تعرضت قاعدة العُديد الجوية في قطر لضربات صاروخية إيرانية. تستضيف قاعدة العُديد أكبر أسطول جوي أمريكي في المنطقة، وتضم أكثر من 100 طائرة.
كما تُعد هذه القاعدة مركز العمليات الجوية المشتركة ومركز التحكم بالعمليات الجوية الأمريكية في منطقة غرب آسيا.
التفاصيل الكاملة:
1. الهجوم الصاروخي (“عملية بشارة الفتح”):
- في إطار الرد على ما وصفته إيران بـ “التعدي الأمريكي على منشآتها النووية”، استهدفت قوات الحرس الثورة الإسلامية قاعدة العُديد التي تضم قوات أمريكية في قطر بضربات صاروخية خلال “عملية بشارة الفتح”.
وأفادت وكالة آماج الإخبارية بأنه عقب العدوان العسكري السافر الذي شنّه النظام الإجرامي للولايات المتحدة الأمريكية ضد المنشآت النووية السلمية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وانتهاكه الصريح للقانون الدولي، قامت قوات الحرس الثوري، بتوجيه من المجلس الأعلى للأمن القومي وتحت قيادة مقر خاتم الأنبياء (ص)، بتنفيذ عملية “بشارة الفتح”،مستهدفةً قاعدة العديد الأمريكية في قطر بهجوم صاروخي قوي ومدمّر.
بيان الحرس الثوري بشأن الهجوم الصاروخي الانتقامي على قاعدة العديد الأمريكية في قطر
بسم الله الرحمن الرحيم
“فَمَنِ ٱعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَٱعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا ٱعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ”
أيها الشعب الإيراني الشريف والمقاوم،
عقب العدوان العسكري السافر الذي ارتكبه النظام الإجرامي للولايات المتحدة الأمريكية ضد المنشآت النووية السلمية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وانتهاكه الفاضح للقوانين الدولية، وبناءً على قرار المجلس الأعلى للأمن القومي وبقيادة مقر خاتم الأنبياء (ص) المركزي، قام الحرس الثوري الإسلامي، مستخدمًا النداء المقدّس “يا أبا عبدالله الحسين (ع)”، بشن عملية “بشارة الفتح” مستهدفًا قاعدة “العديد” الأمريكية في قطر بهجوم صاروخي مدمر وقوي.
تُعد هذه القاعدة مركز القيادة الرئيسية للقوات الجوية الأمريكية، وأكبر الأصول الاستراتيجية للجيش الإرهابي الأمريكي في منطقة غرب آسيا.
إن الرسالة الواضحة لهذا الرد الحاسم من أبناء الشعب في القوات المسلحة إلى البيت الأبيض وحلفائه هي: “الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مستندة إلى الله تعالى، ومتكئة على شعبها المؤمن والمجيد، لن تترك تحت أي ظرف أي اعتداء على سيادتها، وحدة أراضيها، أو أمنها القومي دون ردّ صارم.”
لقد أثبت هذا العدوان الأمريكي مجددًا أن شرّ الصهاينة ما هو إلا امتداد لمخططات الولايات المتحدة. ومن هذا المنطلق، نؤكد أن القواعد والأهداف العسكرية المتنقلة لأمريكا في المنطقة ليست نقاط قوة، بل نقاط ضعف استراتيجية و”كعب أخيل” لهذا النظام المحرّض على الحرب.
وعشية حلول شهر محرّم، شهر الحزن على سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام)، نحذر أعداء إيران الإسلامية بأن زمن “اضرب واهرب” قد ولّى، وأن إرادة القوات المسلحة الشعبية والمقتدرة في البلاد، ستجعل من أي مغامرة جديدة عامل تسريع في تفكك البنية العسكرية الأمريكية في المنطقة، وهروبها المُذلّ من غرب آسيا، واقتراب تحقيق الحلم المشترك للأمة الإسلامية والشعوب الحرة في القضاء على الغدة السرطانية الصهيونية.
2. تعريف القاعدة وأهميتها الاستراتيجية :
- الاسم: قاعدة العُديد الجوية (Al Udeid Air Base).
- الموقع: تقع في جنوب غرب العاصمة القطرية الدوحة، تحديداً على بعد حوالي 35 كيلومتراً منها، وسط الصحاري الوسطى لدولة قطر.
- المسافة من إيران: تبعد القاعدة حوالي 300 كيلومتر عن الحدود الجنوبية لإيران.
- الأهمية: تُعد واحدة من أهم وأكبر القواعد العسكرية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط وغرب آسيا على الإطلاق. وهي ليست مجرد قاعدة جوية، بل المقر الرئيسي الأمامي للقيادة المركزية الأمريكية (USCENTCOM) في المنطقة.
- الدور: تلعب دوراً حيوياً في الاستراتيجيات العسكرية والأمنية الأمريكية، حيث تعمل كـ:
- مركز القيادة والعمليات الجوية الرئيسي للولايات المتحدة في منطقة العمليات المركزية (التي تشمل الشرق الأوسط وآسيا الوسطى).
- مركز العمليات الجوية المشتركة (CAOC): وهو المسؤول عن تخطيط وتنفيذ والتحكم في جميع العمليات الجوية الأمريكية (وحلفائها) في منطقة غرب آسيا والقرن الأفريقي.
- محور رئيسي للانطلاق والإسناد اللوجستي للعمليات الجوية.
3. تاريخ القاعدة وتطورها:
- بدأ بناؤها في أواخر التسعينيات.
- افتتحت رسمياً واستُخدمت على نطاق واسع خلال غزو العراق عام 2003، وكانت مركزاً رئيسياً لتوجيه العمليات الجوية.
- تمتلك مدرجات طويلة ومجهزة بأنظمة متطورة لاستقبال كافة أنواع الطائرات العسكرية الثقيلة والخفيفة.
4. القوة الجوية والوحدات :
- الأسطول الجوي: تستضيف أكبر تجمع للطائرات الأمريكية في المنطقة، بأكثر من 100 طائرة دائمة ومؤقتة، تشمل:
- المقاتلات: F-15E Strike Eagle, F-16C/D Fighting Falcon, وأعداد متزايدة من المقاتلات الشبحية من الجيل الخامس F-35A Lightning II.
- قاذفات القنابل: B-52H Stratofortress.
- طائرات الإنذار المبكر والتحكم: E-3 Sentry (AWACS), E-8 JSTARS.
- طائرات الاستطلاع والإلكترونيات: RC-135V/W Rivet Joint, RC-135S Cobra Ball.
- طائرات النقل: C-17 Globemaster III, C-130 Hercules.
- طائرات التزود بالوقود جواً: KC-135 Stratotanker, KC-10 Extender.
- الطائرات بدون طيار (المسيرة): MQ-9 Reaper, RQ-4 Global Hawk (للمهام القتالية والاستطلاع المتقدمة).
- الوحدات المتمركزة:
- القوات الجوية الأمريكية (USAF) تشكل الغالبية العظمى.
- وحدات من سلاح الجو الملكي البريطاني (RAF)، حيث تعتبر القاعدة مقر “قوة العمليات المشتركة” البريطانية في المنطقة.
- وحدات من القوات الجوية الأميرية القطرية (Qatar Emiri Air Force).
- وحدات دعم من دول حلفاء آخرين أحياناً.
5. أنظمة الدفاع :
- الدفاع الجوي والصاروخي: نشرت القوات الأمريكية أنظمة دفاع جوي وصاروخي متطورة لحماية القاعدة، أهمها:
- نظام ثاد (THAAD) للدفاع ضد الصواريخ الباليستية متوسطة المدى.
- نظام باتريوت (Patriot) للدفاع ضد الصواريخ الباليستية القصيرة المدى والطائرات والطائرات المسيرة.
- أنظمة المراقبة والاستخبارات: تتمركز في القاعدة أنظمة متقدمة لجمع المعلومات الاستخباراتية والمراقبة والاستطلاع (ISR)، مصممة خصيصاً لتتبع ومراقبة أنشطة إطلاق الصواريخ في المنطقة، وخاصة الصواريخ الباليستية الإيرانية.
6. التوسعات المستقبلية والاتفاقيات:
- في أواخر عام 2023 / أوائل 2024، تعهدت قطر باستثمار 18 مليار دولار لتحديث وتوسيع مرافق القاعدة.
- في مقابل هذا الاستثمار الضخم، وافقت الولايات المتحدة على تمديد وجودها العسكري في القاعدة لمدة 10 سنوات إضافية، مما يؤكد أهميتها الاستراتيجية الطويلة الأمد للبنتاغون.
الخلاصة:
قاعدة العُديد الجوية ليست مجرد قاعدة عسكرية أمريكية كبيرة في قطر؛ فهي حجر الزاوية في الوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط، ومركز القيادة الأمامي الأكثر تطوراً، وقاعدة انطلاق رئيسية للطائرات والعمليات عبر منطقة شاسعة، ومحوراً حيوياً لاستخبارات الإشارة والدفاع الصاروخي. اتفاقية التوسيع والتمديد الأخيرة وضخامة الاستثمار القطري تؤكد على مكانتها المحورية في الاستراتيجية الأمريكية لعقود قادمة.