“بِحِبْرِ الدماء والوفاء.. مجاهدون كتائب سيد الشهداء يوقّعون وثيقة البيعة الأبدية لقيادتهم”

في خطوة تُجَسِّد أعمق معاني الوفاء وتُكْتَبُ بمزيجٍ فريدٍ من العزيمة والإيمان، أعلن مجاهدون المقاومة الإسلامية “كتائب سيد الشهداء” عن توقيع وثيقة بيعة تاريخية تجمع بين رمزية القلم وصلابة السيف.

في رسالةٍ موجهةٍ إلى القيادة العليا، جرى تجديد العهد بـ لغةٍ لا تخطئها الأبعاد: لغة الدماء المهرَقة والوعود الأبدية التي لا يعتريها التزعزع. هذه الوثيقة، التي تحمل في طياتها روح القَسَم الأخير ونهج التضحية المطلقة، ليست مجرد خطاب عابر، بل هي إعلان وجودي يُعيد تعريف مفهوم الولاء في زمن التحديات المصيرية، ويُؤَكِّد أن درب المقاومة يُسْلك برِجْلٍ ثابتة وقلبٍ لا يعرف سوى لغة الجهاد والاستشهاد.

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

رسالة العهد والثبات

﴿إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ (سورة الفتح: الآية 10)

إلى القائد المُلهَم
الحاج أبو آلاء الولائي
الأمين العام للمقاومة الإسلامية – كتائب سيد الشهداء (عليه السلام)

يطيبُ لنا في زمن التحدِّيات هذا أن نُجدِّدَ عهدنا معكم، ونُعلِنَها صريحةً واضحةً: نحن جنودكم، نحن أتباع نهجكم، نحن أوفياء لقراراتكم.

لقد اخترنا هذا الدرب بوعيٍ وإيمانٍ، دربَ الجهاد والتضحية، دربَ العِزَّة والكرامة، وقد وضعنا أيدينا في ايديكم ، لأنَّنا نعلم أن يدَّ الله فوق أيدينا، وأن بيعتكم بيعةٌ الله ورسوله.

﴿رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾
(سورة التوبة: الآية 100)

نُقسم بالله العلي العظيم:

• أن نكونَ جنوداً أوفياءً تحت رايتكم، لا نَحيدُ عنها يَميناً ولا شِمالاً.
• أن نُنفِّذ أوامركم وتوجيهاتكم بكلِّ دقَّةٍ وإخلاصٍ، دون تردُّدٍ أو تأخير.
• أن نَلتزمَ بالقرارات الصادرة عن قيادتنا الحكيمة، ونراها سبيلنا إلى النَّصر والتمكين.
• أن نكون ثابتين على هذا الطريق حتى النصر أو الشهادة، فلا نُلقيَ السِّلاح، ولا نستسلم، ولا نتفاوض على مبادئنا.

إنَّنا ندركُ أنَّ دربَ الشهادة هو شرفُنا، وأنَّ لقاءَ الله تحت ظلِّ المقاومة هو غايتنا، فلا تردُّدَ في نفوسنا، ولا خوفَ في قلوبنا.

﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾
(سورة الأحزاب: الآية 23)

فَكن – يا قائدنا – مطمئن البال، فإنَّ قلوبنا معك ، وأرواحنا فداءٌ لك ، وسيوفنا مسلولةٌ في سبيل الله تحت قيادتك.

إنَّهُ عهدٌ نُعلِنُهُ أمام الله ورسوله والمؤمنين، عهدٌ لا نَكثُ فيه ولا نَغدُر، عهدٌ نَحملُهُ في قلوبنا حتى نَلقَى الله شُهداءَ أحياءً عِندَ ربِّهم يُرزَقون.

وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ.

وتفضلوا بقبول فائق الاحترام والتقدير،،