الكتب الثقافية

كتاب مرافعة كرامة

مرآة البحرین

مرافعة كرامة

كتاب مرافعة كرامة عبارة عن مرافعة رجل الدين البارز الشيخ نمر النمر الذي أعدمته السلطات السعودية مطلع يناير/ كانون الثاني الماضي. الكتاب يتضمن النص الحرفي للمرافعة التي كتبها الشيخ النمر بنفسه حيث أصر أن يقوم هو شخصياً بكتابة الرد بيده، وأن يقتصر دور المحامي على مراقبة النص في المسائل الشكلية فقط، دون الخوض في الأفكار والمتبنيات التي يتبناها.
«إن حياتي أيضًا ليست أهم من كرامتي»
ليست الكرامة قيمة مطلقة في خطاب الشيخ الشهيد النمر هي مرتبطة بمعنى محدد، هو حفظ حقوق المواطنة والمساواة والاعتراف والعدالة. هي كرامة دستورية، إذ الدستور هو الذي يحفظ كرامة المواطنين، من هنا فالحديث عن الشيخ النمر ليس حديثًا عن نضال مطلق مفتوح أو لنقل استشهاد الشيخ النمر ليس انغماسًا عدميًا في المطلق، بل هو استشهاد في حدود ما أراد أن تكون حياته شاهدة عليه. ومرافعته هي الخطاب الأكثر توضيحا لهذه الشهادة الشهادة هنا بمعنى الموت من أجل قضية محقة وبمعنى الشاهد الذي يترك أثرًا مكتوبًا أو منطوقا على القضية.

معجم اللغة الكرامة إلى المعاني التالية: النبل، العزة، احترام المرء
لذاته، الشعور بالشرف والقيمة، الأمر الخارق الجود.
أحال الشيخ النمر ، هذه المعاني إلى خطاب نضالي حقوقي، وقدم نفسه تجسيدا لهذا الخطاب، والكرامة أصبحت مفهومًا حقوقيًا بامتياز، نجد كثيراً من المنظمات الحقوقية تتخذ من الكرامة مسمى لها وبعضها يطلق على دورياتها مسمى كرامة ونجد تقارير المنظمات الحقوقية العالمية تستخدم (كرامة) في عناوينها، فقد أصدرت هيومن رايتس ووتش تقريرا في سبتمبر/ أيلول 2009م عنوانه «الحرمان من الكرامة التمييز المنهجي والمعاملة المتسمة بالعدوانية بحق المواطنين السعوديين من الشيعة وافتتحته بالإشارة إلى حادثة البقيع في فبراير/شباط 2009م التي كانت أحد مفاصل تصعيد خطاب الشيخ النمر مع السلطة السعودية، وتحتل أهمية كبيرة في خطاب مرافعته إذ كان متهمًا فيها بالتحريض والدعوة للانفصال، وعنوان تقرير (الحرمان من الكرامة ( يحيلنا إلى عريضة الشيخ النمر للحاكم الإداري للمنطقة الشرقية، في 2007م عريضة العزة والكرامة».
يقال إن أول من أدخل مفهوم الكرامة الإنسانية في دستوره هم الإيرلنديون في دستور 1937م. وأما الألمان فقد ربطوا دستورهم بالكرامة التي وضعت كأعلى مبدأ دستوري وكسقف تمر من تحته كل القوانين، وكل مادة قانونية تعارض هذه المادة الدستورية تصبح باطلة، ففي الفقرة الأولى من المادة الأولى صيغت الجملة كالتالي: كرامة الإنسان غير قابلة للمساس بها. فاحترامها وحمايتها واجب إلزامي على جميع سلطات الدولة ).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى