أن هذه الزيارة تأتي بناء على السياسات التي تم إعلانها مسبقا، والسياسة التي أعلنها قائد الثورة الإسلامية المبنية على تعزيز العلاقات مع دول الجوار، وخاصة العراق.
وقال بزشکيان:”تأتي هذه الزيارة انطلاقاً من السياسات التي تم الاعلان عنها والتي حددها قائد الثورة الاسلامية فيما يتعلق بتعزيز العلاقات مع دول الجوار لاسيما العراق ونأمل في تنمية العلاقات مع هذا البلد من خلال الاتفاقيات التي سيتم توقيعها خلال هذه الزيارة”.
ويتضمن جدول زيارة بزشكيان إضافة الى لقاء كبار المسؤولين العراقيين في العاصمة بغداد، زيارة مدينتي النجف الأشرف وكربلاء المقدسة وبعدها البصرة في جنوبي البلاد، ثم أربيل في منطقة كردستان العراق.
وتشهد الزيارة توقيع خمس عشرة مذكرة تفاهم في مجالات التعاون الضريبي والزراعة والموارد الطبيعية والإتصالات والرياضة والتربية والسياحة والتبادل الثقافي والفني والتدريب المهني وتطوير التعاون بين الغرف التجارية.
مؤتمرصحفي لرئيس الإيراني مسعود بزشكيان مع رئيس مجلس الوزراء العراق محمد شياع السوداني
أکد الرئيس الإيراني مسعود بزشکیان، ضرورة تنفيذ الاتفاقيات الأمنیة الموقعة بین إيران والعراق، والتي تؤدي لتعزيز التعاون الثنائي في مجال مکافحة الإرهاب والتصدي للأعداء.
وقال الرئيس الإيراني بزشکیان، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في العاصمة بغداد يوم الأربعاء: “لقد عقدنا مباحثات جيدة جدا مع رئيس الوزراء العراقي وكانت فرصة جيدة جدا لزيارة البلد الصديق والشقيق العراق في أول زيارة خارجية لنا”
وأوضح بزشكيان أنه تم اليوم التوقيع على 14 اتفاق للتعاون بين بغداد وطهران وهي نقطة انطلاق لتوسيع العلاقات الثنائية.
ولفت الرئيس الإيراني بزشكيان، الى أنه “تمت مناقشة الأوضاع الجيو- سياسية للبلدين اللذین يعتبران نقطة وصل بين أوروبا وأسيا، وتشكيل لجنة خبراء في هذا الصدد، فضلا عن الخطط الاستراتيجية وطويلة الأمد التي من شأنها أن تؤدي إلى مزيد من التعاون بين الجانبين”.
بدوره شدد رئيس الوزراء العراقي في كلمة له خلال المؤتمر الصحفي: على تقوية العلاقات بين البلدين قائلا إن “العلاقات العراقية الإيرانية تتميز بمستواها العالي، وهي تضمّ العديد من الروابط التاريخية، والدينية، والثقافية، والمصالح والعلاقة المتينة القديمة جداً بين الشعبين المسلمين الجارين”.
وأضاف أن “هذا الجوار التاريخي، يمكن أن يُترجم الى أعلى مستويات التعاون والشراكة، والعمل الثنائي من أجل مصالح شعبينا، ويساعد على مواجهة التحديات الراهنة، ودعم الاستقرار”، مبينا أن “الملف الاقتصادي المشترك بوابة مهمة لتحقيق تطلعات شعبينا، وفي اجتماعين ناقشنا الآليات التي من شأنها أن تنهض بهذا الملف المهم”.
وتابع، أن “المباحثات تناولت الشراكة الثنائية الاستراتيجية المتعددة المجالات، وهي ركيزة أساسية في دعم خطط الحكومتين، ومفتاح للتكامل الاقتصادي”، مشيرا الى أن “المباحثات أكدت على تعزيز خطوط النقل والربط اللوجستي بين البلدين، وقطعنا شوطاً من جانبنا في الربط السككي لنقل المسافرين، خط (بصرة –شلامجة)، الذي سيسهل انتقال مواطني البلدين خاصة في مواسم الزيارات الدينية”.
واستطرد بالقول: “تم التباحث بأهمية تفعيل الربط لنقل البضائع، خاصة مع مشروعنا الكبير (طريق العراق للتنمية)، وتناولت المباحثات مشروع الطريق البرّي خسروي- المنذرية- بغداد، ونعمل على إحالة المنفذ الحدودي في تلك المنطقة ليكون جاهزاً لهذا الخط الاستراتيجي المهم”، موضحا أنه “تم التركيز على مشروع المناطق الصناعية الحدودية، والتي تمت تهيئتها في 3 محافظات هي واسط، قرب مدينة جصّان، وميسان، والبصرة، إضافة الى المدينة الاقتصادية التي خصصنا لها 2000 دونم في منطقة زرباطية”.
وأردف، أنه ” تم التطرق الى عمل الشركات الإيرانية، خصوصاً أنها شركات كفوءة ومهمة، سبق أن نفذت مشاريع مهمة في مجال البنى التحتية”، مبينا أن “موقف العراق كحكومة داعم لتوسعة التعاون الاقتصادي الإيراني مع دول المنطقة، وتوسعة الشراكات ستنعكس إيجاباً على مستوى الاستقرار الإقليمي”.
وأشار السوداني الى، أنه “تم توقيع 14 مذكرة تفاهم في مجالات مختلفة ومتعددة، ستمثل مع مذكرات التفاهم الموقعة سابقا، خارطة عمل واعدة لتعزيز التعامل المشترك بين البلدين”، موجهاً الشكر الى “الإخوة في الجمهورية الإسلامية لدورهم ومساهمتهم في الوصول الى اتفاق شراء الغاز مع جمهورية تركمانستان”.
وثمن رئيس الوزراء العراقي، “موقف الجمهورية الإيرانية الداعم للعراق في تجهيز الغاز لتشغيل محطّات الكهرباء، رغم الظروف التي رافقت تسديد المستحقات بسبب العقوبات الظالمة”، مستدركاً أنه “تم التحدث بشأن تهديد الاستقرار في المنطقة بسبب العدوان الصهيوني على غزّة، الذي تجاوز الأطر القانونية والأخلاقية، أمام عجز وفشل المجتمع الدولي، مع استمرار عمليات الإبادة الجماعية تجاه شعبنا الفلسطيني بالأراضي المحتلة”.
وأوضح، أن “مواقفنا المشتركة إزاءَ هذا العدوان واستمراره هي مواقف واضحة وصلبة، وأكدنا في أكثر من مناسبة رفضَ توسعة الصراع، وأننا ضدّ خَرق سيادة الدول، وعلى المجتمع الدولي أن يضطلع بمهامه القانونية والأخلاقية”، منوهاً بأنه ” تم التطرق الى جانب التعاون الأمني، وأكدنا موقفنا المبدئي والدستوري والقانوني، بعدم السماح لأي جهة كانت، بارتكاب عدوان أو عمل مسّلح أو تهديد عابر للحدود، ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.
وأكمل السوداني، أنه “تم النجاح في الاتفاق على ضبط الأوضاع الأمنية، خصوصاً عند المناطق الحدودية، واللجنة الثنائية الأمنية مستمرة في التزاماتها ومهامها”، مؤكداً أن “التواصل مستمر بين الأجهزة الأمنية بخصوص مسك الحدود، ومنع كل أشكال التهريب التي تضر بالأمن الداخلي لكلا البلدين”.
واختتم رئيس الوزراء العراقي قوله: بأن “هذه الزيارة مهمة وتمثل قوة دافعة لمسار العلاقات الثنائية المتنامية، في ظل وجود الإرادة والرغبة الصادقة لقيادة البلدين نحو المزيد من التعاون والتكامل”.
مذكرات التفاهم التي جرى توقيعها بين العراق وإيران
وقعت إيران والعراق في بغداد عددا من الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية والربط الحديدي، وأكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان ونظيره العراقي على تقوية العلاقات بين البلدين الشقيقين وتوسيع التبادلات التجارية ورفض توسعة الصراع.
تم توقيع على مذكرات التفاهم بين جمهورية العراق والجمهورية الإسلامية الإيرانية هي:
1- مذكرة تفاهم مشترك في مجال التعاون التدريبي.
2- مذكرة تفاهم مشترك في مجال الشباب والرياضة العراقية– الإيرانية.
3- مذكرة تفاهم مشترك في مجال التبادل الثقافي والفني والآثاري العراقي– الإيراني.
4- مذكرة تفاهم مشترك للتعاون في مجال التربية.
5- مذكرة تفاهم مشترك للتعاون الإعلامي العراقي– الإيراني.
6- مذكرة تفاهم مشترك للتعاون في مجال الاتصالات.
7- مذكرة تفاهم مشترك للتعاون في مجال تفويج المجاميع السياحية الدينية.
8- مذكرة تفاهم مشترك للتعاون في مجال المناطق الحرة العراقية– الإيرانية.
9- مذكرة تفاهم مشترك للتعاون في مجال الزراعة والموارد الطبيعية العراقية– الإيرانية.
10- مذكرة تفاهم مشترك للتعاون في مجال البريد.
11- مذكرة تفاهم مشترك للتعاون في مجال الحماية الاجتماعية.
12- مذكرة تفاهم مشترك للتعاون في مجال التدريب المهني والفني.
13-مذكرة تفاهم مشترك للتعاون في مجال تطوير القوى العاملة الماهرة العراقية– الإيرانية.
14- مذكرة تفاهم مشترك للتعاون في مجال نشاط الغُرف التجارية العراقية– الإيرانية.
الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان يصل الى اقليم كردستان العراق
واستقبل رئيس كردستان العراق نيجيرفان بارزاني الرئيس الإيراني بزشكيان في مطار أربيل الدولي.
أن عقد أول اجتماع للرئيس بزشكيان في أربيل رئاسة منطقة كردستان بمشاركة رئاسة حكومة الإقليم.
وعقد الرئيس بزشكيان اجتماعاً مع الرئيس مسعود بارزاني، وجتمع مع الأطراف السياسية بحضور رئيس منطقة كردستان العراق.
وعقب زيارته لأربيل، سيتوجه بزشكيان إلى مدينة السليمانية حيث من المقرر أن يجتمع مع رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني ويضع اكليلاً من الورد على ضريح الرئيس الراحل جلال طالباني.
وهذه هي الزيارة الاولى لرئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية الى اقليم كردستان العراق.
اجتماع مشترك لرئيس الإيراني وكبار مسؤولي اقليم كردستان العراق
عقد اجتماع اليوم الخميس ضم مسعود بزشكيان والوفد المرافق له، وكبار مسؤولي اقليم كردستان العراق.