في خطاب مؤثر ألقاه بمناسبة الذكرى السنوية التاسعة لاستشهاد القائد الجهادي السيد مصطفى بدر الدين، أكد الشيخ نعيم قاسم، الأمين العام لحزب الله، على قوة وصمود المقاومة في مواجهة العدوان الإسرائيلي. وحذر قاسم إسرائيل من مغبة استمرار انتهاكاتها، مشدداً على أن المقاومة ستبقى ثابتة ولن تنهار أمام التهديدات أو الضغوط.
الامين العام لحزب الله يتحدث في ذكرى استشهاد القائد الجهادي الكبير الشهيد السيد مصطفى بدر الدين “السيد ذو الفقار” ويُحلل الأوضاع الإقليمية
بيروت – في كلمة ألقاها بمناسبة الذكرى التاسعة لاستشهاد القائد العسكري البارز في حزب الله السيد مصطفى بدر الدين (ذو الفقار)، تناول الأمين العام للحزب سماحة الشيخ نعيم قاسم مسار المقاومة والتحديات السياسية والأمنية التي تواجهها المنطقة، مع تركيز على الصراع مع الكيان الإسرائيلي والوضع الداخلي اللبناني.

استذكار مسيرة الشهيد بدر الدين
أشار سماحة الشيخ نعيم قاسم إلى أن بدر الدين (المولود عام 1961) كان أحد الرموز البارزة في المقاومة الإسلامية منذ مشاركته المبكرة في الثورة الإسلامية الإيرانية (1979) وعملياته ضد الاحتلال الإسرائيلي للبنان عام 1982، حيث جُرح في معركة خلدة قرب بيروت. كما أكد دوره في قيادة العمليات العسكرية لحزب الله خلال تسعينيات القرن الماضي، ودوره في سوريا كمسؤول أمني وعسكري، مشددًا على أن وجوده هناك كان “لخدمة المقاومة وليس الصراعات الداخلية”.

الموقف من التطورات الإقليمية
- فلسطين وغزة:
ندد نصر الله بالعدوان الإسرائيلي على غزة، ووصفه بـ”الإبادة الجماعية الممنهجة”، معتبرًا أن صمود الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة (خاصة حماس والجهاد الإسلامي) أفشل مخططات الكيان الإسرائيلي الرامية إلى “قتل روح المقاومة”. وأكد أن استمرار العدوان لن يُنهي الحق الفلسطيني، قائلًا: “حتى لو اجتمعت الدنيا مع نتنياهو، لن يسلبوا الأرض أو يُنهوا المقاومة”. - لبنان والحدود الجنوبية:
استعرض نصر الله تاريخ المواجهات مع إسرائيل، بدءًا من اجتياح 1982 واتفاقية 17 أيار “المذلة”، مرورًا بتحرير الجنوب عام 2000، وصولًا إلى حرب 2006 واتفاق وقف إطلاق النار 2024. وأكد أن المقاومة منعت إسرائيل من “التوسع التدريجي” في الأراضي اللبنانية، داعيًا إلى تعزيز التلاحم بين الجيش والشعب والمقاومة. - اتفاق وقف إطلاق النار:
انتقد نصر الله عدم التزام إسرائيل بالاتفاق، مشيرًا إلى أنها خرقت الهدنة أكثر من 3 آلاف مرة، بينما التزم الجانب اللبناني بنشر الجيش في الجنوب. وحذر من محاولات “إنهاء المقاومة عبر الضغوط السياسية”، مؤكدًا: “الاستسلام ليس خيارًا، وسنواجه بكل الوسائل”. - الداخل اللبناني:
دعا إلى تعزيز الاستقرار عبر تضامن المكونات اللبنانية، ورفض محاولات “عزل حزب الله أو استهدافه”. كما أشاد بالانتخابات البلدية الأخيرة وبـ”العهد الجديد” برئاسة ميشال عون، مؤكدًا أن الحزب شريك في بناء الدولة.
تحية لليمن وإيران
ختم سماحة الشيخ نعيم قاسم كلمته بالتهنئة لليمن لـ”انتصاره على العدوان الأمريكي” وتضامنه مع غزة، معتبرًا أن صنعاء أصبحت “شعلة للنور”. كما أشاد بدور إيران كـ”داعم رئيسي لقضايا الحرية في المنطقة”، معربًا عن فخره بالتحالف معها تحت قيادة الإمام الخامنئي.
رسائل أخيرة
- دعا الحكومة اللبنانية إلى تسريع إعادة إعمار المناطق المتضررة من العدوان الإسرائيلي.
- حذر من استغلال بعض الأطراف الداخلية لخدمة الأجندة الإسرائيلية، واصفًا إياهم بـ”خُدام الكيان”.
- أكد أن مستقبل لبنان مرتبط بصمود المقاومة وتعزيز الوحدة الوطنية.

الكلمة الكاملة لسماحة الشيخ نعيم قاسم، الأمين العام لحزب الله
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق، مولانا وحبيبنا وقائدنا أبي القاسم محمد، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وصحبه الأبرار المنتجبين، وعلى جميع الأنبياء والصالحين إلى قيام يوم الدين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نحن في الذكرى السنوية التاسعة لاستشهاد القائد الجهادي الكبير السيد مصطفى بدر الدين (ذو الفقار). بهذه المناسبة أُعزّي وأُبارك عائلته الشريفة، وشعب المقاومة، وكلّ المحبّين الذين يُحيطون بهذا المجاهد وبمجاهدي المقاومة الإسلامية في كلّ مكان. كما أستفيد من الفرصة لأُعزّي بكلّ الشهداء في فلسطين المحتلة، وفي لبنان الأبي، وفي اليمن السعيد، وفي العراق المعطاء، وفي إيران الأبية، وفي كلّ مكان قَدّم فيه الشهداء في سبيل المقاومة وعطاءاتها. أُبارك وأُعزّي لكل الأحبة، لكل العائلات، لكل الذين يُحيطون بهؤلاء.نحن اليوم سنتحدث عن السيد مصطفى بدر الدين القائد الجهادي الكبير، وكذلك عن الأوضاع السياسية العامة.
أبدأ بالحديث عن السيد الجهادي الكبير. هو من مواليد 1961، وعندما استُشهد في سنة 2016 بلغ من العمر 55 سنة. مع انتصار الثورة الإسلامية المباركة في سنة 1979، كان من الناشطين جدًّا في التظاهرات وفي المحافل التي تُحيي هذا الانتصار، ولم يتجاوز عمره السبعة عشر عامًا.عندما استُشهد السيد محمد باقر الصدر، المرجع الكبير رضوان الله تعالى عليه، كان من الذين قاتلوا وواجهوا البعث العراقي وقتها دفاعًا وانتقامًا ومواجهة، وكان قد بلغ من العمر تسعة عشر عامًا.
في سنة 1982 حصل الاجتياح “الإسرائيلي”، وكان هو من الأوائل الذين قاتلوا في خلدة، مدخل بيروت، وجُرح وقتها، وكان قد بلغ من العمر واحدًا وعشرين عامًا. أي أنه منذ الشباب الأول هو في المواقع المتقدمة يدافع ويقاوم ويجاهد عن القضايا المحقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية ومواجهة العدوّ “الإسرائيلي”. اعتُقل في الكويت بين سنة 1983 و1990 لمدة سبع سنوات، لكنّه كان يُخيف سجّانيه بدل أن يُخيفوه.
هو قائد عسكري مباشر لحزب الله منذ سنة 1995 إلى سنة 1999، لمدة أربع سنوات. استُهدف في “عناقيد الغضب” سنة 1996، قاد عملية أنصارية سنة 1997، وعاين مباشرة كلّ الخطوات التي قام بها المجاهدون في هذه العملية، وهي العملية المشهورة. كان له دور رئيس في سورية لمدة خمس سنوات، هو مسؤول عن إدارة العمل الأمني والعسكري في سورية. ذهب إلى سورية من أجل المقاومة، من أجل طريق المقاومة، وظهر المقاومة، ولم يكن ذهابه جزءًا من أي صراع داخلي.
ونحن اليوم نؤكد أيضًا أننا نريد سورية موحّدة لجميع أبنائها، يتعاونون مع بعضهم، ويُشكلون قياداتهم وحكوماتهم بما يريدون، مع مشاركة الجميع، بعيدًا عن التصفية والانتقام واستهداف الأقليات العلوية والدرزية والمسيحية كما يحصل من بعض الفصائل. نحن نريد لسورية أن تكون مجتمعة موحّدة، كما نستنكر استنكارًا عظيمًا ما يحصل من عدوان “إسرائيلي” متكرّر، وكلنا أمل بهذا الشعب السوري العروبي البطولي الإسلامي الأبي، أنه سيمنع “إسرائيل” من أن تحقق أهدافها في سورية.
هذا القائد الجهادي الكبير هو نموذج من النماذج التي عملت في هذه الساحة. قال تعالى: “الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله، وأولئك هم الفائزون”. هو صديق وأخ الشهيد عماد مغنية، القائد الكبير، رضوان الله تعالى عليه، وعمل مع الشهيد القائد، قائد محور المقاومة، الشهيد قاسم سليماني، رضوان الله تعالى عليه. وكان تحت إدارة وقيادة سيد شهداء الأمة، السيد حسن نصر الله، رضوان الله تعالى عليه.
الشهيد القائد كان يمتلك الوعي السياسي والإستراتيجي، نال البكالوريوس في العلوم السياسية سنة 2005، أتقن اللغة الانجليزية، له عقل عملي وعلمي، خاض مفاوضات شاقة من أجل إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين والفلسطينيين والعرب من سجون الكيان “الإسرائيلي”. كان بارعًا في الحرب النفسية والإعلامية، وكان إداريًّا دقيقًا في تراتبيته التنظيمية. عند شهادة السيد هادي، ابن سماحة الأمين العام، سيد شهداء الأمة، السيد حسن نصر الله، رضوان الله تعالى عليه، نظّم تغطية مباشرة لهذه المناسبة، كانت نموذجًا من الإطلالة الإعلامية المؤثرة في ذاك الزمان.
هو صلبٌ، له مهامه ومهابته في آنٍ معًا، كان يهتم بالإخوة علميًّا واجتماعيًّا، وعلى المستوى الخاص، حتّى أحبوه وارتبطوا به. ولا يخفى أنه كان قائدًا حقيقيًّا في الميدان، يمتلك البأس والجرأة والقدرة، هو أحد النماذج من قيادات المقاومة الإسلامية المظفّرة.
أنتقل إلى الوضع السياسي العام، وهنا ضمن نقاط.
أولًا: ماذا نواجه؟
نحن نواجه مشروعًا “إسرائيليًّا” منذ سنة 1948 في المنطقة، أي لأكثر من 77 سنة، يستفيد من قوة عسكرية هائلة، وتدعمه أميركا ودول الغرب بكلّ الإمكانات والطاقات والقدرات، والهدف هو زرع كيان في المنطقة استعماري، يريد أن يتوسع ليُغير الشرق الأوسط الجديد.حاولت “إسرائيل” خلال السنوات الماضية كثيرًا أن تقضم فلسطين تدريجيًّا: في البداية أراضي 1948، ثمّ 1967أراضي باقي فلسطين، وبعدها أراضٍ من الدول العربية. ولم تكن تتراجع في أي موقع من المواقع إلا بالمواجهة وبالمقاومة. وفي الحقيقة، كانت تهدف إلى أن تزداد من قضم الأراضي، لتصل إلى التوسع الكامل والشامل.
غزّة الصمود والإباء والعطاء والتضحية، استطاعت أن تخوض معركة طوفان الأقصى من خلال قيادة حماس والجهاد الإسلامي والفصائل الفلسطينية والشعب الأبي المجاهد بكلّ أطيافه. واستطاعت أن تفضح وأن تكشف هذا الكيان الغاصب الذي يعمل على الإبادة البشرية، ويعمل على قتل البشر وتدمير الحجر، وإعدام الحياة، وقتل الأطفال.
كل ما نسمعه اليوم عن حرب على غزّة، هو في الواقع قتل للموجودين في الخيام، من الأطفال والنساء والرجال وعموم الناس، وهم يُمارسون عملية تجويع منذ بداية شهر آذار حتّى الآن بشكل ممنهج، وهذا أمر على مرأى العالم، وبتأييد ورعاية أميركية مباشرة. هذا يدل على أن هناك قرارًا كبيرًا من أجل قتل روح المقاومة، وإعدام قدرة أن يسترد صاحب الأرض أرضه.
لكن هذا أمر مستحيل، يريدون إنهاء المقاومة في غزّة، ومنذ السنة وسبعة أشهر يقومون بكلّ هذا الإجرام الموصوف على المستوى العالمي والإنساني، ولم يتمكّنوا من تحقيق الهدف. يريد نتنياهو أن يعدم الحياة في فلسطين المحتلة، في غزّة بالتحديد، من أجل إنهاء المقاومة وإنهاء المستقبل، ولم يتمكّن، ولن يتمكّن حتّى ولو أطال أمد الحرب، لأن هذا الشعب الفلسطيني شعب مقاوم، شعب صاحب حق، شعب مؤمن، شعب مضحٍ، معطاء. مستحيل أن يتمكّن نتنياهو ولو اجتمعت الدنيا معه، أن يسلب الفلسطينيين أرضهم وحقهم ومستقبلهم، حتّى ولو استمر كذلك إلى آخر ولايته، لأن هذا الشعب قدّم عشرات الآلاف من الشهداء، وعشرات الآلاف من الجرحى، وقدّم كلّ ما لديه من أجل أن يبقى عزيزًا كريمًا.
في لبنان، تعرفون أنه بعد الاجتياح “الإسرائيلي” في 17 أيار سنة 1983 حاولت “إسرائيل” أن توقّع اتفاقًا مع لبنان، وهذا الاتفاق يضع شروطًا كثيرة على لبنان، اتفاق مذل، اتفاق يعدم لبنان قدرته، اتفاق يمكن “إسرائيل” من أن تتصرّف كما تشاء في لبنان، وله تفاصيل يمكن العودة إليها. وقتها لم يكن ميزان القوى لصالح لبنان، ووقف في البرلمان نائبان: النائب زاهر الخطيب والنائب نجاح واكيم اعتراضًا على اتفاقية 17 أيار، وكادت أن تمر، لكن مع ذلك الموقف الشعبي المقاوم المؤثر من العلماء والناس والقوى السياسية وسورية ولبنان وكلّ من كان مؤازرًا للمواجهة مع العدوّ الإسرائيلي، تمكّنوا بحمد الله تعالى من إسقاط هذا الاتفاق. يعني هناك حالة قضم كانت تريدها “إسرائيل” في لبنان باتفاق 17 أيار 1983، لم تتمكّن.
استمرت “إسرائيل” بالاحتلال وأنشأت جيش لبنان الجنوبي على قاعدة أن تتمكّن من القضم بطريقة أخرى، لكن في سنة 2000 حصل التحرير الكامل وخرجت “إسرائيل”، ولم تتمكّن من القضم في لبنان.
أجرت المحاولة سنة 2006 وأيضًا لم تتمكّن “إسرائيل”، فانتصر المقاومون في معادلة الجيش والشعب والمقاومة، ووصلنا إلى منع “إسرائيل” من إمكانية القضم.
أسمع سؤالًا بين الحين والآخر، يقولون: ماذا قدمت المقاومة في لبنان؟ بعد أن رأوا أن التضحيات في هذه المرحلة كانت كبيرة وعظيمة، وكان هناك آلاف الشهداء وتدمير المنازل وكلّ ما حصل، يسألون: ماذا قدمت المقاومة حتّى تقولوا باستمراريتها؟
المقاومة قدمت من سنة 1982 إلى ما قبل العدوان منع “إسرائيل” من قضم أراضٍ من لبنان، ومنع “إسرائيل” من عقد اتفاق مذل للبنان، ومنع “إسرائيل” من أن تتصرف كما تريد وتضغط على لبنان، وكانت مردوعة من سنة 2006 إلى سنة 2023، 17 سنة، لم تتمكّن أن تصنع شيئًا، وشهد الجنوب ولبنان ازدهارًا اقتصاديًا بسبب هذا الموقف.
إذًا المقاومة قدمت إنجازات في لبنان حقيقية، منعت “إسرائيل”، وإلا لو استطاعت “إسرائيل” أن تقضم تدريجيًا كلّ كم سنة قسمًا من لبنان، أين كان لبنان اليوم؟ وكيف أصبح وضع لبنان؟ هذا ما قدمته المقاومة.
والآن، في معركة أولي البأس، قدّمت المقاومة صمودًا أسطوريًا، للمقاومين منعت “إسرائيل” من أن تتقدّم، وقدّم الشعب اللبناني والجيش اللبناني وكلّ هذا التفاعل مع المقاومة العطاءات والتضحيات، والجرحى والأسرى والتحمّل، من أجل منع “إسرائيل” أن تحقق ما تريد في لبنان.
نعم، هي بقيت على خمس تلال، أو هي تأخذ مكانًا معينًا محدودًا، كان يمكن أن يكون هذا المكان العاصمة بيروت، وكان يمكن أن يكون العاصمة في صيدا وفي أماكن أخرى، لولا المقاومة ومواجهة المقاومة.
هذه الإنجازات موجودة، وهذه الإنجازات حقيقية، لذا نحن نقول إن المقاومة مطلوبة وضرورية.
ما هي المقاومة؟ المقاومة خيار دفاعي، المقاومة رؤية سياسية، المقاومة مرتبطة بتحرير الأرض والعزة والاستقلال والصمود. هذه هي المقاومة التي ندعو إلى المحافظة عليها.
أما الاستجابة للتهديدات والاستسلام، فهو يمثل خيارًا آخر، هذا الخيار هو خيار الخنوع والخضوع والقبول بمنطق القوّة. نحن مع منطق الحق ولسنا مع منطق القوّة. نحن بمنطق الحق نلتزم المقاومة ونستمر لندافع عن حقوقنا وأرضنا ومستقبلنا، وعن شبابنا، وعن أمتنا، وعن أجيالنا.
أما الذين يقبلون بأن يستسلموا ويقدّموا تحت عنوان منطق القوّة، هؤلاء لا خيار لهم، وهؤلاء يتحمّلون مسؤولية أنفسهم. أما نحن فلا نقبل أن نكون أذلاء، سنبقى دائمًا مرفوعي الرأس، أصحاب الحق دائمًا منصورين، ودائمًا في المواقع المتقدّمة.
نحن نقول دائمًا، ونعبر دائمًا، نحن نؤمن بالنصر أو الشهادة، على أي قاعدة؟ على قاعدة الالتزام بالحق وتحرير الأرض وتحرير الإنسان. النصر نصر، والشهادة نصر أيضًا، لأنها تمنع أن يحقق العدوّ أهدافه، وتفتح المجال أمام الأجيال القادمة لتستمر في عملية المواجهة، دون أن يتمكّن العدوّ من تحقيق أهدافه.
من كان يؤمن بالنصر أو الشهادة على درب الإمام الحسين، سلام الله تعالى عليه، الذي أبى أن يسلّم، أبى أن يتراجع، أبى أن يبايع يزيد، مع قلة العدد والعدة، كانت النتيجة أنه استشهد في الميدان، لكن حركته وتوجهه وقناعاته استمرت عبر الزمن. وها نحن اليوم من أبناء الإمام الحسين، سلام الله تعالى عليه، في نهجه ورؤيته، وفي عزته وكرامته ومكانته، والعودة إلى الله تعالى.
نحن في هذا النهج قدّمنا سيد شهداء الأمة، السيد حسن نصر الله، رضوان الله تعالى عليه، الذي يعبر عن هذا المنهج، وهذا المنهج هو منهج للحياة ومنهج للاستمرار، وبالتالي شهادته هي نبراس لنستمر، شهادته هي من أجل أن تكون المقاومة قوية عزيزة، شهادته هي من أجل أن يجتمع الجميع على خط واحد يحافظون على الأرض ويستردونها، ويحافظون على العزة والكرامة والاستقلال، وهذا ما لا يمكن أن نتراجع عنه. نحن في إيماننا، المقاومة دائمًا منصورة بدماء الشهداء وبالعطاءات.
أما العدوّ فهو دائمًا مهزوم. قال تعالى في كتابه العزيز: “قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد”.
كم سيطول أمد “الإسرائيلي”؟ كم يستطيع أن يجري مناورات؟ كم سيكون عنده دعم؟ كم سيظل يقتل؟ كم سيبقى نتنياهو؟ لن يبقى الوضع على ما هو عليه.
نحن لا نستطيع أن نحدد التوقيت صحيح، لكن في النهاية هؤلاء سيخسرون عندما نبقى واقفين، عندما نبقى صامدين، لا يمكن أن نعطيهم وهم في حالة الفشل وحالة التراجع.
سنبقى واقفين على أقدامنا وسييأس العدوّ من وقفتنا ومن تضحياتنا، وهذا الذي يقوم به العدوّ يزيدنا تشبثًا بمواقفنا والمحافظة على قوتنا، لأننا نرى أننا كلما كنا أقوياء كلما استطعنا أن نُحقّق مدى أكبر من العزة والكرامة والاستقلال، بدليل ما حصل في 44 سنة السابقة. أما عندما يكون هناك تخاذل، فهذا يعني أن يذهب كلّ شيء، وهذا لن يكون معنا.
الأمر الآخر، حصل اتفاق لوقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني سنة 2024، بين الدولة اللبنانية والكيان “الإسرائيلي” بشكل غير مباشر، برعاية دولية مع أميركا وفرنسا وقوات الأمم المتحدة، قوات الطوارئ الدولية.
هذا الاتفاق ينص على وقف إطلاق النار، وفيه التزامات على لبنان والتزامات على الكيان الإسرائيلي. لبنان قام بكلّ التزاماته، والمقاومة الإسلامية وكلّ المقاومين الشرفاء التزموا بوقف إطلاق النار في جنوب نهر الليطاني، وتمكين الجيش اللبناني من نشر قواته ليكون هو القوّة الوحيدة الموجودة في المنطقة، مسلحة وتحفظ الأمن، وهذا ما طبقه لبنان وطبقته المقاومة بالكامل، بشهادة العالم من دون استثناء.
بينما “إسرائيل” لم تنسحب، “إسرائيل” لم توقف عدوانها، “إسرائيل” اخترقت أكثر من ثلاثة آلاف مرة، وهذا كله موجود أمام العالم ويصرحون به، حتّى قائد قوات الطوارئ الدولية صرح بهذا، وبيّن أن الجانب اللبناني يلتزم، وأن الجانب “الإسرائيلي” لا يلتزم.
عندما حصل وقف إطلاق النار، كان ذلك لأن العدوّ “الإسرائيلي” وصل إلى طريق مسدود، أي أن الاستمرار لا فائدة منه، وأيضًا نحن مقتنعون ألا يكون هناك حرب، وبالتالي أيضًا وافقنا مع الدولة اللبنانية على وقف إطلاق النار.
لكن ما هو الهدف الذي يعمل عليه العدوّ الآن؟
هو يريد أن ينهي المقاومة، يعني الذي جعله يقوم بالحرب أولًا، وخضنا معركة البأس للمواجهة، هو مشروع قائم على إنهاء المقاومة. لم يستطع إنهاء المقاومة، وحصل اتفاق وقف إطلاق النار. الآن يعتبر أن استمرار ضغوطاته واستمرار العدوان يمكن أن يؤدي إلى إنهاء المقاومة بالسياسة، من خلال الضغط على الدولة اللبنانية لتضغط على حزب الله في كلّ لبنان، وتجرّده من إمكاناته وقدراته.هذا أمر لم يحصل، إذا لم تحققوا في الحرب إنهاء المقاومة، هل تتوقعون أن تحققوا بعد الاتفاق هذا الإنهاء بالضغط والخروقات؟ هذا لا يمكن.
العدوان الذي قامت به “إسرائيل” منذ أيام على منطقة النبطية وإقليم التفاح كان عدوانًا صاخبًا، هذا لعب بالنار، وهذا لن يجعل “إسرائيل” تأخذ أو تحقق ما تريد، وهذا برسم الدولة اللبنانية لتتحرك بفعالية أكثر، وبرسم الرعاة، أميركا وفرنسا ومن معهم.
نحن نعتبر أن هذه المرحلة بعد وقف إطلاق النار هي مرحلة مسؤولية الدولة اللبنانية، التي أخذت على عاتقها أن تطبق وقف إطلاق النار، وأن تلتزم بالقسم المرتبط بالجانب اللبناني، ونحن ساعدنا الدولة على هذا الالتزام. عليها أن تضغط أكثر، عليها أن تتحرك أكثر.
وليعلموا بشكل واضح، فليعلم “الإسرائيلي” ومن وراء “الإسرائيلي”، أننا لن نخضع للتهديدات والضغوطات، لو اجتمع العالم ليسلبنا حقنا وأرضنا، لن نستسلم، سنواجه بكلّ أشكال المواجهة المتاحة، وبحسب المرحلة، ولكن لا استسلام. احذفوا الاستسلام من قاموسكم، هذا أمر لن يحصل مع وجود المقاومة إن شاء الله تعالى.
هنا ألفت نظركم إلى نقطة هامة، إذا ظنّ البعض أننا نُستفرد الآن في لبنان، وأن الكل ينقض علينا ليضغط بأساليب مختلفة من أجل أن نتراجع ونتخلى عن قوتنا ومقاومتنا، من دون التنسيق التفصيلي مع الدولة اللبنانية في ما يتعلق بحماية لبنان وقوة لبنان، فهو واهم. هذا أمر لن يحصل، مهما كانت الضغوطات. وإذا كان يعتقد البعض أنهم بهذه الضغوطات يخرجوننا من المعادلة، فهم واهمون.
أنا أريد أن ألفت نظركم لأمر، اليوم لبنان يتّجه نحو الاستقرار، من يعيق الاستقرار في لبنان “إسرائيل” وعدوان “إسرائيل”. وأيضًا، إذا ازداد أو إذا تجاوب بعضهم في لبنان مع العدوّ الإسرائيلي، فهذا يعني أنهم يضعون الاستقرار السياسي والاقتصادي والمجتمعي على طريق الهاوية. لبنان لا يمكن أن يكون مستقرًا بعزل مكون، أو بمحاولة الاستفراد، أو بالضغط على المقاومة من أجل أن تقدم ما لا يصح أن يُقدّم بعد كلّ ما قدمته ولم تلتزم “إسرائيل” على الإطلاق. اذهبوا يا أخي، أولًا فلتلتزم “إسرائيل” بما عليها، ولتُنهي الأمور التي هي جزء من الاتفاق، ونحن نتفاهم على المستوى الداخلي على كلّ التفاصيل، لا يوجد مشكلة بيننا وبين رئيس الجمهورية، ولا بيننا وبين المكونات في الداخل اللبناني.
أما أن يفكر أحد أن الدولة تسير ويسير الاستقرار ونحن نبقى معزولون جانبًا، والضغوطات علينا، ضغوطات من الخارج وضغوطات من الداخل، وأن الأمور عادية؟ لا، ليست عادية، لا يمكن أن يحصل الاستقرار. هذا البلد يستقر عندما نكون جميعنا متعاونين، عندما نكون جميعنا مستقرين، عندما نعيش جميعنا حياتنا بشكل طبيعي.
هنا أريد أن أوجه رسالة لجمهور المقاومة:
أمامكم أولي البأس الذي خضناه معكم بكلّ عنفوان وقوة وشرف وعزة وتضحية وجهاد وعطاءات، وأمامكم تجربة وقف إطلاق النار بالصمود وحضور الأهالي في القرى والعمل بشكل متماسك.أثبتت التجربة في أولي البأس وما بعد وقف إطلاق النار أننا أقوياء في الميدان، وأننا يمكن أن نمنع هذه الأخطار عنا، وألا نُحقّق أهداف العدو.
أنتم من يهزم الأعداء و”شراشره”. أنتم من يستعيد الأرض بثباتكم. أنتم مستقبل لبنان الواعد، مع مقاومته وجيشه وشعبه التواق إلى الاستقلال والحرية. لا أحد يلعب بيننا، ولا أحد يعتقد أنه يستطيع أن يُثبّط من عزائمنا.
أما هؤلاء، وهم قلة في لبنان، الذين يخدمون “إسرائيل” بمواقفهم، فنقول لهم: لا تكونوا خُدّامًا لـ”إسرائيل”. أنتم بهذه الطريقة تعيقون وتعطلون البلد، وتسيئون إلى البلد. أنتم بهذه الطريقة تمنعون المشاركة الحقيقية والتفاعل الحقيقي.
على فكرة، خُدّام “إسرائيل” ليسوا إضافة لـ”إسرائيل”، لأنهم هم يعملون توترًا، وهذا التوّتر ينعكس سلبًا، وبالتالي ضغوطات على الكيان “الإسرائيلي”، ليس علينا نحن.
لا تبرروا لـ”إسرائيل” ما تفعل. معقول إن يقال إن قصف النبطية ليس له علاقة بلبنان؟ لأن هذا قصف على ناس ليس لهم علاقة بالتركيبة اللبنانية أو بالواقع اللبناني؟ من هذا الذي لديه عقل ويقول هذا الكلام ويقف في هذا الموقف؟
على كلّ حال، خُدّام “إسرائيل” معروفون بالنسبة إلينا، تاريخهم مظلم، فتنتهم دمّرت لبنان، دائمًا يعملون بطريقة تسيء إلى مجتمعهم، وإلى جماعتهم، وإلى من يوالونهم. ارحموا أنفسكم وارحموا البلد، هؤلاء يوتّرون البلد من لا شيء. على علمك، البلد يسير بالتنمية الاقتصادية، يسير بالترتيب الإداري، يسير بالانتخابات البلدية، يسير بترتيبات لينقل لبنان إلى مرحلة أخرى. في نفس الوقت، في مواجهة العدوان الإسرائيلي، هناك مطالبات لوقف العدوان “الإسرائيلي”، ثمّ يخرجون ليقولوا: لا، أنتم أولًا يجب أن تقوموا بما عليكم، و”إسرائيل” معها حق، وبالتالي يوتّرون البلد في وقت يجب أن تتوجه الأنظار إلى “إسرائيل” من ناحية لمنعها، وإلى بناء البلد من ناحية ثانية.
خُدّام “إسرائيل” يخطئون كثيرًا، نقول لهم: عودوا إلى وطنيتكم، عودوا إلى لبنانيتكم، عودوا إلى أن نتعاون ونكون شركاء.
الأمر الآخر، اليوم نحن أمام عهد جديد برئاسة فخامة الرئيس العماد عون، وهذا العهد الجديد فيه آمال كبيرة، لا يعتقد أحد أن هذا العهد الجديد يُلغي كلّ الآخرين، أو أنه يقوم بشيء لا يقوم به الآخرون. لا، هذا العهد الجديد نحن شركاء فيه، ونحن جزء منه، نحن كحزب الله وحركة أمل قدّمنا المساهمة الكبرى يوم انتخاب فخامة الرئيس جوزيف عون، وأثبتنا للجميع أننا في إطار بناء البلد وانطلاقته.
إذًا، ما يحصل في لبنان هو عبارة عن مرحلة جديدة فيها بناء، فيها عهد جديد، نحن جزء لا يتجزأ من هذا العهد الجديد، كلّ خيرات العهد الجديد نحن شركاء فيه ونحن نساهم فيه. عندما يكون هناك انفتاح على بعض الدول العربية والأجنبية والعلاقات التي تعود إلى سابق عهدها أو تتحسن، هذا لأننا جزء من هذه القناعة. نحن نريد للدول العربية أن تعود إلى لبنان، نحن نريد لدول العالم أن تتعاون مع لبنان، نحن نريد لمن اتّخذ مواقف سابقة لأسباب مختلفة أن يعود إلى لبنان، لأننا نعتبر أن فيه مصالح مشتركة، لماذا لا تكون هذه المصالح للجميع؟ وبالتالي ما يحصل من خيرات نحن شركاء فيه.
لكن أنا أقول لهذه الدول: لا تفرضوا خياراتكم المضرة بلبنان، ولا تغلّبوا فريقًا على آخر بغير وجه حق. إنما لكم مصالح في لبنان، صحتين على قلبكم، خذوا مصالحكم وأعطونا مصالحنا في لبنان كلبنانيين، وبالتالي نتعامل كدولة لدولة، كند لند. هذا أمر يجب أن يكون واضحًا للجميع.
على فكرة، نحن لم نبدأ مع العهد الجديد نتصرف بإيجابية حقيقة من أجل لبنان، بل منذ حكومة الرئيس ميقاتي، في 27 تشرين الثاني 2024، تم عقد الاتفاق بين الدولة اللبنانية والكيان “الإسرائيلي” بشكل غير مباشر، اتفاق وقف إطلاق النار، ونحن التزمنا به وساعدنا الدولة. يعني قبل شهر ونصف من انتخاب الرئيس الجديد، شهر ونصف والتزام كامل. هذا يعني أننا مقبلون على دعم الدولة وكيان الدولة، وأن نكون جزءًا لا يتجزأ منها، وأن يكون هناك تقدم في كلّ المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وبعد ذلك تابعنا في هذا المجال.
أكرّر حتّى لا ينسى المسؤولون، هناك أولويات ثلاثة يجب السير بها معًا:
أولوية وقف العدوان “الإسرائيلي” والانتهاكات الجوية المتكرّرة والاحتلال والإفراج عن الأسرى، هذا أمر أساس يجب أن يحصل، والدولة اللبنانية معنية بأن تضغط بكلّ إمكاناتها.الأولوية الثانية إعادة الإعمار، وهو واجب على الحكومة، ويجب أن يبدأ موضوع إعادة الإعمار. أطالب الحكومة اللبنانية أن تضع هذه النقطة على أول جلسة من جلسات أعمالها، لأنه لا يصح أن يتأخر هذا الموضوع، لا يوجد مبرر، على الأقل ضعوا الإطار العام، الخطوات العامة، تشكيل اللجنة أو اللجان المعنية، لأنه نحن يتصل بنا عدد من الدول العربية وغير العربية أيضًا، ويقولون نحن حاضرون للدعم، لكن قولوا لنا أولًا أنتم كيف ستبدؤون، وضعوا لنا الإطار الذي ستبدؤون به لبنانيًا. مسؤوليتنا أن نضع الإطار كدولة لبنانية، كحكومة لبنانية. أنا أدعو إلى إعطاء هذا الأمر أهمية كبرى، هذا من أول الأولويات الموجودة.
والأولوية الثالثة التي تحدّثنا عنها هي موضوع بناء الدولة اقتصاديًا واجتماعيًا، وإعادة أموال المودعين، وكلّ هذه الأمور التي يحتاجها لبنان.
أهنئ اللبنانيين بالانتخابات البلدية والاختيارية التي حصلت في جبل لبنان، وحصلت في منطقة الشمال وطرابلس، وبالتالي هذه الانتخابات دلّت بطريقتها وبأدائها على حماسة اللبنانيين لبناء الدولة. ونحن كنا من أول المشجعين، ومن المؤكدين على إجرائها في موعدها.
وأيضًا هناك نجاحات حققناها بالتعاون بين حزب الله وحركة أمل في بلدات كثيرة، خاصة في منطقة جبل لبنان، عندما عملنا على التوافق، وأعطينا نموذجًا رائدًا في المحافظة على صيغة العيش المشترك والتعاون من خلال تجربة حارة حريك. يعني في حارة حريك، الرئيس مسيحي، والأعضاء بحسب العدد مثلناهم بشكل طبيعي بالاتفاق بين حركة أمل وحزب الله مع القوى الموجودة. أيضًا نحن مقتنعون أن بيروت أيضًا يجب أن تُراعى فيها هذه الخصوصية، حتّى يكون التمثيل تمثيلًا متوازنًا، يأخذ بعين الاعتبار كلّ المذاهب والطوائف من دون لحاظ العدد ومن دون لحاظ الحسابات السياسية. نحن نشجع، ونحن جزء من هذا، وأعطينا تجربة رائدة في هذا الموضوع.
أختم بالتهنئة لليمن بانتصاره على أميركا، وبقائه شعلة للنور ودعمًا لفلسطين. هذا اليمن العظيم بشعبه وقيادته وتضحياته وشهدائه وجرحاه وعطاءاته، الذي استطاع أن يُرغم أميركا على أن توقف عدوانها، أرغمها غصبًا عنها، واستمر في رؤيته وقناعته بضرب الكيان “الإسرائيلي” دفاعًا عن غزّة. كلّ التحية لهؤلاء الشرفاء.
والتحية أيضًا للجمهورية الإسلامية الإيرانية المباركة، التي ترفع علم الحرية، والتي تعمل دائمًا من أجل نصرة قضايانا في منطقتنا. لنا الفخر بالعلاقة معها، بقيادة الإمام الخامنئي دام ظله، على نهج الإمام الخميني قدس سره.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.