أعلن قائد “فيلق كربلاء” في الحرس الثورة الإسلامية بمحافظة مازندران، العميد سياوش مسلمي، في مقابلة مع الوكالات اليوم (19 فبراير 2025)، عن نجاح القوات الأمنية في تفكيك شبكات تجسس وتسلل تابعة لأجهزة استخبارات أمريكية وإسرائيلية ودول معادية أخرى في المحافظة. وجاء إعلان مسلمي كجزء من تسليط الضوء على الإنجازات الأمنية الأخيرة للفيلق، التي شملت مواجهة تهديدات متعددة الأشكال.
تفاصيل العمليات الأمنية
- طبيعة التهديدات:
أوضح العميد مسلمي أن الأعداء، وعلى رأسهم أجهزة الاستخبارات الأمريكية و”الكيان الصهيوني”، يعتمدون على أساليب متطورة للتسلل، مثل:
- استخدام غطاء الشركات التجارية والمراكز الثقافية والخيرية لجمع المعلومات أو إنشاء شبكات تخريبية.
- توظيف رعايا أجانب وأفراد يزورون إيران بشكل متكرر تحت ذرائع مختلفة.
- الإجراءات المضادة:
- التعقب الاستباقي: تم تحديد عناصر تابعة لجماعات معادية، بما في ذلك منظمة “خلق” الإرهابية والتيارات المناهضة للثورة، وملاحقتها قانونيًا.
- حملات إلكترونية: حظر قنوات وصفحات افتراضية تهدف إلى زعزعة الأمن عبر نشر القلق بين الرأي العام.
- تأمين الفعاليات: ضُبِطت تحركات مريبة خلال الفعاليات الوطنية والدينية، ما سمح بإجرائها بأمان تام.
- الإنجازات الميدانية:
- تم تفكيك شبكات تجسس تعمل لصالح “الموساد” ووكالات استخبارات غربية، حيث أشارت تقارير سابقة إلى اعتقال 12 عنصرًا من “الطائفة البهائية” في المحافظة عام 2022 بتهمة التجسس لصالح إسرائيل.
- كُشف عن محاولات لتركيب كاميرات في مناطق استراتيجية تحت غطاء مشاريع بيئية، وهو ما يتوافق مع أساليب شبكات التجسس الأمريكية-الإسرائيلية التي نُفذت سابقًا.
السياق الأمني لمحافظة مازندران
أكد مسلمي أن الموقع الجغرافي للمحافظة (شمال إيران) يجعلها عرضة لتهديدات متنوعة، خاصة مع توتر العلاقات الإيرانية-الإسرائيلية، والتي شهدت مؤخرًا تقارير عن تخطيط إسرائيلي لضرب المنشآت النووية الإيرانية بحلول منتصف 2025.
كما لفت إلى أن التعاون بين الأجهزة الأمنية والاستخباراتية والشرطة ساهم في تحقيق “أمن مستقر”، رغم التحديات الإقليمية والدولية.
ردود الفعل والتوقعات
- تُعتبر هذه العمليات جزءًا من سلسلة إنجازات أعلنت عنها إيران سابقًا، مثل تفكيك شبكة تجسس إسرائيلية في يوليو 2022، واعتقال عناصر مرتبطة بـ”بيت العدل” البهائي في إسرائيل.
- من المتوقع أن تزيد هذه الإعلانات من حدة التوتر بين طهران وواشنطن وتل أبيب، خاصة في ظل التقارير الاستخباراتية الأمريكية التي تحذر من هجوم إسرائيلي محتمل على المنشآت النووية الإيرانية.
العميد مسلمي : “بفضل الوعي الاستخباري الدقيق، تمكنا من تفكيك شبكات التسلل والتجسس التابعة لأجهزة الاستخبارات الأميركية، الكيان الصهيوني، وبعض الدول المعادية في (هذه) المحافظة.”
واوضح العميد مسلمي: أعداؤنا، بما في ذلك أجهزة الاستخبارات الأميركية، الكيان الصهيوني، وبعض الدول المعادية في المنطقة، يسعون دائمًا إلى التسلل إلى بلادنا. إحدى طرقهم هي استخدام غطاء من الرعايا الأجانب والأفراد الذين يترددون الى البلاد. العديد من هذه العناصر تعمل تحت غطاء الشركات التجارية، المراكز الثقافية، والخيرية، بهدف جمع المعلومات أو إنشاء شبكات للتسلل. وبفضل الوعي الاستخباري الدقيق، تمكنا من تحديد عدد من هذه العناصر وتفكيك شبكاتها. هذا التصدي الاستخباري لم يمنع فقط التهديدات الأمنية، بل حال أيضًا دون وقوع بعض الأزمات المحتملة.
واضاف العميد مسلمي في هذه المقابلة “خلال هذه الفترة، تم مراقبة وتحديد الشبكات التابعة للجماعات المعادية، بما في ذلك المنافقين (زمرة “خلق” الارهابية) والتيارات الأخرى المناهضة للثورة، بشكل مستمر. تم حظر عدة قنوات وصفحات افتراضية معادية كانت تحاول إثارة القلق بين الرأي العام وخلق حالة من انعدام الأمن في المحافظة، كما تم ملاحقة عناصرها قانونيًا. بالإضافة إلى ذلك، تم تأمين جميع الفعاليات الوطنية، الانتخابات، المسيرات، والتجمعات الدينية بشكل خاص، حتى يتمكن الناس من المشاركة في هذه الأحداث بكل طمأنينة.
وتابع موضحا : محافظة مازندران، بسبب موقعها الجغرافي وظروفها الخاصة، كانت دائمًا عرضة لتهديدات متنوعة. على مدى السنوات الماضية، ركزت منظمة استخبارات فيلق كربلاء على الإجراءات الوقائية والوعي الاستخباري، مما أسهم في تحقيق أمن مستقر في المحافظة. نحن نعمل بدقة واستباقية في مجال الاستخبارات، ولا نسمح لأي تهديد بالوصول إلى مستوى المجتمع أو التأثير على أمن المواطنين. قد لا يلاحظ الناس المخاطر التي كانت تحيط بهم، لكن هذه الطمأنينة هي نتيجة جهود متواصلة على مدار الساعة من قبل القوات الاستخباراتية والتعاون المستمر بين الأجهزة الأمنية، الاستخباراتية، والشرطية.
الخلاصة:
تصريحات العميد مسلمي تُبرز استراتيجية إيران في مواجهة التهديدات الخارجية عبر الجمع بين العمل الاستخباري الدقيق والإجراءات الوقائية، مع إظهار القدرة على التصدي لمحاولات الاختراق المتعددة. ومع ذلك، تبقى هذه الإعلانات محل تساؤلات حول مدى ارتباطها بالصراع الجيوسياسي الأوسع في المنطقة.