الامام الخميني هو الذي جعل ايران اليوم من اوائل الدول المستقلة في المنطقة
الامــام الــخــمــيــنــي وتــحــقــيــق حــلــم الانــبــيــاء
بقلم: صالح الصريفي
عندما وصف الامام الشهيد محمد باقر الصدر الامام الخميني بقوله “لقد حقق الامام الخميني حلم الانبياء” فهل كان القول يمثل استشرافا للمستقبل ؟ ام ان نهضته وثورته مثلت حلم الانبياء ؟ وان كان القصد من القول هو المعنيين معا ، فماذا تحقق من حلم الانبياء خلال الاربعين عاما مضت ؟
وللاجابة على هذا التساؤل لابد ان نعرف انه باستثناء السيد الشهيد محمد باقر الصدر “والذي يمثل الجيل الثاني من الفقهاء والمراجع في حينه” ، لم يتجرأ احد من جيل الامام الخميني من المجتهدين والفقهاء والمراجع ، ان يحدث نفسه بالجهاد والنضال من اجل تبني مشروع تأسيس وقيام دولة اسلامية يقودها الفقهاء !! فضلا عن تبني العمل السياسي أو ممارسته و ركوب فنونه !!
فقط الامام الخميني ” قدس سره” إنبرى من ابناء جيله في تبنى هذا المشروع منذ سني شبابه في ستينات القرن الماضي ، وبدأ عمليا بالتحضير والتهيئة والتنظير والعمل له ، وحمل رايته ورفع مشعله بوجه النظام الشاهنشاهي الفاسد ركيزة الاستكبار والماسونية الصهيونية العالمية ، في زمن كان البعض من فقهاء الشيعة يرون في محمد رضا بهلوي الملك الشيعي وصاحب المملكة الشيعية الوحيدة في العالم ، وبالتالي الخارج عليه خارج على التشيع والمحارب له محارب للتشيع !! .
الامر الذي زاد وضاعف من معاناة الامام الخميني ، وصعّب مهمته وجعله يدفع ضريبتين في آن واحد ، ضريبة معاداة الحوزة العلمية الدينية التقليدية له ، وضريبة السجن والملاحقة والابعاد القسري من قبل النظام البهلوي .
ولكن ذلك لم يمنع الامام الخميني من مواصلة العمل بصبر وثبات في مشروع دولة الولي الفقيه لتحقيق الغاية والهدف من بعثة الانبياء ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ﴾ ، بإقامة العدالة الاجتماعية على أساس البينة ( نظرية دولة ولاية الفقيه ) والكتاب ( اعتماد المعارف والعلوم التقنية في تنمية وتطور هذه الدولة ) والميزان ( الدستور والقوانين القائمة على اساس القرأن والسنة) ، وبالتالي عندما قامت الجمهورية الاسلامية الايرانية على هذه الاسس الثلاثة يكون الامام الخميني قد وضع حلم الانبياء في طور الانجاز وإبصار النور في ظلمة الاستكبار والطغيان والظلم العالمي .
ومنذ عام 1979 والى عام 2020 وفي ظل حصار دولي خانق ومتعدد الأوجه خطت دولة الولي الفقيه خطوات جبارة في طريق تحقيق حلم الانبياء فكانت ثورتها تمثل ثورة الدفاع عن الجياع والمحرومين والمستضعفين ، ونهجها الاستقلال والعدالة والتنمية وبناء الانسان وكما وصفها السيد حسن نصر الله
” بأن الامام الخميني هو الذي جعل ايران اليوم من اوائل الدول المستقلة في المنطقة والدول المستقلة حقاً قليلة في العالم ، ايران اليوم هي دولة لا شرقية ولا غربية دولة وطنية غير خاضعة كغيرها لأميركا ! ، وهي الدولة الاقوى والاكثر تأثيرا وتطورا وتنمية في المنطقة “.
وتدوين منجزات هذه الثورة وهذه الدولة ( دولة الولي الفقيه )خلال الاربعين عاما مضت تحتاج الى كتاب مستقل ، ويقف في مقدمة هذه المنجزات إقامة دولة المؤسسات والدستور والقانون والسيادة. وإقامة النظام الجديد على قاعدة السيادة الشعبية والاستفتاء الشعبي ( الديمقراطية الشعبية ) وتدوال السلطة سلميا ، وترسيخ قيم التعايش السلمي ومبادىء الحوار والتسامح والاحترام المتبادل والعيش المشترك بين مختلف القوميات والطوائف .
وبعد اربعين عاما من المقاومة والصبر والعمل المتواصل والقيادة الحكيمة للولي الفقيه السيد علي الخامنئي خليفة الامام الخميني اصبحت ايران اليوم الأولى في المنطقة بانتاج العلم والسابعة في العالم ببراءة الاختراع والمرتبة 16 في العالم بانتاج العلم
وفي ايران اليوم 4 ملايين و800 الف طالب جامعي ، 75٪ منهم إناث ، وبنسبة 0٪ في الامية بين البالغين ، واكثر من 200 استاذ ومفكر تنتشر مقالاتهم العلمية في العالم ، وهناك 200 الف متخصص في الطب ، وايران اليوم بعد الثورة أصبحت الدولة الثانية في العالم بعد أميركا في الخلايا الجذعية ، والرابعة في العالم من حيث دراسات النانو والخامسة في العالم في مركز العمل بالنانو .
ايران اليوم الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك اكتفاءاً ذاتياً في معظم احتياجاتها الحياتية ؛ فهي تؤمن 97٪ من احتياجاتها الدوائية ، و 90٪ من حاجاتها الدفاعية العسكرية ، 100٪ من الكهرباء ومشتقات النفط ، والبتروكيمياويات ، ولديها اكتفاء ذاتي في الصناعات الجوفضائية ( الصواريخ والاقمار الصناعية ) ، واكتفاء ذاتي في الغذاء والزراعة .
وبعد كل هذه الانجازات التي ذكرناها اختصارا على سبيل المثال لا الحصر ، ألا يصح قول السيد الشهيد محمد باقر الصدر
“لقد حقق الامام الخميني حلم الانبياء