اظهرت دراسة أجراها علماء من جامعة كويمبرا في البرتغال إلى أن شرب القهوة يومياً يساعد على إطالة العمر.
وتبين للعلماء أن نسبة سكان العالم الذين تبلغ أعمارهم 65 سنة فما فوق تتزايد باستمرار، وعدد كبار السن سيرتفع من 10% اعتبارا من عام 2022 إلى 16% بحلول عام 2050، والمثير للاهتمام أن هذا التزايد لا يرجع فقط إلى تحسين الخدمات الطبية المقدمة، ولكن أيضا إلى استهلاك القهوة.
وأوضح العلماء إلى أنهم وخلال دراستهم قاموا بتحليل بيانات 85 دراسة سابقة، شملت مئات الآلاف من سكان أوروبا وأميركا الشمالية والجنوبية وأستراليا وآسيا، وكان الهدف هو معرفة كيفية تأثير القهوة على الصحة ومعدلات الوفيات، وتبين لهم أن شرب 3 فناجين من القهوة يوميا يزيد متوسط العمر المتوقع بمقدار 1.84 سنة، كما أن اللذين يشربون القهوة بشكل يومي كانوا أقل عرضة للإصابة بأمراض خطيرة.
وأظهرت نتائج الدراسة أيضا أن القهوة تلعب دورا مهما في الحفاظ على وظائف العديد من أجهزة الجسم، مثل الجهاز العضلي والجهاز العصبي وتقوي منظومة المناعة، كما تقلل من الإصابة بأمراض القلب وأمراض الأوعية الدموية والسرطانات والسكتة الدماغية والسكري والخرف والاكتئاب.
ومن جهته قال عالم الأعصاب رودريغو كونيا إن شرب القهوة باعتدال يساعد على مكافحة الآليات البيولوجية التي تتباطأ وتتعطل مع التقدم في العمر وتسبب عددا من الأمراض، لكن تأثيرات شرب القهوة على الجسم تختلف باختلاف العمر.
شرب القهوة يوميًا يرتبط بالعديد من الفوائد الصحية التي قد تسهم في إطالة العمر، وفقًا للعديد من الدراسات العلمية. الفوائد تعود إلى المركبات النشطة بيولوجيًا الموجودة في القهوة، مثل مضادات الأكسدة والكافيين، والتي تؤثر إيجابيًا على الجسم.
الأدلة العلمية على تأثير القهوة:
- تقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة:
- أظهرت دراسات أن استهلاك القهوة مرتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب، السكري من النوع الثاني، وبعض أنواع السرطان (مثل سرطان الكبد والقولون).
- القهوة تحتوي على مضادات أكسدة قوية تحارب الالتهابات والجذور الحرة التي تسبب تلف الخلايا.
- تحسين صحة الكبد:
- شرب القهوة بانتظام يقلل من خطر الإصابة بتليف الكبد وأمراض الكبد الدهنية.
- الحماية من الأمراض العصبية:
- القهوة قد تقلل من خطر الإصابة بأمراض مثل الزهايمر وباركنسون، بفضل تأثيرها على تحسين وظائف الدماغ وتقليل الالتهاب العصبي.
- خفض معدلات الوفيات:
- دراسة طويلة الأمد نشرتها مجلة New England Journal of Medicine وجدت أن الأشخاص الذين يشربون القهوة يوميًا (2-4 أكواب) كانوا أقل عرضة للوفاة بسبب أمراض القلب، السكتات الدماغية، وأمراض الجهاز التنفسي مقارنة بغيرهم.
- تحسين الصحة النفسية:
- القهوة تساعد على تحسين المزاج والحد من الاكتئاب، مما يقلل من مخاطر السلوكيات السلبية المرتبطة بالصحة النفسية.
عوامل يجب أخذها بعين الاعتبار:
- الكميات المعتدلة: الاستهلاك المفرط (أكثر من 5 أكواب يوميًا) قد يسبب آثارًا جانبية مثل الأرق، زيادة معدل ضربات القلب، واضطرابات المعدة.
- القهوة السوداء أفضل: القهوة بدون إضافات مثل السكر أو الكريمة هي الأكثر فائدة للصحة.
- الحساسية الفردية: تأثير القهوة يختلف بين الأفراد حسب الجينات، وقد يشعر البعض بآثار جانبية حتى بكميات صغيرة.
القهوة والتركيز: بين المنفعة العلمية والاعتدال
تم تحديث المقالة لتعكس أحدث البيانات العلمية مع توثيق المصادر بدقة:
1. الآليات العلمية الدقيقة لتأثير الكافيين
- الارتباط بمستقبلات الأدينوزين:
يعمل الكافيين كـ مضاد تنافسي لمستقبلات الأدينوزين A1 وA2A في الدماغ، حيث يشابه تركيبته الجزيئية تركيب الأدينوزين (مادة كيميائية تسبب النعاس). هذا الارتباط يمنع الأدينوزين من تثبيط النشاط العصبي، مما يؤدي إلى: - زيادة إفراز الدوبامين (المسؤول عن الشعور بالمتعة والتحفيز).
- تعزيز إطلاق النورأدرينالين (يحسّن الاستجابة للضغوط ويزيد الانتباه).
- تحفيز الأستيل كولين (يعزز الذاكرة قصيرة المدى).
- التأثير على التمثيل الغذائي:
يثبط الكافيين إنزيم الفوسفوديستراز، مما يرفع مستويات أدينوسين أحادي الفوسفات الدوري (cAMP)، وهو جزيء ينظم الطاقة الخلوية ووظيفة الخلايا العصبية.
2. الفوائد المُدعَّمة بالأدلة العلمية
- تحسين الأداء الذهني:
أظهرت دراسة في Journal of Psychopharmacology أن 200 ملغ من الكافيين (ما يعادل كوبين من القهوة) يحسّن دقة الاستجابة في المهام المعقدة بنسبة 25%، خاصة عند الأشخاص المُجهدين. - الوقاية من الأمراض العصبية:
ربطت دراسات قائمة على الملاحظة (مثل تلك المنشورة في Journal of Alzheimer’s Disease) بين الاستهلاك المعتدل (3-4 أكواب يوميًا) وانخفاض خطر الإصابة بالزهايمر بنسبة 30%، وذلك بفضل مضادات الأكسدة مثل حمض الكلوروجينيك. - تعزيز المزاج بشكل غير مباشر:
يقلل الكافيين الإحساس بالتعب، مما يحسّن الحالة المزاجية ويُسهّل التركيز، لكنه لا يعالج اضطرابات المزاج المزمنة.
3. التحذيرات المُحدَّثة والحدود العلمية
- الجرعات الآمنة والخطرة:
- 400 ملغ يوميًا: الحد الأقصى للبالغين الأصحاء (ما يعادل 4 أكواب قهوة)، وفقًا لـ Mayo Clinic.
- تجاوز 600 ملغ: يرتبط بزيادة خطر القلق، الأرق، وخفقان القلب.
- التباين الجيني في الاستجابة:
تؤثر polymorphisms في جين CYP1A2 (المسؤول عن استقلاب الكافيين) على سرعة التخلص منه. على سبيل المثال، 50% من السكان لديهم نسخة “بطيئة” من الجين، مما يجعلهم أكثر عرضة للآثار الجانبية. - فجوات البحث العلمي:
معظم الدراسات تُجرى على البالغين (18-65 عامًا)، بينما تأثير القهوة على المراهقين (قد يعطل النمو العصبي) و كبار السن (يزيد الجفاف) غير مدروس بشكل كافٍ.
4. نصائح مُحسَّنة للاستهلاك الآمن
- الجرعة المثلى: 1-2 كوب يوميًا للاستفادة من الفوائد دون مخاطر.
- توقيت الشرب: تجنّب القهوة قبل 6-8 ساعات من النوم، لأن نصف العمر البيولوجي للكافيين يتراوح بين 3-7 ساعات.
- البدائل الصحية:
- القهوة منزوعة الكافيين: تحتوي على 2-5 ملغ من الكافيين لكل كوب.
- مشروبات عشبية: مثل شاي الهندباء أو شيزاندرا (خالية من الكافيين).
- تعزيز العادات: النوم 7-9 ساعات + نظام غذائي غني بأوميغا-3 (يحسن وظيفة الدماغ).
5. الفجوات البحثية والمستقبل العلمي
- الدراسات الطويلة المدى:
- تأثير الاستهلاك اليومي لمدة 20+ سنة على الخرف.
- التفاعل بين الكافيين وأدوية الاكتئاب أو المنشطات.
- التركيز على الفئات الهشة:
- المراهقون: هل يزيد الكافيين من خطر اضطرابات القلق؟
- الحوامل: هل الجرعات المنخفضة (<200 ملغ/يوم) آمنة للجنين؟
6. المصادر العلمية المُوصى بها
- PubMed: قاعدة بيانات تحتوي على آلاف الدراسات حول الكافيين وصحة الدماغ.
- Mayo Clinic: تقدّم إرشادات حول الجرعات الآمنة.
- Harvard Health: تحليل متوازن لفوائد ومخاطر القهوة.
القهوة سلاح ذو حدين:
- الجانب الإيجابي: تحسين اليقظة والذاكرة قصيرة المدى، مع أدلة أولية على الوقاية من الأمراض التنكسية.
- الجانب السلبي: الإفراط فيها يُدخل الجسم في دوامة الإدمان الخفيف (صداع انسحابي، اضطرابات نوم).
- التوصية النهائية: الاعتدال (2-3 أكواب يوميًا) + مراقبة ردود الفعل الفردية + استشارة الطبيب عند وجود أمراض مزمنة.
نصيحة:
للاستفادة من فوائد القهوة، يمكن تناول كوبين إلى أربعة أكواب يوميًا، مع تجنب إضافات غير صحية والابتعاد عن شرب القهوة في المساء لتفادي الأرق.