السياسي الأعلى: المصالح الأميركية والبريطانية أصبحت أهدافاً مشروعة
الرئيس المشاط: لن يفلت المعتدي من العقاب، ويدنا هي الطولى
القوات المسلحة: لن تترددَ في استهدافِ مصادرِ التهديدِ في البرِّ والبحرِ
ها هم أئمةُ الاستكبارِ يعلنونها حربا مباشرة على بلدِ الإيمانِ والعنفوان، لقد فعلوها، مخطئين أيما خطأٍ في التوقيت، مرتكبين حماقةً أيما حماقة، جاؤوا ليلا وغدرا ليذّكِّروا اليمنيين بليلةِ غدرٍ سابقة، وأعادوها كرةً أخرى، إنه قَدَر اليمن أن تتكسرَ عند صلابتِه دولُ الاستكبار ماضيا وحاضرا، ولقد جاؤوا لاستفزازِ اليمنيين في يومِ مجدهم وعزهم وفي جمعة رجب وهي لها ما لها من حضورٍ تاريخي في وجدانِ هذا الشعبِ المُفعمِ إيمانا وعزةً وكرامةً، أيُّ خطيئةٍ فعلت أمريكا ومعها بريطانيا.
وأيم اللهِ لقد بلغَ الاستكبارُ بالأمريكي والبريطاني مبلغًا بات لزاما عنده أن يكون الانكسار، ولن يكون لهم انكسارٌ إلا على أيدي رجالِ الله وأنصارِ الله في أرضه، وهاهم حاضرون ليومِ المُنازلة وهي آتيةٌ آتية.
عشرون عاما وأكثر يردد اليمنيون الموت لأمريكا وأتى اللهُ بها متلبسةً بإجرامِها وحمايتِها كيانَها الصهيوني، منكشفةً أمامَ العالم أنها وصمةُ عارٍ على البشرية، وقد ذاقت الإنسانيةُ منها الويلات، وأكثرُ الشعوبِ عناءً منها شعبُ فلسطين وما تجري عليه من جرائمِ إبادةٍ تُلاحَقُ “إسرائيلُ” بسببها في المحاكمِ الدولية وقد سبقَها إلى إصدار الحكم عليها الضميرُ العالمي، وتولى اليمن بقوةٍ وجسارة تنفيذَ الحكم بالتصدي لسفنِها عُرضَ البحر فغضبت راعيةُ الشرِ أمريكا والصغيرةُ التابعةُ لها بريطانيا وجاءوا بعدوانِهم لوقفِ تنفيذِ الحكم وهددوا وأرعدوا وأزبدوا، وواصل اليمنُ تنفيذَ حكمِ الشرعِ والقانونِ الإنساني بالثباتِ على موقفِه المساندِ لغزة مهما بلغت الأثمان.
استشاطت واشنطن ولندن غضبا وسخطا وذهبوا إلى العدوان على اليمن، إنها الخطيئةُ الكبرى لأمريكا ولعلَّها أكبرُ خطاياها وستعلم غدا ماذا فعلت، واليمنُ بعون الله ماضٍ في موقفه متسلحا بمشروعيةِ الضميرِ العالمي ومشروعيةِ حقِ الدفاعِ عن النفس ومشروعيةِ الانتصارِ للحقِ الفلسطيني، وأما المعتدون المستكبرون فأيامُهم قرُبت وهيمنتُهم سقطت، وفرعنتُهم إلى زوالٍ بإذن الله.
73 غارة جوية
بما أننا أمام واقع جديد دخلنا معه في معركة مفتوحة مع العدو الأول للمشروع القرآني، فقد تحرك اليمن في كل الاتجاهات، فمن جانبها أعلنت القوات المسلحة بشكل رسمي تعرض البلد لعدوان أمريكي بريطاني، فيما أصدر المجلس السياسي الأعلى بياناً وضع النقاط على الحروف ورسم استراتيجية اليمن تجاه العدوان، فيما أكد الرئيس المشاط أن الدم اليمني غال وأن هذه الحماقة سيكون لها تبعات كبيرة يتحملها المعتدي، أما وزير الدفاع، فأكد الجهوزية لكل الخيارات المتاحة.
وهكذا أعلن اليمن موقفه وأوصل صوته للعالم أجمع أنه ماض في الدفاع عن سيادة البلد، ومناصرة الشعب الفلسطيني مهما كانت التبعات، فهذا واجب إيماني وإنساني وأخلاقي.
المتحدث الرسمي للقوات المسلحة العميد يحيى سريع أوضح أن العدوّ الأمريكيّ البريطانيّ وفي إطارِ دعمِهِ لاستمرارِ الإجرامِ الإسرائيليِّ في غزةَ، قد أقدم على شنِّ عدوانٍ غاشمٍ على الجمهوريةِ اليمنيةِ بثلاثٍ وسبعينَ غارة، استهدفتِ العاصمةَ صنعاءَ ومحافظاتِ الحديدةَ وتعزَّ وحجةَ وصعدةَ وقدْ أدتِ الغاراتُ إلى ارتقاءِ خمسةِ شهداءَ وإصابةِ ستةٍ آخرينَ من أبناءِ قواتِنا المسلحة.
سريع في بيانه أكد أنَّ العدوَّ الأمريكيَّ والبريطانيَّ يتحملُ كاملَ المسؤوليةِ على عدوانهِ الإجراميِّ بحقِّ شعبِنا اليمنيِّ وأن هذا العدوان لن يمرَّ دونَ ردٍ ودونَ عقاب.. مضيفا أن القوات المسلحة اليمنية لن تترددَ في استهدافِ مصادرِ التهديدِ وكافةِ الأهدافِ المعاديةِ في البرِّ والبحرِ دفاعاً عنِ اليمنِ وسيادتِهِ واستقلالِهِ.
كما أكدت القوات المسلحة أن هذا العدوانَ الغاشمَ لن يثنيَ اليمنَ عن موقفِه الداعمِ والمساندِ لمظلوميةِ الشعبِ الفلسطينيِّ، وأن القوات المسلحة اليمنية مستمرة في منعِ السُّفُنِ الإسرائيليةِ أوِ المتجهةِ إلى موانئ فلسطينَ المحتلةِ من المِلاحةِ في البحرينِ العربيِّ والأحمر.
وبهذا البيان فقد كشفت القوات المسلحة عن الأهداف التي سيتم ضربها للرد على العدوان، موضحة أنها لن تقتصر على الأهداف البحرية، بل ستشمل الأهداف البرية.
وفيما يتعلق بإعلان القوات المسلحة استمرارها في منع السفن الإسرائيلية والمتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة، فإن هذا في حد ذاته إعلان بفشل العدوان الأمريكي البريطاني الذي أتى لكسر هذه المعادلة، ما يعني أن اليمن غير مكترث بالتحالف الأمريكي ومستمر في فرض معادلاته العسكرية بالرغم من حجم التآمر.
يدنا هي الطولى
المجلس السياسي الأعلى، وبكونه الممثل الأول للشعب اليمني، فكان بيانه خارطة طريق، أهدافها بحجم العنفوان اليماني الرافض للظلم والاضطهاد، حيث أكد السياسي الأعلى أن المعتدين لن يفلتوا من العقاب فكل المصالح الأمريكية والبريطانية باتت هدفا مشروعا لأسلحتنا الاستراتيجية وعليهم تحمل وزر ما اقترفته أيديهم القذرة.
السياسي الأعلى أكد أن ما تعرض له الوطن، من اعتداء أمريكي بريطاني غادر وسافر، هو عدوان غير مشروع ولا مبرر له ومخالف لكل القوانين الدولية، ويعتبر المهدد الحقيقي للسلام والأمن الدوليين.. مضيفا أن هذا العدوان امتداد للاستهداف الأمريكي الغادر للقوات البحرية اليمنية، وللعدوان الصهيوني الأمريكي البريطاني على أهل غزة، وللعدوان الذي يشن على اليمن منذ مارس 2015م وهو في الوقت ذاته سلوك وقح وفج مدان ومرفوض.
وفيما يتعلق بتداعيات العدوان، فأكد السياسي الأعلى أنه يعتبر المهدد الحقيقي للسلام والأمن الدوليين كما أنه يعرض المنطقة لمخاطر حقيقية يتحمل تبعاتها الأمريكي والبريطاني والصهيوني، فالرد اليمني مشروع في إطار الدفاع المقدس عن اليمن وسيادته واستقلاله وحرية قراره، وعلى الأمريكي والبريطاني عدم الاعتقاد بأنهما سيفلتان من عقاب قواتنا المسلحة البطلة.. مؤكدا أن فرحة المعتدين لن تطول وستكون يدنا هي الطولى بإذن الله بالاستعانة بالله تعالى والتوكل عليه.
السياسي الأعلى أضاف أن كل المصالح الأمريكية والبريطانية أصبحت أهدافا مشروعة للقوات المسلحة اليمنية ردا على عدوانهم المباشر والمعلن على الجمهورية اليمنية، كما أكد أن التواجد الأمريكي والبريطاني ومن تحالف معهم تحت حجج كاذبة في البحر الأحمر وباب المندب مرفوض ومخالف لكل القوانين وهو تهديد مؤكد للملاحة الدولية .. مضيفا أن الجمهورية اليمنية معنية بالتعامل معه بالصورة المناسبة، وفي هذا تأكيد رسمي بأن المعركة لا يمكن لها أن تنتهي إلا برحيل كل القوات الأجنبية من البحر الأحمر وباب المندب، ما يعني أن المعركة توسعت وأخذت بعداً آخر من المواجهة لن تقتصر على السفن الإسرائيلية، بل ستشمل أي تواجد غير قانوني على امتداد الشريط الساحلي للجمهورية اليمنية.
وفي حديث السياسي الأعلى أتى الرد قاطعا بأن اليمن مستمر في نصرة الشعب الفلسطيني وأن العدوان لن يثني الشعب اليمني عن الاستمرار في عملياته البحرية، حيث أكد السياسي الأعلى تمسك الجمهورية اليمنية بما أعلنته عند بدء عمليتها البحرية بإنهاء الحصار وإيقاف العدوان وحرب الإبادة على غزة وإدخال المواد الغذائية والعلاج والمحروقات وكل وسائل الحياة.. مضيفا أن الإجراءات التي تتخذها القوات المسلحة في البحر الأحمر وباب المندب بمنع مرور السفن الإسرائيلية أو التي تحمل بضائع للموانئ الفلسطينية المحتلة سوف تستمر مهما كان الثمن، وفي هذا تأكيد على المضي قدما للحيلولة دون تنفيذ المشروع الأمريكي البريطاني الهادف لحماية السفن الإسرائيلية.
وحذر المجلس السياسي الأعلى كل الأنظمة العربية وخصوصا دول الجوار من التورط في مساندة الأمريكي والبريطاني والصهيوني في الاعتداء على اليمن.. وهذا التحذير تعي دول الجوار جيدا ماذا يعني ذلك، فأي تورط في العدوان على بلدنا يعتبر مشاركة فعلية تستوجب الرد المناسب.
الدم اليمني غال
ولأن شعبنا ليس ممن يقبل بالعدوان عليه ثم يقف مكتوف الأيدي، بل شعب مجاهد سيأخذ بثأره من كل المستكبرين مهما بلغت قوتهم، ومن هذا المنطلق أكد القائد الأعلى للقوات المسلحة المشير الركن مهدي المشاط أن العدوان الأمريكي الصهيوني والبريطاني على اليمن عدوان إجرامي غاشم وغير مبرر، وانتهاك سافر لكل القوانين، وسيدفع الثمن باهضاً.. مؤكدا أن الدم اليمني غال وأن ثأرنا لا يبات.
الرئيس أكد أيضا أن العدوان الأمريكي الصهيوني والبريطاني المجرم لن يثني اليمن عن موقفه المساند والداعم لفلسطين.. مضيفا أن اليمن مستمر في منع السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى فلسطين المحتلة مهما كان العدوان الأمريكي الصهيوني والبريطاني على الشعب اليمني.
الرئيس مهدي المشاط خاطب إخواننا في فلسطين وأهلنا في غزة قائلاً: إن دماءنا ليست أغلى من دمائكم، ونحن مرتاحو الضمير أننا مشاركون لكم فعلياً، وأن فلسطين لا تقصف وحدها، ونؤكد أن فلسطين بعد اليوم لن تكون في المعركة لوحدها.
ولفضح العدو الأمريكي وأكاذيبه فقد أكد الرئيس أن الملاحة الدولية في البحرين العربي والأحمر آمنة للجميع باستثناء السفن الإسرائيلية أو المتوجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة.. محملاً الأمريكي والبريطاني مسؤولية عسكرة الملاحة الدولية.. وقال: “سنثبت للأمريكي والبريطاني أن اليمن مقبرة الغزاة”.
وأكد أن الحل هو في وقف العدوان الإسرائيلي المدعوم أمريكيا على الأشقاء في غزة وليس بالعدوان على اليمن، ومن هنا فإن على المعتدي مراجعة حساباته جيداً، فاليمن مختلف تماماً عن البلدان الطيّعة للإرادة الأمريكية.
مرحلة الوصاية ولت
وزير الدفاع بحكومة تصريف الأعمال اللواء الركن محمد ناصر العاطفي أوضح أنه كلما طالت الحرب على أهلنا في غزة كلما كان لدينا الكثير والكثير من المفاجآت وستظهر في الوقت المناسب والوقت الذي يختاره قائد الأمة الذي فوضه الشعب اليمني لاتخاذ القرارات لنصرة فلسطين والمقاومة في غزة.
وقال العاطفي للمتواجدين في بحارنا وجزرنا وكافة الجغرافيا اليمنية: إن مراحل الوصاية والهيمنة والتبعية دُفنت في سقوف النسيان وولّت إلى غير رجعة، وقد انبعث يمن جديد معافى، كامل السيادة والإرادة في امتلاك قراره الوطني وما عليهم إلا أن يستوعبوا جيدا هذه الحقيقة التي تؤرقهم.. وأضاف: نحثهم على مغادرة المنطقة وعدم اللجوء لاختلاق الذرائع والمبررات الواهية وأساليب التهديد والترغيب والعنجهية والوساطات والعروضات، مالم فإن أيادينا على الزناد ومعنوياتنا أشد وأصلب من الفولاذ.
ومضى قائلاً: “نحن جاهزون للردع والرد واليد الطولى في البحرين الأحمر والعربي هي لليمن وندرك أن ذلك يزعج أمريكا والصهاينة ومن لف لفيفهم ونريد أن يبقوا منزعجين حتى يوقفوا المحارق والمجازر على أبناء فلسطين، ويتعاملوا مع الجمهورية اليمنية كدولة حرة موحدة مستقلة لها كل السيادة على كامل الجغرافيا اليمنية براً وبحراً وجواً”.
كما أكد الوزير العاطفي أن هناك متغيرات عالمية وعلى أمريكا والغرب أن يؤمنوا بذلك وإلا سيدفعون الثمن غالياً.. معاهدا الله وقائد الثورة والشعب اليمني بخوض معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس وتحقيق الانتصار وهزيمة بوارج أمريكا والكيان الصهيوني وبريطانيا وأوروبا وأساطيلهم وفرقاطاتهم ومدمراتهم وغواصاتهم وإغراقها في أعماق البحار.
سيناريوهات المعركة البحرية
في كلمة للسيد عبدالملك الحوثي في الـ20 من ديسمبر من العام المنصرم تحدث السيد القائد ـ يحفظه الله ـ عن سيناريو التطورات التي قد تحدث نتيجة للعدوان الأمريكي على اليمن حيث قال السيد حينها: أوجه النصح لكل الدول التي يسعى الأمريكي إلى توريطها، بأن لا تورط نفسها، وألَّا تضحي بمصالحها، وألَّا تخسر أمن ملاحتها البحرية خدمةً للعدو الصهيوني.
وأضاف: منذ أعلنَّا هذا الموقف نحن نعرف مدى انزعاج الأمريكي منه، ومدى جنون الإسرائيلي منه، ونحن مرتاحون جداً؛ لأن هذا موقف مؤثر، ومن المعايير التي تبيّن مدى تأثير هذا الموقف هو: مدى الانزعاج الإسرائيلي والأمريكي، لو كان موقفاً لا تأثير له، لا قيمة له، لما صاح منه الإسرائيلي، ولما أعلن تضرره منه، ولما احتل مساحه حتى في الإعلام الإسرائيلي، في الحديث عن هذا الموقف، عن الأضرار الناتجة عنه، عن خطورته، عن أهميته، عن مستوى تأثيره، وكذلك الانزعاج الأمريكي منذ البداية، والتحرك الأمريكي ليس جديداً، منذ اليوم الأول حرَّكوا بارجاتهم، وحرَّكوا حاملات الطائرات، وتحركوا بكل إمكاناتهم، ولكنه الآن يسعى لتوريط الآخرين معه، وللتصعيد أكثر.
وأضاف: إذا كان لدى الأمريكي توجه أن يُصَعِّد أكثر، وأن يُوَرِّط نفسه أكثر، أو أن يرتكب حماقة، بالاستهداف لبلدنا، أو بالحرب على بلدنا، فلن نقف مكتوفي الأيدي، سنستهدفه هو، سنجعل البارجات الأمريكية، والمصالح الأمريكية، وكذلك الحركة الملاحية الأمريكية، هدفاً لصواريخنا، وطائراتنا المسيرة، وعملياتنا العسكرية، فلسنا ممن يقف مكتوف الأيدي والعدو يضربه، نحن شعب نأبى الضيم، نتوكل على الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”.
وأكد أننا لا يمكن أن نخاف من التهديد الأمريكي، ولا حتى إذا أراد الأمريكي أن يدخل في حربٍ مباشرة، وعدوانٍ مباشرٍ على بلدنا، لسنا ممن يتراجع عن مواقفه لأجل ذلك، ولسنا ممن يخنع، أو يخضع، أو يستسلم من أجل ذلك، نحن عانينا في كل السنوات الماضية الأَمَرِّين، من الحروب التي شنها علينا الأمريكي عبر عملائه، أنظمة في المنطقة سَلَّطَهَا وَحَرَّكَهَا للعدوان علينا، قوى تكفيرية حرَّكها للحرب علينا، والعدوان علينا، واستنزافنا، ارتُكِب بحق شعبنا أبشع الجرائم.
وأضاف: إن أحب الأمور إلينا، وما نأمله، وما نتمناه، وكنا نتمناه منذ اليوم الأول: أن تكون الحرب مباشرة بيننا وبين الأمريكي والإسرائيلي، ولا أن يحاربنا الأمريكي عبر عملائه، الذين يقاتلون من أجله، ولتحقيق أجندته، ويدفعون له- في نفس الوقت- المال، ويقدمون له المال ليس فقط مقابل السلاح، حتى مقابل الموقف السياسي، الموقف الإعلامي، الخطة، الإدارة، المعلومة… كل شيء بماله.
رد أولى
قبل العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن بساعات، كانت القوات البحرية اليمنية في مواجهة مباشرة مع القوات الأمريكية ثأراً لشهداء البحرية، حيث استهدفت القوّات المسلّحة سفينةً عسكريةً أميركيةً في البحر الأحمر، كانت تقدّم دعماً للسفن المتّجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة، في ما وضعته صنعاء في إطار الرد على إغراق زوارق يمنية وقتل عشرة مجاهدين.
وأعلن المتحدث باسم القوات المسلحة، العميد يحيى سريع، «تنفيذ عملية عسكرية استهدفت سفينة أميركية كانت تقدّم الدعم للكيان الصهيوني، كردّ أوّلي على الاعتداء الغادر الذي تعرّضت له قواتنا البحرية من قبل قوات العدو، أواخر الشهر الفائت».
وأوضح في بيان، أن «استهداف السفينة الأميركية تمّ بعملية مشتركة نفّذتها القوات البحرية والقوة الصاروخية وسلاح الجو المسيّر»، بعدد كبير من الصواريخ الباليستية والبحرية والطائرات المسيّرة، قبل أن يكشف السيد القائد في خطابه الأخير أن عدد الطائرات المسيرة التي شاركت في العملية بلغت 24 طائرة.
وقد علَّقت مجلة أمريكية على العمليات العسكرية التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية ضد سفن الكيان الصهيوني أَو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلّة، وذلك رَدّاً على الجرائم والمجازر الإسرائيلية بحق سكان غزة.
وقالت مجلة “Responsible Statecraft” التابعة لمعهد “كوينسي للدراسات” الأميركي، في تقرير،: “إن اليمنيين حقّقوا أهدافهم إلى حَــدّ كبير، ومن بينها فرض التكاليف على إسرائيل وحلفائها، وإظهار نفوذهم الإقليمي، وتعزيز الدعم المحلي”، واصفة إياهم بأنهم سادة الحرب غير المتكافئة، وأصحاب اليد العليا، لافتة إلى أن صنعاء تستمد الدعم والإشادة من الدول والشعوب الإسلامية الأُخرى، لوقوفها إلى جانب الفلسطينيين في غزة.
وبينت المجلة الأمريكية أن الهجمات حقّقت مكاسب سياسية وحتى استراتيجية كبيرة لليمن، حَيثُ وهم انتصروا في جبهة العلاقات العامة، في الداخل والخارج.
من جانبٍ آخر، قالت مجلة “نيوزويك” الأمريكية: إن إدارة الرئيس جو بايدن تواجه مشكلة في البحر الأحمر، وإن هذه المشكلة تزداد سوءاً؛ لأَنَّ واشنطن فشلت في مواجهة عمليات اليمنيين.
وأضافت المجلة الأمريكية في تقرير بعنوان “مشكلة جو بايدن في البحر الأحمر تزداد سوءاً”، أن قرار شركة ميرسك للشحن بوقف مساراتها في البحر الأحمر يسلط الضوء على فشل الإدارة الأمريكية في مواجهة عمليات القوات المسلحة اليمنية، وذلك؛ بسَببِ افتقارها إلى القدرة على ملاحقة أهداف القوات المسلحة اليمنية بشكل استباقي.
من جانبه أشار “مات غيرتكين” كبير الاستراتيجيين الجيوسياسيين في شركة “بي سي إيه ريسيرش”، المتخصصة بالبحوث الاستثمارية، بأنه من منظور استثماري إلى التداعيات الكارثية للتحَرّكات الأمريكية العسكرية في البحر الأحمر وانعكاساتها على التجارة والملاحة الدولية والعالمية، منوِّهًا إلى عدم قدرة واشنطن من حسم المعركة أَو وقف العمليات اليمنية.
ولفت إلى أن هذه التأثيرات ستمثل مشكلة لبايدن في عام الانتخابات.