مكتبة النور

کتاب الإيزيدية الأصل والنصوص الدينية ( مه ركه الإيزيدية الأصل المفاهيم التسمية الطقوس والمراسيم والنصوص الدينية)

نشأنا في مجتمع مليء بالمآسي والمعاناة التي كانت ناتجة عن عوامل كثيرة منها عوامل داخلية تتعلق بتركيبة المجتمع ونظامه الاجتماعي والديني واستغلاله من قبل القائمين على هذا النظام… واخرى خارجية تتجلى في محاربته من قبل الكيانات الدينية والقومية المحيطة به بغية طمس هويته الدينية والقومية وبالتالي تدمير الاجتماعي…. فكنا نسمع من آبائنا واجدادنا قصصاً وروايات تراجيدية عن حياة اسلافهم وما تعرضوا لها من ويلات وعمليات الابادة الجماعية… فكانت تساورنا آنذاك جملة من التساؤلات منها :


هل القائمون على المجتمع الايزدي يحملون صفات روحية وإلهية ليكون لديهم صلاحية تغيير دين الفرد ؟ ومن اين لهم صلاحية فتاوى الحلال والحرام؟! أم انهم يستخدمون صفتهم الدينية لاستغلال بساطة المجتمع والطاعة العمياء لافراده لهم؟! ألا يوجد للايزدية كتب دينية أو ما يركن اليه للتخلص من اجتهادات رجال الدين واستغلال المتنفذين؟ هذا من جانب ومن الجانب الآخر : لماذا كل هذه الجرائم والجينوسايدات بحق الايزدية؟ ألم يكن هذا المجتمع مجتمعاً انسانياً صالحاً يستحق العيش بكرامة ؟ الم يخلقنا الله لنكون عنصراً نافعاً ضمن كينونته؟!

أم تعمد في خلقنا لانتقام الغير منا ونكون وسيلة لهم للوصول اليه؟! وهل هناك في دساتيرهم مايدل على ان الله جعلهم وكلاء له في الارض ليتعمدا نيابة عنه ؟!…. .. إذاً من يتحمل مسؤولية ذلك تجاه الانسانية والتاريخ ؟! هم ام نحن ايضاً؟! ازدادت معاناتنا اكثر لدى اختلاطنا وتعاملنا مع المجتمعات الاخرى عندما كنا نواجه اسئلة واستفسارات عن ماهية العقيدة الايزدية دون ان نجد لها جواباً وافياً شافياً لاستفساراتهم او للرد على الكتاب والباحثين الذين جاءوا بمغالطات وتلفيقات عن الايزدية.

کتاب الإيزيدية الأصل والنصوص الدينية
کتاب الإيزيدية الأصل والنصوص الدينية


لذا ما كان علينا إلا ان نبحث في ثنايا الكتب والمصادر المختلفة عسى ان نجد ما نصبوا اليه… ولكن لم نحصل بذلك على ما يروي عطشنا، لان معظم هذه البحوث لم تكن موفقة في تحليل الايزدياتي وخاصة في جانب مفهومها العقائدي… لانها (الايزدياتي تعرضت عبر تاريخها الطويل الى التشويه والتحريف… فانحصرت في زاوية مظلمة محاطة بمن يحاول قبرها تماماً وبقيت ايديولوجيتها في صدور رجالها في حالة كتمان شدید بعد ضياع مدوناتها …. واوشكت على الضياع لولا ظهور رجال فكرها (بعد مجيء الشيخ ادي الى لالش)

الذين قاموا بترتيب وتنظيم البيت الايزدي من جديد وفق ايديولوجيتها الاساسية مع اضافة بعض الامور لتوافق ومقتضى العصر، حيث تم تشكيل نظام اداري لقيادة المجتمع الايزدي ووضع فلسفة الايزدياتي في قصائد شعرية وفق خصائص معينة تميزها عن القصائد المألوفة في ذلك الحين… وقد اصبحت هذه النصوص الدينية والاجتماعية (قهول، به یت، قه سیده…الخ). نصوصاً معتمدة يركن اليها وبمثابة دستور ديني واجتماعي للمجتمع الايزدي بالرغم من عدم تدوينها وبقائها محفوظة في صدور رجال الدين يتناقلها جيل بعد جيل وتعرضها الى بعض التغييرات في شكلها واحياناً في مضمونها….


فعلى ضوء هذه النصوص باعتبارها التراث الروحي والاجتماعي والقومي يمكن للمجتمع الايزدي ان يعرف ذاته ايديولوجيته ،تراثه ،ثقافته الجذور الاولى لتقاليده وعاداته الدينية والقومية بذا يصبح له ايديولوجية واضحة ومحددة ويتخلص من التفسيرات والاجتهادات الخاطئة هذا من جهة ومن جهة اخرى يمكنه تحديد نهجه الاجتماعي وفق فكره الديني واعرافه الاجتماعية ويستطيع بناء كيان اجتماعي وفكري رصين ومتين له غير قابل للتشويهات والتأويلات، وبالتالي تعريف نفسه

————————————✿————————————

————————————✿————————————

الإيزيديون (أو الإيزيدية) هي مجموعة دينية عرقية ذات جذور كردية، تُعتبر ديانتها من أقدم الديانات في العالم، وتتميز بمعتقدات فريدة وممارسات طقسية خاصة. إليك نظرة شاملة عنهم وعن عقائدهم:


1. النشأة والتوزيع الجغرافي

  • الأصل: تختلف النظريات حول أصل الديانة الإيزيدية؛ فبعض المصادر تربطها بالحضارات القديمة في بلاد الرافدين، مثل السومريين والبابليين، حيث تشير النقوش الأثرية إلى ارتباط اسم “إيزيدي” بكلمات تعني “الطاهر” أو “النقي” في اللغة الأكدية . بينما يعتقد آخرون أن الديانة تجددت على يد الشيخ عدي بن مسافر في القرن الثاني عشر الميلادي، وهو متصوف من أصول إسلامية .
  • الانتشار: يتركز الإيزيديون في شمال العراق (خاصة مناطق سنجار والشيخان) وسوريا وتركيا، مع وجود مجتمعات صغيرة في أرمينيا وجورجيا وألمانيا ودول أوروبية أخرى. يُقدّر عددهم بحوالي 700,000 إلى مليون شخص عالميًا .

2. المعتقدات الأساسية

  • التوحيد: يؤمن الإيزيديون بإله واحد يُطلق عليه اسم “خودي” أو “ئيزدان”، خالق الكون، لكنهم يعتقدون أن الإله فوّض إدارة العالم لسبعة ملائكة، أبرزهم الملك طاووس (طاووس ملك)، الذي يُعتبر رمزًا للضوء والحكمة، وليس الشيطان كما يُشاع خطأً .
  • الخلق: وفق أساطيرهم، رفض الملك طاووس السجود لآدم لأنه خُلق من تراب، بينما هو مخلوق من نور الإله، فامتدحه الإله على إخلاصه وجعله رئيس الملائكة .
  • تناسخ الأرواح: يؤمنون بتناسخ الأرواح كوسيلة للتطهير الروحي، ويعتبرون الطرد من المجتمع الإيزيدي عقابًا يُحرم الروح من التجدد .

3. الطقوس والممارسات الدينية

  • الصلاة: يصلون خمس مرات يوميًا، متوجهين نحو الشمس في معظم الصلوات، باستثناء صلاة الظهر التي تكون اتجاهها نحو معبد لالش المقدس في العراق .
  • الصوم: يصومون ثلاثة أيام في ديسمبر/كانون الأول، وأربعين يومًا في الشتاء والصيف لرجال الدين .
  • الحج: يحجون سنويًا إلى ضريح الشيخ عدي في لالش، حيث يمارسون طقوس الاغتسال وتقديم القرابين الحيوانية .
  • الكتب المقدسة: لديهم كتابان رئيسيان هما “الجلوة” (الظهور) و“مصحف رش” (الكتاب الأسود)، لكن معظم تقاليدهم تنتقل شفهيًا .

4. النظام الاجتماعي والديني

  • الطبقات: ينقسم المجتمع الإيزيدي إلى ثلاث طبقات:
  1. الشيخ: ينحدرون من أتباع الشيخ عدي.
  2. البير: مسؤولون عن الطقوس الدينية.
  3. المريد: العامة الذين لا ينتمون للطبقتين السابقتين.
  • يُحظر الزواج بين الطبقات أو مع غير الإيزيديين للحفاظ على “نقاء الدم” .
  • الزواج: يُسمح بتعدد الزوجات لشخصيات دينية بارزة، لكنه نادر بين العامة .

5. التحديات والاضطهاد

  • الإبادة الجماعية: تعرض الإيزيديون لـ72 إبادة جماعية عبر التاريخ، أبرزها ما تعرضوا له على يد تنظيم داعش عام 2014، حيث قُتل الآلاف واختُطفت النساء كسبايا .
  • الوصم: لطالما وُصموا خطأً بـ”عبادة الشيطان” بسبب تقديسهم للملك طاووس، مما أدى إلى عزلتهم واضطهادهم في المجتمعات المحيطة .

6. الرموز والأعياد

  • الرموز: الطاووس (رمز النور)، والأفعى (ترمز للخلود)، والشمس (تعتبر أقدس مخلوقات الإله) .
  • الأعياد:
  • عيد سرى سال (رأس السنة) في أبريل/نيسان.
  • عيد الجماعية في سبتمبر/أيلول، وهو موسم الحج الرئيسي .

الخلاصة

الإيزيدية ديانة توحيدية قديمة تجمع بين عناصر من المسيحية والإسلام والديانات الفارسية، مع تركيز على الطهارة الروحية واحترام الطبيعة. رغم تعقيد معتقداتهم وتاريخهم المليء بالاضطهاد، يحافظ الإيزيديون على هويتهم من خلال العزلة النسبية وتقاليدهم الصارمة.

زر الذهاب إلى الأعلى