كشف مسؤول عسكري بارز في العاصمة بغداد، عن استمرار وجود أسلحة هجومية أميركية ثقيلة ومتوسطة في قاعدة “عين الأسد”، الواقعة بمحافظة الأنبار غرب البلاد، وذلك على خلاف الاتفاق الموقع بين البلدين عام 2021، بتحوّل مهام القوات الأميركية في العراق من قتالية إلى استشارية.
وبيّن أن الزيارة الأخيرة لقادة عسكريين عراقيين إلى القاعدة “أظهرت وجود أسلحة هجومية، ومنها طائرات مروحية قتالية من طراز بلاك هوك، وأباتشي، مع استمرار وجود منظومة رادار متطورة ومعدات رصد أخرى”.
وفد عسكري عراقي زار قاعدة عين الأسد
وأجرى وفد عسكري عراقي رفيع المستوى، في 26 أغسطس/ آب الماضي، زيارة مفاجئة إلى قاعدة “عين الأسد”، التي تضم المئات من القوات الأميركية ضمن التحالف الدولي. وأظهرت الصور التي نشرتها وزارة الدفاع العراقية، لقاءات متفرقة بين الوفد العراقي وقادة وجنرالات أميركيين.
وضمَّ الوفد العسكري كلاً من رئيس أركان الجيش الفريق عبد الأمير يار الله، ونائب قائد العمليات المشتركة الفريق الركن قيس المحمداوي، وعدداً من القيادات الأمنية والعسكرية بوزارة الدفاع والداخلية، وفقاً لبيان نقلته وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع) في 26 أغسطس الماضي.
ولم يكشف البيان تفاصيل الزيارة إلى القاعدة الأبرز في خريطة الوجود العسكري للقوات الأميركية والتحالف الدولي في العراق، لكن مصدراً عسكرياً بارزاً في بغداد، قال لـ”العربي الجديد”، إن “الزيارة شملت الجزء العسكري العراقي من القاعدة فقط”.
وبحسب المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته فإن “زيارة الوفد العسكري الأخيرة لقاعدة عين الأسد، أوضحت وجود معدات وأسلحة هجومية، وهذا خلاف الاتفاق المبرم عام 2021، والذي سمح بوجود أسلحة دفاعية مع قوة المهام الاستشارية”.
ولفت إلى وجود “منظومة رادار متطورة، وأسلحة وعربات همفي وهامر، وطائرات قتالية مروحية مثل أباتشي وبلاك هوك، مع الاعتقاد أن منظومة صواريخ اعتراضية ما زالت موجودة داخل الجزء الشمالي الغربي من القاعدة”.
وقال المسؤول العسكري إن “جزءاً غير قليل من القوات الأميركية المستبدلة أخيراً هو عبارة عن قوات قتالية”.
وبحسب المسؤول العراقي، فإن “الحكومة العراقية تنوي مفاتحة الأميركيين في هذا الملف تحديداً، خصوصاً مع استمرار تصاعد مؤشرات وجود تحركات أميركية قريبة في الأراضي السورية المجاورة وإمكانية وجود خطط أميركية جديدة في المنطقة”.
تعرف إلى “قاعدة عين الأسد” ثاني أكبر القواعد بالعراق
قاعدة “عين الأسد” أو قاعدة “القادسية” كما كانت تسمى قبل الحرب على العراق، هي قاعدة جوية عراقية ومقر لقيادة الفرقة السابعة العراقية للمشاة.
تقع على بعد نحو 160 كليومتر غرب بغداد و مايقرب 108 كيلومترات غرب الرمادي في محافظة الأنبار وهي قريبة من ناحية البغدادي.
تبلغ مساحة القاعدة 10 كيلزمترات اي تساوي تقريبا المنطقة الخضراء في بغداد.
قبل الاحتلال الامريكي للعراق 2003 كانت قاعدة للطائرات المقاتلة وللهليكوبترات وكانت تضم نحو 50 طائرة تابعة للسلاح الجوي العراقي ومعظمها من طراز ميغ s25، كما تحتوي على مخازن للعتاد والأسلحة.
مع غزو القوات الأميركية للعراق إحتلت قاعدة عين الأسد وإستخدمتها قوات مشاة البحرية الأميركية (المارينز) حتى تسليمها للقوات العراقية عام 2011. لهذه القاعدة أهمية إستراتيجية كبيرة تعد من أكبر القواعد الجوية غرب العراق، وثاني أكبر قاعدة في العراق.
دورها الأساس تدريب القوات العراقية على محاربة داعش.
كما تحوي هذه القاعدة مركزاً للتدريب وعدداً من الطائرات التابعة للتحالف الأميركي ومستشارين أميركيين.