تناولت صحيفة “ذا صن” البريطانية، في تقرير لها ، اليوم الأحد، تأثير العمليات البحرية اليمنية على الاقتصاد البريطاني والتأثيرات المحتملة في حال منع السفن من المرور عبر الرجاء الصالح
وأوضحت الصحيفة أن العمليات البحرية اليمنية تجعل المستهلكين في المملكة المتحدة يدفعون المزيد مقابل كل شيء بدءاً من السيارات وحتى كأس الشاي.، مشيرة إلى أن القوات المسلحة اليمنية باتت تسيطر فعليا على أكثر من خمس التجارة البحرية العالمية مقابل من خلال الهجمات بالطائرات بدون طيار والصواريخ على السفن في البحر الأحمر، مؤكدة أن العمليات أثارت المخاوف بشأن الإمدادات بالنسبة للشركات البريطانية الكبرى مثل ( ماركس آند سبنسر ، ونكست ، وباوندلاند ، وبريمارك).
وأبدت الصحيفة تخوفها من تهديد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي باستهداف السفن التي حولت مسارها باتجاه الرجاء الصالح، موضحة أن شركات الشحن تعاني بالفعل من تكلفة إضافية تبلغ في المتوسط 800 ألف جنيه إسترليني في كل مرة تضطر فيها إلى تغيير مسارها، إلى جانب تأخيرات لمدة أسبوعين، وأضافت : “لكن قطع طريق المحيط الجنوبي بشكل كامل يمكن أن يدفع العديد من الشركات إلى المزيد من الانكماش الاقتصادي في جميع أنحاء أوروبا .
وأشارت إلى تحذير شركة “سينسبري” مؤخرًا من أن إمدادات الشاي معرضة للخطر جراء عمليات البحرية اليمنية، حيث رفعت الشركة على أحد متاجرها لوحة مكتوب عليها: “إننا نواجه مشكلات في العرض تؤثر على إمدادات الشاي الأسود على مستوى البلاد.
قطع طريق رأس الرجاء الصالح
وأكدت الصحيفة أن القوات المسلحة اليمنية تمكنت من استهداف السفن المتجهة نحو البحر الأحمر عبر باب المندب، إلا أن تهديد قائد ” أنصار الله ” الأخير باستهداف السفن المتجهة نحو الرجاء الصالح كان مقلقاً جدا فهذا التحذير يؤثر على السفن التي تحول مسارها على بعد مئات الأميال حول رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا باتجاه أوروبا، مضيفة أن شركات السيارات بما في ذلك ميشلان وسوزوكي وتيسلا وفولفو اضطرت إلى تعليق الإنتاج أو تقليله بسبب نقص المكونات، كما تعرضت شركات النفط، بما في ذلك BP وShell، لضغوط لتحويل مسارها وسط تهديدات لأسعار الوقود التي تهدد بإشعال شبح التضخم من جديد.
وأكدت الصحيفة أن من بين الشركات الكبرى الأخرى التي تأثرت أيضًا شركات التوصيل الألمانية DHL وFedEx، التي اضطرت إلى تحويل جزء من أعمالها إلى الشحن الجوي المكلف.
و صرح ” بيورن جولدن ” الرئيس التنفيذي لشركة أديداس العملاقة للملابس الرياضية للصحيفة، محذرا من أن أسعار الشحن “المتفجرة” تؤدي إلى ارتفاع التكاليف وسط مخاوف من ارتفاع أسعار المتاجر.
كما حذرت مجموعة دانون للأغذية، وشركة الأثاث السويدية إيكيا ، وماركس آند سبنسر، التي تضررت من تأخير شحنات الملابس، كما توقعت سلسلة الأزياء Next أيضًا أن يكون نمو المبيعات معتدلاً إذا استمرت الاضطرابات حتى عام 2024.
كما حذر باوندلاند وبريمارك من أن الإمدادات قد تتضرر في الأشهر المقبلة إذا لم يتم إيقاف هجمات القوات البحرية اليمنية.
وأكدت الصحيفة أن الضربات التي شنتها الطائرات الأمريكية والبريطانية على اليمن قد فشلت حتى الآن في وقف الهجمات البحرية.
وقال المحلل الدفاعي بول بيفر لصحيفة ذا صن يوم الأحد: “لقد حذر الحوثيون من أن لديهم المزيد من” المفاجآت “لإسرائيل وحلفائها الغربيين، وهو تهديد يجب أن نأخذه على محمل الجد، لقد تأثرت طرق التجارة عبر قناة السويس بشدة بالفعل، حيث اضطرت السفن إلى تحويل مسارها لآلاف الأميال، ولكن إذا تعرض هذا الطريق البديل أيضًا لتهديد خطير، فقد يكون التأثير كارثيًا ويكون له تأثير خطير على توريد المنتجات التي نعتمد عليها جميعًا”.
وأضاف: “لن أتفاجأ إذا حاول الحوثيون القيام بشيء مذهل بعيدًا عن أراضيهم قريبًا – ربما باستخدام طائرة بدون طيار أو صاروخ يتم إطلاقه من السفن أو حتى طائرة بدون طيار تحت البحر “.