اكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان على أن التراث الثقافي المشترك لإيران وتركمانستان هو أساس السلام والتنمية المستدامة، مضيفا: إن العلاقات بين البلدين كانت دائما ودية وبناءة وتشكلت على أساس المصالح المتبادلة.
وقال الرئيس الإيراني “مسعود بزشكيان”، اليوم الجمعة، في مؤتمر “ترابط الأزمنة والحضارات – أساس السلام والتنمية” الدولي بمناسبة الذكرى الـ 300 لوفاة الشاعر الكبير “مختوم قلي فراغي”، إن العلاقات بين إيران وتركمانستان كانت دائما ودية وبناءة، وتشكلت على أساس المصالح المتبادلة، ويرتبط شعبي إيران وآسيا الوسطى بروابط ثقافية وحضارية عميقة.
وأضاف: انتشار الإسلام من خلال التبادل الثقافي بين إيران وآسيا الوسطى ساعد على تعزيز هذا الغنى الحضاري.
وتابع: إن العلاقات والصداقة بين إيران وتركمانستان، باعتبارهما جارتين لهما حدود طويلة، كانت دائما ودية وأخوية وبناءة وقائمة على المصالح المتبادلة وتشهد اتجاها متزايدا في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.
وأوضح الرئيس بزشكيان: إن وجود الإسلام وانتشار الشعائر الإسلامية من إيران وآسيا الوسطى والتبادل الثقافي إلى جانب التقارب اللغوي بين الشعوب الإيرانية والمجموعات العرقية التي تعيش في آسيا الوسطى قد زاد من ازدهار وثراء الحضارة المشتركة.
الشاعر “ماغتيمجولي بيراجي” هو حامل راية الترويج للثقافة واللغة التركمانية
وأكد بزشكيان على أن تبادل الأفكار والتفاعلات الثقافية بين الجماعات البشرية يتشكل خارج إرادة الحكومات ولا يعرف الحدود، مضيفا: : في الوقت نفسه، فإن دور أساطير شعرنا وأدبنا مثل الفردوسي والرودكي والسعدي والخيام وغيرهم الكثير في التعريف بثقافة الحضارة الشرقية الغنية لا يخفى على أحد.
وصرح: كما يعد الشاعر الكبير “مختوم قلي فراغي” نموذجاً بارزاً لهذه العملية الحضارية وحامل لواء الارتقاء بالثقافة واللغة التركمانية، والذي ترك خلال حياته المثمرة أثراً قيماً ومهماً في تطور المفاهيم الإنسانية القيمة.
وتابع قائلا: إن العديد من أسباب ديمومة عاداتنا وتقاليدنا ولهجاتنا اللغوية تعود إلى الجهود الكبيرة التي بذلها الشيوخ الذين ضحوا بحياتهم، وإذا كانت اللغة الفارسية شهدت نهضة لشعراء كبار مثل الفردوسي، فإن اللغة والأدب التركماني يعود الفضل فيه أيضاً إلى جهود الشعراء والأدباء الكبار مثل “مختوم قلي فراغي” الذي ترك دوراً لا يعوض في الحفاظ على الأدب التركماني.
خطاب الوئام هو حاجة المجتمع العالمي اليوم
وشدد على أن أجزاء مهمة من العالم الإسلامي تتعرض لخطر التطرف ونمو الجماعات التي ترى فلسفتها الوجودية في انقسام المجتمع الإسلامي، تابع قائلا: عندما يتحدث الكبار مثل مختوم قلي عن تقارب المجتمعات الإسلامية ووحدتها، فإنهم يدركون جيداً الزوايا المظلمة ومعاناة الفراق.
وقال الرئيس الإيراني إن تأثير الآية «وَاعتَصِموا بِحَبلِ اللَّهِ جَمیعًا وَلا تَفَرَّقوا» هو الطريقة الأفضل والأكثر فعالية لمنع النفاق وخلق الوحدة في مجتمع اليوم، مضيفا: إن الوفاق ليست خاصة بالمجتمع الإسلامي فقط، بل الحديث عن السلام وترسيخ خطاب الوفاق هو حاجة المجتمع الدولي اليوم، ولكن في هذا التحول، ما زالت عناصر الأحادية تعمل على تعطيل التعايش في المجتمع الدولي.
وصرح: إننا نرى نموذجا للأحادية في القضية الفلسطينية وتجاهل حقوق الأمم التي لها تاريخها وثقافتها وعناصرها الثقافية، إن عمق أزمة غزة واستمرار هذه الحرب غير المتكافئة واستمرار الهجمات الوحشية على لبنان أمر يفوق الوصف.
وأضاف: إن من أمثلة شعر “مختوم قلي فراغي” فهمه الصحيح وخوفه من الجهل والأذى الذي يمكن أن يؤدي بالمجتمع البشري إلى الخضوع أو الفجور من خلال تجنب الأخلاق.
وأعرب الرئيس بزشكيان عن شكره حكومة تركمانستان من أجل اللقاء الثقافي المهم، وآمل أن يتخذ تطوير التعاون الثقافي خطوة مهمة في التعريف بكنوزنا الأدبية المشتركة.