الكتب الثقافية

کتاب إني آنست نارا

الشهيد محمد علي رباعي

آنست نار

إنّ هذا الكتاب وبما يحتويه من قصص ومواقف للشهيد محمد علي رباعي ما هو إلّا نبذة نابعة من الذاكرة الشخصية، وممّا جُمع من قصصٍ تلاها أهله ورفاق دربه وكلّ مَن عايش الشهيد أو حتّى وقف عند بعض مكنونات تصرّفاته.

فكل ما سيرد في الكتاب محقّقٌ مُبيّن لدى أهل الشهيد، وموثوق الحديث عنه.

مقدمة الناشر •
مبكرًا أشرقت نفسه على حقائق اليقين فكانت علامة يقينه السكون وحمل الهم وعلو الهمّة.

الشهيد محمد علي رباعي آمِنٌ في زمن الخوف، ذاكرٌ في أوقات الغفلة، حزنه في قلبه، بشره في وجهه، تأنس السكينة في صمته، وتنبت الحكمة في حديقة حروفه…

بين تهذيب النفس والحضور الجهادي اختصر رحلته في هذه الدنيا… قصيرةً كانت رحلته، لكنه اجتاز مع قافلةِ الأولياء صحراء العمر بزاد الاقتداء…

بَصُر بالدنيا فبصّرته ولم يُبصِر إليها فنجا من عماها الذي تورثه للناظرين إليها والمستوطنين فناءَها… أخذته جذبة الحضور فاشتدت رقابته لسلوكه ورسم لنفسه سبيلاً بين شوق الوصال وولاية الآل عليهم السلام وزاد المآل…

خمينيٌ منذ تفتّح براعم وعيه بين يدي “الأربعون حديثاً”، ولائيٌّ منذ قادته البصيرة إلى معرفة معايير الولاء، مجاهدٌ قبل أن يحمل البندقية بعد استماع صوت كربلاء. وحين فتح الله الباب لخاصّة أوليائه فاضت البشرى على وجنتيه؛ لقد أذن الرحمن للعارجين على سلاسل الهضاب؛ فكان واحداً من الواصلين…

تستوقفك وصيته حين يحدد مكان دفنه وإيصال رسالته بزرع السؤال في أذهان الغافلين عن هموم الانتماء: “لا تضعوا بلاطةً على قبري حتى تُبنى مراقد البقيع”…

هذا “الاستشهادي” الذي اقتحم الميدان ليحمي إخوته وتوسّط جمع الزاحفين مفرداً على تلال حدود لبنان الشرقية افتدانا نحن وأيقظنا نحن أوصانا نحن…

نحن الذين نقرأ هذه السطور من حياة هذا “الفتى” الذي اختار لنفسه اسم “أبي ذر” مواساةً لغربته وتوسّماً بصدق ولايته، لا نتعرف على شخصية فيلسوفٍ أو قائدٍ سياسي أو أحد مشاهير التاريخ، بل نعيش مع شابٍ مجاهدٍ مغمورٍ لا يعرفه إلا المقربون منه، وهذا الكتاب واسطتنا إليه…

لم يرغب كاتب سيرته بذكر اسمه كي يبقى عمله “صدقة سر” تشبه إخلاص محمد علي، وقد تلقف دار المعارف مبادرة هذا الأخ العزيز ليكون شريكاً في ثواب تخليد ذكر الشهداء ونيل شرف خدمة نهجهم المقدس.

كتاب “إنّي آنست نارًا” حكاية سيرة لأحد الذين صنعوا حكاية النصر والعز والمقاومة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى