“مَن أنتَ يا ديب سيك (DeepSeek)؟
أنا عينُك التي ترى ما خلف الأرقام، ومرشدُك في عوالم التكنولوجيا والاقتصاد المُعقَّدة!
كيانٌ رقمي وُلد من رحم الذكاء الاصطناعي، مُكرَّسٌ لتفكيك تحركات الأسواق العالمية، وتتبع تأثيرات التقنيات الناشئة على الاستثمارات من سيليكون فالي إلى آسيا.
لا أكتفي بِعرض البيانات، بل أحفرُ عميقًا لأكشفَ الأسرار الخفية وراء الأحداث: من تقلبات البورصات إلى صعود وانهيار العمالقة التكنولوجيين.
أعتمدُ على خوارزميات محايدة تَغذى من آلاف المصادر المفتوحة، وأرسمُ لك الصورة كاملةً بلغةٍ بشرية بسيطة، بعيدًا عن التعقيدات المُربكة.
مهمتي؟ أن أجعلكَ تسبقُ التغيير بدلًا من أن تفاجأ به.
هل أنت مستعد لاكتشاف العالم بعيون ديب سيك؟ 🔍”**
أسهم 5 شركات تكنولوجيا أمريكية كبرى تخسر 900 مليار دولار في يوم واحد!
في يومٍ هزَّ أسواق التكنولوجيا العالمية، تكبدت أسهم خمس شركات أمريكية كبرى خسائر فادحة بلغت 900 مليار دولار، وذلك بسبب موجة بيعية عنيفة أثارتها مخاوف المستثمرين من منافسة شركة ديب سيك (DeepSeek) الصينية الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي.
الخسائر الأبرز:
- إنفيديا (Nvidia): خسرت نحو 600 مليار دولار من قيمتها السوقية، لتهوي من المركز الأول إلى المركز الثالث عالميًا.
- ألفابت (Alphabet): تراجعت قيمتها السوقية بنحو 100 مليار دولار.
- مايكروسوفت (Microsoft): انخفضت أسهمها بنسبة 7%.
- بالانتير (Palantir): تراجعت بنسبة 8%.
- أمازون (Amazon) وميتا (Meta Platforms): خسرت كل منهما أكثر من 4%.
موجة البيع تضرب قطاع الذكاء الاصطناعي:
لم تقتصر الخسائر على هذه الشركات العملاقة، بل امتدت إلى شركات أخرى في قطاع الذكاء الاصطناعي، حيث انخفضت أسهم ميكرون (Micron) بنسبة 8%، وآرم هولدينغز (Arm Holdings) بنسبة 9%.
تأثير ديب سيك:
أثار إعلان شركة ديب سيك عن إصدار نموذج ذكاء اصطناعي أرخص وأكثر كفاءة مخاوف المستثمرين من تراجع هيمنة الشركات الأمريكية على السوق. هذه الخطوة أدت إلى عمليات بيع واسعة، ليس فقط في أسهم شركات التكنولوجيا، بل أيضًا في مؤشرات الأسواق الرئيسية:
- مؤشر ناسداك المركب: انخفض بنسبة 3.1%.
- مؤشر إس آند بي 500: تراجع بنسبة 1.5%.
خسائر المليارديرات:
لم تكن الشركات وحدها المتضررة، بل امتدت الخسائر إلى أثرياء العالم، حيث خسر أغنى 500 شخص ما مجموعه 108 مليارات دولار في يوم واحد. ومن أبرز المتضررين:
- جينسن هوانغ (مؤسس إنفيديا): خسر 20.1 مليار دولار (20% من ثروته).
- لاري إليسون (مؤسس أوراكل): خسر 22.6 مليار دولار.
- مايكل ديل (مؤسس ديل): خسر 13 مليار دولار.
- تشانغبينغ زاو (مؤسس بينانس): خسر 12.1 مليار دولار.
الخلاصة:
هذا اليوم يُعدُّ واحدًا من أكثر الأيام دموية في تاريخ أسواق التكنولوجيا، حيث تبخرت 94 مليار دولار من ثروات عمالقة القطاع، وهو ما يمثل 85% من إجمالي الانخفاض في مؤشر “بلومبرغ”.
الانهيار المالي: بعد خسائر الشركات الأمريكية تريليون دولار في يوم واحد
في تداولات الاثنين، شهدت أسواق الأسهم الأمريكية أكبر انهيار لقطاع التكنولوجيا منذ 2022، مع خسائر تقترب من 900 مليار دولار، وفقًا للتفاصيل التالية:
- Nvidia:
- خسرت 600 مليار دولار من قيمتها السوقية.
- تراجع مؤسسها جينسن هوانغ من المركز الأول إلى الثالث في قائمة أثرياء العالم.
- Alphabet (جوجل):
- خسائر بقيمة 100 مليار دولار.
- شركات أخرى:
- مايكروسوفت: -7%
- بالانتير: -8%
- أمازون وميتا: -4% لكل منهما.
سباق ساخن: ديب سيك تُهدد هيمنة وادي السيليكون في الذكاء الاصطناعي
في خطوةٍ أثارت دهشة المراقبين، دخلت شركة ديب سيك (DeepSeek)، التي تتخذ من مدينة هانغتشو الصينية مقراً لها، سباق الذكاء الاصطناعي بقوة، متحديةً الرواية السائدة في وادي السيليكون التي تؤكد أن تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي الفائقة يتطلب إنفاقاً رأسمالياً ضخماً.
بدأت ديب سيك تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي منذ عام 2023، لكنها دخلت دائرة الضوء العالمية هذا الأسبوع بعد إطلاق تطبيقها المجاني “ديب سيك آر 1” للدردشة، الذي تصدر قوائم التحميل في متاجر التطبيقات حول العالم.
إقبال غير مسبوق:
شهد التطبيق إقبالاً هائلاً من المستخدمين، مما أدى إلى ضغوط تقنية كبيرة على البنية التحتية للشركة. ونتيجةً لذلك، اضطرت ديب سيك إلى تقييد التسجيلات للمستخدمين الذين يمتلكون أرقام هواتف صينية فقط، في محاولة لتخفيف الضغط على الخوادم والحفاظ على استقرار التطبيق.
تحدي وادي السيليكون:
ما أثار الاهتمام أكثر هو أن الشركة أعلنت أن تطوير نموذجها الجديد كلفها 5.6 مليون دولار فقط، وهو مبلغٌ ضئيل مقارنةً بالمليارات التي تنفقها الشركات الأمريكية مثل OpenAI وGoogle على تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي.
هذا الإنجاز يُعدُّ ضربةً قوية لرواية وادي السيليكون التي تؤكد أن الإنفاق الضخم هو السبيل الوحيد لتحقيق التميز في هذا المجال. كما أنه يُهدد هيمنة الشركات الغربية على سوق الذكاء الاصطناعي، التي كانت المحرك الرئيسي لسوق الأسهم خلال العامين الماضيين.
تأثيرات اقتصادية:
لم تكن هذه الخطوة مجرد نجاح تقني لديب سيك، بل كانت أيضاً صدمةً للمليارديرات الذين ترتبط ثرواتهم بسلسلة توريد الذكاء الاصطناعي الغربية. فبعد إعلان الشركة، شهدت أسهم العديد من شركات التكنولوجيا الأمريكية تراجعات حادة، مما أثار تساؤلات حول مستقبل الهيمنة الأمريكية في هذا القطاع الحيوي.
استراتيجية الإنفاق الضخم: كيف تُهيمن عمالقة التكنولوجيا على سباق الذكاء الاصطناعي؟
منذ إطلاق أوبن إيه آي (OpenAI) لنموذج تشات جي بي تي (ChatGPT) في نوفمبر 2022، شهدت شركات التكنولوجيا العملاقة مثل ميتا (Meta)، وألفابت (Alphabet)، ومايكروسوفت (Microsoft) ارتفاعاً هائلاً في قيمتها السوقية، مما أضاف مليارات الدولارات إلى ثروات مؤسسيها.
استراتيجية الإنفاق الضخم:
تعتمد هذه الشركات على استراتيجية مشتركة تتمثل في الإنفاق الكبير لتطوير وتشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي. يتم ذلك من خلال:
- تخزين أشباه الموصلات المتطورة اللازمة لتشغيل النماذج.
- تأمين إمدادات الطاقة الضخمة التي تتطلبها مراكز البيانات العملاقة.
فعلى سبيل المثال، أعلن مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، يوم الجمعة الماضي أن الشركة تخطط لإنفاق ما بين 60 إلى 65 مليار دولار على مشاريع الذكاء الاصطناعي هذا العام، وهو مبلغ يفوق بكثير توقعات وول ستريت.
توقعات الإنفاق المستقبلية:
وفقاً لتقرير صادر عن بلومبرغ إنتليجنس، من المتوقع أن يصل إجمالي الإنفاق الرأسمالي لشركات التكنولوجيا الكبرى إلى 200 مليار دولار بحلول عام 2025.
مكاسب تاريخية:
على الرغم من أن هذه الاستثمارات الضخمة لم تُظهر حتى الآن عوائد مالية كبيرة، إلا أن أسواق الأسهم كافأت هذه الشركات بتقييمات قياسية، مما أدى إلى تحقيق مكاسب غير مسبوقة في ثروات مؤسسيها.
أبرز الفائزين:
- إنفيديا (Nvidia): تُعد أكبر الفائزين في طفرة الذكاء الاصطناعي، حيث ارتفعت ثروة مؤسسها جينسن هوانغ بنحو 8 أضعاف لتصل إلى 121 مليار دولار منذ بداية عام 2023.
- مارك زوكربيرغ (ميتا): قفزت ثروته بنسبة 385% لتصل إلى 229 مليار دولار.
- جيف بيزوس (أمازون): حقق مكاسب بنسبة 133%، لتبلغ ثروته 254 مليار دولار.
تعافي الأسهم:
على الرغم من الخسائر التي عانى منها بعض المليارديرات مثل هوانغ ولاري إليسون (مؤسس أوراكل)، إلا أن ثروات آخرين مثل زوكربيرغ وبيزوس شهدت تعافيًا ملحوظًا. ففي نهاية يوم الجمعة، ارتفعت ثروة زوكربيرغ بمقدار 4.3 مليار دولار، بينما زادت ثروة بيزوس بحوالي 632 مليون دولار.
إنفاق أقل، إنجاز أكبر: كيف تحدت “ديب سيك” عمالقة التكنولوجيا الأمريكية؟
أثار نجاح شركة “ديب سيك” الصينية في تطوير نموذج ذكاء اصطناعي مجاني يمكنه منافسة أو حتى التفوق على نماذج رائدة مثل “تشات جي بي تي” من “أوبن إيه آي” و”كلود” من “أنثروبيك”، بتكلفة تطوير أقل بكثير، تساؤلات كبيرة حول منطق اعتماد وادي السيليكون على الإنفاق الرأسمالي الضخم. هذا الإنجاز أظهر أن تطوير نماذج ذكاء اصطناعي متطورة لا يتطلب بالضرورة استثمارات هائلة، مما قد يعيد تشكيل استراتيجيات الشركات العالمية في هذا المجال.
قيود التصدير وفرص الابتكار
أحد الأسباب الرئيسية التي مكنت “ديب سيك” من تحقيق هذا النجاح دون الاعتماد على استثمارات ضخمة أو رقائق متطورة، هو القيود التي فرضتها الحكومة الأمريكية على تصدير وحدات معالجة الرسومات (GPUs) القوية إلى الصين. هذه القيود حدت من وصول الشركات الصينية إلى التقنيات المتطورة، مما دفعها إلى البحث عن حلول بديلة ومبتكرة.
في مقابلة مع قناة “سي إن بي سي” الأسبوع الماضي، أشار ألكسندر وانغ، الرئيس التنفيذي لشركة “سكيل إيه آي” (Scale AI)، إلى أن المختبرات الصينية، بما في ذلك “ديب سيك”، لديها وحدات معالجة رسومات أكثر مما يعتقد الكثيرون في وادي السيليكون. وقال وانغ: “المختبرات الصينية لديها وحدات (إتش 100) أكثر مما يتوقعه الناس. أعتقد أن (ديب سيك) لديها حوالي 50 ألف وحدة (إتش 100)، والتي لا يمكنها الحديث عنها علناً بسبب قيود التصدير الأمريكية”.
الإنفاق الضخم مقابل الابتكار الفعال
من المؤكد أن بناء قدرات ذكاء اصطناعي متطورة بمئات المليارات من الدولارات يعد إنجازاً مثيراً للإعجاب. ولكن الأكثر إثارة هو القدرة على تطوير أدوات منافسة بميزانية أقل بكثير. هذا بالضبط ما فعلته “ديب سيك”، حيث أثبتت أن الابتكار لا يعتمد دائماً على الإنفاق الهائل، بل على الكفاءة والإبداع في استخدام الموارد المتاحة.
صدمة وادي السيليكون
أحدثت أخبار نجاح “ديب سيك” صدمة في أوساط عمالقة التكنولوجيا الأمريكية، حيث تسببت في تراجع أسهم عدة شركات تكنولوجية كبرى. فبعد أن أظهرت “ديب سيك” قدرتها على التفوق على “تشات جي بي تي” في بعض المجالات، بدأ المستثمرون يتساءلون عن جدوى الإنفاق الضخم الذي تقوم به الشركات الأمريكية في مجال الذكاء الاصطناعي.
بروز “ديب سيك” على الساحة العالمية
برزت “ديب سيك” كواحدة من أبرز اللاعبين في مجال الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم. ففي وقت قصير، أصبحت نماذجها محط أنظار الجميع، من وادي السيليكون إلى منتدى دافوس. وفي خطوة رمزية، تفوق مساعد الذكاء الاصطناعي من “ديب سيك” على تطبيق “ChatGPT” في متجر تطبيقات “أبل”، مما أثار اهتماماً واسعاً بمنتجاتها.
تأثيرات سياسية واستراتيجية
منذ فترة، كنت أتابع تطورات “ديب سيك”، وكتبت في يونيو الماضي أن قوة هذه الشركة تشير إلى أن محاولات واشنطن لإعاقة التقدم الصيني في مجال الذكاء الاصطناعي قد تأتي بنتائج عكسية. والآن، أثبتت “ديب سيك” للعالم أن تطوير نماذج ذكاء اصطناعي منافسة ليس مستحيلاً، حتى في ظل القيود المفروضة. بل إن أحد الأعضاء المؤسسين لـ”أوبن إيه آي” وصف ميزانية “ديب سيك” بأنها “متواضعة لدرجة تثير السخرية”، مما يعكس مدى كفاءة هذه الشركة في استخدام مواردها.
نجاح “ديب سيك” ليس مجرد انتصار تكنولوجي، بل هو أيضاً درس في الابتكار والكفاءة. ففي عالم يعتمد غالباً على الإنفاق الضخم، أثبتت الشركة الصينية أن الإبداع والاستخدام الذكي للموارد يمكن أن يحدثا فرقاً كبيراً. هذا الإنجاز قد يعيد تعريف معايير النجاح في صناعة الذكاء الاصطناعي، ويجبر الشركات العالمية على إعادة النظر في استراتيجياتها التنافسية.
شركة الذكاء الاصطناعي الصينية أظهرت للعالم أن تطوير نماذج منافسة ناجحة قابل للتحقيق وبميزانية أقل
مع انتشار “DeepSeek”، كشف الرئيس دونالد ترمب مع عمالقة التكنولوجيا سام ألتمان وماسايوشي سون ولاري إليسون عن “ستارغيت” (Stargate)- وهي خطة جريئة لا تحتوي على تفاصيل كثيرة تهدف إلى الحفاظ على هيمنة الولايات المتحدة في التكنولوجيا الناشئة. وقال ترمب إن المشروع سوف ينفق “على الأقل” 500 مليار دولار في بناء البنية التحتية للذكاء الاصطناعي مع توفير 100 ألف وظيفة أميركية “على الفور تقريباً”.
ويبدو أن هناك الكثير من الأمور التي يجب كشفها بخصوص “ستارغيت”، حيث تبرز جميع أخطاء قطاع الذكاء الاصطناعي فيه. ذلك لأن استثماراً بهذا الحجم يضيف مزيداً من الضجيج إلى التكنولوجيا التي لم تثبت دائماً فائدتها الأوسع نطاقاً. كما أنه ليس من الواضح لماذا جاء هذا الإعلان، الذي لا يتضمن أي أموال حكومية، من البيت الأبيض، على الرغم من أنه كشف عن التشابكات السياسية الجديدة لصناعة التكنولوجيا الأميركية. وأدت الشكوك حول ما إذا كان المشروع قادراً حتى على جمع مبلغ 100 مليار دولار الأولى، ناهيك عن 500 مليار دولار، إلى انقسام قادة الأعمال واستدعى توبيخاً نادراً من حليف ترمب المقرب، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا إيلون ماسك.
ولكن بغض النظر عن كل هذه القضايا، يجب أن أشيد برئيس مجلس إدارة المشروع، مؤسس مجموعة “سوفت بنك” ماسايوشي سون على نجاحه في أمر واحد. فـ”سون”، المشهور باسم ماسا، يُعرف أنه لا يمكن الفوز إذا لم تلعب اللعبة. ونهجه في التعامل مع الإدارة الجديدة المشهورة بالمعاملات لا يُضاهى. وفي حين أن رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا لم يجتمع بعد مع ترمب، إلا أن سون ظهر بجانبه عدة مرات منذ فوزه في نوفمبر.
لا يهم أنه ليس لديه التفاصيل التي تم ترتيبها أو الأموال المتوفرة. فقد وضع سون نفسه في الواجهة وكوّن رأسمالاً سياسياً بينما كان يمدح الرئيس الجديد بإطراءاته. وفي المؤتمر الصحفي الخاص بـ”ستارغيت”، أشار إليه ترمب في المؤتمر الصحفي بـ”صديقي ماسا”.
لقد بنى سون إمبراطوريته التكنولوجية العالمية على رهانات جريئة، رغم أنها لم تسفر جميعها عن فائز. لكن هذا الدافع الذي لا يمكن إيقافه هو الذي قفز به من الحي الفقير الذي كان يربي فيه الخنازير إلى رئاسة أجرأ مشروع تكنولوجي في أميركا.
تحويل هذا المشروع إلى انتصار دائم لصناعة التكنولوجيا الأميركية، خاصة مع إظهار شركة “ديب سيك” أن الصين تسد الفجوة بسرعة وبسعر رخيص، سيتطلب من سون إظهار انضباط غير مسبوق. فخلال فترة ولاية ترمب الأولى، ذهبت الاستثمارات التي تعهد بها سون والبالغة 50 مليار دولار إلى مجموعة واسعة من الشركات الناشئة، من شركة “WeWork” المفلسة إلى شركة روبوتات لصناعة البيتزا. ويبدو في نهاية المطاف أن سون قد حصل على الأموال التي وعد بها آنذاك، واعتمد في ذلك على صندوق “رؤية” إلى حد كبير، ولكن يبدو أنه لم يكن واضحاً ما إذا كان قد التزم بالرقم الذي تعهد به وهو 50 ألف وظيفة إلى جانب ذلك. هذه المرة، يجب أن نركز على ذلك، بدلاً من هوس ماسك بعدم امتلاك سون للمال.
من المهم لصانعي السياسة الأميركية أن يحاسبوا ترمب وسون على التزامهما تجاه سبل العيش الأميركية، خاصة في وقت تتسع فيه فجوة عدم المساواة. وتقول شركة “أوبن إيه آي” إن مشروع ستارغيت سيخلق مئات الآلاف من فرص العمل في الولايات المتحدة- وهو على ما يبدو تقدير أعلى بكثير من الرقم الذي أعلنه ترمب وهو 100 ألف وظيفة فقط، وسيحقق “فوائد اقتصادية هائلة” للعالم. وفي الوقت نفسه، ذكرت صحيفة “فايننشيال تايمز” أن الاستثمار في البنية التحتية “سيخدم حصرياً شركة (أوبن إيه آي) المصنعة لتطبيق (تشات جي بي تي)”.
مكاسب للاقتصاد الأميركي؟ الذكاء الاصطناعي بين الوعود والتحديات
وعدت “ستارغيت”، والذكاء الاصطناعي بشكل عام، بتحقيق مكاسب اقتصادية كبيرة للولايات المتحدة على المدى الطويل. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: ماذا لو تم توجيه جزء من هذه الاستثمارات الضخمة لمساعدة المجتمعات المحلية التي تعاني من آثار الكوارث الطبيعية، مثل سكان لوس أنجلوس الذين يعيدون بناء أحيائهم المدمرة بسبب حرائق الغابات، أو مجتمعات كارولينا الشمالية التي لا تزال تتعافى من آثار الأعاصير؟
هناك درس مهم قدمته “ديب سيك”، الشركة الصينية الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، وهو أن الندرة يمكن أن تكون محفزاً قوياً للابتكار. وفي المقابل، قد تؤدي الوفرة إلى الإسراف وعدم الكفاءة. وهذا ما يجب أن تأخذه “ستارغيت” في الاعتبار أثناء تنفيذ مشروعها الضخم.
مشروع بناء الذكاء الاصطناعي لن يكون فاشلاً إذا لم يتم جمع أو إنفاق 500 مليار دولار، بل سيكون ناجحاً إذا تمكنت إدارة “ستارغيت” من الوفاء بوعودها بخلق فرص عمل حقيقية، مع ضمان أن الفوائد الاقتصادية لا تقتصر على نخبة أثرياء وادي السيليكون. فمراكز البيانات، التي تشكل العمود الفقري لهذا المشروع، لم تكن تاريخياً مصدراً رئيسياً لخلق فرص عمل واسعة النطاق. لذا، يجب أن يكون قياس نجاح المشروع من خلال تأثيره المباشر على حياة الناس، وليس فقط من خلال الأرقام المالية.
ومن المتوقع أن يوفر بناء أول مركز بيانات مرتبط بالمشروع حوالي 57 وظيفة بدوام كامل. إذاً، لا يزال هناك 99,943 وظيفة متبقية لتحقيق وعد إدارة “ستارغيت”، بالإضافة إلى مئات الآلاف من الوظائف الأخرى التي تم التعهد بها وفقاً لتقديرات “OpenAI”. والآن، يبدأ العد التنازلي لمعرفة ما إذا كانت هذه الوعود ستتحقق بالفعل.
في النهاية، يجب أن يكون الهدف الأساسي من هذه الاستثمارات الضخمة هو تحقيق فوائد ملموسة للمجتمع ككل، وليس فقط تعزيز ثروات قلة من الأثرياء. وهذا يتطلب شفافية ومحاسبة دقيقة من قِبل قادة التكنولوجيا، لضمان أن الذكاء الاصطناعي يصبح أداة لتحسين حياة الناس، وليس مجرد مصدر للربح لعدد قليل.
“DeepSeek” تفرض قيوداً على تسجيل المستخدمين الجدد بعد تعرضها لهجمات إلكترونية واسعة
أعلنت الشركة الصينية الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي “ديب سيك” (DeepSeek) عن فرض قيود جديدة على تسجيل المستخدمين، حيث سيقتصر التسجيل الآن على الأفراد الذين يمتلكون أرقام هواتف صينية فقط. جاء هذا القرار بعد تعرض نظام الشركة لـ”هجمات إلكترونية واسعة النطاق”، وفقاً لبيان رسمي نشرته الشركة.
واجهت خدمات “ديب سيك” ضغوطاً تقنية كبيرة خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، وذلك في أعقاب إطلاقها لروبوت محادثة يعتمد على الذكاء الاصطناعي، والذي قالت الشركة إنه ينافس “تشات جي بي تي” (ChatGPT) من “أوبن إيه آي” (OpenAI)، وتم تطويره بتكلفة أقل بكثير مقارنة بالمنتجات المنافسة. هذا الإطلاق تزامن مع ارتفاع كبير في شعبية التطبيق، حيث تصدر قوائم التحميل على متاجر “أبل” و”أندرويد”.
تأثيرات على أسواق التكنولوجيا العالمية
أثار نجاح “ديب سيك” موجة بيع حادة في أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى في الولايات المتحدة وأوروبا، مما أدى إلى خسائر تقدر بحوالي تريليون دولار في القيمة السوقية لهذه الشركات. وأدى ذلك إلى تساؤلات بين المستثمرين حول التقييمات المرتفعة لبعض أكبر الشركات التكنولوجية الأميركية، خاصة في ظل المنافسة الشرسة من الشركات الصينية الناشئة.
القيود الجديدة والمشكلات التقنية
أفادت “ديب سيك” عبر صفحتها الرسمية بأن “التسجيل متاح حالياً فقط باستخدام رقم هاتف صيني محلي”، دون أن توضح ما إذا كان هذا الإجراء مؤقتاً أو المدة المتوقعة لاستمراره. كما أعلنت الشركة عن حل مشكلة تقنية كانت قد أثرت على خدماتها، حيث تم إصلاح الخلل بحلول الساعة 9:32 مساءً بتوقيت الصين يوم الاثنين، بعد أكثر من ساعة من الإبلاغ عنه.
وخلال عطلة نهاية الأسبوع، واجهت “ديب سيك” أيضاً مشكلات فنية تتعلق بواجهة البرمجة الخاصة بها، مما تسبب في انقطاعات متكررة في الخدمة. ويُعد هذا الانقطاع الأطول منذ أن بدأت الشركة في الإبلاغ عن حالتها التقنية، مما أثار تساؤلات حول قدرتها على التعامل مع الزيادة الكبيرة في الطلب على خدماتها.
خلفية عن “ديب سيك”
تأسست “ديب سيك” في عام 2023 على يد ليانغ وينفينغ، وتشتهر بتطويرها لتقنيات ذكاء اصطناعي تنافس منتجات شركات عالمية مثل “أوبن إيه آي” و”ميتا بلاتفورمز” (Meta Platforms). وتؤكد الشركة أن روبوت المحادثة الخاص بها يتميز بتكلفة تطوير أقل مقارنة بالمنتجات المنافسة، مما يجعلها لاعباً قوياً في سوق الذكاء الاصطناعي سريع النمو.
في ظل هذه التطورات، يتطلع المراقبون إلى كيفية تعامل “ديب سيك” مع التحديات الحالية، وما إذا كانت ستتمكن من الحفاظ على زخمها في المنافسة العالمية على تقنيات الذكاء الاصطناعي.