أكد رئيسُ المجلسِ التنفيذيِّ في حزبِ الله السيد هاشم صفي الدين أَنّ الضمانةَ الوحيدةَ لِلبنانَ هي السلاحُ أمام التهديداتِ والخُططِ الخبيثةِ لأعدائِه”، كلامُ السيد صفي الدين جاء خلال الاحتفالِ التأبينيِّ الذي أَقامه حزبُ الله في ذكرى أسبوعٍ على ارتقاءِ الشهيدِ المجاهدِ على طريق القدس محمّد باقر بسّام “خميني”، في مَجمعِ الإمامِ المُجتبى عليه السلامُ في الضاحيةِ الجنوبيةِ لِبيروت، حيث شدّد السيّد صفيّ الدين على ضرورةِ ثقةِ اللبنانيينَ بِالمقاومة، بعيداً عنِ الضماناتِ الغربيةِ التي لم تُحقِّقْ شيئاً لِحمايةِ لبنانَ أو حمايةِ غزّة منِ اعتداءاتِ العدوِّ الصِهيونيّ.
أكد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة السيد هاشم صفي الدين أنّ المقاومة في لبنان قوية جدًا، وعلى الجميع أن يطمئن لقوة هذه المقاومة، لافتًا إلى أنّ هذه المقاومة ــ كما قالت وأكدت مراراً ــ لم تستخدم إلا القليل من قدراتها وإمكانتها.
وسأل السيد صفي الدين: كيف يمكن للإسرائيلي أن يتهدّد المقاومة في لبنان بطائراته وقذائفه ويفعل ما يتحدث عنه وهو يعلم تمامًا أنّه في أزمة كبيرة جراء اضطرار مئات آلاف المستوطنين للنزوح، سواء كان في الشمال أو في الجنوب في منطقة غزّة.
وأوضح السيد صفي الدين أنّ هناك 200 ألف متعب لا يجد الإسرائيلي وسيلة لعلاجهم، ناهيك عن درايته التامة بأنّ أي حرب غير مدروسة وغير محسوبة سوف تؤدي إلى تهجير الملايين الذين سيزيدون أزماته أزمات، سائلًا هل سيتحمل الصهاينة ذلك؟ هم اليوم لا يستطيعون تحمل 200 ألف فهل سيتحملون الملايين؟.
وفي كلمة له خلال احتفال أقامه حزب الله لتأبين الشهيد مفقود الأثر محمد باقر بسام في مجمع المجتبى الضاحية الجنوبية لبيروت قال رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله أنّ المقاومة وأهلها يتحدثون من موقع الثقة والمعرفة، ولفت إلى أنّ أي مواجهة يسعى إليها العدوّ من أجل أن يشنّ حرب كبيرة وواسعة على لبنان، فإن المقاومة ستكون جاهزة، وهي اليوم جاهزة، وستكون حاضرة لكي تنال قدراتها من أي منطقة في الكيان الصهيوني، وأكد أنّ الإسرائيلي يعرف ذلك، ولأنه يعرف ذلك هو خائف ووجل وهو ضعيف.
وأضاف السيد صفي الدين: “لطالما قاتلنا هذا العدوّ بيقيننا وباعتمادنا على ربّنا وبثقتنا بشبابننا ومجاهدينا ومقاومينا ولطالما هزمناه في كلّ مواجهة على نفس القاعدة التي اعتمدناها ونعتمدها اليوم.
وأردف قائلًا، إنّ مشكلة الإسرائيلي أنه لا يتعلم، يعيد التجربة نفسها، نعم طوّر تقنياته ومخزونه من السلاح بات أكبر، والأميركيون فتحوا له المخازن وهذا الذي تغير، سائلًا هل هذا يغير في المعادلة على الأرض شيئًا؟ أبدًا لن يغير! سيعطيه المزيد من القدرة على القتل والدمار، مؤكدًا أنّه في نهاية المطاف لن يغيّر شيئًا في المعادلات التي أصبحت حاضرة سواء في فلسطين أو لبنان.
وتابع رئيس المجلس التنفيذي كلمته قائلًا: الصهاينة يتحدثون عن هذا الموضوع في وسائل الإعلام اليوم؛ قالوا سنقضي على المقاومة في فلسطين، إلا أنها ما زالت موجودة وقوية وحاضرة، في شمال غزّة وخان يونس وهي جاهزة في رفح. إذاً المقاومة في فلسطين ما زالت موجودة وهي موجودة أيضًا في الضفّة، إذاً لن يتمكّن من ذلك، والمقاومة في لبنان كذلك جاهزة وحاضرة.
وأضاف: نحن نعلم أنّ للحرب أثمانًا كما أنّ العدوّ يعلم تمامًا أنّ للحرب أثمانًا، إلا أنّ الفارق بيننا وبينه أننا نعلم أنّ عاقبة أي حرب قادمة على مستوى دنيانا هي كرامة وعلى مستوى آخرتنا هي جنة ورضوان كما وعد الله عز وجل لذا نحن مطمئنون، أما هم فيعلمون تمامًا أنّ عاقبة أي حرب يشنّونها على لبنان ستكون خسارة بخسارة في الدنيا والآخرة، وهم أحرص الناس على الحياة.
وأكد السيد صفي الدين أنّ كلّ هذا التهويل لا ينفع ولن ينفع على الإطلاق، ومن خلال هذا كله من خلال شهدائنا وكرامتهم وكراماتهم، من خلال تجربتنا وخبرتنا، من خلال تفحص الميدان والوقائع سواء في فلسطين أو في لبنان على اللبنانين أن يكونوا مطمئنين وواثقين بمقاومتهم الشريفة والباسلة والقوية والمقتدرة، وثقة اللبنانيين بهذه المقاومة سوف تعطي نتائج على مستوى كلّ لبنان. صحيح أنّ المقاومة ستقوم بواجبها على كلّ حال بيد أن هذه الثقة ستقوي لبنان سياسيًّا ورسميًا واجتماعيًا وإعلاميًا وعلى كلّ صعيد.
هذا، وأوضح السيد صفي الدين أنّ المقاومة التي انتصرت في 2006 والتي دحرت العدوّ في سنة 2000. المقاومة التي أنجزت المعادلات هي مقاومة جديرة بأن يثق بها وبقيادتها وبشعبها ومجاهديها وشهدائها كلّ اللبنانيين بل وكلّ أبناء أمتنا الإسلامية والعربية، كما كانت على الوعد سابقًا هي على الوعد اليوم وفي كلّ مواجهة آتية.
وختم السيد صفي الدين كلمته قائلًا : نعمل أيضًا على مستوى الطمأنينة والثقة بأنّ المقاومة قادرة على صناعة معادلات الردع. نحن في خضمّ المعركة الآن، والمعركة والمواجهة بيننا وبين العدوّ لم تنتهِ، هو يقتل ويدمر ويعتدي ونحن نقوم بواجبنا في استهداف العدوّ وجيشه وجنوده وضباطه. ما زلنا في قلب المعركة. المعادلة التي ستؤول إليها الوقائع كونوا على ثقة أنها معادلة الردع التي دفعنا ثمنًا لها دماءً وتضحيات وبطولات على مدى العقود الماضية.