✤ لمحة عن الكتاب الإيزيدية الأصل
نشأنا في مجتمع مليء بالمآسي والمعاناة التي كانت ناتجة عن عوامل كثيرة منها عوامل داخلية تتعلق بتركيبة المجتمع ونظامه الاجتماعي والديني واستغلاله من قبل القائمين على هذا النظام… واخرى خارجية تتجلى في محاربته من قبل الكيانات الدينية والقومية المحيطة به بغية طمس هويته الدينية والقومية وبالتالي تدمير الاجتماعي…. فكنا نسمع من آبائنا واجدادنا قصصاً وروايات تراجيدية عن حياة اسلافهم وما تعرضوا لها من ويلات وعمليات الابادة الجماعية… فكانت تساورنا آنذاك جملة من التساؤلات منها :
هل القائمون على المجتمع الايزدي يحملون صفات روحية وإلهية ليكون لديهم صلاحية تغيير دين الفرد ؟ ومن اين لهم صلاحية فتاوى الحلال والحرام؟! أم انهم يستخدمون صفتهم الدينية لاستغلال بساطة المجتمع والطاعة العمياء لافراده لهم؟! ألا يوجد للايزدية كتب دينية أو ما يركن اليه للتخلص من اجتهادات رجال الدين واستغلال المتنفذين؟ هذا من جانب ومن الجانب الآخر : لماذا كل هذه الجرائم والجينوسايدات بحق الايزدية؟ ألم يكن هذا المجتمع مجتمعاً انسانياً صالحاً يستحق العيش بكرامة ؟ الم يخلقنا الله لنكون عنصراً نافعاً ضمن كينونته؟!
أم تعمد في خلقنا لانتقام الغير منا ونكون وسيلة لهم للوصول اليه؟! وهل هناك في دساتيرهم مايدل على ان الله جعلهم وكلاء له في الارض ليتعمدا نيابة عنه ؟!…. .. إذاً من يتحمل مسؤولية ذلك تجاه الانسانية والتاريخ ؟! هم ام نحن ايضاً؟! ازدادت معاناتنا اكثر لدى اختلاطنا وتعاملنا مع المجتمعات الاخرى عندما كنا نواجه اسئلة واستفسارات عن ماهية العقيدة الايزدية دون ان نجد لها جواباً وافياً شافياً لاستفساراتهم او للرد على الكتاب والباحثين الذين جاءوا بمغالطات وتلفيقات عن الايزدية.

لذا ما كان علينا إلا ان نبحث في ثنايا الكتب والمصادر المختلفة عسى ان نجد ما نصبوا اليه… ولكن لم نحصل بذلك على ما يروي عطشنا، لان معظم هذه البحوث لم تكن موفقة في تحليل الايزدياتي وخاصة في جانب مفهومها العقائدي… لانها (الايزدياتي تعرضت عبر تاريخها الطويل الى التشويه والتحريف… فانحصرت في زاوية مظلمة محاطة بمن يحاول قبرها تماماً وبقيت ايديولوجيتها في صدور رجالها في حالة كتمان شدید بعد ضياع مدوناتها …. واوشكت على الضياع لولا ظهور رجال فكرها (بعد مجيء الشيخ ادي الى لالش)
الذين قاموا بترتيب وتنظيم البيت الايزدي من جديد وفق ايديولوجيتها الاساسية مع اضافة بعض الامور لتوافق ومقتضى العصر، حيث تم تشكيل نظام اداري لقيادة المجتمع الايزدي ووضع فلسفة الايزدياتي في قصائد شعرية وفق خصائص معينة تميزها عن القصائد المألوفة في ذلك الحين… وقد اصبحت هذه النصوص الدينية والاجتماعية (قهول، به یت، قه سیده…الخ). نصوصاً معتمدة يركن اليها وبمثابة دستور ديني واجتماعي للمجتمع الايزدي بالرغم من عدم تدوينها وبقائها محفوظة في صدور رجال الدين يتناقلها جيل بعد جيل وتعرضها الى بعض التغييرات في شكلها واحياناً في مضمونها….
فعلى ضوء هذه النصوص باعتبارها التراث الروحي والاجتماعي والقومي يمكن للمجتمع الايزدي ان يعرف ذاته ايديولوجيته ،تراثه ،ثقافته الجذور الاولى لتقاليده وعاداته الدينية والقومية بذا يصبح له ايديولوجية واضحة ومحددة ويتخلص من التفسيرات والاجتهادات الخاطئة هذا من جهة ومن جهة اخرى يمكنه تحديد نهجه الاجتماعي وفق فكره الديني واعرافه الاجتماعية ويستطيع بناء كيان اجتماعي وفكري رصين ومتين له غير قابل للتشويهات والتأويلات، وبالتالي تعريف نفسه
————————————✿————————————
✧ هوية الكتاب
الناشر: آماج الاخبارية
اسم الكتاب : الإيزيدية الأصل والنصوص الدينية
عدد الصفحات: 427 صفحة
————————————✿————————————