محور المقاومة هو نتاج الثورية الذي اكتشف العالم المستكبر قدرته وقوته وقيمه. يدفع بيديه حمأ الصهاينة ومطامع المستكبرين. لقد تمددت الثورية من إيران إلى الأرض التي باركنا حولها، إلى الأرض التي نمت فيها المقاوِمات البطلة الجديرة بتوليد أفراح النصر
للوهلة الأولى، قد يظن البعض أنَّ الثورية محصورة في كونها حالةَ تمرد على واقع سيّئ بالنسبة إلى الثائر، ومشياً فوق المسامير والجمر والنار، واكتساحاً للعواصف والصعاب، وشعاراً يُرفع على سارية عالية، وإسقاطَ ممالكَ وتيجانٍ وعروشٍ وسلطات، ووسيلةً لتحدي الفاشية والاستبداد وفضحهما على أوسع نطاق، وتعبيراً عن الذات والهوية والموقف عبر استخدام العنف.
وربما يظن أنها محصورة في كونها هدمَ الموجود وإعادة خلق الواقع بمزايا اجتماعية وثقافية وسياسية محددة ومقبولة عند الثائر، وتقدمَ مَن لا يهاب الموت ويعانقُ الألم باحثاً بدافع الحاجة أو الوعي عن سر الوجود والصيرورة، وطموحاً سياسياً واجتماعياً توقاً إلى المستقبل، ودعوةً لعالم جديد وصياغةَ ذلك من ألسنة الحرائق ومعاول الهدم ونار الأحاسيس، ومحاولةً مثيرة نحتاجها للتعويض عما هو كائن بما نرغب أن يكون.
لكن مع قراءة كلمات السيد علي خامنئي كوريث للمعرفة الإلهية، ترتسم آفاق الثورية على أبعادٍ تُحررُ الإنسان من محدودية الزمان والمكان. الثورية وسيلة تعبيرية ذات وظيفة جمالية واجتماعية إذا ما اتصلت بواقع الحياة والأرض، وذات وظيفة توحيدية اعتقادية إذا ما اتصلت بسلم الغيب والسماء، ليرى الثائر ما وراء سطح الظاهر، وما وراء قوى الطبيعة.
الثورية عنده سفينة تبحر على خريطة القيم، فلا يصل الهذيان والفوضى واليأس إلى شيء منها. الثورية ليست قرعاً للطبول، وفي أساس برنامجها الولوج في أقذار الأنانية والتسلط والحقد الأعمى الذي يأكل ذاته بذاته.
الثورية هي كل ما ذكرنا، لكنها مقطورةٌ إلى عربة الحق والعدالة والاستقامة. الثورية حركة تقدم من الخلق إلى الحق، ومن الحق إلى الخلق، عن وعي بقيمة التضحية وتصميم في الاحتراق عبر الشهادة لإنارة الآتي.
الثورية هي حبك المواثيق العقلية مع الإنسان والمواثيق الإيمانية مع الله. هي الغائية التي تدفع المظلوم إلى اختيار طريقه الصحيح في الحياة، لا العدمية المتحررة من الرؤية الواعية، وهي اشتراك متواصل في القتال الدائر مع الظالم ومع النفس، لتحطيم ناب فيل الطاغوت وناب فيل النفس الأمارة بالسوء.
من متابعة مناهج الثورات في العصور الأخيرة، يتضح على أي خط تقف الثورية التي ينادي بها خامنئي ويعمل لها، من جهة الشكل والمضمون واللغة والأولويات والأداء وكل مبادئها العامة التي تسمح لنا أن نحكم مثلاً على غيرها، وإن بدت تلك رائجةً بسبب قوة محددي القيم وتأثير دعايتهم، لكن الفوارق تبقى واضحةً وكبيرةً بين ما هو أصيل وما يستحيل إلى زبد مع الأيام.
لقد أعرض الجيل الأول عن الثورة الفرنسية، وغرقت البلاد في الابتذال والفساد والحكم الفردي مدة 80 عاماً، ولم تمضِ 6 و7 سنوات على الثورة الروسية حتى تغيرت الأوضاع تغيراً تاماً، وظهرت كل أشكال الاستبداد والقمع والعسف، في حين أن تجربة الثورة الإسلامية استندت إلى أفكار لا يعتريها الاندثار، بل تتميز بالأصالة والخلود والصحة والمعنى والعقلانية والشمولية والربانية والمزايا والفرص الإنسانية المستمرة.
حضور الغاية والمعنى والمنظومة الأخلاقية والجدوى والطاقة المفتوحة على السماء والموقف الإثباتي بسلامة التحولات حفظ الثورة الإسلامية في إيران من اليأس والارتماء في أحضان العدم والعجز أمام الأعداء.
لهذا، لا يجد الثوريون أي سبب يدفعهم إلى الاستسلام. كيف والقوة الإلهية إلى جانبهم! لا يخشون التحديات، بل هم رجال متيقنون من قوتهم ومن قيمهم، والثورة هي الأمل في عالم آتٍ.
فيما يتعلق بالشروط الفكرية والسياسية، فالثورة هي نقيض الشروط والأوضاع السوداء التي تضغط على عنق المستضعفين في العالم. وحتى لو كانت الثورية احتجاجاً على مفاسد الحكم وإدانة لمجتمع مهادن وخاضع، وحتى لو كان الثوريون راغبين في تحقيق التغيير ولديهم النظرية العلمية لذلك، فإنّ إنجاز المهمة، ما لم يكن مرتبطاً بالقيم والأخلاق والآداب، لن يقدر الثوريون على إعطاء المشعل لمن بعدهم.
إنّ طموح الإنسان في إحداث ثورة ما، وطموحه في تحقيق أهداف معينة لا يتوقف على الشجاعة والصمود، بل لا بد من الاتصال بالبعد الإيماني المتدفق بالصورة والسلوك والوعي والممتد في أفق الزمن.
الثورية ليست حركة خارج النفس، بل داخلها أيضاً، والأخيرة هي من النوع الأقسى. كثيراً ما ينشأ الصراع بين الخارج والداخل وبين الخيال والواقع. لذلك، إنّ الذين لا يملكون الاستقامة في خطهم النضالي سيسقطون بعد حين، وسيفشلون وسيبددون جهودهم. وقد خابت آمالهم من وقائع وضغط التجربة، فهم ينقلبون إلى متشائمين أو ينزلقون على وحل التناقضات والإخفاقات، وقد يشهرون القلم ضد الثورة أو يعمدون لستر تنازلاتهم المبدئية إلى تفسيرات تحريفية يزعمونها تجديداً ثورياً.
الثورة الإيرانية أفلتت من هذا الفخ، والثوريون الإيرانيون وغيرهم ممن انطلق على هدى الثورة في هذه المنطقة وخارجها أو التحق بمسيرتها لم تزلّ بهم قدم، ولا استسلموا للنفس والطاغوت، ولا نقلوا السلاح من كتف إلى كتف بدافع الحسد أو الطمع في السلطة، بل ظلت الثورية عندهم صلاةً لا تنقطع ولا تتوقف أبداً.
وعلى هذا وسّعت الثورية من الأرض والأصدقاء، فاختلطت النضالات والقوميات واللغات والآمال والأشواق والبنادق والأفكار والتضحيات، وأتاحت إمكانية تكوين جبهة ومحور مشّع كالشمس دافق. عندما يعيش المرء بإحساس الإيمان، وعندما يتمسك بقضية إنسانية وأخلاقية ووطنية، ويحياها بجد إلى أن يموت في سبيلها، وحين يمتلئ بالعنفوان ومشروعية القتال، سيسمع هتافات من كل نواحي الأرض تؤيد ما هو عليه وتدعم توجهاته، وهذا ما حصل على نحو تدريجي، إذ بدأت الشعوب بالتحرر، ثم دخلت في صراع مع المحتل والعميل، وبقدر كبير من الطاقة التي بثتها مفاهيم الثورة الإسلامية ورجالاتها.
محور المقاومة هو نتاج الثورية الذي اكتشف العالم المستكبر قدرته وقوته وقيمه. يدفع بيديه حمأ الصهاينة ومطامع المستكبرين. لقد تمددت الثورية من إيران إلى الأرض التي باركنا حولها، إلى الأرض التي نمت فيها المقاوِمات البطلة الجديرة بتوليد أفراح النصر. لقد كان القرار بإنشاء محور المقاومة بتوجيه من السيد خامنئي أمارة من أمارات القوة والإلهام والتقدم والأمل بتحرير القدس. ثمة شجاعة داعية ومتحدية؛ شجاعة حادة البصر وعميقة البصيرة.
يقول خامنئي: “رغم الجدل المستمر حول تصدير الثورة، العدو يطالبنا: لماذا تصدّرون ثورتكم؟ ونحن نقول له في معرض الرد إننا لا نصدر ثورتنا، بل إنّ ثورتنا صُدّرت وانتهى الأمر. أنتم الآن أمام أمر واقع. تصدير الثورة ليس كتصدير بضاعة، بحيث يتم ذلك بشكل مستمر، وبواسطة بعض الأشخاص. هو تصدير فكر، بمعنى أنّ هذا الفكر صحيح، ويستقطب قلوب الناس في أقطار العالم. هذا العمل تم، وهو يُظهر لنا نتائجه يوماً بعد يوم”.
مع مطلع العام 2010، زادت القناعة لدى إيران وسوريا وحزب الله بكون المنطقة برمتها تتجه إلى تشكّل “بيئة حرب”. صحيح أنّ القوى الغربية الرئيسية فرضت هيمنتها على هذه البيئة، ولكن تلك الهيمنة لم تكن دائماً عن طريق الحرب واستخدام القوة الصلبة، فرغم التباينات المستمرة مع دول كالعراق وتونس وليبيا ومصر، هناك مصالح مشتركة تربطها بهذه الدول، وتجعل بعض أشكال التعاون، وخصوصاً على الصعيد الاقتصادي، مفيداً للجميع، ولكن لم تتوقع هذه الدول أن تنقلب القوى الغربية عليها، وتنتقل من دول كانت تدور في فلك المصالح الغربية تتحكم في الكثير من خياراتها وأجنداتها إلى دول في مهب العنف وانعدام الأمن والفوضى السياسية والمجتمعية.
لا شك في أنّ الطرح الكلاسيكي لأهمية التعاون والشراكة في العمل السياسي والثقافي والإعلامي يحمل في طياته الكثير من الإيجابيات، وهذا ما كانت تفعله إيران منذ انتصار الثورة عام 1979، ولكن ذلك لا يرقى إلى مستوى الأهداف العملية التي طرحها الإمام الخميني ومن بعده السيد خامنئي. العمل الميداني المشترك ضمن أهداف استراتيجية هو ما تحتاجه قوى المقاومة، من خلال جمع القوة الصلبة إلى القوة الناعمة في ممارسة التأثير في سلوك العدو.
إن “الثورية”، باعتبارها أيضاً “قوة ذكية”، بدأت تعكس تطورات جديدة في فهم مسألة بناء محور يواجه قوى الهيمنة في المنطقة، وعلى رأسها أميركا و”إسرائيل”؛ فبعد الصورة التاريخية التي جمعت الرئيس الإيراني الأسبق محمود نجاد بكل من الرئيس السوري بشار الأسد والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في العاصمة السورية دمشق في شباط/فبراير 2010، بدأ مصطلح “محور المقاومة” يشهد رواجاً أوسع في الأوساط السياسية والإعلامية والشعبية، لتحقيق أقصى ما يمكن من الأهداف، من خلال المزاوجة بين القوة الناعمة والقوة الصلبة، أي بحشد كل الإمكانات والموارد والتحالفات والشراكات والمؤسسات بمختلف مستوياتها، بغرض التعامل مع التحولات الإقليمية وتطوير أدوات لاتخاذ القرار هدفها التقليل من الأخطار، والتموضع وفق قواعد ومعايير وأولويات مدروسة بدقة، وخصوصاً أنّ الأحداث في المنطقة بدأت تجري وتتحرك بأسرع مما يمكن لصانع القرار التعامل معها أو توقعها.
مع بدء الأزمة السورية عام 2011، باتت موارد محور المقاومة ظاهرة للعيان أكثر. ظهور “داعش” كتحدٍ ديني وثقافي وعسكري سرّع تنظيم الأطر العسكرية “غير الدولتية”. اتسعت المساحة الجغرافية للعمل، وأصبحت القوة عينيّة وقابلة للقياس، وساد المنحى التشبيكي والعلائقي أدبيات إعلام المحور، الذي صار يركز على جدواه في التأثير في العدو.
بعد تأسيس محور المقاومة، يمكن القول إنّ الأمة في لحظة صعود، والنتيجة التي يمكن أن تتعرّف إليها أي أمة مقاوِمة أنّ الذين يتقبّلون الشهادة هم الذين يستحقون الحياة!
هذه الانعطافة الثورية تضافرت لبلورتها جهود سنوات من العمل المقاوم، وجهود قيادة حرس الثورة الإيراني على وجه التحديد بقيادة قائد “قوة القدس” الفريق الشهيد قاسم سليماني. نعم، الحاج قاسم رائد هذه الانعطافة التي خرجت بمفهوم الثورية والمقاومة لمقارعة الاستكبار العالمي والصهيونية من الحدود “الوطنية” الضيقة إلى المجال العلائقي بين قوى المحور، وحوَّلت التركيز من ملكية “الموارد” واستخدامها في الإطار المحلي إلى القدرة على توظيف تلك الموارد في الإطار الإقليمي.
هذا ما تم اختباره عملياً خلال الأزمة السورية ودخول “داعش” إلى العراق، إلى ما يحصل اليوم من استعدادات ساحات المقاومة في كل من لبنان وفلسطين وسوريا والعراق واليمن للمعركة الكبرى مع “إسرائيل”.
لقد كان هدف محور المقاومة الأولي الصمود واستنهاض الشعوب، وتحشيد الطاقات لمواجهة قوى الهيمنة، وإفشال تلك الخطة التخريبية التي طالت مجتمعات بلدان عديدة تؤمن شعوبها بخيار المقاومة، ومواصلة الجهود لتحرير فلسطين بالقدر الذي تسمح فيه الظروف والإمكانات.
ولكن مع تراكم الإنجازات، بات المحور في موقع المبادر، إذ أسست هذه الشراكات والتحالفات بين دول المحور وقواه بأقدار متفاوتة في تغيير مسار الصراع، ليس في مواجهة العدو الإسرائيلي والقوى التكفيرية فحسب، إنما مسار الصراع والتنافس الدولي على مستقبل العالم الجديد وهويته أيضاً.
وتحاول “إسرائيل”، تعويضاً عن مخاوفها هذه، زيادة زخم علاقاتها بالدول العربية، ولا سيما في هذه الفترة العصيبة من تاريخها، إذ تجابه تصاعداً كبيراً في أعمال المقاومة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، فهي تعمل في الليل والنهار لبناء علاقات قوية وفاعلة مع الدول العربية، وخصوصاً الخليجية، في الفترة الحالية، لكبح جماح انتفاضة قادمة ومحاولة دفع مصر ودول أخرى للقيام بدور لحل مشكلات إطلاق الصواريخ من غزة أو مشكلة تنامي عمليات إطلاق الرصاص والطعن ضد عسكريين أو مستوطنين، والحصول على مساندة هذه الدول في المحافل الدولية لتمرير أجندتها السياسية والاقتصادية والأمنية إقليميّاً.
لا شك في أنّ توجهات الدول الغربية الاستعمارية للمنطقة لن تتبدل، وأنّ تكالبها على مواردها سيستمر بالزخم نفسه، وبالاستراتيجية الأحادية المنفعة نفسها، وأنّ “إسرائيل” لن تغيّر أهدافها ومراميها في فلسطين، وهي زيادة على ذلك، تريد أن تستحوذ على حصة وازنة من موارد الدول الخليجية، وتريد أن تجعل هذه الدول سوقاً كبيرة لمنتجاتها وصادراتها، وهي ستستمر في أداء دور خبيث لزعزعة الاستقرار في كل من لبنان وسوريا والعراق واليمن، وحرمان حكومات هذه الدول من أن تقوم بأي دور تنموي أو تقدمي للاستفادة من مواردها وخيراتها.
لذا، إن الجهود ستنصبّ لتطوير إرادة وطنية وإرادة سياسية وإرادة ثورية جامعة قوية وغلَّابة لدى الدول والشعوب الممانعة ونخبها السياسية والاجتماعية، لإعداد وتنفيذ برامج مشتركة في مجال العمل العسكري، والسعي لتنفيذ مشاريع تنمية طموح ومرضية وبناء شراكات سياسية واقتصادية فاعلة وقوية لاستغلال كل الموارد المتوافرة والمتاحة لدفع الهيمنة الاستعمارية إلى الزوال.
إنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية بتشكيلها محور المقاومة أوجبت على نفسها:
أ- دعم حلفائها وحمايتهم وتمكينهم بشتى الوسائل للحيلولة دون إقصائهم من الساحة السياسية بالقوة.
ب- تعزيز قوة المحور ومكانته في الساحة الإقليمية.
ج- تطوير هوية ثورية إيمانية مشتركة، وإدراك أمنيّ استراتيجي لمواجهة قوى الهيمنة وأدواتها في المنطقة.
د- التوصل إلى تعريف مشترك للمصالح الجيو-سياسية والثقافية والاقتصادية.
ه- إبراز العمق الاستراتيجي لدول المحور وقواه في مواجهة “إسرائيل” وقوى إقليمية مناوئة تواجه فراغاً جيو-سياسياً متواصلاً وتأكلاً مستمراً في دورها ونفوذها.
و- المشاركة في أي ترتيبات سياسية وأمنية ترتبط بمصير بلدان قوى المقاومة ومستقبلها.
ز- الاستفادة القصوى من الموارد النفطية والغازية والثروات المعدنية والطبيعية الأخرى، ومن موقع بعض البلدان الجغرافي، كالعراق واليمن وسوريا، التي تعتبر ممراً مهماً في طرق المواصلات في سبيل تعزيز التواصل والتعاون وتسهيل مدّ حركات المقاومة بالسلاح والعتاد والدعم المادي المطلوب.
ح- عرقلة الاستراتيجية الأميركية الرامية إلى تنمية نفوذها وزيادة وجودها للتأثير في مجريات الأحداث.
ط- إعطاء الأولوية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومته ومده بالسلاح، وخصوصاً في الضفة الغربية.
يشدد خامنئي على أنّ “الروح الثورية هي عدم البقاء في أسر الحدود المفروضة بالإكراه وعدم الاقتناع بأخذ القطرات الشحيحة المعطاة من هنا وهناك”، وهذا يعني عدم القبول بالوضعية الحالية للأمة، بل لا بدّ من التغلب على هذا الواقع المرّ والتقدم إلى الأمام لتحرير الإرادات والاقتصادات من قيود الاستغلال والتبعية.