آخر الأخبارلبنان

تفاصيل فشل استخبارات إسرائيل في التخطيط لعمليات إرهابية في ذكرى استشهاد نصرالله

شبكة تجسّس تابعة لاستخبارات كيان الاحتلال الصهيوني تُكشف على يد قوى المقاومة اللبنانية.. إنجازٌ مهمٌّ جديد في مواجهة أهداف المحتلين الصهاينة في هذا البلد.

وفقاً لتقرير مجموعة الدولية لوكالة آماج الإخبارية، بثت قناة المنار في الأيام الماضية تقريراً مفصلاً عن كشف شبكة تجسس في لبنان، حيث تبين أن جهاز الأمن العام اللبناني كشف شبكة تجسس كانت تخطط لتنفيذ أعمال تخريبية في لبنان بهدف زعزعة أوضاع البلاد. ومن بين مخططات هذه الشبكة، تنفيذ 6 تفجيرات خلال مراسم الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد “السيد حسن نصرالله”، الأمين العام السابق لحزب الله اللبناني.

أبلغت مصادر قضائية لبنانية قبل أيام عن كشف شبكة تجسس للكيان الصهيوني تضم 32 مشتبهاً. ودون الكشف عن هويات المعتقلين، أعلنت هذه المصابع أن 6 من هؤلاء الأفراد قد اعتقلوا قبل دخول وقف إطلاق النار في لبنان حيز التنفيذ في 27 نوفمبر 2024. كما أعلن الجهاز أن التحقيق في جرائم 9 من هؤلاء الأفراد قد اكتمل، بينما لا يزال 23 معتقلاً آخر قيد التحقيق والتدقيق.

وأعلن جهاز الأمن العام اللبناني أن هذه الشبكة هي واحدة من أكبر الشبكات التي تم اعتقال أفرادها حتى الآن. وأكد الجهاز أن المعتقلين اعترفوا بإبلاغ الكيان الصهيوني عن أماكن تواجد مسؤولين في حزب الله. من ناحية أخرى، أعلن مسؤول مرتبط بالملف لم يرغب في الكشف عن اسمه أن المعلومات المستخلصة من هؤلاء الأفراد تُظهر أن الصهاينة كانوا يسعون للحصول على معلومات عن المركبات المستخدمة من قبل مسؤولي حزب الله البارزين، سواء السيارات أو الدراجات النارية.

وجاء في بيان صادر عن جهاز الأمن العام اللبنان – نشره مكتب العلاقات العامة التابع للجهاز: “في إطار مكافحة شبكات التجسس، تمكنت الإدارة العامة للأمن العام من تفكيك شبكة كانت تعمل للعدو الإسرائيلي وتستعد لتنفيذ أعمال إرهابية، بما في ذلك التفجيرات والاغتيالات داخل لبنان، واعتقلت بعض أعضائها. ونتيجة للتحقيقات، اعترف أحد المعتقلين بأن هذه الشبكة مسؤولة عن عمليات الاغتيال السابقة التي استهدفت مسؤولين في الحزب في “الجماعة الإسلامية”.

“بعد ذلك، نفذت الإدارة العامة للأمن العام عملية ميدانية وأمنية وفنية دقيقة، أدت إلى عمليات متابعة في عدد من مناطق لبنان، وشاركت في إحداها قوات الجيش اللبناني وإدارة المخابرات. خلال هذه العمليات، تمت مصادرة عدد من السيارات والمعدات واعتقال عدة أفراد، أبرزهم:

  • م.ص (مواطن لبناني – برازيلي)
  • أ.ع (مواطن من أصل فلسطيني مقيم في لبنان)
  • ع.ش (مواطن لبناني)
  • أ.غ (مواطن لبناني)


وستُعلن تفاصيل وملابسات القضية بعد الانتهاء من التحقيقات الجارية تحت إشراف السلطات المختصة.”

بعد نشر خبر كشف شبكة تجسس للكيان الصهيوني من قبل الجهاز القضائي وجهاز الأمن العام في لبنان، سلطت قناة المنار في برنامج “حديث الساعة” الذي تقدمه “منى طحيني” مزيداً من الضوء على بعض جوانب هذه القضية، مشيرة إلى أن معلومات هذه القضية تم كشفها أولاً من قبل حزب الله، ما أدى لاحقاً إلى كشف جهاز الأمن اللبناني لها. فيما يلي المعلومات التي قدمها البرنامج:

تنقسم الشبكة الإرهابية المذكورة إلى قسمين: خلية “عرمون” وخلية “النقاش”. آلية العمل تكون بأن الضابط الرئيسي الموجود خارج لبنان يجمع تحت مظلته مجموعة من الأفراد، وهؤلاء الأفراد، رغم عملهم في مناطق متقاربة، لا يعلمون لمن يعملون. بل إنهم لا يعلمون أنهم جميعاً ينفذون مهام لتحقيق هدف واحد.

تفاصيل فشل استخبارات إسرائيل في التخطيط لعمليات إرهابية في ذكرى استشهاد نصرالله
تفاصيل فشل استخبارات إسرائيل في التخطيط لعمليات إرهابية في ذكرى استشهاد نصرالله

بخصوص مجموعة “النقاش”، في 8 أغسطس 2025، وردت معلومات لجهاز الأمن العام تفيد بأن شبكة من جواسيس الكيان الصهيوني تخطط لتنفيذ عمليات إرهابية في لبنان. أظهرت هذه المعلومات أن هؤلاء الأفراد لديهم منزل في منطقة “برمانا” يستخدم كغرفة عمليات. وبأمر من ممثل الحكومة لدى المحكمة العسكرية، تمت مراقبة المنزل المذكور.

أظهرت لقطات كاميرات المراقبة الأولية أن مواطناً سورياً-أوكرانياً يدعى “خالد العيادي” – والمقيم في السويد ويتقن 6 لغات – هو من استأجر هذا المنزل.

كان عدد الأفراد النشطين في هذا المنزل، أي مجموعة “النقاش”، 5 أفراد. مواطن بلجيكي يدعى “مارتن سيمون” كان مديراً وضابطاً للفريق. ومن الطبيعي ألا يكون موجوداً في لبنان. وهو مدير لشركة وهمية اسمها “Silver Eye”، وقام بتجنيد شخص يدعى “محمد صالح” وتدريبه خارج البلاد. مهامه هي: دراسة العقارات في لبنان وخارجها، استئجار مستودع في منطقة “النقاش” وتجهيزه بالكهرباء والإنترنت، شراء خطوط هاتف محمول وهواتف نقالة، شراء دراجتين ناريتين، استلام وتسليم الطرود البريدية، مفجرات، أسلحة، إلخ. يبدو أن هذا الفرد هو العامل المحلي المسؤول عن التحضيرات اللوجستية.

الفرد الثاني هو شخص يدعى “سابا”. وهو أول من اتصل بـ “محمد صالح” للعمل. الفرد الثالث هو شخص يدعى “صوفيا ويدنر”. ورد اسمها في أحد رسائل البريد الإلكتروني. وهي ترسل عبر “مارتن” رسالة لـ “محمد صالح” تشرح له فيها مهمة ما. الفرد الرابع، هو شخص يُرمز له بالحرف “T”. يتصل بـ “محمد صالح” عبر تطبيق مراسلة آمن ويطلب منه شراء عدد من الهواتف النقالة والألواح الإلكترونية، ويعلمه كيفية استخدام البريد.

الفرد الخامس، هو شخص يُشار إليه برمز الدولار ($). وبأمر من “مارتن سيمونز”، عبر نفس تطبيق المراسلة الآمن، يتم إرسال المعلومات التي حصل عليها محمد صالح عن “الجماعة الإسلامية” إلى هذا الشخص.

“محمد صالح” من منطقة “سلطان يعقوب”. استجوبه الصهاينة سابقاً حول اختفاء عدة جنود من جيش الاحتلال الصهيوني عام 1982. قام بتحديد عدة نقاط لوضع قنابل في منطقة “سلطان يعقوب”. كما زود الصهاينة بمعلومات عن الجماعة الإسلامية، بما في ذلك عن الشهيد “محمد دحروج” والشهيد “علي الحاج”. علماً أن “محمد الحاج” كان زوج عمة “محمد صالح”.

سأله الصهاينة عن أسماء محددة من الجهاد الإسلامي والجماعة الإسلامية. في الوقت نفسه، طُلب من “محمد صالح” الاقتراب من العناصر المنتمية لحزب الله. وبما أنه من البقاع الغربي، كانت لديه علاقات طبيعية مع أفراد من الجماعة الإسلامية.

فرد آخر في خلية “النقاش” هو مواطن سوري-أوكراني يدعى “خالد العيادي” (المعروف بكنية أبو أحمد). كانت مهمته الذهاب إلى مستودع النقاش لاستلام الطرود البريدية وتنفيذ مهام استطلاع في الضاحية الجنوبية لبيروت. وكان من المقرر أن يتولى مهمة أخرى، لكنه اختفى قبل ذلك.

مواطن آخر من أصل سوري يدعى “عبد الرحمن القواص” كان مسؤولاً عن متابعة “خالد العيادي”. وهو آخر شخص رأى “خالد العيادي”.

التجسس الالکتروني آماج الإخباریة
التجسس الالکتروني آماج الإخباریة
  1. أحمد محمد يونس (لبناني – ألماني)،
  2. جمال بيضون (لبناني)،
  3. إبراهيم العلي (فلسطيني)،
  4. عمران شبلي (لبناني)،
  5. وأحمد غصون (لبناني).


كانت مهام إبراهيم العلي، وعمران شبلي، وأحمد غصون لوجستية. مهام مثل: شراء الهواتف، تجهيز المعدات، ونقل الطرود البريدية. قصة هذه الخلية كلها تبدأ من سيارة جيب حمراء. هذه السيارة الجيب الحمراء انتقلت من منطقة الأنطلياس إلى الأشرفية، ثم من الأشرفية إلى عرمون وبعدها إلى جونية. هذه السيارة التشغيلية اختفت في مكان ما، ثم عُثر عليها لاحقاً. ويُقال إنه كان مخططاً استخدامها في عملية أمنية.

مراسیم تشییع الشهیدین السید حسن نصرالله و السید صفي الدین
عملية التفجير في ذكرى استشهاد “السيد حسن نصرالله”

وفقاً لاعترافات المعتقلين، كان من المقرر تفجير ستة قنابل في الذكرى السنوية لاستشهاد السيد حسن نصرالله. كانت الخطة تنفيذ العملية خلال خمس دقائق. أي أن التفجيرات الستة كلها كان من المقرر أن تحدث خلال فترة زمنية مدتها ست دقائق.

كانت مواقع التفجيرات هي طريق المطار والطريق المؤدي إلى مرقد الشهيد “السيد حسن نصرالله” الطاهر في الضاحية الجنوبية لبيروت. بعض القنابل كانت مزروعة في دراجات نارية لخلق الذعر والرعب عند تفجيرها. كانت السيارة الجيب الحمراء مقررة لتلعب دوراً في عملية أمنية في نفس التوقيت. ويُعتقد أنه ربما كان من المقرر أن تدخل الميدان في طريق المطار في إطار عملية اغتيال. كانت هذه العملية مخططاً تنفيذها خلال وقت الزحام أثناء إحياء مراسم ذكرى “السيد حسن نصرالله”، لكنها في النهاية فشلت بفضل بصيرة وعيون الأجهزة الأمنية والاستخباراتية لحزب الله الحادة، وكذلك جهاز الأمن العام اللبناني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

5 × ثلاثة =

زر الذهاب إلى الأعلى