آخر الأخبارإيران

حرب أوكرانيا ليست ناتجة عن خلافات بين دولتين فحسب، بل هي نتيجة لسياسات الغرب الكبرى

قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله السيد علي الخامنئي


حذر قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله السيد علي الخامنئي على مدى السنوات الثلاث الماضية مرارا وتكرارا من أن حرب أوكرانيا ليست ناتجة عن خلافات بين دولتين فحسب، بل هي نتيجة لسياسات الغرب الكبرى.

وقد أظهرت هذه الأزمة أن الثقة بالغرب هي خطأ استراتيجي يقود الدول إلى حافة الهاوية.

الرئيس الامريكي دونالد ترامب
الرئيس الامريكي دونالد ترامب

اللقاء الأخير بين دونالد ترامب وفولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض لم يؤدِّ إلى مفاوضات دبلوماسية، بل تحول إلى ساحة مشاحنات وخلافات عميقة بين الطرفين. هذا الحدث، الذي جذب انتباه وسائل الإعلام الدولية، كان له أبعاد وعواقب واسعة تتجاوز مجرد مواجهة لفظية بين رئيسين.

في هذا اللقاء، لم يرفض ترامب التوقيع على اتفاقية اقتصادية مهمة مع أوكرانيا فحسب، بل قال لزيلينسكي بنبرة تهديدية: “أنت على أعتاب الحرب العالمية الثالثة، ويجب أن تشكرنا.”

كما أعلن ترامب في بيان رسمي بعد اللقاء أن “الصفقة قد ألغيت لأن زيلينسكي غير مستعد للسلام، وأمريكا لن تكون غبية.” … وقد اظهر هذا التعامل المهين أنه حتى رئيس دولة حليفة لأميركا لن يحظى بأية مكانة إذا لم يتبع سياسات واشنطن بشكل كامل.

في المقابل، وخلال السنوات الثلاث الماضية منذ بداية حرب أوكرانيا، حذر قائد الثورة الإسلامية مرارا من جذور هذه الأزمة ودور أمريكا والغرب خلف الكواليس. فسماحته قد أكد بأن هذه الحرب ليست مجرد صراع بين دولتين، بل هي جزء من مخطط كبير لتحقيق مصالح الغرب.

وقد أكد سماحته في عدة مناسبات أن أوكرانيا أصبحت ضحية لسياسات أمريكا المولدة للأزمات، وأن الدعم الظاهري من الغرب دفع كييف إلى طريق مكلف ومحفوف بالمخاطر. وقد قدمت مواقف سماحة قائد الثورة الاسلامية خلال السنوات الثلاث الماضية تحليلا دقيقا عن كواليس الحرب الاوكرانية، وفيما مراجعة لابرز مواقف سماحة قائد الثورة الاسلامية:

اوکرانیا
اوکرانیا

في شهر مارس عام 2022 و في رد فعل على حرب أوكرانيا، أشار سماحة قائد الثورة إلى تجارب دول مختلفة، مؤكدا أن الثقة بأمريكا وأوروبا لن تؤدي إلا إلى الخذلان أثناء الأزمات، قائلا : “نحن بالطبع ندعم وقف الحرب في أوكرانيا، نريد أن تنتهي الحرب هناك؛ لكن علاج أي أزمة ممكن فقط إذا تم فهم جذورها. جذور الأزمة في أوكرانيا هي سياسات أمريكا وسياسات الغرب؛ هذه هي جذور الأزمة؛ يجب فهمها والحكم على أساسها. دعم القوى الغربية للدول والحكومات التابعة لها هو سراب، وليس حقيقة… انظروا إلى وضع أوكرانيا اليوم وأفغانستان بالأمس؛ لقد وثقنا بأمريكا، وثقنا بالحكومات الغربية، لكنهم تركونا وحدنا.”

في شهر أبريل عام 2022 وفي لقاء مع الرئيس الكازاخستاني، أشار سماحة قائد الثورة الاسلامية إلى أن جذور أزمة أوكرانيا تكمن في سياسات التوسع الأميركية والغربية، وحذر من أن الغرب يسعى دائما لتوسيع نفوذه في مناطق مختلفة، مصرحا: “في قضية أوكرانيا، المشكلة الرئيسية هي أن الغرب يسعى لتوسيع الناتو، ولن يتوقفوا عن توسيع نفوذهم أينما أمكن. يجب مراقبة الأمور بدقة وحذر، لأن الأميركيين والغربيين يسعون دائما لتوسيع دائرة نفوذهم في مناطق مختلفة، بما في ذلك شرق وغرب آسيا، وإلحاق الضرر باستقلال وسيادة الدول.”

الاحتلال الامريكي
امیرکا

في شهر أبريل عام 2023 وبينما كانت حرب أوكرانيا مستمرة، أشار سماحة قائد الثورة الاسلامية إلى تبعات هذه الحرب على أوروبا، مؤكدًا أن أمريكا تستفيد من هذه الأزمة، بينما تتلقى حلفاؤها في أوروبا الضربة الأكبر، وقال سماحته: “هذه الحرب تسببت في تباعد تدريجي بين حلفاء أمريكا الأوروبيين وأمريكا… الأوروبيون هم من يدفعون الثمن، بينما أمريكا تجني الفوائد؛ هذا التباعد يظهر ضعف أمريكا.”

وفي شهر ابريل عام 2023 ايضا وفي لقاء مع كبار قادة القوات المسلحة الايرانية، تحدث قائد الثورة عن الحروب الإقليمية وأشار إلى المخططات الخفية للقوى الكبرى، مؤكدًا أن حرب أوكرانيا هي جزء من هذه المخططات، واشار سماحته: “هذه الحروب التي تحدث لها مخططات خلف الكواليس… من هم المخططون؟ هم القوى الشريرة الدولية التي نسميها ‘الاستكبار’؛ هم يخططون لإشعال الصراعات حيثما يمكنهم تحقيق مصالحهم.”


في شهر يوليو عام 2023 وفي لقاء مع طلاب العلوم الدينية والمبلغين الدينيين، ناقش سماحة قائد الثورة الدوافع الاقتصادية لأميركا من حرب أوكرانيا، وأشار إلى دور شركات تصنيع الأسلحة في هذه الأزمة، قائلا: اليوم، نجد بأن هؤلاء هم مستعدون للتضحية بشعب مسكين مثل شعب أوكرانيا من أجل ملء جيوب شركات تصنيع الأسلحة الأميركية؛ ليحاربوا ويموتوا من أجل بيع الأسلحة.”

هذه التصريحات لسماحة قائد الثورة الاسلامية تظهر أن تحليل سماحته حول أزمة أوكرانيا كان منذ البداية قائمًا على فهم عميق لمعادلات القوة العالمية. فالدول الغربية بدلًا من تقديم مساعدة حقيقية للشعوب، تستخدمها كأدوات لتعزيز مصالحها، وتتركها في اللحظات الحرجة. وان تجربة أفغانستان وأوكرانيا، وحتى التعامل الأخير لترامب مع زيلينسكي، هي شهادة أخرى على هذه الحقيقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى