صرح وزير الاستخبارات الإيراني: “أمريكا ترفع شعار المفاوضات، لكن هذه المفاوضات نابعة من عداء أمريكا للشعب الإيراني، وليس لدينا أي ثقة في ضمان المصالح الوطنية الناتجة عن المفاوضات مع أمريكا.”
ووفقًا لتقرير وكالة أنباء “آماج” من مدينة شهركرد، قال سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد إسماعيل خطيب، خلال رحلته المحافظة الخامسة والثمانين إلى محافظة “تشهارمحال وبختياري”، في اجتماع مجلس تأمين المحافظة: “لا أحد يؤيد استمرار بعض الممارسات غير الطبيعية والمخالفات وانعدام الأمن، ويجب أن نتحلى أولاً بالإرادة الحازمة، ثم ننفذ خططًا وحلولاً إيجابية يمكن أن تؤثر في نفوس الناس، ومن بين هذه الممارسات غير الطبيعية الاجتماعية ظاهرة العري التي يجب أن نأخذها على محمل الجد.”
وأشار وزير الاستخبارات إلى وحدة وتضامن الشعب والمسؤولين خلال حرب الـ12 يومًا، مضيفًا: “خطط العدو في حرب الـ12 يومًا للإطالة بالنظام وتفتيت البلاد عبر حرب هجينة شاملة، وحشد لهجومه العسكري أحدث تقنيات العالم والمعرفة التي اكتسبها من الحضارة الغربية.”
وقال خطيب: “أجرى العدو تدريبات عديدة على هذا العمل في السنوات الماضية، ونفذ أنشطة متكررة ومنظمة لتحشيد المعارضين والمناهضين للثورة وأعداء الثورة، وحشد كل الإمكانات الإعلامية العالمية لبثّ الخوف من إيران والخوف من الثورة والخوف من المذهب الشيعي.”
وأكد وزير الاستخبارات: “دبّر العدو لعمليات واسعة النطاق لزعزعة استقرار البلاد، وسعى لإرسال جميع العناصر الإرهابية والتكفيرية المحررة من سوريا وأفغانستان إلى إيران الإسلامية.”
وأضاف خطيب: “هيأ الأعداء كل هذه الإمكانات والاستعدادات ليتمكنوا – حسب زعمهم – من تحقيق الإطالة والتفتيت في إيران عبر هجوم مباغت واستباقي.”
وقال وزير الاستخبارات موضحًا أن العدو شنّ على البلاد في حرب الـ12 يومًا “هجومًا شاملاً ومختلط الخطط”: “بفضل الله تعالى، وبقيادة قائد الثورة الإسلامية الأعلى، وبالسلطة والحزم المرافقين لكسب تأييد الرأي العام، انتصرنا على العدو بقيادته.”
وأضاف خطيب: “هذا الحضور والدور الفعال لقيادة مقام القائد الأعلى للثورة، أحبط نتائج جهود العدو التي استمرت سنوات عديدة. لقد شاهدنا صمود القوات المسلحة بعزّة، والتفوق الصاروخي، والوحدة، والتحالف المقدس للأمة، وتماسك واتحاد وتضامن الشعب، حيث تمت إدارة الأمن الداخلي للبلاد والحفاظ عليه بشكل ممتاز.”
وقال وزير الاستخبارات: “إن وحدة ودعم وتماسك الشعب وقوة القوات المسلحة والأمن، رغم كل جهود استخبارات حلف الناتو وكل الإمكانات التي خطط لها أكثر من 50 جهاز استخباراتي واستخدمت في الهجوم على البلاد، وفرضوا علينا معركة بشكل خفي وناعم، لكن بفضل الله تعالى، شهدنا انتصار الشعب الإيراني على النظام الصهيوني وأمريكا، وعزّة وشعبية إيران الإسلامية وشعبها وقائدها في العالم.”
وأضاف خطيب: “هذه نعمة عظيمة تستحق الشكر ويجب علينا تقديرها، وقد أوكل إلينا مقام القائد الأعلى للثورة مسؤولية الحفاظ على هذا التماسك.”
وأكد وزير الاستخبارات: “سعى العدو لسنوات عبر حملات دعائية مكثفة، إلى تحريض دول العالم ضد إيران، وفصل الشعب عن الثورة، وسعى لتوصيف جبهة المقاومة بالإرهابية، وزرع الخوف الدائم من إيران في أوساط الدول المختلفة، لكن بفضل الله وتماسك الشعب وقدرات القوات المسلحة ومقاتلي الإمام المهدي (عج) المجهولين، مُني العدو الصهيوني وأمريكا والمعارضون بهزيمة ساحقة.”
وقال خطيب: “لم يرق العدو يوماً عن مؤامراته وفتنه ضد البلاد منذ بداية الثورة وحتى اليوم، وهو اليوم بعد أن أصابه اليأس والإحباط من تحركاته، أخذ يثرثر ويلجأ إلى حيل استعراضية ويحاول التعويض عنها بعروض مسرحية هزيلة.”
وقال وزير الاستخبارات: “ارتكب النظام الصهيوني، بدعم وتعاون من أمريكا، كل الجرائم لإشعال نار الحرب في المنطقة، كما أن أمريكا، إلى جانب مساعداتها العسكرية، مهدت الطريق لتأييد المجتمع الدولي ومنعت الرأي العام العالمي من التصدي لهذه الجرائم وسفك الدماء، لكن اليوم أدرك العالم كله المغزى الحقيقي لاستراتيجية ‘السلام بالقوة’ التي ينتهجها هؤلاء المجرمون.”
وأضاف خطيب: “إن شعار ‘السلام بالقوة’ هذا هو عين الجرائم التي ارتكبوها في غزة، والجرائم التي اقترفوها في سوريا ولبنان، والتي أودت بحياة أكثر من ألف شهيد من أبناء شعبنا في بلدنا.”
وأشار وزير الاستخبارات إلى أن الأعداء استبدلوا عبارة “السلام بالقوة” بعبارة “الاستسلام بالجريمة”، وهي حيلة يحاولون من خلالها إعادة توجيه الرأي العام المتحفز ضدهم عبر عروض مسرحية وحملات إعلامية، وينشرونها بوسائل مختلفة بواسطة ثرثارين تابعين، محليين وعالميين، عن وعي أو غير وعي، وبواسطة إعلامهم المأجور، ويجب علينا أن نوضح هذه المسألة بشكل جيد للشعب والمسؤولين.”
وقال خطيب: “سبق أن دعا ترامب قادة أوروبا إلى البيت الأبيض وعاملهم بطريقة مهينة، لكنه في الأسبوع الماضي حضر بنفسه إلى المنطقة وقام بعرض آخر، وهذا ناتج عن الصفعة التي تلقوها من الشعب الإيراني وهم يسعون لرفع معنوياتهم وإثارة الهلع من إيران. لقد بدأوا بترويج ‘اتفاقية إبراهيم’ بهدف التأثير على الرأي العام العالمي وإثارة الفتنة بين إيران ودول المنطقة، ويحاولون عملياً من خلال تهريج ساذج عزل إيران.”
وأضاف وزير الاستخبارات في هذا الصدد: “أحد جوانب هذه المؤامرة هو الضغط والعقوبات، والجانب الآخر هو العزل الفكري والإدراكي الذي تتولى وسائل الإعلام تنفيذه، بالإضافة إلى خلق الشرخ والسعي لعزل الدبلوماسية الإيرانية.”
وقال خطيب: “يجب علينا توظيف القدرة العسكرية وقوة الدبلوماسية والأمن الداخلي من خلال كسب ثقة الشعب والحفاظ على الأمل وشرح الظروف للشعب، وبكلمات القائد الحكيم للثورة، أن نكون رواة القوة والمتانة للشعب.”
وأكد وزير الاستخبارات: “أمريكا ترفع شعار المفاوضات، لكن هذه المفاوضات نابعة من عداء أمريكا للشعب الإيراني، وليس لدينا أي ثقة في ضمان المصالح الوطنية الناتجة عن المفاوضات مع أمريكا.”
وقال وزير الاستخبارات: “الوضع الاقتصادي للبلاد، وضغوط العقوبات المفروضة، والظروف التي يواجهها الرأي العام أو الحملات الإعلامية ضدنا، كلها أمور واضحة للجميع. ومن واجبنا أن نخفف هذه الآلام وأن نكون خدماً للشعب ونخطو نحو التقدم. لدينا مشاكل يتطلب حلها التماسك والتعاضد.”
وأضاف خطيب متابعًا: “إن نفسية الشعب وصفاء مسؤولي محافظة تشهارمحال وبختياري جعلت هذه المحافظة واحدة من أكثر المحافظات أماناً في البلاد، وهذا الأمن هو ثمرة نفسية وصفاء وتضامن الشعب، ويجب علينا أن نبذل كل جهدنا في هذا المجال.”
وأضاف وزير الاستخبارات: “هذا الانسجام والتضامن في المحافظة بين المسؤولين، خاصة فيما يتعلق بقضية المياه، يستحق التقدير، ومتابعة وحل القضايا الوطنية تجري عبر جهود الحكومة وأعضاء البرلمان، أما القضايا الإقليمية والمحلية فيجب متابعتها وحلها من خلال تقديم حلول إقليمية ومحلية.”
وقال خطيب، مشيرًا إلى وجود بعض الاختلالات في البلاد: “طرح المشاكل والقضايا المختلفة في اجتماعات المسؤولين أمر في غاية الأهمية، لكن تقديم الحلول لها في ظل الظروف الراهنة للبلاد، هو الأهم.”
وقال وزير الاستخبارات في الختام، موضحًا أن الإجراءات السلبية تأتي بنتائج عكسية وأن العمل المدروس يمكن أن يكون مثمرًا: “ما يعيق تحقيق الإنتاجية الكافية هو أننا لا نتخذ قرارًا جادًا لحل المشكلة من خلال حلول بسيطة، ونربطها بحلول سلبية لا تحقق النتيجة المرجوة.”
في ختام الجلسة:
في نهاية الجلسة، تم تقدير جهود مديرية الاستخبارات السابقة في المحافظة وتقديم المدير الجديد.
كما قام وزير الاستخبارات بزيارة مقبرة شهداء مدينة شهركرد، وأدى التحية لمقام الشهداء العظيم.
لقاء وزير الاستخبارات مع ممثل مقام القائد الأعلى للثورة في المحافظة وإمام جمعة شهركرد:
قال خطيب وزير الاستخبارات في لقاء مع حجة الإسلام والمسلمين فاطمي، ممثل مقام القائد الأعلى للثورة في المحافظة وإمام جمعة شهركرد: “تضم المحافظة عشائر مختلفة تعيش جنباً إلى جنب، وهي بذاتها رمز للتآخي والوحدة والتماسك الوطني في البلاد، وهو ما نشهده محققاً منذ سنوات في المحافظة. إنها محافظة تشتهر بالوفاء والشهامة والشجاعة والمروءة والصفاء والإخلاص، وهذه نعم عظيمة يتمتع بها شعب هذه المنطقة، ويجب أن نؤدي شكر هذه النعم لله تعالى، وبطبيعة الحال، يسعى العدو أيضاً لإحداث خلل في وحدة وتماسك وتضامن هذا الشعب مع نظام الجمهورية الإسلامية.”
وأكد وزير الاستخبارات: “بفضل هذه الوحدة والتضامن، خلال حرب الـ12 يومًا، لم نشهد – بفضل الله – أي عمل مزعزع للأمن أو مستقر في البلاد. لذلك، اتضح خلال هذه الأيام الـ12 أن القوة والمتانة الداخلية، إلى جانب وحدة الشعب، هي طريق النجاة الذي لا يحافظ على البلاد في مواجهة جميع المؤامرات فحسب، بل يمكننا أيضاً أن نواكب التقدم والتنمية والنهضة شرط أن تبقى ولاية الفقيه وقيادة الإمامة محوراً لنا. هذه تجربة اكتسبناها خلال هذه الأيام الـ12 ويمكن أن تكون درساً لنا.”
وقال خطيب، مشيرًا إلى كلام حجة الإسلام والمسلمين فاطمي: “كما تفضلتم وقمتم به، يجب أن يدفعنا الحفاظ على الشعب وخدمة الشعب، رغم الفتن التي يثيرها العدو، إلى القيام بأعمال إيجابية، إذا كان العدو يسعى لنشر رموز ونماذج معينة لتسهيل اختراقه، فإن الجهود الإيجابية والثقافية والاجتماعية والاتصال والتواصل مع الشعب وخدمة الشعب ستقوضها حتماً. هذه لا تحتاج كثيراً إلى إجراءات أمنية، بل تحتاج إلى تفاعل تعاوني وفعال مع الشعب نفسه، ولا سيما الشباب.”